إِتْحَافُ طَلَبَـةِ التَّوحِيدِ بـِفَوائدِ الشَّيْخِ هَانِي الجُبَـيْرِ عَلَى"كِتَابِ التَّوحِيدِ"[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الحمدِ لله ربِّ العالمينَ، ثم الصلاة على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعدُ:
فلا يخفى على أحدٍ أهمية العقيدة الصحيحة لطالبِ العلمِ، كما لا يخفى
أهمية التدوين لطالبِ العلمِ، فإنه يثْبتَ المَعلوم، ويضبطُ العلوم، ولا
يخفى أهمية معرفة طالب العلم تقاسيم العلوم وأضربه، ومن هذا البابِ كنت
أقرأ شرح كتاب التوحيدِ للشيخ الدكتور هاني الجبير...فكنتُ أدوِّن
الفوائدَ حتى أنهيتها بفضلِ الله- ورأيتُ نشرها في "ملتقى أهل الحديث" وإن
كان كثير من الفوائدِ معلومة عند الدارسين، وبلغتْ هذه الفوائد (خمسةً
وخمسينَ) مرتبةً على ترتيب الشيخ الشرح.
الفائدةُ الأولى:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قسَّم الإمامُ ابن تيميه وابن القيم وابن أبي العز الحنفي التوحيد إلى قسمين:
(1) توحيد المعرفة والإثبات، ويقصدون به توحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات.
(2) توحيد القصد والطلب، ويقصدون به توحيد الإلوهية.
وأكثر المتأخرين يقسمون التوحيد إلى ثلاثة أقسام:
(1) توحيد الربوبية.
(2) توحيد الإلوهية.
(3) توحيد الأسماء والصفات.
الفائدةُ الثانيةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الخلق الذي ينسب إلى غير الله - تعالى -معناه الخلق الناقص، الذي هو:
تغيير الشيء من صورة إلى صورة، أما الخلق التام الكامل الذي هو: إيجاد
الشيء من العدم فهذا خاص بالله - تعالى -، لا يوصف غير الله - تعالى -به.
الفائدةُ الثالثةُُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* التدبير ينقسم إلى قسمين:
(1) تدبير شرعي:
(2) تدبير كوني:
فالتدبير الكوني معناه أنه يدبر الأمر - سبحانه وتعالى-، فيحيي ويميت، ويغني ويفقر ويغني ويقني - سبحانه وتعالى-.
والتدبير الشرعي: معناه لا يحلل ولا يحرم ولا يوجب على العباد غيره -
سبحانه وتعالى -، فمن خالف شيئاً من ذلك فقد نقض توحيد الربوبية.
الفائدةُ الرابعةُ:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* العبادة في الاصطلاح: عرف شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -: "أن
العبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة"،
ويقول الفقهاء من الحنابلة: "أن العبادة هي كل ما أُمر به شرعاً من غير
اقتضاء عقلي ولا اضطرار عرفي"، وعرفها الشيخ محمد بن صالح العثيمين بأنها:
"التذلل لله محبةً وتعظيماً بفعل أوامره واجتناب نواهيه على الوجه الذي
جاءت به شرائعه، كما قال ابن القيم:
وعبادة الرحمن غاية حبه *** مع ذل عابده هما ركنان
فركنا العبادة: التذلل والمحبة.
الفائدةُ الخامسةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]• كتمان العلم على نوعين:
(1) كتمان تام: يعني كتمان مطلق بأن يكتم العلم ولا يبلغه لأحد، لغير مصلحة، وهذا هو المنهي عنه، وهو الذي يأثم فاعله.
(2) كتمان لمصلحة ومقصد: فهنا قال: ((لا تبشرهم فيتكلوا))، فلا يبلغ
الناس؛ لئلا يُحدث هذا عندهم اتكالاً على هذا التوحيد وربما فهماً ناقصاً
له فيتركوا من ذلك العبادة.
الفائدةُ السادسةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]*س: من لم يكن نشأ في بادية بعيدة، وكان بين المسلمين فهل يعذر؟
ج: الذي عليه أئمة الدعوة السلفية في نجد من عهد الشيخ محمد بن عبد
الوهاب وتلامذته، وهو الذي يفتي به سماحته شيخنا الشيخ عبد العزيز بن باز
- رحمه الله تعالى -، وعليه فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء: أن الإنسان لا
يعذر بالجهل، ما دام قد بلغه القرآن، ويستدلون لذلك بقول النبي - صلى الله
عليه وسلم - كما في صحيحه، في صحيح مسلم: ((
والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة لا يهودياً ولا نصرانياً ثم لا يؤمنوا بالذي أرسلت به إلا دخل النار))،
وكذلك بقوله - تعالى -: (وأوحي إلي هذا القرآن لأنذركم به ومن بلغ) فإن من
بلغه القرآن فقد أنذر، ومن أنذر فقد وجب عليه أن يعمل وإلا عوقب على ترك
العمل، وهذا هو القول الأقرب للصواب بل الظاهر من حال السلف أن القول
الثاني هو الأصح والأرجح.
الفائدةُ السابعةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* الظلم على ثلاثة أنواع:(1) النوع الأول الشرك: هو أعظم الظلم، الشرك بالله - تعالى -، فإن
الله - تعالى -مستحق للعبادة فصرف العبادة لغير الله - تعالى -أعظم الظلم.
(2) النوع الثاني ظلم النفس: هو ظلم الإنسان لنفسه بفعله للمعاصي وارتكابه لها.
(3) النوع الثالث ظلم الغير: فهو ظلم الإنسان لغيره باعتدائه عليه أو سلب حقه.
الفائدةُ الثامنةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* معنى لا إله إلا الله: لا: نافية للجنس، إله: اسم مبني على الفتح في
محل نصب اسم لا، و معنى إله يعني مألوه، والمألوه هو المعبود فإن تأله هو
التعبد.
و"إله" هذا اسم لا يعني لا معبود، لا تحتاج إلى اسم وخبر فاسمها إله
والخبر: الحبر محذوف وفي تقدير هذا الخبر المحذوف خلاف بين الناس، فأما
أهل السنة الذين اتبعوا منهج سلف هذه الأمة وعرفوا الحق بدليله: فإنهم لا
يشكون أن الخبر المحذوف تقديره (حق) يعني لا إله حق إلا الله، ويقولون: إن
معنى ذلك أنه توجد معبودات أخرى غير الله - تعالى -، لكنها غير حق، كمال
قال - تعالى -: (
ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل).
