icon welcome ghost
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .



الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر

تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال..........

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
المدير{ع~المعز}العام
اللقب:
المدير العام
الرتبه:
المدير العام
الصورة الرمزية

المدير{ع~المعز}العام

البيانات
الجنسية :
gzaery
الجنس الجنس :
ذكر
الـبـلــــد :
الجزائر
المزاج :
تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... Pi-ca-20
نوع المتصفح :
firefox
المهنة المهنة :
studen
الهواية :
readin
تاريخ الميلاد :
07/04/1987
العمـر العمـر :
37
العمل/الترفيه :
المدير المميز في المنتدى
المزاج :
في منتهى الروعة و الإطمئنان فرح بما حوله
تاريخ التسجيل :
08/03/2009
النقاط النقاط :
77538
تقييم الأعضاء تقييم الأعضاء :
0
إحترام القوانين :
100
توقيع المنتدى :
توقيع المنتدى + دعاء

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://tomouhdz.mam9.com
مُساهمةموضوع: تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... Emptyالخميس مارس 11, 2010 8:04 pm


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة "2" : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي .




بسم الله الرحمن الرحيم



ا لحمد
لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ،
اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا ، إنك أنت العليم الحكيم ، اللهم علمنا ما
ينفعنا ، وانفعنا بما علمتنا ، وزدنا علماً ، وأرنا الحق حقاً وارزقنا
اتباعه ، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، واجعلنا ممن يستمعون
القول فيتبعون أحسنه ، وأدخلنا برحمتك في عبادك الصالحين .

أيها الأخوة الكرام ، مع الدرس الثاني عشر من دروس سورة البقرة .






الكون خَلْقُ الله والقرآن كلامه :



مع الآية الثالثة والعشرين ، وهي قوله تعالى :



أيها
الأخوة الكرام ، هاتان الآيتان متعلِّقتان بالقرآن الكريم ، فالله سبحانه
وتعالى خلق السماوات والأرض ، والسماوات والأرض تعبيرٌ قُرْآني يعني الكون
، والكون ما سوى الله ، خلق الله جلَّ جلاله السماوات والأرض وأنزل على
عبده الكتاب ، فالكون خلقه والقرآن كلامه ، بل إن القرآن في آيةٍ أخرى وضع
في كفةٍ والكون في الكفة الثانية :



( سورة الأنعام : آية " 1 " )

وقال :



( سورة الكهف : آية " 1 " )

أهم شيءٍ بعد خلق الكون هذا المَنهج الذي أنزله الله على سيدنا محمدٍ صلى الله عليه وسلم .






أهم شيءٍ بعد خلق الكون هذا المَنهج الذي أنزله الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم :



أيها الأخوة الكرام ، يقول الله عزَّ وجل :



( سورة الرحمن )

يواجهنا سؤال عن الترتيب في نظم هذه الآيات الأربع التي تشكل مطلع سورة الرحمن ، أيعقل أن يعلم الإنسان القرآن قبل أن يخلق ؟



( سورة الرحمن )

قال
علماء التفسير : هذا ترتيبٌ رُتَبِي ، وليس ترتيباً زمنياً ، أي لا معنى
لوجود الإنسان من دون منهجٍ يسير عليه ، لو أنَّك اشتريت حاسوباً بثلاثين
مليون ليرة من النوع المُعَقَّد جداً ، هناك حواسيب تضع عليها نقطةً من دم
تعطيك سبعة وعشرين تحليلاً في كبسة زر واحدة ، فإذا كان لدى صاحب الحاسوب
مئة تحليل ، وأجرة كل تحليل ألف ليرة ، كان دخله اليومي مئة ألف ، فهذا
الحاسوب لو أن الشركة الصانعة لم ترسل لك تعليمات التشغيل ، إنك إن
استعملته من دون تعليمات عَطَبْته ، وإن خفت عليه ولم تستعمله جَمَّدَت
ثمنه ، أليست هذه التعليمات في أهمية الجهاز نفسه ؟ هل تقل هذه التعليمات
من حيث الأهمية عن الجهاز نفسه ؟ فالإنسان أعقد آلة في الكون ، هو المخلوق
الأول .






الشر مخلوق أودعت فيه الشهوات وتحرَّك من دون منهج الله عزَّ وجل :



طبيعة
الإنسان فيه شهوات ، أودع الله فيه الشهوات ، هذه الشهوات قوى دافعة ، حب
الطعام ، حب النساء ، حب العلو في الأرض ، حب الخلود ، هذه كلها شهوات ،
هذه الشهوات من دون منهج مدمِّرة ، وهي مع المنهج قوى خَيِّرة ، كيف أن
السيارة حينما يقودها إنسان متمرِّس تنقله إلى أهدافه بيسرٍ وراحة ، أما
حينما يقودها إنسان مُغْمَى عليه ، أو سكران تودي به إلى الهاوية ،
والمركبة نفسها لم تتغير ، الإنسان أعقد آلة في الكون أودع الله فيه
الشهوات ..



( سورة آل عمران : آية " 14 " )

تحتاج
هذه الشهوات إلى مِقْوَد ، تحتاج إلى قناةٍ نظيفة تسري خلالها ، فما هو
الشر ؟ مخلوق أودعت فيه الشهوات لم يعبأ بمنهج الله ، يريد المال أخذه
عدواناً ، يريد المُتعة فعلها اغتصاباً ، يريد العلو في الأرض بَنى مجده
على أنقاض الآخرين ، هذا هو الشر ، مخلوق أودعت فيه الشهوات وتحرَّك من
دون منهج الله عزَّ وجل .



