اقدم لكم بحث حول مرض الايدز
وهو كالاتي
تعريف السيدا
يعتبر السيدا من أخطرالأمراض التي عرفتها البشرية في أواخر القرن العشرين وبداية القرن الواحد والعشرين.
وكلمة السيدا SIDA هي اختصار لجملة تتكون من أربع كلمات:
S : SYNDROME
I : IMMUNO
D : DÉFICIENCE
A : ACQUISE
أي: "داء فقدان المناعة المكتسبة" كما يسمى في دول المغرب العربي، و"متلازمة العوز المناعي المكتسب" كما يسمى في دول المشرق؛ وهي كلمة ترمز إلى مجموعة الأمراض التي تدل على تدمير جهاز المناعة في الجسم البشري والقضاء عليه.
وينتج تدمير جهاز المناعة المحدث لهذه الأمراض عن فيروس VIRUS يسمى بـ:VIH وتعني:
V : VIRUS
I : IMMUNO-DÉFICIENCE
H: HUMAINE
أي: "فيروس العوز المناعي البشري".
صورة لهيكلة فيروس العوز المناعي البشري VIH
وينتمي هذا الفيروس لعائلة الفيروسات القهقرية LES RÉTROVIRUS، أي تلك التي تتاكثر بشكل معاكس للتكاثر الطبيعي.
نبذة عن تاريخ المرض
إذا كنا نجهل كل شيء عن أصل ومصدر ظهور فيروس VIH، حيث عجز العلماء والباحثون عن تحديد ذلك، مكتفين بوضع مجموعة من الفرضيات التي لم تستطع بلوغ الحقيقة أو الإجابة عن السؤال، رغم كل المجهودات التي بذلت لإثباتها والتدليل عليها؛ إلا أن تاريخ ظهور المرض وكيفية اكتشاف الفيروس تعتبر معروفة لدينا.
وهكذا فبسبب موت بعض الشباب بالولايات المتحدة الأمريكية، وخاصة بولاية لوس أنجلس ابتداء من سنة 1979 نتيجة لإصابتهم بأعراض سرطان الجلد المعروف بـ:كابوزي (وهو سرطان يكون مرتبطا عادة بفترة الشيخوخة لما يمزها من ضعف في القدرة الدفاعية للجسم), وبسبب موت أشخاص آخرين -بالولايات المتحدة دائما- بنفس المرض وبأمراض أخرى لا توجد علاقة فيما بينها منذ مطلع سنة 1981، قام العلماء بإجراء تحاليل على أجساد هؤلاء تبين منها عدم الإستجابة المناعية لديهم، حيث إن جهازهم المناعي متوقف تماما عن أداء مهامه، فأطلقوا على هذه الحالة إسم: متلازمة العوز المناعي المكتسب SIDA، وبقي هاجسهم إيجاد العامل المسبب لها.
وفي هذا الصدد تكون فريقان علميان للبحث عن العامل المسبب لفقدان المناعة، الأول بالولايات المتحدة الأمريكية وبالضبط بمعهد البحث العلمي الأمريكي برئاسة البروفيسور روبير كالو Robert GALLO، والثاني بفرنسا وبالضبط بمعهد باستور الفرنسي برئاسة البروفيسور لوك مونتانيي Luc MONTAGNIER، وتوصلا في مطلع سنة 1983، وفي نفس الوقت تقريبا، ودون أي تنسيق بينهما، إلى نفس النتائج، حيث اكتشف الفريق الفرنسي فيروسا سموه بـ: LAV ،في حين اكتشف الفريق الأمريكي فيروسا سموه بـ: HTLV 3، ولأن الأمر كان يتعلق بنفس الفيروس، فقد اجتمعت المنظمة العالمية لتوحيد الأسماء العلمية في نهاية نفس السنة وأطلقت عليه اسم: VIH بالفرنسية أو HIV بالإنجليزية.
وتوالت الأبحاث بعد ذلك، فاكتشف في سنة 1985 المصلLE SERUM الذي يعمل على الكشف عن الفيروس في الدم، وفي سنة 1986 اكتشف العلماء دواء يعمل على منع تكاثر الفيروس أطلقوا عليه إسم: AZT .