* أما غيرهم فقالوا: "لا إله موجود" وقدَّروا الخبر محذوف تقديره
(موجود) يعني أنه لا معبود موجود إلا الله، وهذا خطأ بلا ريب، فإنه لا شك
أنه توجد معبودات كثيرة غير الله، وأكبر دليل لذلك، حال المشركين الذين
بعث الله - تعالى -إليهم نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - وكانوا في
زمنه، فإنهم كانوا يعبدون مع الله غيره، ويصرفون العبادة لغير الله -
تعالى -، وهذا كافٍ في إبطال ما فهموه، وهذه المسألة التي قد نظن أنها من
أوضح ما تكون، وقد وقع في الخطأ فيها علماء كبار.
الفائدةُ التاسعةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* نظم شروط لا إله إلا الله الشيخ حافظ حكمي بقوله في سلم الأصول هذه الشروط لا بد من حفظها يقول:
العلـم واليقــين والقبول*** والانقياد فادري ما أقول
والصدق والإخلاص والمحبة *** وفقك الله لمــا أحبه
وقد نظمها قبله بعضهم فقال:
علم يقين وإخلاص وصدقك *** مع محبة وانقياد والقبول لها
الفائدةُ العاشرةُ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله خمسة أمور:
الأول: طاعة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني: تصديقه فيما أخبر به.
الثالث: اجتناب ما نهى عنه.
الرابع: ألا تتعبد الله إلا بما شرعه لك - صلى الله عليه وسلم -.
الخامس: ألا تصرف له شيئاً من العبادة.
الفائدةُ الحاديةَ عشرة:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (و روح منه) يعني روح ابتدأت من الله - تعالى -، خلقها الله - تعالى
-وما أُضيف إلى الله - تعالى -، يذكر أهل العلم له قاعدة، فيقولون:
(1) ما أُضيف إلى الله - تعالى -من عين قائمة بنفسها: مثل ((
أن عيسى روح من الله)) كما قال - تعالى -: (
ناقة الله وسقياها)يقول أهل العلم: إن كان هذا الشيء المضاف إلى الله عين قائمة بنفسها
مستقلة فتكون من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، فمعنى روح منه: روح مخلوقة
من الله، ومعنى (ناقة الله): يعني الناقة التي خلقها الله، ومعنى ((أن
عيسى روح من الله)): أي أنه مخلوق لله - تعالى -.
(2) أما إذا كان المضاف إلى الله - تعالى -معنىً يقوم بغيره متصلاً به:
فهذا أيضاً من باب إضافة المخلوق إلى الخالق، مثل ما أضفنا إلى الله تعلى
روح أو علم، نبي من أنبياء الله، كما في هذا الحديث، وروح منه، فهذه الروح
لا تقوم بنفسها إنما تقوم بمن؟ بعيسى فتكون من باب أيضاً إضافة المخلوق
إلى الخالق.
(3) الثالثة أن نضيف إلى الله - تعالى -صفةً لا تقوم بنفسها: مثل: كلام
الله، ووجه الله، وقدرة الله، وعزة الله، فهذه من باب إضافة الصفة إلى
الموصوف، فتكون من صفات الله - تعالى-.
الفائدةُ الثانيةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* معنى قوله - صلى الله عليه وسلم-: ((أدخله الجنة على ما كان من العمل)) اختلف فيه أهل العلم على قولين:
(1) القول الأول: يعني على ما كان من عمله سواءً عمل صالحاً أو طيباً
ما دام أتى بهذه الأمور فهو يدخل الجنة، فمهما فعل من المعاصي والذنوب
فإنه يدخل الجنة، هذا هو المعنى الأول، على ما كان من العمل يعني مهما عمل
من السيئات، فإنه يستحق دخول الجنة لتوحيده وشهادته وإيمانه بما سبق.
(2) القول الثاني: أن قوله - صلى الله عليه وسلم-: (على ما كان من
العمل) يعنى: حسب عمله أي أن دخوله للجنة حاصل إلا أنه إن كان عمله الصالح
كثيراً دخل أعلى الجنة، وإن كان قليلاً فكان دون ذلك، فالعمل الصالح يستحق
عليه أعلى الجنان، والعمل الأقل يستحق عليه دون ذلك.
الفائدةُ الثالثةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه-: ((أن موسى قال: يا رب علمني
شيئاً أذكرك وأدعوك به، قال: يا موسى قل: لا إله إلا الله، قال: يا رب كل
عبادك يقولون هذا، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن -يعني من
يقيم فيها ويسكنها، غيري فإن الله - تعالى -هو الذي تعبدنا بهذه الكلمة-
والأرضين السبع في كفة ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا
الله)).
قال الشيخ هاني: هذا الحديث بهذا الإسناد ضعيف، ولكن يدل على معناه عدة أحاديث منها الحديث الذي رواه الإمام أحمد في مسنده:
عن أبي ذر: (( أن نوحاً - عليه السلام - لما حضرته الوفاة جمع بنيه
وأوصاهم أن يقولوا: لا إله إلا الله، قال: فإنها لو وزنت بالسماوات والأرض
لرجحت بهن)) إلا أن فيه الصقعب، وهو أيضاً ضعيف، ولكن معنى رجحان حسنة لا
إله إلا الله معنى صحيح، فقد روى الترمذي والحاكم وصححه، ووافقه الذهبي:
(( أن رجلاً يأتي يوم القيامة ينشر له تسعة وتسعون سجلاً كلها سيئات،
فينظر إليها كل سجل مد البصر، فيقول له الله: أظلمك كتبتي؟ فيقول: لا،
فيقول: ألك حسنة؟ قال: فيهاب ويقول: لا، فيقال: بلى إنك لا تظلم، فيؤتى
ببطاقة قد كتبت عليه لا إله إلا الله فيقول: وما تفعل هذه البطاقة مع هذه
السجلات؟ فيقال: إنك لا تظلم، فتوضع في كفة الميزان الأخرى فترجح بهن))
وهذا الحديث يسمى "حديث البطاقة" وهو حديث صحيح.
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]تحقيق التوحيد على قسمين:
(1) تحقيق واجب.
(2) تحقيق مستحب.
التحقيق الواجب: هو أن يترك الإنسان الشرك بقسميه الأكبر والأصغر ويترك البدع ويترك المعاصي والكبائر.
أما التحقيق المستحب: فهو أن يصفي الإنسان قلبه ويرتفع به عن التعل بالمخلوقين أو المذلة لهم، أو طلب شيء منهم وهذا معنى أعظم.