( سورة القصص : آية " 50 " )






مهمة العقل البشري أن يكشف المُغَيَّبات من خلال الآثار :



أيها
الأخوة ، هذا الكتاب هو المنهج ولا معنى لوجود الإنسان من دون منهجٍ يسير
عليه ، لأنه في خطر من دون منهج ، مركبة تنطلق بسرعة عالية في طريقٍ كلُّه
منعطفات ، وعن يمينه وادٍ سحيق ، وعن يساره وادٍ سحيق أيضاً ، فإذا أطفئت
المصابيح فالحادث حتمي ، وأنت كذلك مركبة ، الطريق كله منعطفات وعن يمينك
وادٍ وعن يسارك آخر ، فهذا المنهج هو النور الذي به تبقى على الطريق ، ومن
دون منهجٍ لا بدَّ من أن يقع الإنسان في الوادي ، فلذلك :



( سورة الرحمن )

القضية
في هذه الآية : ما الذي يؤكِّد لك أن هذا الكلام كلامُ الله ؟ أتمنَّى على
كل مؤمن مع أنه مؤمن إيماناً قطعياً بأن هذا القرآن كلام الله ، لكن
أتمنَّى أن تدقق وأن تبحث وأن تتأمل وحتى تمتلئ قناعةً بالدليل والتعليل
أن هذا القرآن كلام الله ، بادئ ذي بدء أودع الله جلَّ جلاله في الإنسان
عقلاً ، مهمة هذا العقل أن يعرف ما غاب عنه من خلال آثاره ، هذا ملخص
الملخص ، مهمة العقل البشري أن يكشف المُغَيَّبات من خلال الآثار ، فكل
هذا الكون يدلُّ على الله ، كل هذا الكون مظهرٌ لأسماء الله الحسنى ، كل
هذا الكون تجسيدٌ لأسماء الله الحسنى ، إذاً طريق معرفة الله من خلال
التفكر في خلق السماوات والأرض ، وفي القرآن ألفٌ وثلاثمئة آيةٍ تتحدث عن
مظاهر الكون ، إذاً من خلال الكون تعرف الله عزَّ وجل .

عرفت
ربك ، وعرفت أن لهذا الكون خالقاً ، وأن لهذا الكون مربياً ، وأن لهذا
الكون مسيراً ، لكن هناك أشياء لا تراها بهذا الكون ، لماذا خلقني ؟ مهما
تفكَّرت في الجبال ، في الأمطار ، في البحار ، لا تعرف لماذا خلقك ؟ لا
بدَّ من اتصالٍ مباشر بين هذا المخلوق الأول وبين خالقِه العظيم ، فالصلة
بين الخالق العظيم وهذا المخلوق هو هذا القرآن .



( سورة هود : آية " 119 " )






لا بدَّ من كتابٍ يسير عليه الإنسان مع التفكُّر في خلق السماوات والأرض :



أوضح لك سبب خلقك :



( سورة السجدة : آية " 4 " )

بيَّن
لك أصل المخلوقات من آدم ، بيَّن لك ما بعد الموت ، بيَّن لك مصائر الشعوب
، بيَّن لك الجنة والنار ، فأنت لا بدَّ من كتابٍ تفهم فيه التفاصيل ، لو
دخلت إلى بناء جامعي تستنبط من خلال التأمُّل بالبناء حقائق كثيرة ، تقول
: كان المهندسون على أعلى مستوى ، كان المهندسون على اتصالٍ وثيق بإدارة
الجامعة ، حتى هيئوا القاعات ، والمدرَّجات ، والحدائق ، وأبنية الطلاب ،
وهذه المخابر ، وفيه وسائل التهوية من الدرجة الأولى ، والقاعات بشكل
مدرجات ، وهي واسعة تتناسب مع عدد الطلاب في السنة الواحدة ، فأنت من خلال
التأمُّل في بناء الجامعة تستنبط أشياء كثيرة ، لكن مهما تأمَّلت لن
تستطيع أن تستنبط النظام الداخلي للجامعة مهما تأمَّلت في الأقواس ، وفي
القاعات ، وفي المدرجات ، وفي الأبنية ، وفي الساحات ، وفي الحدائق ، وفي
الملاعب ، لن تستطيع أن تستنبط كم كُلية في هذه الجامعة ؟ ولن تستطيع أن
تستنبط من هم عمداء الكليات ، وما نظام الترفيع ، وكيف يقبل الطلاب في هذه
الجامعة ؟ لا بدَّ من كُتَيِّب يشرح لك ذلك ، هناك شيء خاضع للتأمُّل ،
وهناك شيء خاضع للإعلام ، فأنت أولاً تستنتج أن أموالاً طائلة أنفقت على
أبنية هذه الجامعة ، هذا بالتأمل ، وتستنبط أن هؤلاء المهندسين على أعلى
مستوى ، كما تستنبط أن هؤلاء المهندسين على اتصال شديد بإدارة الجامعة حتى
جاءت خططهم متوافقةً مع حاجات الجامعة ، هذا كله تستنبطه بالتأمُّل
والتفكُّر ، أما أن تعرف كم كلية في الجامعة ؟ من هم عمداء الكليَّات ؟ ما
النظام الداخلي ؟ ما شروط القبول ؟ هذا لا بدَّ له من كتيب ، لا بدَّ له
من نظام ، إذا تأمل الإنسان في الكون عرف أن لهذا الكون خالقاً فقط ، عرف
أن لهذا الكون مربياً يمدُّ مخلوقاته بما يحتاجون ، عرف أن لهذا الكون
خالقاً عليماً ، وخالقاً حكيماً ، وخالقاً غنياً ، وخالقاً قديراً ،
وخالقاً رحيماً ، هذا كله تستنبطه بالتأمل ، أما لماذا خلقت ؟ لا بدَّ من
أن تعرف هذا بشرح يأتيك من قبل الله عزَّ وجل ، لماذا جاء بك إلى الدنيا ؟
ما الطريق الأمثل للسعادة في الدنيا والآخرة ؟ هل هناك آخرة ؟ من يقول لك
هذا ؟ الله جلَّ جلاله ، ولذلك لا بدَّ من كتابٍ تسير عليه مع التفكُّر في
خلق السماوات والأرض ، لا بدَّ من منهجٍ يُعَرِّفُك بحقيقة الكون ، بحقيقة
الحياة الدنيا ، بحقيقة الإنسان ، بالطريق الموصل إلى السلامة والسعادة ،
بالطريق الذي يحقق الهدف من وجودك ، هذا كله في الكتاب الكريم .