جهاز المناعة
يلعب جهاز المناعة دورا كبيرا في حماية جسم الإنسان من الهجومات المستمرة والمتكررة عليه من مختلف الفيروسات والميكروبات والفطريات والبكتيريات.
وهو يتواجد أساسا على مستوى مجموعة من الكريات البيضاء التي تسمى باللمفاويات LES LYMPHOCYTES، والتي تنقسم إلى قسمين كبيرين: اللمفاوياتB واللمفاويات T، هذه الأخيرة التي تنقسم بدورها إلى نوعين: اللمفاويات T4واللمفاوياتT8
وتعتبر اللمفاويات T4 أهم عنصر في جهاز المناعة، إذ هي بمثابة القائد الذي يصدر أوامره إلى باقي الخلايا المناعاتية، وخاصة منها الخلاياB التي تسمى بالخلايا اللمفاوية المهاجمة، بالهجوم على كل جسم غريب تم رصده من طرفها –أي من طرف الخلايا T4 باعتبارها الخلايا التي تقوم برصد كل فيروس أو ميكروب يحاول التوغل في الجسم-.
لهذا فإن هذه الخلايا هي التي تكون مستهدفة من طرف فيروس VIH الذي يحتاج في تكاثره إلى مادتها الوراثية ADN (حمض نووي ريبوزي ناقص الأوكسيجين)، وبالتالي يعمل على تدميرها والقضاء عليها، حيث إنه يتكاثر داخلها بصورة لا تقوى على احتمالها فتنفجر، وبالتالي فإنه يقضي على كل مقاومة للجسم البشري لمختلف الميكروبات والفيروسات التي تستهدفه؛ حيث لا يبقى للخلايا اللمفاوية B أي دور ما دامت فقدت القائد الذي يوجهها ويصدر الأوامر إليها بالهجوم.
صورة تبين كيفية توغل فيروس VIH داخل الخلية T4
والعمل الذي يقوم به داخلها
وهكذا فبمجرد تدمير الخلايا اللمفاوية T4 تنعدم كل مقاومة للجسم، حيث يشل جهاز المناعة بأكمله ويتوقف عن العمل، فيصاب الإنسان بمجموعة من الأمراض التي تشكل علامات تدل على تدمير ذلك الجهاز وتسمى بـ:السيدا.
طرق انتقال مرض السيدا
تم عزل فيروس لـ VIH المسبب لمرض السيدا في مجموعة من السوائل البشرية كالدموع والعرق واللعاب والبول...إلخ، لكنه لا ينتقل إلا من خلال الدم، السائل المنوي عند الرجل، السائل المهبلي والإفرازات المهبلية عند المرأة وحليب الأم؛ ولذلك فإن فيروس VIH ينتقل من شخص مصاب إلى آخر سليم –وهو لا ينتقل إذا كان الشخصين سليمين معا- عبر ثلاثة طرق أساسية لا رابع لها هي:
- العلاقات الجنسية غير المحمية.
- الدم.
- من الأم الحامل المصابة إلى جنينه
أ: الإنتقال عبر العلاقات الجنسية
تعتبر العلاقات الجنسية من أكثر الطرق التي ينتقل بها فيروس VIH، حيث تمثل ما يقرب من %80 من الطرق التي ينتقل بها في العالم، وأزيد من %60 من الطرق التي ينتقل بها في المغرب، ولذلك يدخل السيدا في زمرة التعفنات المتنقلة عبر الجنس INFECTIONS SEXUELLEMENT TRANSMISSIBLES (IST).