الفائدةُ الرابعةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الشرك عند أهل العلم: هو مساواة غير الله بالله فيما هو من خصائص الله،
وبعضهم يقول: الشرك أن تجعل لله نداً في ربوبيته أو إلوهيته أو أسمائه
وصفاته، والمعنى قريب، لكن المعنى الأول أوضح، مساواة غير الله بالله فيما
هو من خصائص الله، والشرك يكون في الربوبية ويكون في الإلوهية ويكون في
الأسماء والصفات.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* الشرك ينقسم إلى أقسام:(1) القسم الأول هو الشرك الأكبر: والشرك الأكبر يسميه بعض العلماء
الشرك الظاهر، بعضهم يسميه الشرك الجلي، والمعنى واحد لكن المهم للطالب أن
يعرف تنوع الأسماء للمسمى الواحد، فإذا قرأ في كتب أهل العلم لا يستغرب،
فالشرك الأكبر سماه ابن القيم الشرك الظاهر، ويسميه بعضهم الشرك الجلي،
تعريف الشرك الأكبر: أنه ما جاء في النصوص تسميته شركاً وكان متضمناً
لخروج الإنسان عن دينه، وكل ما جاء في النصوص أنه شرك وتضمن خروج الإنسان
عن دينه فهو الشرك الأكبر.
ومثال ذلك: صرف العبادات لغير الله، فمن نذر لغير الله أو سجد لغير
الله، أو طاف على شيء بقصد العبادة فهو واقع في الشرك الأكبر، وربما لن
يستطيع الطالب أن يحيط بمعناه ويدركه إدراكاً تاماً إلا بدراسة هذا
الكتاب، فإذا درس الكتاب كله وجد عنده تمييز للفرق بين النوعين.
(2) القسم الثاني هو الشرك الأصغر: قال بعض أهل العلم في تفسيره: هو ما
جاء في النصوص تسميته شركاً ولم يبلغ حد العبادة، لم يبلغ أن يصل أن يصل
إلى حد العبادة.
مثل قول النبي - عليه الصلاة والسلام -: ((من حلف بغير الله فقد كفر أو
أشرك)) فإن في هذا الحديث تسمية من حلف بغير الله بأنه مشرك، والحلف بغير
الله مجرد الحلف ليس عبادة، فهذا يكون من باب الشرك الأصغر، قال الشيخ عبد
الرحمن بن سعدي - رحمه الله - في تفسيره للشرك الأصغر: "هو كل عمل قولي أو
فعلي وسيلة إلى الشرك الأكبر، كالرياء فإنه من وسائل الشرك الأكبر، وتعظيم
المقبورين والغلو في الصالحين، فإن الغلو فيهم وتعظيمهم وسيلة إلى الشرك
الأكبر".
قالت اللجنة الدائمة في تعريفه: "هو كل فعل نهى الله - تعالى - عنه وكان وسيلة إلى الشرك الأكبر وجاء في النصوص تسميته شركاً".
فجمعوا بين أنه سمي في النصوص بالشرك وبين أنه وسيلة وذريعة إلى الشرك الأكبر.
(3) القسم الثالث وهو الشرك الخفي: يذكره بعض أهل العلم وهو الشرك
الخفي، فيجعلونه قسماً ثالثاً ويجعلون الشرك ثلاثة أقسام: (1) شرك أكبر
(2) شرك أصغر (3) شرك خفي. مع أن ابن القيم - رحمه الله تعالى -جعل الشرك
الأصغر يسمى بالشرك الخفي، فجعل الشرك الأصغر هو الخفي.
والحقيقة: أن هذا القول تؤيده الأدلة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم
- كما في الحديث الذي بين أيدينا قال: ((أخوف ما أخاف عليكم الشرك الخفي،
فسئل عنه؟ قال: الرياء)) فيدل على أن الرياء شرك أصغر وشرك خفي وأن المعنى
واحد، لكن الشرك سمي خفياً باعتبار أن الشرك الأكبر أظهر منه، وسمي أصغراً
باعتبار أن الشرك الذي هو صرف العبادة لغير الله أكبر منه، أما الشيخ عبد
العزيز بن باز - رحمه الله -، فيرى أن الشرك الخفي يحصل في الشرك الأكبر
والأصغر، وكلامه رائع جميل: فإن الشرك الأكبر منه ما هو خفي ومنه ما هو
ظاهر، الشرك الأكبر قد يكون ظاهراً مثل صرف العبادة لغير الله مثل صرف
الطواف والسجود لغير الله هذا ظاهر، وقد يكون الشرك الأكبر خفي مثل شرك
المنافقين، فالمنافقون مشركون: لكن شركهم خفي، وقد يكون الشرك الأصغر
طارئاً مثل: الحلف بغير الله، فالحلف بغير الله شرك أصغر ظاهر، وقد يكون
الشرك الأصغر خفي مثل الرياء، هذا الكلام مجمل وإلا أن تفصيله يحتاج إلى
تدقيق ووقفات، فالرياء قد يكون شرك أكبر وحلف بغير الله قد يكون شرك أكبر
وكل هذا من حيث الجملة.
الفائدةُ الخامسةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الشرك الأكبر له أنواع:
(1) النوع الأول شرك الدعاء: أي: صرف الدعاء لغير الله مثل من ندعو غير الله.
(2) النوع الثاني شرك القصد والإرادة والنية: وذلك بأن يقصد غير الله -
تعالى-وقلنا أن الرياء يكون شرك أصغر وقد يكون شرك أكبر، فيكون شركاً
أكبرَ إذا كان الرياء في أصل الإيمان، كإنسان ما أسلم وما دخل في الإسلام
إلا رياءً، وقد يكون أيضاً شركاً أكبر إذا كان في جميع الأعمال الصالحة
التي يفعلها الإنسان يفعلها وهو مرائي، وقد يكون أصغر إذا وقع في العمل
المعين أو في بعض الأعمال فإذا وقع فيها الرياء كان هذا الرياء شرك أصغر.
(3) النوع الثالث شرك الطاعة: وعقد الشيخ محمد بن عبد الوهاب باباً في
هذا الكتاب، فقال: باب من أطاع الأمراء والعلماء في معصية الله فقد اتخذهم
أرباباً من دون الله.
(4) النوع الرابع شرك المحبة: كما قال - تعالى -: (ومن الناس من يتخذ
من دون الله أنداداً يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله..
