أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
انه لمن الواضح ان قسما كبيرا من الاراضي الجافة وبخاصة تلك الاراضي الشديدة الجفاف اي المناطق الصحراوية الحقة ، ينبغي ان تصنف التربة فيها على انها من النوع المحلي المتكامل التكوين اي من النوع الذي يعرف لدى البيدرولوجيين باسم "اهلاإن" . فالعمليات البيدولوجية التي تعمل على نمو طبقات التربة تتقاطع باستمرار بسبب الطبيعة المتقطعة لعمليات الترسيب وكذلك بسبب اثر تذرية الرياح ، في نفس الوقت الذي يد فيه النقص في الرطوبة او يكاد يمنع العمليات الكيميائية من الوصول الى مداها . وبالاضافة الى ذلك هناك ايضا فقر وغياب الغطاء النباتي المتصل الا في حالات مبعثرة ، الامر الذي يترتب عليه فقر في المادة العضوية . وعليه فان المرء لا يتوقع في ظل الظروف الشديدة الجفاف أن يجد التربات الحقيقية الا في اماكن محددة ومبعثرة كما هو الحال في نطاق كبير في مناطق الواحات (وليس كل الواحات) ن وعلى نطاف ضيق تحت مجموعات الشجيرات المبعثرة غير المتصلة ؛ ويصعب بالمعنى الدقيق اعتبار تربات "الحمادة " و"الرق" و"العرق" وبعض تقسيمات التربة في المناطق الشديدة الجفاف ، تربات حقيقية حيث ان هذه التقسيمات ماهي في الحقيقة سوى تقسيمات جيومورفولوجية بسيطة . فتعبيرات مثل تربات "شديدة الاذراء" تستخدم للدلالة على الرق أي المناطق الصحرواية الحصوية التي انتزعت منها المواد الناعمة بفعل الرياح او بالانحراف المائي على المنحدرات . ويشتمل تعبير " التربة الارسابية" التقسيمات المختلفة للكثبان الرملية من الشكل الصغير ممثلا في النبكات Nabkas الى الصورة الكبيرة مثل الكثبان الهلالية والحقول الرملية او العرق . كما يجب ان يضم هذا النمط من التربة الارسابية النمط الذي تنمو فيه النباتات في كثير من واحات الصحراء الكبرى والصحراء الليبية . ومن وجهة نظر البيدرولوجيين قد يكون من الاصوب التفكير في تعبيرات مثل التربة الهيكلية Skeletal Soils لقسم كبير من الاراضي الصحراوية الشديدة الجفاف . وهذه غالبا ما تقسم الى "تربات صخرية Lihoeois حيث يكون الصخر مقاوما لعمليات التجوية ولا توجد عليه الا نباتات قليلة جدا ، اذ ان هذه النباتات لا تستطيع ان تضرب بجذورها في الصخر الصلب ما لم تشتمل هذه الصخور على قدر كبير من الشقوق ؛ والى تربات هشة Regosois . والتربات الهشة تتكون فوق صخور رسوبية ضعيفة وفوق الصخور التي تعمقت فيها عمليات التجوية (تربات حفوية متبقية) وكذك فوق العناصر الحصوية من ارسابات اللوس في الصين واجزاء من تونس . وهذه التربات الهيكلية يصعب التمييز بينها حيث يمكن ان تنمو على تربة Regosols بعض الاعشاب والشجيرات الكافية للرعي كما يمكن ان تحتوي على مواد عضوية كبيرة (غير الذبال الحقيقي ) ولمثل هذه التربات الهشة العضوية قد استخدم تعبير Regosol Reaker . وفي المناطق التي تقل فيها حدة الجفاف اي المناطق شبه الجافة والتي مازالت تفوق فيها عمليات التبخر كمية التساقط عغالبا ما تنقصها عمليات غسل الاملاح المعدنية القابلة للذوبان مثل كربونات الكالسيوم وسلفات الكالسيوم . وتكون هناك باستمرار حركة رأسية علوية للرطوبة الموجودة في التربة وفي ظل مثل هذه الضروف فإن هذا النوع الاقليمي للتربة هو من نمط التربة الكلسية Pedocal Soil ، والتي توجد بها عقد او طبقات من الجير في قطاعها الرأسي . وفي اوضح انواع التربة الكلسية تتكون التربة في معظمها من مواد معدنية مع نسبة اقل من 1 بالمائة من المواد العضوية . وهنا يمكن ان تكون كربونات وسلفات الكالسيوم قشرة سطحية (مثل الكاليش) من الجير والجبس . وعادة ما تكون المعادن في هذا النوع من التربة في متناول النباتات وبخاصة عندما تكون خصائص ظروف التربات الكلسية اكثر تركيزا ووضوحا حيث تفتقر التربة الى الرطوبة التي يمكن ان تجعل المواد المغذية في صورة تستطيع النباتات والمحاصيل الزراعية الاتفادة منها . وفي الحقيقة فان احد الفوائد من عمليات الري هو اعطاء رطوبة التربة لهذا الغرض في حين ان الزراعة الجافة تهدف الى حفظ مياه الامطار او منع عمليات التبخر الزائدة للمياه الارضية . وقد امكن التوصل الى نتائج ملحوظة لزراعة اشجار الفاكهة والخضراوات واعشاب الرعي وحتى لزراعة القطن في الواحات الصحراوية - ذات النمط الارسابي من التربة - ؛ ولكن في مثل هذه الواحات يستمد النبات عناصره الغذائية اساسا من المعادن الذائبة في المياه الجوفية المستخدمة في الري . وعندما تكون حبيبات الرمل كبيرة لاتتحققعلى الرغم من ذلك الفائدة الكاملة لعملية الري ، اذ انه كما يحدث في بعض المساحات من الاجزاء الشديدة الجفاف وتكو تربتها واسعة المسام فان المخصبات التي تستخدم لا تستطيع مع الرعي ان تستقر في التربة حتى تستفيد بها جذور النباتات وذلك لاتساع الفراغات في التربة . [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] وعلى هوامش الاجزاء الصحراوية الشديدة الجفاف يتصف المطر بانه اعظم كمية وبانه فصلي في حدوثه اكثر منه في صورة زخات متباعدة الحدوث . وأحيانا تظل قشرة الجير والجبس موجودة على سطح الارض غير ان التربة الحقيقية تقبع تحتها . وهذه التربات البنية والرمادية الصحراوية وشبه الصحراوية تسمى "سيروزيم Sierozems" ولا تزال المواد العضوية في هذه التربات فقيرة وتستمدها هذه التربات من الشجيرات مثل تلك المعروفة باسم Artemesia . وحيث يزداد المطر يزداد طول الفصل المطير ، تبدأ الحياة العشبية في الظهور وتكون الحياة النباتية في بادئ الامر عبارة عن شجيرات مبعثرة . وتغطي كمية الذوبال الناتجة عن الحياة النباتية المزدهرة لونا داكنا للتربات الكستنائية - في اراضي السهوب ، غير ان خصائص التكلس ما تزال موجودة في التربة حيث يحتفظ مقطع التربة بطبقة كربونات الكالسيوم . وتعطى هذه التربات التي تشغل الاراضي الجافة من السهول العظمى فيامريكا الشمالية واراضي السهوب في القارة الاسيوية اذا ما قورنت بتربة السيروزيم بيئة محصولية غير مستقرة . فحيث توجد تربة السيروزيم وحيث النظم المناخية التي توجد في ظلها هذه التربة يكون واضحا انها غير مشجعة على الزراعة الا في ظل ظروف تكون فيها هذه التربة مكونة من ذرات دقيقة على هوامش سهل فيضي او مراوح ارسابية رطبة . أما التربة البنية الكستنائية فتوجد في مناطق الانتقال التي يمكن فيها ان تغزى الظروف المتذبذبة من الرطوبة ولكنه يعاني من هلاك المحصول و ازالة التربة بسبب الدوامات الهوائية الترابية اثناء السنوات الجافة . وحتى اثناء السنوات المطيرة هناك اساليب معينة يجب ان يتبعها الفلاح اذا ما اراد ان يجني محصولا وافرا .