أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
لقد زاد الاهتمام في السنوات الاخيرة بالتغير في الظروف المناخية والجوية للأرض لما لها من تأثير كبير على مكونات البيئة الطبيعية والأنشطة البشرية على حد سواء . فقد اثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن الغلاف الجوي يمثل المصدر الرئيسي للملوثات في مياه المحيطات خاصة العناصر المغذية للكائنات الحية البحرية مثل النيتروجين والفوسفور وبعض الفلزات الثقيلة (نحاس -كادميوم -زنك-رصاص -زئبق ) وكذلك عدد من الملوثات العضوية الثابتة ، حيث يتسبب الغلاف الجوي في نسبة عالية من هذه الملوثات في مياه المحيطات تتراوح ما بين 80- الى 90 بالمائة هي اعلى من نسبتها في الانهار وكذلك في البحار القارية شبه المغلقة والمناطق الساحلية .
وللتغييرات في جو الأرض مثل تغير المناخ وتآكل طبقة الاوزون و ارتفاع درجة الحرارة وغيرها تأثيرات كبيرة على الخصائص الكيميائية والبيولوجية للبحار والمحيطات فقد يؤدي نتروجين الغلاف الجوي الذي يذوب في مياه المحيطات الى زيادة الانتاجية البيولوجية في المناطق الساحلية والبحرية الضحلة . كما ان تصحر بعض الاراضي وتغير اتجاهات الرياح الناتجة عن التغير المناخي قد تغير مصادر الحبيبات المعدنية ومسارات انتقالها وترسبها حيث انها تمثل مصدر عنصر الحديد في الغبار الجوي .
بالاضافة الى ذلك فإن انخفاض معدل هطول الامطار قد ينتج عنه زيادة في معدل حدوث العواصف والزوابع الرملية التي تتسرب عنها مواد مختلفة الى البحار والمحيطات وبالتالي تؤثر على الجيوكيمياء الحيوية لمياهها . ومن ناحية اخرى فإن زيادة كميات غازات الكبريت في الجو والتي ينتج معظمها عن الانشطة البشرية الصناعية قد تتسبب في زيادة الضباب وبالتالي تنخفض كلا من درجة حرارة سطح الماء في البحار والمحيطات وكمية الضوء التي تصل الى اعماقها وبذلك تقل الانتاجية البحرية .
وتغير المناخ يؤثر على بعض المناطق البحرية وتياراتها بحيث تصبح معرضة لهبوب عواصف و اعاصير كما هو الحال في المحيط الهادي وظاهرة النينو المشهورة التي اصبحت قابلة للتزايد وتهدد الكثير من دول امريكا الجنوبية والوسطى بالجفاف والدمار وهي تنتج في الغالب عن تغير درجة حرارة مياه المحيط .
كما ان لهذه التغيرات آثار جانبية كثيرة و متعددة مثل انخفاض كمية كبريتيد ثنائي الميثيل الذي يؤثر على تكوين مراكز تكثيف السحب ، وكذلك زيادة في تركيز غاز اول اوكسيد الكربون وثاني اوكسيد الكربون وغيرهما من غازات الدفيئة والتي قد ينتج عنها ارتفاع درجة حرارة كل من الجو وسطح ماء البحار والمحيطات وبالتالي تتغير ظروف توازن الغازات في النظام الايكولوجي للجو والمحيطات مما يكون له تأثير على الكائنات الحية فيهما . بالاضافة الى ان زيادة تركيز ثاني اوكسيد الكربون وبعض الغازات قد يؤثر على نظام ترسب الكربونات في البحار والمحيطات حيث يقلل قيمة الأس الهيدروجيني لمياهها وبالتالي يؤثر على انتقال غازات اخرى بين الجو والبحر . ولذلك يزداد الاهتمام حاليا بالمحافظة على الغلاف الجوي و مكوناته و كيفية الحد من الانبعاثات الغازية الملوثة في العالم ليكون في توازن مع مكونات البيئة خاصة البحار والمحيطات التي تغطي اكثر من سبعين بالمائة من سطح كوكب الارض