الآية). هذه الأنواع جمعها الناظم في بيتين من الشعر يقول الناظم ومنه
يعني الشرك الأكبر-:
ومنه شرك دعوةٍ و قصدِ *** كذاك طاعةٌ لظلمِ الْعبد
و مثله الإفراط في المحبـة *** فأربعٌ ترديـك للمذمة
الفائدةُ السَّادسةَ عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قوله - تعالى-: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن
يشاء)، اختار شيخ الإسلام ابن تيميه أن هذا الشرك يدخل فيه الشرك الأكبر
والأصغر، أما ابن القيم فكما قدمنا في النونية يقول: هذه الآية خاصة
بالشرك الأكبر، الذي هو صرف العبادة لغير الله، أما الشرك الأصغر فعنده
أنه من جملة الذنوب التي يغفرها الله - تعالى -أن شاء لعبده.
الفائدةُ السَّابعة عشرةَ:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قوله - تعالى -: (واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام) الأصنام: كل ما عبد
من دون الله مما كان له صورة، فإذا صور شخص إنساناً أو طيراً -جعله على
صورة و عبده من دون الله فهذا صنم، أما الوثن: فهذا ما عبد من دون الله
وليس على صور، ولذا قال النبي -صلى الله عليه وسلم- لعدي بن حاتم الطائي
لما رآه معلقاً صليباً كان يعلق صليباً؛ لأنه كان نصراني- قال: ((ألق عنك
هذا الوثن)) فسمى الصليب وثناً؛ لأنه يعظم ويعبد من دون الله وليس على
صورة.
الفائدةُ الثامنة عشرة:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* حديث لما سئل عن الشرك الأصغر؟ قال: الرياء ((أخوف ما أخاف عليكم
الشرك الأصغر))، هذا الحديث حديث حسن، حسنه الحافظ بن حجر وقال الهيثمي
عنه رجاله رجال الصحيح وصححه الألباني - رحمه الله -.
والرياء هو: أن يفعل العبد عملاً يقصد منه أن يراه الناس وهذا هو
الرياء، أما التسميع: فهو أن يعمل عملاً يقصد أن يسمع به الناس، فيسمى
الأول رياءً و يسمى الثاني سمعة.
الفائدةُ التاسعة عشرة:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الفرق بين الشرك الأكبر و الأصغر:
(1) الشرك الأكبر يوجب الخلود في النار، بخلاف الأصغر فإنه يوجب التعذيب.
(2) الشرك الأكبر يخرج الإنسان من الإسلام، بخلاف الأصغر.
(3) أن الشرك الأكبر فيه صرف عبادة لغير الله، أما الشرك الأصغر فليس فيه صرف عبادة لغير الله.
(4) أن الشرك الأصغر أقل من الشرك الأكبر، فالشرك الأكبر أعظم من الأصغر.
الفائدة العشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* الحالة واحدة تكون فيه الدعوة إلى التوحيد مندوبه غير واجبة يذكرها
أهل العلم و هذه الحالة هي: إذا ما غزا المسلمون الكفار وقد كان الكفار
بلغتهم الدعوة، فلو حصل قتال بين المسلمين والكفار وكان الكفار قد بلغتهم
الدعوة إلى الإسلام، وعرفوا أن المسلون يريدون منهم الإسلام فهل يجب عليهم
قبل القتال أن يدعوهم إلى التوحيد؟ لا يجب عليهم لكنه يستحب، ودليل ذلك أن
النبي - صلى الله عليه وسلم - أغار على بين المصطلق وهم غارون (يعني وهم
غافلون).
الفائدة الواحد والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قول الله - تعالى -: (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) في هذه الكلمة قولان للمفسرين:
(1) القول الأول: أنا أدعو إلى الله وأتباعي ومن تبعني يدعو إلى الله، وهذا يدل على أن الدعوة هي طريقة الأنبياء وطريقة من تبعهم.
(2) القول الآخر: أن المعنى أنا ومن اتبعني على بصيرة فيكون المراد فيها البصيرة المذكورة.
الفائدة الثانية والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله) إن النبي - عليه الصلاة
والسلام - لما أرسله قال له: ((إنك تأتي قوماً من أهل الكتاب)) يعني ستأتي
إلى قوم ليسوا من المشركين إنما من أهل الكتاب، وأهل الكتاب هم اليهود
والنصارى، فإذا أتيت لهم فاستعد للمناظرة والدعوة، فإن عندهم كتاب يرون
أنهم على أثارة من علم، وليسوا مثل المشركين الذين لم يكن عندهم كتاب
وحجة، وهذا يبين أهمية استعداد الداعية قبل الدعوة إلى الله.
الفائدة الثالثة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]• في هذا الحديث يقول: (( فليكن أول ما تدعوهم إليه شهادة أن لا إله
إلا الله وفي رواية: أن يوحدوا الله)) لم يذكر في هذا الحديث "صيام رمضان
ولا الحج"، مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أرسل معاذاً في آخر حياته
بعد أن فرض الصيام والحج! فلماذا لم تذكر في هذا الحديث؟ يقول بعض أهل
العلم: أنها لم تذكر في الحديث؛ لأنها اختصرها الراوي، أو كما قيل: إن من
التزم بهذه فهو مستعد أن يلتزم بغيرها، أو لأنه لما أرسله قبل أن يحج
النبي - عليه الصلاة والسلام - ولم يكن الوقت الذي جاء فيه وقت صيام ولا
وقت حج، ولا يلزمهم أن يعرفوا حكم الصيام الحج حتى يأتي وقته.
الفائدة الرابعة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الكفر بما يعبد من دون الله بثلاثة أشياء:
(1) الكفر بالقلب: يعني يبغض ما يعبد من دون الله، بغض الكفر وأهل الكفر، وهذا واجب على كل مكلف لا يسقط عن أحد.
(2) الكفر باللسان: بأن يصرح بالعداوة لأهل الكفر ويصرح بتكفيرهم ويصرح
ببغضه لهم، يصرح بأنه لا يعبد هذه الآلهة وأنه يكفر من يعبدها، وهذا واجب
على كل مكلف لكنه يسقط بالإكراه.
(3) البغض بالأفعال: فأنت تكفر بما يعبدون من دون الله بالأفعال وذلك
بأن تجاهد أهل الكفر وتحاربهم وهذا يتبع فيه المصلحة كما يذكره أهل العلم
في كتاب الجهاد.
الفائدة الخامسة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* ذكر المؤلف حديث عمران بن حصين يقول: "أن النبي - صلى الله عليه وسلم
- رأى رجلاً في يده خلقة من صفر" وهذا الحديث فيه ضعف؛ لأنه من رواية عزرة
المعافري عن الحسن عن عمران بن الحصين وعزرة روايته عن الحسن مرسلة، ثمِّ
إن الحسن اختلف أهل العلم هل لقي عمران بن حصين أو لا؟ والذي اختاره جمع
من المحققين: أنه لم يلق عمران وقد روي من حديث سعيد عن الحسن عن عمران،
وسعيد عن الحسن هذا متصل إن شاء الله، لكنه يبقى فيه الإشكال في لقي الحسن
لعمران فإن في لقائه إشكال.