مهمات العقل ثلاث :



لقد
بعث الله رسولاً ، ولكن بإمكان كل إنسان أن يدَّعي أنه رسول الله ، كيف
يعرف الناس أن هذا الإنسان بالذات هو رسول الله ؟ لا بدَّ من معجزة ، لا
بدَّ من أن يأتي هذا الرسول بعمل لا يستطيعه أي فرد من أبناء البشر لأنه
من عند خالق البشر وحده ، فالذي يجعل من العصا ثعباناً مبيناً هذا فوق
طاقة البشر ، والذي يجعل البحر طريقاً يبساً هذا فوق طاقة البشر ، والذي
يُلْقى في النار فلا يحترق بها هذا إذاً رسول ، فربنا عزَّ وجل من أجل أن
يعطي هذا الرسول دليلاً على أنَّه رسول أجرى على يديه المُعجزات ، أولاً
الكون كله يدل على الله ، الله عزَّ وجل الحقيقة الكبرى في الكون ، الكون
كله يدلُّ على الله ، وأنبيائه ورسله ومعجزاتهم تدل على أنهم رسل وأنبياء
، أما القرآن فما الذي يؤكد لك أنه كلام الله ؟

لو
جاءك وارد أن هذا القرآن من صنع محمد ، كان عبقرياً ، وكان ذكياً ،
وفصيحاً ، وأديباً فنظم هذا الكتاب وأوهمنا أنه كلام الله ، ما الدليل
القطعي الذي لا يدعُ مجالاً للشك ؟ ما الدليل القطعي أي أن درجته مئة في
المئة تؤكد أن هذا القرآن كلام الله ؟ الجواب : إعجازه ، الإعجاز
، الدليل على وجود الله الكون ، والدليل على صدق الأنبياء والرسل المعجزات
، والدليل على أن هذا القرآن كلام الله إعجازه ، فمهمات العقل الثلاث : أن
يعرف الله من خلال الكون ، وأن يعرف النبي من خلال المعجزة ، وأن يعرف
كلام الله من خلال الإعجاز ، الآية الكريمة :






المُعجزات شهادة الله للناس جميعاً أن هؤلاء الرُسُل هم رسله :



إعجاز
القرآن دليل على أنه كلام الله عزَّ وجل ، طبعاً هذه بعض الأدلة ، وهناك
أدلة كثيرة ، قبل أن آتي بالدليل أطرح السؤال التالي : هل شهد الله لرسله
أنهم رسله ؟ هل شهد الله لهم بذلك ؟ أنت كإنسان تلتقي بشاهد يقول لك : أنا
أشهد أن لفلان مع فلان مئة ألف ليرة ، لأنه أداها له أمامي ، فإن يشهد لك
إنسان على أمر ما قضية سهلة جداً ، تلتقي أمامي معه وينطق تسمع بأذنك
شهادته ، أما كيف يشهد الله لك أن هذا الإنسان رسوله ؟ ما تعريف شهادة
الله لرسله أنَّهم رُسُله ؟ جواب ذلك أن : شهادة الله لرسله تكون عن طريق
المعجزات ، فالمعجزة بحدِّ ذاتها شهادة الله لرسله أنهم رسله ، يقول إنسان
: أنا رسول الله ، ما الدليل ؟ يقول : هذه العصا ، الآن هي عصا ، يلقيها
أرضاً فإذا هي ثعبانٌ مبين ، نَزَعَ يده فإذا هي بيضاءٌ للناظرين ، يتكلم
في مهده وهو صغير ! عمره ساعات ، فهذه معجزة :



( سورة مريم )

وقال :



( سورة الأنبياء )

انشق الجبل فخرجت منه النَّاقة تلك معجزة صالح لثمود ، فالمُعجزات شهادة الله للناس جميعاً أن هؤلاء الرُسُل هم رسله .






شهادات من الله جلّ جلاله أن هذا القرآن كلامه :



هنا
سؤال يطرح نفسه علينا : هل شهد الله لنا أن هذا القرآن كلامه ؟ طبعاً هناك
مئات الشهادات ، إحدى هذه الشهادات : أن في القرآن أمراً ونهياً ووعداً
ووعيداً ، فإذا طبَّقت الأمر قطفت ثماراً يانعة ، وإن وقعت في النهي دفعت
ثمناً قد يكون غالباً باهظاً ، فحينما يقول الله عزَّ وجل :



( سورة النحل : آية " 97 " )

الحياة الطيِّبة التي يحياها المؤمن شهادة الله له أن هذا القرآن كلامه .



( سورة طه : آية " 124 " )

المعيشة
الضَنْك التي يحياها المعرض عن ربه شهادة الله له أن هذا القرآن كلامه ،
حينما يأتي المرابي فيخسر ماله كله دفعةً واحدة ، دمار ماله كله شهادة
الله له أن هذا القرآن كلامه لأن الله يقول :



( سورة البقرة )

حينما
يأتي المُتَصَدِّق فيدفع الصدقة فيضاعف الله له أمواله أضعافاً كثيرة ،
مضاعفة المال له شهادة الله له أن هذا القرآن كلامه ، هذا أكبر دليل على
أن هذا القرآن كلامه .






يحالفك التيسير حينما تبني حياتك على العطاء وتؤمن بالله :



إذا طَبَّقت الأمر وانتهيت عما نهى الله عنه ، ترى أن الأحداث كلَّها تجري وفق منهج الله ، وتحيا حياةً طيبة :



( سورة الليل )

متى
تجد التيسير ؟ ترى التيسير عجيباً فكل شيء مُيَسَّر ، الإشارات كلها خضراء
، أي الطريق سالك ، لا تقف أبداً ، يحالفك التيسير حينما تبني حياتك على
العطاء ، وتؤمن بالله ، وتتقي الله فلا تعصيه .



صار
التيسير لنا قريناً في كل شؤون حياتنا ، وحينما نقطف ثمرة أي أمر
تَعَبَّدْنا به الله فهذه الثمرة هي في الحقيقة شهادة الله للمؤمن أن هذا
القرآن كلامه ، وحينما يرتكب الإنسان معصيةً فالثمن الذي يدفعه شهادة الله
له أن هذا القرآن كلامه ، هذا نوع من أنواع الإعجاز .






