قضى لاعبو المنتخب الوطني ليلة سوداء بفندق لوكونتينونتال بعد هزيمتهم المخزية ضد المنتخب المالاوي، حيث لم ينم الكثير منهم رغم التعب البدني الذي نال منهم، وبقي أعضاء الطاقم الفني يبحثون عن دواعي هذه الصفعة.
حاول محيط المنتخب الوطني تلطيف الجو وسط اللاعبين بعد خسارة الخضر ضد مالاوي، بغرض طي صفحة هذه المباراة بسرعة وتحضير لقاء الخميس ضد مالي بجدية أكبر، سيما وأن الخضر ليس أمامهم سوى الفوز بنقاطه للحفاظ على أمل المرور للدور الثاني.
وحسب ما استقيناه صبيحة أمس من بعض اللاعبين، فإن الهدوء خيّم على الطابقين العلويين لفندق لوكونتينونتال طوال الليلة وبعض اللاعبين لم يتذوقوا طعم النوم، حيث يؤكد مقربون من الطاقم الفني للخضر بأن رفقاء زياني أحسوا بالذنب، والصفعة التي تلقوها ضد مالاوي أعادتهم إلى أرض الواقع.. ثم وصف أحد اللاعبين المشهد بقوله ''إنها ليلة صعبة وهيتشكوكية وكأننا أقصينا من كأس العالم''.
وهي الأجواء نفسها خيمت صبيحة أمس، عند ساعة الفطور، حيث لم يستيقظ الكثير من اللاعبين سوى متأخرين. وكان الحديث في المطعم مليئا بالحسرة والخيبة، خاصة وأن كل اللاعبين تحدثوا مع ذويهم في سهرة أول أمس، ونقلوا لهم مدى غضب الشارع الجزائري وخيبته.
سعدان وجلول يبحثان عن دواعي الإخفاق
وحتى المدرب الوطني رابح سعدان، الذي قضى هو الآخر ليلة بيضاء، لم يفهم ما حدث لعناصره، وطلب من مساعديه العمل على شحن اللاعبين بسيكولوجيا وزرع بصيص الأمل وسطهم، في محاولة لإحداث المفاجأة والفوز مرتين متتاليتين ضد مالي ثم أنغولا. وترك الشيخ لاعبيه للاسترجاع بدنيا ومعنويا قبل عقد اجتماع معهم في اليوم الموالي. كما قضى مساعد المدرب الوطني، زهير جلول، ليلة بيضاء، وبقي يبحث عن دواعي الإخفاق من جميع الجوانب، سيما وأن سهام الانتقادات بلغت الطاقم الفني بخصوص صحة وحجم التحضيرات لهذه الدورة بجنوب فرنسا.
... ويصران على نجاح تحضيرات تولون
رغم أن الجميع شكك في نوعية التحضيرات لبطولة أمم إفريقيا والتي جرت بفرنسا في مناخ بارد، إلا أن سعدان ومساعده جلول أصرا على صحة هذه التحضيرات حيث قال سعدان ''التحضيرات التي أجريناها في تولون لا علاقة لها بهذه الهزيمة، مشكلتنا هي عدم تأقلم لاعبينا مع هذا المناخ الصعب خاصة الرطوبة''. من جهته المدرب جلول يضيف: ''اسألوا الخبراء في مجال التحضير البدني والفيزيولوجي، سيقولون لكم إن مشكل الحرارة والرطوبة ليس له حل سوى التأقلم ثلاثة أيام أو أربعة معه. وقد حضّرنا في فرنسا جيدا من الناحية البدنية، ولو أجرينا ذلك في بلد ساخن ما كنا نعطي شحنة كبيرة لعناصرنا، لأنه من غير الممكن أن يتحمّل أي لاعب شحنة بدنية تحت حرارة مرتفعة دون الحديث عن الرطوبة''.
عنتر يحيى يضاعف من حجم التدريبات
تدرّب الحارس الثالث نسيم أوسرير يوم وصوله إلى لواندا، ثم خاض حصة تدريبية صبيحة أمس رفقة المدافع عنتر يحيى. هذا الأخير أصبح يبذل مجهودات كبيرة لاستعادة لياقته في أقرب وقت ممكن، وذلك بغرض العودة السريعة للمنافسة سواء كاحتياطي ضد مالي أو في مباراة أنغولا. وأبدى الطاقم الفني ارتياحه للتحسن الذي عرفه عنتر يحيى في اليومين الفارطين. لكن أمر توظيفه لا زال معلقا، رغم أن الشيخ رابح سعدان وقف ميدانيا على حاجة الخضر للاعب مثل عنتر يحيى في الدفاع وكذا في المجموعة لبعث الروح وسطها. للعلم، فإن مساعد سعدان زهير جلول ضبط برنامجا خاصا لعنتر وضاعف له من العمل في الأيام الأخيرة.