ومعنى حلقة: يعني حديدة محنية دائرية هذه هي الحلقة، ومعنى الصفر: هو النحاس يعني حلقة أسورة مثلاً من النحاس وضعها في يده.
الفائدة السادسة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (( من تعلق ودعة فلا ودع الله له )) الودع: مثل الصدف يخرج من البحر
ويعلقه بعض الناس من أجل دفع البلاء عن النفس هذا الودع الذي يشبه الصدف
ويخرج من البحر، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم-: ((ومن تعلق ودعة فلا
ودع الله له)) يعني: لا تركه في دعة وراحة، بل دعاء من النبي - عليه
الصلاة والسلام- أن يكون تعليقه للودع سبباً؛ لعدم الراحة عنده، وسبباً
لحصول كثير من البلاء له.
الفائدة السابعة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]• قوله - تعالى-: (وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون) معنى هذه
الآية: أن كثيراً من الناس لا يؤمن بالله إلا وهو مشرك، فهو مؤمن بالله
توحيد الربوبية ومع ذلك يشرك مع الله في الإلوهية، فهو في الربوبية يعتقد
أن الله - تعالى -هو الخالق الرازق، أما إذا جئنا في الإلوهية فهو يصرف
العبادة لغير الله - سبحانه وتعالى -.
الفائدة الثامنة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* نقول: من تعلق شيئاً من الخيوطِ أو الحلقاتِ فإن
ه لا يخلو:
(1) إما أن يعتقد أن هذا الأمر الذي علقه ينفع ويضر بنفسه، يعتقد أن
الناب أو العين أو الودع أو الخيط يضر بنفسه، فهذا مشرك شرك أكبر في
الربوبية، ولا يخلو من شرك أكبر في الإلوهية؛ لأنه إذا اعتقد هذا
الاعتقاد، فإنه سيعلق قلبه ورجاءه وتوكله بهذا الشيء، فيكون صارفاً للتوكل
والرجاء توكل العبادة ورجاء العبادة لغير الله فيكون قد أشرك في الربوبية
والإلوهية.
(2) أما لو اعتقد أن هذا الذي علقه لا ينفع ولا يضر بنفسه ـ وهو أظنه
حال أكثر الناس ـ يقول إني أعرف أن هذا الناب والودع والخرز وغيره لا ينفع
ولا يضر بنفسه بل الله - تعالى -هو النافع الضار، ولكنه هذه سبب للشفاء،
وسبب لرفع البلاء، فهذا مشرك شركاً أصغر، لا يخرج من الإسلام، ولكنه وقع
في أمر هو أعظم من الكبائر ـ كبائر الذنوب.
الفائدة التاسعة والعشرون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* -تكميلٌ- لأنَّه يجب أن تفهم قاعدة الأسباب التي يذكرها أهل العلم:
(1) أن كل من أتخذ سبباً وهو ليس بسبب في الشرع ولا في القدر فقد أشرك شركاً أصغر.
(2) من اعتقد أن غير الله ينفع ويضر فهذا مشرك شرك أكبر.
(3) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سببا شرعياً، كإنسان يعتقد
أن العسل فيه شفاء، هل العسل سبب للشفاء؟ نعم بدليل الشرع؛ لأن الله -
تعالى –قال: فيه شفاء، فهذا ليس بشرك؛ لأن هذا سبب.
(4) من اعتقد أن شيئاً من الأشياء أن شفاءه سبباً قدراً، يعني جرى
القدر على أن هذا الأمر سبب للشفاء، مثل ما لو إنسان أصابه صداع فاستعمل
الدواء المسكن ـ حبوب الأدوية المسكنة ـ، أو كان في بطنه شيء فاستعمل دواء
يسهل البطن هذه الأدوية تعرف في القدر، فهذه من اعتقد أنها سبب لا يكون
واقعاً في الشرك.
(تنبيهٌ مهمٌ): بالنسبة للسبب القدري لا بد فيه من شرط: هو أن يكون
أثره وعلاقته ظاهرة؛ لأن بعض الناس يقول: أنا إذا وضعت خيط أو صليب
وعلقتها على صدري ألاحظ في نفسي اطمئنان وراحة وسكون؟ نقول: أن هذا الأمر
ليس بأمر ظاهر، بخلاف الدواء الذي نعرف كيف يعمل، وإنه يقاتل الجراثيم، أو
أنه يسكن موضع الإحساس بالألم، فتأثير هذا السبب لا بد أن يكون طاهراَ.
لا بد لأجل أن نعتبر هذا سبباً أن يكون أمراً ظاهراً يمكن إدراكه، على
كل نعرف من هذا أنه إذا اعتقد الإنسان أن شيئاً من الأشياء سبباً لحصول
المقصود ولم يثبت أنه السبب لا في الشرع ولا في القدر، فقد وقع في شرك
أصغر، أما إذا اعتقد أن هذا الشيء ينفع ويضر بنفسه فهو شرك أكبر في
الربوبية، هذا هو مجمل هذا الباب، وإذا فهمت هذا ستفهم الباب الذي يليه
بإذن الله.
الفائدة الثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (التمائم): شيء يعلق على الأولاد يتقون به؛ لأجل اتقاء العين أو رفع بلاء.
(والرقى): هي التي تسمى العزائم، وخص منها الدليل ما خلا من الشرك، فقد رخص فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من العين والحمة.
(التولة): هي شيء يصنعونه يزعمون أنه يحبب المرأة إلى زوجها والرجل إلى امرأته.
وفي الحديث: (( من تقلد وتراً)) الوتر: مفرد أوتار، وهي: التي تربط في
القوس ليرمى بها السهم، كان الوتر إذا صار بالياً ولم يعد ينفع في رمي
السهام بالقوس يأخذونه ويعلقونه على البعير، أو على الدواب لأجل ألا
تصيبها العين، فإنها يقولون إذا نظر الإنسان إلى هذا الوتر البالي ذهبت
عينه فيه.