في هذا القرآن آيات ولو كانت من كلمتين إلا أن دلالتها مؤكدة ومعناها محقق :



لو
كنت في غرفة تطل على ميناء بحري ، وقال شخص لك : أنا مدير الميناء ، وكل
هذه البواخر بإمرتي حتى المُغادِرة ، فرأيت باخرة ضخمة جداً بدأت تُغادر
الميناء ، فمن أجل أن تتأكد أنه فعلاً مدير الميناء ، تقول له : هل
بإمكانك أن توقف هذه الباخرة ؟ يقول لك : نعم ، يتصل بها فإذا هي تقف ،
قلت له : أعدها إلى الميناء ، قال لك : سأُعيدها ، اتصل بها : أعادها إلى
الميناء ، فلما وقفت هذه الباخرة العملاقة التي حمولتها مليون طن ، وقفت
ثم عادت ، معنى ذلك أن كلامه صحيح ، والدليل إيقاف هذه الباخرة الضخمة
وعودتها إلى الميناء ، إنسان واقف في الميناء وقال لك : أنا مدير الميناء
العام ! فقلت له : أحقاً ما تقول ؟ فقال : أنا معي الدليل ، قلت له : هذه
الباخرة الضخمة التي أقلعت الآن وسارت باتجاه الغرب ، هل بإمكانك أن
تعطيها أمراً فتقف ؟ يقول لك : نعم ، أعطاها أمراً فوقفت ، هل بإمكانك أن
تعيدها إلى الميناء ؟ قـال لك : نعم ، أعطاها أمراً آخر فرجعت ، معنى هذا
أن كلامه صحيح ، ماذا أردت من هذا المثل ؟ أردت أن ترى أن في هذا القرآن
آيات ولو كانت مثل هذه الآية من كلمتين أو أكثر :



( سورة البقرة )

إلا
أن دلالتها مؤكدة ، ومعناها محقق ، وهي دليل قاطع ، فأنت مثلاً قد تجد
شخصاً معه مئة مليون ، غُرِّمَ بمبلغ من المال يقدر بمئة وثمانين مليوناً
، بسبب ارتكابه غلطة بسيطة ، فهل من المعقول أن يفقد إنسان ماله كله دفعة
واحدة ولا يبقى لديه شيء ؟ نعم ! قال الله تعالى :



( سورة البقرة )

ثلاث كلمات في الآية ، مطبوعة بحرف صغير :



( سورة البقرة )

معنى ذلك أن الذي أنزل هذا الكتاب وأمر فيه ما أمر ونهى فيه عما نهى هو الذي دمَّر ماله .






كل وعد في القرآن وكل وعيدٍ وكل أمرٍ وكل نهيٍ حينما تُطَبِّقه تقطف ثماره :



اصطلح
أحدهم مع الله عزَّ وجل ، فتغيرت أموره بعد أن اصطلح مع ربه ، شعر بسعادة
، شعر بطمأنينة ، شعر بتوفيق ، أموره ميَسَّرة ، الطرق كلها سالكة ، صار
بيته جنة ، يقرأ الآية :



( سورة النحل : آية " 97 " )

هذه
الآية الصغيرة هي من عند الذي جعل حياته طيبة ، جعل بيته سعيداً ، جعل
أولاده أبراراً ، جعل عمله موفقاً ، شيء دقيق جداً ، فكل وعد في القرآن ،
وكل وعيدٍ ، وكل أمرٍ، وكل نهيٍ ، حينما تُطَبِّقه تقطف ثماره ، قطف ثماره
دليل أنه كلام الله .

أحد الناس أشرك بالله فامتلأ قلبه خوفاً :



( سورة آل عمران : آية " 151 " )

هذا الخوف الذي أكل قلب هذا الخائف دليل على أن هذا القرآن كلام الله ، هذا أحد الأدلة ، هذه شهادة الله لنا أن هذا القرآن كلامه .






إذا قرأت كلام الله آيةً آية تجد أن الأحداث كلها تتحرك وفق منهج الله :



المسلمون
في البدايات ، عشرات الألوف في الجزيرة ، بدو رُحَّل متخلّفون بالمقياس
الحضاري ، ليس عندهم علم ، ولا جامعات ، ولا أجهزة ، ولا تطوِّرات ، ولا
تكنولوجية ، كيف استطاعوا أن يفتحوا المشرقين وأن يصلوا إلى أطراف الدنيا
، وأن يصلوا إلى مسافة قريبة من باريس ، وإلى مشارف الصين ، وأن تدين لهم
الدنيا من أطرافها ؟ سرّ ذلك أنهم أقاموا الدين في قلوبهم وترجموه عملاً
وسلوكاً ! قال الله تعالى :



( سورة النور : آية " 55 " )

معنى ذلك أن هذا القرآن كلامه :



( سورة النور : آية " 55 " )

أيها
الأخوة ، إذا قرأت كلام الله آيةً آية تجد أن الأحداث كلها بدءاً من
المجرَّات إلى السماوات ، إلى الأمطار ، إلى البحار ، كُلُّها تتحرك وفق
هذا المنهج ، لذلك فإن وقوع الوعد والوعيد شهادة الله لنا أن هذا القرآن
كلامه ، قال تعالى :



( سورة يونس : آية " 39 " )

قال علماء التفسير : التأويل وقوع الوَعْد والوعيد .






الإيمان و الإخلاص سببان رئيسان للنصر :



أيها
الأخوة أرجو الله سبحانه وتعالى أن يكون الواحد منا صادقاً ، فإذا تعامل
مع الله بصدق فو الله يرى العجب العُجاب ، والله يرى الشيء الذي لا
يُصَدَّق ، لأن هذا القرآن كلامه سبحانه ، الله عزَّ وجل قال :



( سورة الصافات )

لا
يمكن ومن رابع المستحيلات أن تكون جندياً لله وأن تُهْزَم ، ذلك مستحيل ،
فإذا لم تنتصر فاعلم أن جُنْدِيَّتك لله قد اختلت ، إن لم تنتصر فاعلم علم
اليقين أن جنديتك لله قد اختلت ، دعا إنسان إلى الله فلم تنجح الدعوة
ومُنعت ، فيقول : الأمر ليس بيدي ؟ نقول له : لا ، اقرأ قوله تعالى :



( سورة غافر )

هل تجد أدق من هذا الكلام ؟



( سورة غافر )

معنى
ذلك حينما تكون مؤمناً حقاً وحينما تكون مخلصاً حقاً لا بدَّ من أن تنتصر
، ما من إلهٍ إلا الله ، ليس في الوجود إلا الله عزَّ وجل .