وعندما نقول العلاقات الجنسية فإننا نعني بها جميع أشكال هذه العلاقات، سواء كانت بين رجل وامرأة أو امرأة ورجل في إطار علاقة جنسية عادية RELATION HETEROSEXUELLE، أو كانت بين رجل ورجل أو بين امرأة وامرأة في إطار علاقة جنسية شاذة RELATION HOMOSEXUELLE
وانتقال الفيروس عن طريق العلاقة الجنسية يتم عبر الإحتكاك الذي يتخلل الإتصال الجنسي بين الجهاز التناسلي الذكري والجهاز التناسلي الأنثوي، فهشاشة الغشاء المخاطي الذي يكسو كلا منهما تؤدي إلى تمزقه خلال ذلك الإحتكاك، مما يصيب الجهازين معا –القضيب والمهبل- بقروحات مجهرية لا ترى بالعين المجردة (تأخذ شكل حمرة في الجهازين معا)، يتسرب عبرها الفيروس إلى الجسم؛ وتزداد إمكانية الإصابة عبر الدبر في إطار العلاقات الشاذة، حيث إن الغشاء المخاطي الذي يكسو الدبر هو أكثر هشاشة من ذلك الذي يكسو الجهاز التناسلي.
ب: الإنتقال عبرالدم
يشكل حقن المواد الدموية في إطار عمليات تحاقن الدم من بين الأسباب الرئيسية التي ينتقل بها الفيروس، خاصة بالنسبة للأشخاص المصابين في حوادث السير أو الأشخاص الذين يجرون عمليات جراحية.
إلا أن هذا الوضع تغير في المغرب ابتداء من سنة 1990 نظرا للتحريات المنهجية الصارمة التي أصبح يخضع لها دم المتبرعين به، خاصة في مراكز تحاقن الدم المنتشرة في كل تراب المملكة.
وتبقى الخطورة حاليا بالنسبة للإنتقال عبر الدم من خلال استعمال الأدوات الحادة الغير المعقمة والتي تكون ملوثة بدم يحتوي على فيروس VIH، كالإبر والحقن وموس الحلاقة والمقص والآلات المستعملة في ثقب الأذنين ومقص الأظافر وفرشاة الأسنان...إلى غير ذلك من الأدوات الحادة التي قد تكون لها علاقة مباشرة بالدم؛ دون نسيان تعاطي المخدرات عبر الحقن والإبر التي تستعمل في الوشم والختان يكون لهما دور كبير في الإنتقال.
ت: الإنتقال من الأم الحامل إلى جنينها
يمكن القول إن الأم الحامل الحاملة للفيروس يمكنها نقل هذا الأخير إلى جنينها بنسبة %50، وذلك إما عن طريق المشيمة أثناء الحمل، أو عن طريق الحبل السري أثناء الوضع، أو عن طريق الحليب أثناء الرضاع.
ويمكن أن تتقلص هذه النسبة لتصبح متراوحة ما بين 10 و %20، بل يمكن أن تنخفض هذه النسبة إلى أقل من %5 في حالة ما إذا خضعت الأم لمتابعة طبية مستمرة، استفادت خلالها من مجموعة من الأدوية المضادة للفيروس التي تعطى خلال الأشهر الأخيرة من الحمل، وإجراء عملية قيصرية، وإخضاع الوليد أيضا لنفس العلاج خلال الستة أسابيع الأولى من الولادة.
ملاحظة!
لا ينتقل فيروس VIH بممارسات الحياة اليومية كالأكل والشرب مع المصاب والنوم معه في نفس الغرفة ومصافحته وتقبيله ومعانقته، ولا بركوب الحافلة معه أو العمل والدراسة معه...إلخ، كما لا ينتقل عبر الهواء أو الهاتف أو اللعاب أو الحشرات -كالبعوض مثلا-، بل ينتقل فقط بالطرق الثلاثة المذكورة سابقا.
مراحل مرض السيدا وأعراضه
تختلف حالة الإصابة بفيروس VIH عن حالة الإصابة بمرض السيدا؛ فإذا كان الأمر يتعلق بنفس الشخص من حيث إن دخول الفيروس إلى الجسم يجعل الإنسان حاملا للفيروس SÉROPOSITIF، فإن تدمير هذا الأخير لجهاز المناعة يجعل نفس الإنسان مصابا بمرض السيدا SIDIEN.
وهكذا فإن مرض السيدا يمر في تطوره بأربع مراحل رئيسية هي:
- مرحلة الكُمون.
- المرحلة اللاأعراضية.
- مرحلة شبه السيدا.
- مرحلة السيدا.