الفائدة الواحد والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (أنواع التمائم) أن التمائم لا تخلو إما أن تكون من القرآن، أو من غير القرآن:
- فإن كانت من غير القرآن يعني إنسان يكتب أباطيل أو حروف يجمعه أو
يكتب مثلثات أو مربعات، ويجعل فيها أرقام وحروف، أو نحو ذلك، هذه الأشياء
التي يكتبها إذا لم تكن من القرآن، فإن اعتقد فيها النفع والضر فهي شرك
أكبر، وإن اعتقد أنها سبب فهو شرك أصغر.
- أما إذا كانت هذه التمائم مكتوب فيها آيات من القرآن، إذا كتب فيها
آيات من القرآن، فهذه فيها خلاف بين السلف، فذهب عبد الله بن عمرو بن
العاص إلى أنها مباحة، فإنه كان يعلق على أولاده إذا ناموا، قول النبي -
صلى الله عليه وسلم -: ((أعوذ بعزة الله و قدرته))؛ لأجل أن يدفع عنهم
السوء حال نومهم.
أما ابن مسعود رضي الله - تعالى -عنه فكان يحرم تعليق التمائم سواءً من القرآن أو من غير القرآن.
وجمهور الفقهاء: ذهبوا مذهب عبد الله بن عمرو بن العاص، ويرون أن المعلق إذا كان من القرآن فهو مباح.
الفائدة الواحد والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (رأي أئمة الدعوة في المسألة والسببُ) أما أئمة الدعوة الذين منهم
الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتلامذته بعده وهو الذي عليه الفتوى الآن يأخذون
بقول بن مسعود رضي الله - تعالى –عنه، وذلك لثلاثة أمور:
(1) الأمر الأول: أن حديث ابن مسعود رضي الله - تعالى -عه عام، إن
التمائم شرك، فكل التمائم شرك، فتخصيص التمائم من القرآن من بينها يحتاج
إلى دليل، وإذا لم يوجد دليل فيبقى على عمومه.
(2) الأمر الثاني: أن المنع من جميع التمائم يسد الباب على كل من أراد
أن يلبس على الناس، فيدخل عليهم التمائم التي فيها الشعوذة والشرك في هذه
التمائم بدعوى أنها من القرآن، فيقولون نمنعها سداً لذريعة الشرك.
(3) الأمر الثالث: أن تعليق القرآن يفضي إلى امتهان كتاب الله، فإنه لا
يؤمن أن تعلق على صبي وتصيبه النجاسة أو يدخل بها إلى الخلاء، أو يستعملها
في غير شيء طاهر وهذا امتهان لكتاب الله، فحفظاً له يمنع من تعليق هذه
التمائم، هذا هو حكم التمائم.
الفائدة الثانية والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (شروطُ الرقيةِ) الرقية إذا وجد فيها ثلاثة شروط فهي مباحة:
(1) الشرطُ الأول: أن لا يكون فيها شرك أو مخالفة شرعية؛ لقول النبي -
صلى الله عليه وسلم - كما في صحيح مسلم: (( لا بأس بالرقى ما لم تكن
شركاً))، فإذا كان في الرقية شرك أو مخالفة شرعية فإنها لا تجوز
(2) الشرطُ الثاني: أن لا يعتقد الإنسان أنها تنفع وتضر بنفسها، بل
يعتقد أن النافع والضار هو الله - تعالى -، وإنما هي سبب محض قد يحصل
الشفاء وقد لا يحصل.
(3) الشرطُ الثالث: أن تكون بلسان عربي، وبألفاظ معلومة سواءً كانت
الرقية بما ورد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أو بما جاء في كتاب الله
بأن يقرأ الإنسان آيات أو يقول الأدعية التي وردت عن النبي - صلى الله
عليه وسلم - نحو: ((رب الناس أذهب البأس، اشف أنت الشافي)) ونحوها، أو
كانت بشيء لم يرد عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، مثل إذا قال الشخص:
بسم الله الشافي، بسم الله المعافي الله يشفيك، الله يعافيك، وقرأها على
المريض، هذه الألفاظ لم ترد عن النبي - عليه الصلاة والسلام -، لكن ما
دامت معروفة المعنى و ليس فيها شرك فلا بأس بها.
الفائدة الثالثة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* التولة: هي التي يسميها بعض الناس الصرف أو يسموها العطف أو يسمونها
السخرة، وهيَ: شيء تصنعه المرأة عند ساحر؛ لأجل أن يحبها زوجها أكثر، أو
يصنعه الرجل؛ ليحبب المرأة إليه، وهذا ما دام عمل السحرة، فإنه كفر كما
قال - تعالى -: (وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر)
والسحر كله كفر.
الفائدة الرابعة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* حديث الإمام أحمد عن رويفع: (( قال: يا رويفع لعل الحياة تطول بك
فأخبر الناس أن من عقد لحيته)) معنى عقد اللحية فيها أقوال عند أهل العلم:
(1) قيل: عقد اللحية معناه: "عقدها" بمعنى: أن تنتفش بعد عقدها، فيفعل ذلك تكبراً على الناس.
(2) وقيل: لأجل أن يجعدها بهذا العقد فيكون من فعل أهل التأنُّث.
والأقرب أن المراد بعقد اللحية: أن بعض الناس كانوا في الجاهلية إذا
كانت لحيته جميلة يعقدها؛ لأجل إذا رآها الناس لا يحسدونه على حسن لحيته،
وهذا يقع عند بعض الناس، أن يقبح ثيابه ويجعل ملابسه سيئة لأجل لا يصيبها
العين، فبعض الناس إذا كان عنده ولد جميل وخشي عليه من العين يلبسه ملابس
سيئة أو يجعله غير مرتب الهيئة؛ لأجل لا تصيبه العين.
الفائدة الخامسة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* الأسباب لا بد فيها من ثلاثة أمور:
(1) الأمر الأول: أن يثبت كونها سبباً في الشرع أو في القدر، وقدمنا
الكلام عليه وهذه أهم مسألة، ومن فهمها فهم كثيراً من مسائل الاعتقاد.
(2) الأمر الثاني: لا بد أن يعتقد أن السبب لا ينفع ولا يضر بنفسه إنما
ينفع ويضر بإذن الله - تعالى-، فالله - تعالى -هو النافع وحده وهذه أسباب
محضة لوصول الإنسان إلى مقصوده.
(3) الأمر الثالث: ألا يستعملها وهو متوكل عليها، بل يعتمد على الله -
تعالى -، بعض الناس يفعل الأسباب وهو يتوكل ويعتمد عليها اعتماد افتقار
إليها، فيرى أنه لو لم يستخدم هذا السبب فإنه ينقطع عن الوصول إلى مقصوده،
كأن يعتقد أن الوظيفة التي هو يعمل فيها هذه هي سبب رزقه!!، ولا شك أنها
سبب للرزق لكن لو كان يعتمد عليها اعتماد افتقار، ويرى أنه لو فصل منها
فإنه لن يجد رزقاً!!! فهذا محذور في باب الأسباب....