الله وحده فعالٌ لما يريد :



الله تعالى هو الفعال وحده :



( سورة البروج )

الله
وحده فعالٌ لما يريد ، أما الإنسان قد يُريد آلاف الأشياء ، وقد يحال بينه
وبين ما يُريد ، ولكن الله سبحانه وتعالى إذا أراد شيئاً :



( سورة يس )

إذاً :



أخواننا
الكرام ، أحياناً يكون للإنسان قضية في القضاء ومضى عليها ثماني سنوات
مثلاً ، ودفع مئات الألوف للمحامي ، يقول له المحامي : نجحت الدعوى ، كيف
؟ يقول له : وجدت اجتهاد بمحكمة النقض لصالحك ، هل من المعقول أن أربع
كلمات مطبوعة بمجلة تملأ قلب المحامي ثقة أن الدعوى نجحت .

القرآن
أمامك ، كلام رب العالمين ، كلام خالق السماوات والأرض ، الذي خلق مجرةً
تبعد عنا ثلاثمئة ألف بليون سنة ضوئية هو الذي أنزل هذا الكتاب ، هذا
الكتاب من عند خالق الكون ، فأيهما أشدُّ مصداقيةً عندك ؟!! اجتهاد محكمة
النقض قد ملأ قلبك سروراً ، يقول لك : ربحنا الدعوى ، كيف ربحتها ؟ هل ظهر
الحكم ؟ لا ، ولكن المحامي طمأنني ، المحامي قال لي : هناك اجتهاد في
محكمة النقص لمصلحتك .

إذاً
: إن إنساناً اجتهد اجتهاداً صادراً عن محكمة النقص ، وطبع في المجلة ،
واطلع عليه المحامي ، وبلّغ الموكل به ، وقال له : ربحنا الدعوى ، فأفرحَ
الموكل ، فكيف إذا صدر الوعد من الله تبارك وتعالى لك أيها المؤمن ؟
فأيهما يبعث الأمل والرجاء والطمأنينة في قلب صاحبه ؟ أقرار محكمة ؟ أم
وعد خالق السماوات والأرض ومن بيده الأمر كله ؟






آيات من القرآن الكريم تؤكِّد أن الأمر بيد الله :



قال تعالى :



( سورة فاطر )

بيده ملكوت السماوات والأرض :



( سورة الأعراف )

وقال :



( سورة الكهف )

وقال :



( سورة الفتح : آية " 10 " )

وقال :



( سورة الزمر )

وقال :



آياتٌ كثيرة تؤكِّد أن الأمر بيد الله .






قضية القرآن الكريم قضيةٌ مصيرية فهو منهج الله سبحانه :



إذا
كان خالق الكون طَمْأنك وقال لك : أنت ما دمت مؤمناً ولك عملٌ طيب فلك
عندي حياة طيبة ، بكل الأحوال ، في كل الظروف ، في كل المناسبات ، في كل
الأقاليم ، بأي بلد ، بأي نظام ، ما دُمْتَ مع الله ، فالله معك .


كن مع الله تَرَ الله معك واترك الكل وحاذر طمعك



وإذا أعطاك من يمنعه؟ ثم من يعطي إذا ما منعك ؟

* * *

أطع أمرنا نرفع لأجلك حجبنا فإنا منحنا بالرضا من أحبنا

ولُذ بحمانا واحتمِ بجنابنـا لنحميك مما فيه أشرار خلقنا

* * *

أيها
الأخوة الكرام : قضية هذا القرآن الكريم قضيةٌ مصيرية ، هذا منهج الله ،
هذه تعليمات الصانع ، لو كان عندك حاسوب وتعطَّل ولك جار تحبه حباً لا
حدود له يعمل في بيع الخضر مثلاً هل تكلفه بأن يصلحه لك مع حبك الشديد له
؟ هذه ليست مهنته ، تبحث عن الخبير ، تبحث عن الوكالة ، فلماذا في شؤون
سعادتك الأبدية لا تبحث عن الخبير ؟



( سورة فاطر )






كلَّما تقدَّم العلِم تطابق مع القرآن :



أيها الأخوة الكرام :



" لم ، ولن " ، لم لنفي الماضي ، ولن للنفي على التأبيد أي المستقبل :



لم
تستطيعوا أن تفعلوا في الماضي ، ولن تستطيعوا أن تفعلوا بالمستقبل ،
والدليل : أنه مضى على إنزال هذا القرآن أكثر من ألفٍ وأربعمئة عام ، هل
استطاع العِلم كله في الأرض أن يأتي بشيءٍ يُناقض هذا القرآن ؟ بالعكس
كلَّما تقدَّم العلِم تطابق مع القرآن ، يعني :



( سورة الرحمن )

أين
هذا البرزخ ؟ يلتقي البحران البحرُ الأحمر والبحر الأبيض في قناة السويس ،
وجد عُلَماء البحار أن للبحر الأحمر كثافةً وله مقومات ، وله مكونات ، وله
درجة ملوحة تختلف عن البحر الأبيض ، ويلتقي البحر الأبيض بالمحيط الأطلسي
في مضيق جبل طارق ، ومكونات المحيط الأطلسي وكثافته وملوحته تختلف
اختلافاً بيّناً عن كثافة وملوحة ومكونات البحر الأبيض، ويلتقي البحر
الأحمر بالبحر العربي في مضيق باب المَنْدَب .