أ: مرحلة الكمون أو المرحلة الصامتة
هي المرحلة الأولى التي يدخل فيها الفيروس إلى الجسم ويبدأ في التعرف عليه والتكيف معه، تدوم قرابة الثلاثة أشهر، وتتميز بعدم ظهور أي أثر للفيروس ليس فقط في الجسم بل أيضا في التحاليل.
ب: المرحلة اللاأعراضية PHASE ASYMPTOMATIQUE
تدوم هذه المرحلة قرابة 5 إلى 10 سنوات، وقد تستمر لأكثر من ذلك في حالة أخذ بعض الأدوية.
وإذا كانت هذه المرحلة تتميز عن سابقتها بأن الفيروس يظهر على مستوى التحاليل، إلا أنهما يتشابهان في عدم ظهور أية أعراض أو علامات في الجسم تدل على الإصابة، حيث يبقى الإنسان سليما في جسمه لكنه حامل للفيروس ويمكنه نقله إلى أي كان طيلة المدة المذكورة سابقا.
ت: مرحلة شبه السيدا PHASE PARA-SIDA
تتميز هذه المرحلة بظهور مجموعة من الأمراض التي تنذر ببداية ضعف جهاز المناعة كـ: الإسهال الحاد، الزكام المزمن، الحمى الحادة، نقص في الوزن، عرق
ليلي...إلى غير ذلك؛ وهي أمراض تظهر مجتمعة في نفس الوقت وتطول مدد
علاجها عما هو مألوف، وقد تؤدي أحيانا إلى الموت.
وتدوم هذه المرحلة بين سنتين و4 سنوات تقريبا.
ث: مرحلة السيدا PHASE DU SIDA
في هذه المرحلة يكون جهاز المناعة قد دمر بشكل كلي، حيث يصاب الجسم بمجموعة من الأمراض التي تسمى بالأمراض الإنتهازية LES MALADIES OPPORTUNISTES، أي مجموعة الأمراض التي تنتهز فرصة تدمير جهاز المناعة فتهاجم الجسم.
ولعل أخطر هذه الأمراض وأكثرها ارتباطا بالسيدا سرطان يصيب الجلد ويدعى سرطان كابوزي LE SARCOME DE KAPOSI، الذي يعتبر من أخطر أنواع السرطانات المعروفة حاليا.
صورة لشخص مصاب بسرطان الجلد "كابوزي KAPOSIE"
وإضافة إلى هذا السرطان ثمة أمراض أخرى تصيب الشخص كـ: سرطان انتفاخ العقد اللمفاوية LYMPHADÉNOPATHIE، سرطان الفم، حبيبات في الشفتين، قشرة سميكة تكسو اللسان، تقرحات وتقيحات على مستوى الكفين وأسفل القدمين...إلخ؛ هذا طبعا إضافة إلى مرض السل LA TUBERCULOSE الذي يعتبر من الأمراض الإنتهازية الأشد ارتباطا بالسيدا.
صورة لنموذج من سرطان الفم
وقد يحدث في بعض الأحيان أن يهاجم فيروس VIH بعض أجهزة الجسم مسببا في تدميرها كالجهاز الهضمي أو الجهاز التنفسي أو الجهاز التناسلي أو الجهاز العصبي....
ملاحظة !
لايمكن القول إن الإنسان مصاب أو غير مصاب بالسيدا على الرغم من ظهور كل هذه الأمراض والعلامات، إلا إذا خضع هذا الإنسان للتحاليل الطبية الخاصة بالكشف عن مرض السيدا، باعتبارها الوسيلة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان الشخص حاملا أو غير حامل للفيروس.
كما لايلزم أن يمر المصاب من كل هذه المراحل، حيث يمكنه المرور من بعضها فقط دون البعض الآخر، وذلك بحسب درجة قوة أو ضعف جهازه المناعي من جهة، وبحسب دخول أو عدم دخول فيروس VIH ثان ينضاف إلى الفيروس الأول ويعمل على تدعيمه.