* بل الواجب عليه أن يعتقد أنها طريقٌ موصلٌ، وأن الله - تعالى
-قيَّضها له، فإذا منعت منه فإن الله - تعالى -سيقيض له رزقاً من باب آخر،
فكما كتب الله له هذا الباب يكتب له باباً آخر.
الفائدة السادسة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]التبرك: طلب البركة.
والبركة: في اللغة: هي كثرة الخير وثبوته، ومن ذلك بركة الماء، فإن
بركة الماء تخالف الماء الجاري في أمرين: (1) كثرة الماء فيها. (2) ثبوته
فيها.
الفائدة السابعة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]• ذكر المؤلف قوله - تعالى -: (أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى) سورة النجم.
(اللاَّت): رجل كان يلت لهم السويق يعجن السويق للحاج، فلما مات صوروا
صورة على قبره ليذكروه بها فلما مر الزمن عبدوا هذه الصورة، وهي حجر نحت
على شكله.
(العزى): كذلك صنم كان بين مكة والطائف.
(مناة): مأخوذ من منى، لكثرة ما يمنى ليّه من الدماء؛ لأنهم كانوا
يذهبون إلى هذه الأصنام فيريقون عندها الدماء، يذبحون عندها الذبائح.
- فهذه أسماء أصنام وأوثان كان المشركون يعبدونها، ويصرفون العبادة لها وذلك لتعطيهم البركة، يطلبون البركة بصرف العبادة لها.
الفائدة الثامنة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (قواعد التبرك):
القاعد الأولى: أن لا تثبت البركة في شيء إلا بدليل: لا يثبتها أحد في
شيء إلا بدليل، فإذا لم يدل دليل على ثبوت البركة في شيء فإننا لا نعتقد
فيه البركة، فإذا اعتقد الإنسان في شيء أن فيه بركة وليس عليه دليل فقد
خالف هذه القاعدة.
القاعدة الثانية: إن التماس البركة فيما ثبتت فيه البركة يكون بالطرق
المشروع: التماس البركة فيما ثبتت فيه هذه البركة شرعاً لا بد أن يكون
بالطرق المشروعة.
الفائدة التاسعة والثلاثون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (أقسام التبرك) اعلم أن التبرك طلب البركة ينقسم إلى:
(1) تبرك شركي (2) تبرك بدعي (3) تبرك شرعي.
(1) التبرك الشركي: هو صرف العبادة لغير الله طلباً للبركة، كما يفعل
المشركين في اللات والعزى ومناة، فإنهم يصرفون لها العبادة طلباً للبركة،
لو شخص ذبح، ذهب إلى قبر رجل صالح وذبح لهذا القبر لتأتيه البركة، فهو صرف
عبادة الذبح لغير الله طلباً لحصول البركة له، هذا هو التبرك الشركي.
(2) التبرك البدعي: اعتقاد البركة فيما لم تثبت فيه بدليل أو أن نلتمس
البركة بغير الطرق الشرعية، وهو تبرك مبتدع في الدين، لكنه لا يخرج فاعله
عن الإسلام، مثل: من يستلم جدران الحرم، أو يتمسح بمقام إبراهيم - عليه
السلام -، فهذا الذي يتمسح بها طلباً للبركة يمسحها ويضعها على بدنه لتعمه
البركة.
(3) التبرك الشرعي: وهو الذي تحققت فيه القاعدتان السالفتان: أن يثبت أن الشيء فيه بركة، وأن نتلمسها بالطرق الشرعية.
الفائدة الأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (أنواع التبرك الشرعي الجائز المشروع):
(1) الأول التبرك بالذات: وهذا خاص بالنبي - صلى الله عليه وسلم -، فإن
من خصائص نبينا - صلى الله عليه وسلم - أن ذاته مباركة، وأنه يجوز لنا
تلمس البركة بأبعاضه - عليه الصلاة والسلام-، يعني نأخذ من ريق النبي -
صلى الله عليه وسلم -، ومن شعره، ومن دمه، وهذا الأمر انتهى الآن؛ لأن
النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مات، وآثاره انقطعت وفنيت، وإلا لو وجدت
لكنا نتبرك بها، لكنها الآن قد انقطعت غير موجودة، وكل ما يدعى من آثار
النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو ضرب أوهام.
(2) الثاني التبرك ببعض الأمكنة: مثل المسجد الحرام، فإن الصلاة فيه
تضاعف مائة ألف صلاة، والمسجد النبوي، فإن الصلاة فيه تضاعف بألف صلاة،
والمسجد الأقصى، فإن الصلاة فيه مضاعفة، ويشرع فيه شد الرحل، وكل مسجد
كذلك فإن الصلاة فيه مضاعفة عن الصلاة في البيت بخمس وعشرين ضعف، هذا
الأمكنة مباركة بالشرع.
(3) الثالث التبرك ببعض الأزمنة: فإن الشرع جاء ببركة بعض الأزمنة،
فرمضان مثلاً تضاعف فيه العمرة، فالعمرة فيه تعدل حجة، وشرع فيه نية
الصيام والقيام وتكفير الذنوب، ومن ذلك عشرة من ذي الحجة، فإنها أيام
مباركة العمل الصالح فيها أحب إلى الله - تعالى -منها فيما سواه من الأيام.
(4) الرابع التبرك ببعض الأطعمة: النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبرنا
عن ماء زمزم، وأنها مباركة وأنها طعام طعم وشفاء سقم، والعسل كذلك فيه
شفاء، وهذا من بركة العسل، وكذلك زيت الزيتون، فإن النبي - صلى الله عليه
وسلم - قال: ((كلوا من الزيتون وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة))، ومثل
اللبن فإن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا شرب اللبن، قال: ((في
بيتنا بركة)).
(5) الخامس التبرك ببعض الأفعال: مثل طلب العلم، طلب العلم فيه بركة؛
لأن الإنسان يحصل به أجراً عظيماً بطلبه للعلم، فطلب العلم أفضل من نوافل
العبادات، ومثل الجهاد فإن في الجهاد فضلاً عظيماً وبركة كبيرة.