بعض الأدلة عن إعجاز القرآن الكريم :



قال تعالى :



هذه
الآية لم تُفَسَّر إلا بعد اختراع السُفُن الفضائية ، فقد وجِدَ عن طريق
التصوير الفضائي العالي خط بين كل بحرين ـ خط وهمي ـ هو فرق كثافة ، فرق
لون ، فلما بحثوا وجدوه ، لذلك أسلم أحد علماء البحار على ضوء فهمه دلالات
هذه الآية ، هذا من إعجاز القرآن الكريم ، الأرض ؛ كانت قناعة الناس أن
الأرض مُنْبَسِطة لكن الله عزّ وجل قال :



( سورة الحج )

لماذا لم يقل بعيد ؟ مع أن بعيد أقرب للذهن ؟ إنك كلما ابتعدت عن إحدى نقاط الكرة صار هناك عُمْق :



( سورة الحج )

بالنسبة
للكرة العمق هو البعد عندما تكون المسافة بعيدة جداً ، أما المسافة
القصيرة فإن الخط مستقيم ، أنت إذا ذهبت إلى دوما مثلاً تجد أن الخط
مستقيم ، أما إذا ذهبت إلى أمريكا سوف تدور نصف دائرة بالضبط ، فصار البعد
في الكرة هو العمق ، هذا كلام خالق الكون .






أدلة أخرى عن إعجاز القرآن الكريم :



يركب
أحدهم الآن سيارة فخمة جداً أو يركب طائرة من أحدث الطائرات تُقِل ستمئة
وستين راكباً أو يركب باخرة تُقِل مليون طن ، يقرأ قوله تعالى :



( سورة النحل : آية " 8 " )

أين الخيل والبغال والحمير ؟ أنا أركب سيارة فخمة جداً ثمنها أربعة وعشرون مليوناً قال :



إذاً هو كلام خالق الكون :



وأنت في الطائرة :



وأنت في سيارة فخمة :



وأنت في يختٍ ضخمٍ :






من إعجاز القرآن العلمي :



لو
أنَّه من كلام النبي عليه الصلاة والسلام لاكتفى بالقول : والخيل والبغال
والحمير لتركبوها وزينة ، انتهى ، هذا الذي كان في عهد النبي ، أما لأنه
كلام خالق الكون :



حينما
يصعد الإنسان إلى أعالي الطبقات ، طبعاً يقلُّ هناك الأوكسجين ، لذلك تضخ
الطائرات ثمانية أمثال حجمها من الهواء ليكون الضغط فيها كالضغط في الأرض
، تلاشى هذا الضغط لسبب أو لآخر لا بد من هبوط الطائرة في أي مكان في
الأرض وإلا يموت الركاب جميعاً ، فهذا هو الضيق الذي يَحْصَل للإنسان إذا
ركب طائرةً مُخَلْخَلَة ، قال تعالى :



( سورة الأنعام : آية " 125 " )

هل صعد إنسان واحد في عهد النبي إلى السماء ؟ الآن صعدنا إلى السماء ، هذا من إعجاز القرآن العلمي .

ما
كانوا يستطيعون قياس المسافات البعيدة ، الآن تُقاس المسافة بين الأرض
والقمر بالمليمتر عن طريق أشعة الليزر ، وتجد الآن أجهزة مع المهندسين
يضعُها أمام الحائط فتكشف له على الشاشة المسافة بالمليمترات ، تُرسل هذه
الأشعة إلى الجدار وترجع فتقيس المسافة ، بعد اختراع هذه الأشعة ـ أشعة
الليزر ـ أمكن قياس الأبعاد بدقةٍ متناهية ، فاكتُشف أن أعمق نقطةٍ في
الأرض اليابسة غور فلسطين ، وقد جاءت الروايات التاريخية تشير إلى أن
المعركة الشهيرة التي جرت بين الروم والفُرس كانت في غَوْر فلسطين ، وقد
قال الله عزّ وجل :



( سورة الروم )

في الآية إعجازان : إعجاز علمي ، وإعجاز إخباري ، كيف يشهد الله لنا أن هذا القران كلامُه ؟ عن طريق الإعجاز .






أدلة أخرى عن الإعجاز العلمي للقرآن :



اكتشف
الآن أنه ما من شيءٍ في الكون إلا وهو ذرات ، والذرات كهارب تدور في
مدارات متعددة حول نويّات ، أن ترى هذا الخشب جامداً وكذلك هذا الحجر ولكن
كل شيءٍ يدور هذا نظام الذرة ، نظام الذرة كالمجرة ، قال تعالى :



( سورة الأنبياء : آية " 33 " )

﴿ كُلٌّ ﴾ هذه تفيد الشمول المُطْلَق :



( سورة الأنبياء : آية " 33 " )

بعد
أن اكتشفت الذرة وجِد أنه ما من عنصر ؛ الحجر البازلتي ، الحجر ، الخشب ،
الصخر ، الماء ، الهواء إلا وهو ذرات وكهارب على مدارات حول نويّات ، هذا
العنصر الصُلب مثلاً يحوي على مداره الخارجي ثلاثة كهارب ، هذا عنصر غازي
عليه أربعة كهارب ، بين عنصرٍ غازي وعنصر صلب الفرق كهروب واحد فقط ، هذا
شيء يعرفه مَن درس فيزياء في الكتاب المقرر لطلاب الشهادة الثانوية ، يعرف
هذا الشيء ، شيء طبيعي ، قال :



( سورة الأنبياء : آية " 33 " )






المرأة لا علاقة لها إطلاقاً بنوع الجنين ونوع الجنين يتحدد من الذكر :



اكتُشف
الآن أن جنس الجنين يتحدَدُ من الحوين لا من البويضة ، والمرأة لا علاقة
لها إطلاقاً بنوع الجنين ، فهذا الذي يُطَلِّق امرأته لأنها أنجبت له
بنتاً أحمق وجاهل ، لأن امرأته لا علاقة لها إطلاقاً بنوع الجنين ، قال
تعالى :



( سورة النجم )

من نطفة فقط ، كون الجنين ذكر من الزوج ، كونه أنثى من الزوج ، يوجد بالمورثِّات كروموزونات و Y و X ، الـ X ذكر و الـ Y أنثى .

