السلام عليكن و الرحمة
كيف هي أحوالكن..أشتاق لبيتي..
و كأنها أعوام مرت..أسبوعي كان طويلا و شاقا..
كنت أوصل فيها الليل بالنهار بين مراجعة و اجتياز للامتحانات..امتحاناتي الاستدراكية..
كرهت وضعي..و بدأ اليأس يتسلل لقلبي..لان فارق الوقت بين
النتائج و استدارك المواد التي
لم أحصل فيها جيدا ضيق جدا..و أنا صراحة تفاجأت بنتائجي و قهرني ظلم العديد من الاساتذة..
حتى أني بدات أتحسس نفسي على هاوية السقوط..و كنت على وشك أن أرمي بنفسي فريسة للاستسلام..
بدأت امتحاناتي الاستدراكية..و أنا ساخطة على الوضع..فلم أستحمل أن أُختبر في نفس المواد من جديد..
خصوصا أن صعوبة معظمها ليس من السهل تجاوزها..
***
سأختصر الكلام لان غرضي ليس التحدث عن معاناتي، لكن أن أصل الى مغزى معين..
مفاجأتي كانت كبرى حين وصلت أول يوم لقاعة الاختبار..فلم أتوقع أن أرى ما رأيته..زميلة لي تدرس معي
كانت قد اختفت منذ فترة لان المرض قد داهمها..مرض سرطان الرئة.. لذلك فهي لم تجتز الامتحانات لدورتين
مما يعني..أن مجموع المواد التي ستستدركها يتجاوز ضِعف أو ضعفي موادي..
بل الاكثر من هذا..أنها أصيبت بورم آخر..و تطوره باد على خدها المنتفخ..أي أنها قد أصيبت بسرطانين..
نظرت الى وجهها المبتسم فخجلت من نفسي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] فحالي ليس ولو جزءا من المائة من حالها..و مع ذلك قاوَمت و وقفت
في وجه كل العقبات و لو بجسم هزيل ضعيف أنهكه المرض لتقول للمستحيل قف مكانك..و أنا بكامل قوتي كدت
أقول للرياح خذيني معك أينما ارتحلت...
******
أظن أن المغزى قد وصل:
أختي، حين تسمحين لليأس بأن يأخذك، فتأكدي أولا هل فعلا حالك هو فعلا ما رمى بك بين أحضانه..أم أنك أنت من ألقيت
بنفسك بالسهولة اليه..لا تكتفي بالنظر الى الجبل من السفح لتقولي أن الوصول للقمة هو أمر مستحيل،
ثابري و اجتهدي و حــــاولي، فلربما توجد طريق ميسرة تخفى عن الانظار..
لا تئدي الامل بيديك فغيرك قادر على صنعه من عدم
ليحيى حياة أحسن من تلك التي
تخولها لك ظروفك
...
و في الاخير طلبي لمن تمر من هنا أن تدعولي بالتيسير في المواد التي تنتظرني
و بالنجاح لي و لكل الاخوات
مودتي...