(6) السادس التبرك ببعض الهيئات: مثل الاجتماع على الطعام فإن النبي -
صلى الله عليه وسلم - يقول: ((اجتمعوا على طعامكم، واذكروا اسم الله عليه
يبارك لكم فيه))، وكذلك الأكل من جوانب الصحفة، فالنبي - صلى الله عليه
وسلم - يقول: ((كلوا من جانب الصحفة فإن البركة تنزل في أعلاها)).
إضافــةٌ: "وفي عهد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - رضي الله عنه كما
ذكر ابن سعد في الطبقات،: كان بعض الناس يذهب إلى الشجرة التي بايع عندها
النبي - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بيعة الرضوان، فكان يلتمس الصلاة
عندها، فقام عمر - رضي الله عنه - فتوعد الناس وقطعها، قطع هذه الشجرة
وهذا لمنع التعلق بهذه الشجرة وطلب البركة منها، وهذا؛ لأنه لم يشرع عن
النبي - صلى الله عليه وسلم -، لم يرد عن المصطفى - عليه الصلاة والسلام -
أنه التمس البركة بالصلاة عندها".
الفائدة الواحد والأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* أخرجَ مسلمٌ عن علي رضي الله - تعالى –عنه: (( لَعَنَ اللَّهُ مَنْ
لَعَنَ وَالِدَهُ وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ ذَبَحَ لِغَيْرِ اللَّهِ وَلَعَنَ
اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا وَلَعَنَ اللَّهُ مَنْ غَيَّرَ مَنَارَ
الأَرْضِ)).
هذه الكلمات الأربع التي حدثه بها النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(1) الأولى: ((لعن الله من ذبح لغير الله))؛ لأن الذبح لغير الله شرك أكبر ينافي التوحيد.
(2) الثانية: ((لعن الله من لعن والديه)) سواءً لعنهما مباشرةً، أو لعن والدي شخصاً آخر فهذا الشخص الآخر لعن والديه.
(3) الثالثة: ((لعن الله من آوى محدثاً)) يعني: تستَّر عليه وأخفاه عنده، وأيده ونصره.
(4) الرابعة: ((لعن الله من غير منار الأرض)) منار الأرض: هي العلامان، وتكون في موضعين:
1- الأولى: تكون علامة لحفظ أو لتبيين حد أرض رجل لرجل آخر، تكون
لرجلين أرض وبينهما يحددان علامات حتى لا يدخل أحدهما إلى الآخر، ولا
يعتدي أحدهما على أملاك الآخر.
2- الثاني: وتستعمل العلامات هذه أيضاً المنار لإيضاح الطرق للمسافرين، وبيان مواضع المياه ومواضع الراحة ونحو ذلك.
الفائدة الثاني والأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* ينقسم اللعن إلى قسمين: لعن تام ولعن ناقص.
1- اللعن تام: هو خاص بأهل الشرك، ومعناه: إبعادهم عن رحمة الله مطلقاً
فهم خالدون في النار، وهذه بالنسبة لهذا الحديث خاص بالجملة الأولى، وهي
لعن الله من ذبح لغير الله.
2- اللعن الناقص: بمعنى الطرد والإبعاد عن رحمة الله حتى يعذب ويعاقب،
ثم تشمله الرحمة بعد ذلك، وهذا يكون في كبائر الذنوب التي دون الشرك.
الفائدة الثالث والأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* ذكر المصنِّف حديث طارق بن شهاب في "قصة الذبابة" عن النبي - صلى
الله عليه وسلم -، وهذا وهمٌ من المؤلف أو أنه نقل هذا الحديث على بعض أهل
العلم خطأً، فإن هذا الحديث أخرجه أحمد في كتاب الزهد من حديث طارق بن
شهاب، عن سلمان رضي الله - تعالى -عنه، ولم يخرجه من حديث طارق مرفوعاً
إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فليس هذا الحديث من قول النبي - صلى
الله عليه وسلم -، إنما هو من قول سلمان الصحابي موقوف عليه فهو من مسند
سلمان لا طارق.
الفائدة الرابع والأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](الذبح لغير الله):
* المسألة الأولى: أن الذبح عموماً ينقسم إلى قسمين:
(1) ذبح عادة. (2) ذبح عبادة.
(1) ذبح العادة: هو ذبح البهائم بقصد الانتفاع بلحمها، أكلاً أو بيعاً
أو نحو ذلك، كما لو جاء إنساناً ضيف أو أراد أن يأكل هو وأولاده أو نحو
ذلك.
(2) ذبح العبادة: يقصد به التقرب إلى الله - تعالى -بالذبح في الأضاحي والهدي ونحو ذلك.
الفائدة الخامسة والأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* المسألة الثانية: الذبح قد يكون مستحباً عندَ إكرامِ الضيفِ، قد يكون
مكروهاً عندَ الإسراف، وقد يكون مباحاً، وقد يكونُ محرماً كفراً، كأنْ يقع
الذبح لا يقصد به الانتفاع من اللحم إنما التقرب والتعظيم للمذبوح له بنفس
الذبح وهذا هو العبادة التي لا تصرف إلا لله تعالى!!
- فإن الله - تعالى -تتقرب إليه بنفس الذبح وهي عبادة لا تصرف إلا لله
ومن صرفها لغير الله فقد وقع في الشرك الأكبر، والذبح لا يكون فيه شرك
أصغر أبداً؛ لأنه عبادة، فإما أن تذبح لله أو أن تذبح لغير الله، وصرف
العبادةِ لغير الله شرك أكبر.
- من أمثلة الذبح لغير الله: ما يقع من بعض الناس يذبح إذا بنى بيتاً
جديداً أو سكن في بيت جديد، يذبح ذبيحة بقصد أن يتخلق من الجن.. يقول: إذا
ذبحت ذبيحة للجنِّ امتنعوا عن إيذائي وإضراري فهذا ذبح وقصده تعظيم الجن.
- ومثل من يذبح ويقدم الذبح قرباناً لبعض القبور.
- ومثلاً الذبح عند طلعة الولي، أو الحاكم، أو السلطان، يقصدون بهذا أن
يكرموه ويعظموه بنفس الذبح؛ لأنه لن يأكلَ عندهم!! وهذا من الشرك الأكبر
كما قرره الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله -.
الفائدة السابعة والأربعون:[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]* (المسألة ثالثة): العذر بالإكراه من خصائص ديننا، أما الأمم السابقة،
فكان عندهم المكره لا يعذر، يدل لذلك حديث طارق بن شهاب في "قصة الذبابة"،
ويدل لذلكَ حادثة أصحاب الكهف، فإن أصحاب الكهف قالوا: (إنهم إن يظهروا
عليكم يرجموكم أو يعيدوكم في م