على كلٍ :



( سورة النجم )

وقال :



( سورة السجدة : آية " 5 " )






الآية التالية هي النظرية النسبية التي جاء بها أينشتاين وملأت الدنيا صياحاً وضجيجاً :



قال تعالى :



(سورة الحج : آية " 47" )

اكتشف
العلماء الآن مدلولات بعض الآيات الحسابية ، وبيان ذلك في الفقرة
التالية : نحن نعدُّ السنوات عن طريق القمر ، يدور القمر حول الأرض دورةً
كل شهر ، لو أخذنا مركز الأرض ومركز القمر وقسنا المسافة بينهما لعرفنا
نصف قطر الدائرة التي هي مسار القمر حول الأرض ، عن طريق القانون الرياضي
نعرف المحيط من نصف القطر ، كشفنا محيط الدائرة ، (يدور القمر حول الأرض
دورةً كلَّ شهر) × 12 (يعطينا ما يقطعه القمر حول الأرض في سنة)× 1000
يعطينا ما يقطعه القمر حول الأرض في ألف عام هذه هي المسافة ، لو
قسَّمناها على الزمن ، ﴿ وَإِنَّ يَوْماً ﴾ اليوم
أربع وعشرون ساعة ، والساعة ستون دقيقة ، والدقيقة ستون ثانية ، لو ضربنا
أربعاً وعشرين × ستين × ستين وقسَّمنا المسافات الكيلو مترية التي يقطعها
القمر في دورته حول الأرض في ألف عام على عدد ثواني اليوم لوصلنا إلى سرعة
الضوء في الدقيقة : مئتين وتسعة وتسعين ألفاً وثمانمئة واثني عشر كيلو متر
في الثانية ، هذه النظرية التي ملئوا بها الدنيا صياحاً وضجيجاً ـ النظرية
النسبية التي جاء بها أينشتاين ـ في هذه الآية :



( سورة الحج )






الإحكام الحسابي من الإعجاز في القرآن :



قال تعالى :



( سورة الطارق )

السماء كل ما علاك فهو سماء ، كيف وصف الله السماء كلَّها بكلمةٍ واحدة ؟



ثبت
الآن أن كل كواكب الكون تدور حول بعضها في مساراتٍ مغلقة ، ومعنى مسار
مغلق : أي أن هذا الكوكب يرجِع إلى النقطة الأولية التي انطلق منها ، قال
تعالى :



( سورة الطارق )

طبعاً
آيات إعجاز القرآن الكريم لا تعدُّ ولا تحصى ، هذه نماذج ، من منكم يصدِّق
أننا إذا نسبنا عدد كلمات البر في القرآن إلى عدد كلمات البحر في القرآن
لكانت تساوي نسبةَ البرِّ إلى البحر بالتمام والكمال ؟ من يصدق أن عدد
كلمات الملائكة بعدد كلمات الشياطين ؟ وأن كلمات الدنيا بعدد كلمات الآخرة
؟ هذا الإحكام الحسابي شيء لا ينتهي ، موضوع ثانٍ .

والله
أيُّها الأخوة ، والله الذي لا إله إلا هو لو تأمَّلت هذا القرآن من خلال
إعجازه لآمنَت كلُّ خليّةً في جسمك ، كل خليّة ، ولآمنت كل قطرةٍ في دمك
أن هذا القرآن كلام الله ، قد يقرأ الإنسان في الجريدة خبراً أو تصريحاً
لمدير مؤسسة مؤلفاً من خمس كلمات ، أن هناك احتمالاً بالسماح باستيراد
السيارات ، ينخفض سعر كل سيارة مئتي ألف ليرة بسبب خمس كلمات في جريدة
وتصريح غير مؤكد ، هل من المعقول أن ينخفض السعر مئتي ألف ليرة لكل سيارة
لورود تصريح مقداره خمس كلمات في جريدة .






يهجر القرآن حينما تُهْجَر أحكامه وحينما يبقى تراتيل :



يوجد في القرآن الكريم العدد الكبير من الأوامر والنواهي أو الوعود ، والناس في واد وهذا القرآن في واد :



( سورة الفرقان )

قرؤوه في المناسبات ، قرؤوه في التعازي ، قرؤوه وتلوه في الإذاعة ولكنهم هجروا أحكامه .

المُصْحَف في مقدَّمة المحل التجاري ، وتوضع آيات كثيرة :



( سورة الفتح )

فَهم الفتح المبين أن يربح فقط ، وبخط عريض واضح كتب على واجهة المحل : ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾
، وترى سلوك صاحب المحل في وادٍ والقرآن في واد ، يوضع المصحف أمام السائق
في السيارة وهي تنطلق من مكان إلى مكان لا يُرضي الله أبداً ، يهجر القرآن
حينما تُهْجَر أحكامه ، حينما يبقى تراتيل ، و قرئ القرآن الكريم في باريس
على أنه فلكلور شرقي ، قُرئ في باريس في حفل كبير لا على أنه كلام الله ،
لا على أنه منهج الله ، بل على أنه فلكلور شرقي ، هكذا :



( سورة الفرقان )

لتعلم
يا أخي أن حياتنا وسعادتنا بهذا الكتاب ، حياتنا وفلاحنا في تطبيق هذا
الكتاب ، القرآن الكريم منهج كامل ، اختصر الناس الدين لخمس عبادات
شعائرية ، ولكن في الدين غض بصر ، وصدق ، و أمانة ، ووفاء بالوعد ، وإخلاص
، اقرأ القرآن ، ستمئة صفحة من عند خالّق الأكوان ألا ينبغي أن نقرأه وأن
نستمع إلى تفسيره وذاك هو الحد الأدنى .






