لقد سمعت اليوم من جارنا قصة غريبة تبرزحيل بعض المحتالين و اللصوص.وإنّها لحيل يعجز عنها إبليس نفسه.
قال : روى صديق لي قصة أضحكتني بقدر ما أدهشتني ،فهو سائق سيارة أجرة و هؤلاء عادة يكونون من الشطار ومع ذلك وقع في فخ من هم أكثر منه شطارة.
فلقد أوقفه واحد في الطريق خارج المدينة ، شاب ملتح أنيق نظيف فأجلسه بجانبه و بعد صمت أخذ يحدّثه في هدوء و وقار عن فعل الخيرات و ترك المنكرات و بعد مسافة ليست بالطويلة أوقفته امرأة شابة فقال له الرجل توقّف لها لعلّ في ذلك حفظا لك و سترا..فتوقف فراحت المرأة تفتح الباب الأمامي للسيارة و تهمّ بالركوب فيقول لها السائق:اجلسي من الوراء ألا ترين الرّجل جالسا؟ فقالت مستغربة:و أين الرّجل؟ لا رجل بجانبك، أنت تسخر مّني؟؟؟ و امتنعت عن الركوب وتأخّرت.
واصل السائق براكبه السير و بعد مسافة قصيرة أوقفه رجل فأشار الراّكب أن توقّف لاتدع فرصة الخير تفوتك .فتوقّف ليركب الرجل ففتح له الباب الخلفي إلاّ أنّ الرجل فضّل المقعد الأمامي فيمنعه السّائق هو الآخر و يزجره صارخا في وجهه : ألا ترى الرّجل جالسا؟ فيردّ عليه رديفه في هدوء : اتق الله يا عبد الله؟ فيغضب السائق و يقول ؟ كيف لا و هم يتعامون أن يروك...وهنا ينظر إليه
الرّاكب مبتسما و يقول له :تريد السّر؟؟؟ نعم إنّهم لا يرونني ،فأنا ملك الموت جئت لأفبض روحك ، و يبدو أنّك طيّب لذا فأنا أمهلك لتنزل فتركع ركعتين لله ليكون ذلك آخر عهدك به. فحزن السائق المسكين و نزل سيارته متثاقل الخطى و ما إن نأى عن مركبته حتّى يسمع لعجلاتها زمجرة قوية و يرى إثرها دخانا لتنطلق بسرعة السهم كأنّها تسابق الريح فما كان من صاحبنا المغفّل إلاّ أن صاح بأعلى صوته...أوقفووووووه عزرائيييل يسرق سيارتي...

قصة خيالية فيها شيء من الواقعية

بل إنّها قصة واقعية حدثت عندنا في سطيف رواها الضحية المغفل لجارنا الشيخ رابخ