النار ودرجات غليانها :



قال تعالى :



هذه في الماضي :



بالمستقبل :



النار أيها الأخوة ، وما أدراك ما النار !
الشموس ، أبدأ الكلام الآن عن شموس حمراء اللون ، والنجوم البعيدة بيضاء ،
انظروا إليها في الليل تجدوها بيضاء ، ويوجد الآن ثقوب سوداء ، يمر الكوكب
المُلتهب بمرحلة الاحمرار إلى الابيضاض إلى السواد ، وكل مرحلة تتضاعف
فيها الحرارة ملايين المرَّات ، شمسنا حمراء حيث أنها في البدايات ، ولكن
هناك شموساً بيضاء تنكمش وتصبح بيضاء اللون ، وبعد ألف عام تصبح هذه الشمس
سوداء ، وهناك ثقوب فيها ضغطٍ عالٍ جداً ، لو دخلت الأرض أحد هذه الثقوب
لأصبحت بحجم البيضة مع وزنها نفسه ، ورد في صحيح :

(( أمر
الله تعالى أن يوقد على النار ألف عام حتى احمرت ثم أوقد عليه ألف عام حتى
ابيضت ثم أوقد عليه ألف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة )) .

[ للبزار من حديث أنس وهو ضعيف ]






الإنسان يعيش في زمن سينقضي بالموت وبعدها سيُحاسب على كل حركةٍ وسكنةٍ :



إذا وضعت الحجر البازلتي وهو آخر العناصر انصهاراً فإنه يذوب في النار :



هل
تعلم يا أخي أن أهل الخبرة يصنعون أرض الأفران الآن من الحجر الأسود أي
البازلتي ، قلَّما ينصهر هذا الحجر ، أما في نار جهنم فهو يصبح سائلاً ،
لو أن الأرض أُلقيت في الشمس لتبخَّرت في ثانيةٍ واحدة ، حرارة الشمس في
ظاهرها ستة آلاف درجة ، وفي أعماقها عشرون مليون درجة ، هذه شمس الأرض
الحمراء وليست السوداء ، الحمراء عشرون مليون درجة ، قال:



قال الله عزّ وجل :



( سورة البقرة )

هذا
كلام خطير يا أخوان ، كلام خطير جداً ، الكلام الخطير تسمعه فتبدأُ متاعبك
، أنت مسؤول ، أنت تعيش في زمن سينقضي بالموت ، وبعدها تُحاسب على كل
حركةٍ وسكنةٍ ، وعطاءٍ ومنعٍ ، وزواجٍ وطلاقٍ ، وغضبٍ وتربيةٍ ، كله
مُحَاسب عليه ، فإذا كان معك دليل أن هذا القرآن ليس كلام الله فأتني به ؟
أما إذا كانت الأدلة كلُّها تقول على أنه كلام الله فماذا تفعل ؟!






لن يستطيع أعداؤنا أن ينتصروا علينا إلا إذا تركنا هذا القرآن :



لو
قرأ أحدهم بلاغاً بمنع التجوّل وتحت طائلة إطلاق الرصاص ، قرأه ثم لم
يتحرك ولم يدخل إلى بيته فإنه يكون مجنوناً ، فإذا خالف هذا البلاغ فإنه
يُقتل ، فإذا قرأه وقال : والله الخط جميل ، والله التوقيع جيد ، انظروا
إلى الحبر لونه جيد جداً ، الورق ثمين جداً ، وغير متوفر ، من أين أتوا به
؟ إذا انصرف عن مضمون البلاغ ، وتوجَّه إلى جزئياتٍ ليس لها علاقة بمضمون
البلاغ إطلاقاً فإنه يكون أحمق ، هذا القرآن منهج لكنا نقرؤه على الأموات
، نقرؤه في المناسبات ، نقتنيه تحفة من المتحف ، علماً أنَّه منهج للتطبيق
، للعمل به .

رأى
سيدنا عمر رجلاً يقرأ القرآن ويبدو أنه لا يعمل به ، فقال : " قتلهم الله
إنما أنزل هذا القرآن ليُعْمَل به أفتخذت قراءته عملاً ؟ أفتخذت قراءته
عملاً ؟ " يجب أن تعمل به لا أن ترتزق منه ، هذا منهجنا وهذا كلام ربنا .

لن
يستطيع أعداؤنا أن ينتصروا علينا إلا إذا تركنا هذا القرآن ، هذا ما قاله
أحد كبار الوزراء في بريطانيا قال : " مادام هذا الكتاب بين أيديهم لن
تستطيعوا أن تنتصروا عليهم " ، ويقول النبي عليه الصلاة والسلام :

(( خيركم من تعلم القرآن وعلمه )) .

[ البخاري عن عثمان ]

خيركم ، وقال الله عزّ وجل :



( سورة الفرقان )






الجهاد الدعوي من أعظم أنواع الجهاد :



سمَّى
ربنا تعلم القرآن وتعليمه جهاداً كبيراً ، هذا الجهاد الدعوي من أعظم
أنواع الجهاد ؛ أن تُرَسِّخ معاني هذا الكتاب ، أن تُقنع الناس بأحقية هذا
القرآن ، أن تحملهم على تطبيق أحكامه ، أن تحملهم على اتباع أمره ونهيه ،
هذا هو الذي نريده ، أرجو الله سبحانه وتعالى أن نوَفَّق في درسٍ قادم إلى
متابعة هذه الآية :


والحمد لله رب العالمين




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
الموضوع الأصلي : تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... الكاتب : المدير{ع~المعز}العامالمصدر : منتديات طموح الجزائر
المدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال..........

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1

مواضيع مماثلة

-
» تفسير القرآن الكريم كااااااااملاااااااا
» مشروع حفظ سورة البقرة
» تفسير سورة الفاتحة
» القصة في سورة البقرة الآيات 67-73
» اعراب ايات من سورة البقرة (84-85-86) **18 **

odessarab الكلمات الدلالية
تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... حصرياا , تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... بانفراد , تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... منتديات اوديسا , تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... حمل , تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... download , تفسير القرآن الكريم ـ سورة البقرة ''2'' : الدرس 12 ـ الآية : [23] ـ لفضيلة الدكتور محمد راتب ال.......... تحميل حصري
odessarabرابط الموضوع
odessarab bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طموح الجزائر :: ˆ~¤®§][©][ المنتديات الإسلامية الصوتيات منها و المرئيات ][©][§®¤~ˆ :: سور القرآن الكريم-