العلاجات المتوفرة
لايوجد حاليا أي علاج لمرض السيدا أو لقاح يمكن أن يمنع دخول فيروس VIH، حيث وقفت البشرية مكتوفة الأيدي أمامه لسببين أساسيين هما:
1- القدرة الغريبة والفائقة للفيروس على تغيير غشائه، وهي قدرة تجعل من الصعب إيجاد دواء يستطيع قتله والقضاء عليه، فكلما اعتقد العلماء والباحثون الوصول إلى مثل ذلك الدواء -مع العلم أن الأدوية التي اكتشفت لحد الآن لاتقتل الفيروس بل تعمل فقط على الحد من تكاثره- إلا ويتحول شكل الفيروس بصورة يصبح معها الدواء عاجزا عن اختراقه.
2- عدم وجود نوع واحد من فيروس VIH، حيث تم لحد الآن رصد ثلاث فئات له هي: M، N وO، ونوعين: VIH1 وVIH2، وعدة أصناف له كـ: a، b، c، d، e، f...ويختلف وجود هذه الأصناف حسب القارات والدول.
3- رصد جهاز المناعة وخاصة الخلايا اللمفاوية T4 للفيروس المراد جعله كلقاح ضد المرض، فمن المعلوم أن اللقاح يعتمد على إزالة الجانب الضار في الفيروس -أي فيروس- ثم زرعه في الجسم ليسبب إفراز أجسام مضادة له، فيكون بذلك محصنا من المرض المستهدف؛ لكن ما يقع في حالة فيروس VIH أن إزالة الجانب الضار فيه يجعل المناعة ترصده وتتعرف عليه فتقضي عليه.
ولهذا فإن الأدوية المتوفرة حاليا يقتصر مفعولها فقط على إيقاف الفيروس ومنع تكاثره، لكن قبل الحديث عنها لابد أولا من الحديث عن تلك التي كانت متوفرة في السابق.
ففي سنة 1986 تم اكتشاف دواء يمنع تكاثر الفيروس سمي بـ:AZT، ثم بعد ذلك اكتشفت أدوية أخرى تعمل على تحقيق نفس الهدف وإن كانت أقل فعالية من الدواء السابق، وهي: DDI وDDC وD4T و3T.
لكن ونظرا لكون هذه الأدوية تخلق آثارا جانبية سلبية على جسم الإنسان (تسممات بعض الخلايا، إعاقة عمل الصفائح الدموية المسببة في منع تخثر الدم...)، كما أنها أصبحت غير ذي فعالية، فقد قام العلماء باكتشاف دواء يتميز بالملاءمة بين دواءين أطلقوا عليه إسم: BITHÉRAPIE (العلاج الثنائي)، الذي أبان عن فعالية كبيرة في إيقاف تكاثر الفيروس، مما دفع بهم إلى الملاءمة بين ثلاثة أدوية واستخراج دواء واحد أسموه بـ: TRITHÉRAPIE (العلاج الثلاثي).
ويعتبر العلاج الثلاثي TRITHÉRAPIE حاليا العلاج الأكثر انتشارا في العالم والأكثر فعالية ليس في القضاء على الفيروس، بل فقط في منع تكاثره والقضاء على الأمراض الإنتهازية، والتحكم في المرض، وذلك بتوجيهه ضربتين للفيروس، الأولى عند ولوجه لخلية T4 (بإيقافه لأنزيم الناسخة العكسية Enzyme Transcriptase Inverse الذي يمكن الفيروس من التكاثر)، والثانية عند استكماله للتكوين (بإيقافه لأنزيم البروتياز Enzyme Protéase الذي يمكن الفيروس من إكمال تكوينه)، حيث يصبح المصاب بفضله مجرد حامل للفيروس وليس مريضا بالسيدا.
ومع ذلك يمكن القول إن اتباع العلاج الثلاثي بكيفية منتظمة يعتبر عسيرا، ليس فقط بسبب المضاعفات الكثيرة والجانبية التي تصاحبه، بل أيضا لأن المريض يكون محكوما عليه بمواصلة هذا العلاج طيلة حياته وبشكل يومي، وهو ما يعتبر صعبا نظرا لتعقيد التركيبة العلمية الواجب توافرها فيه، والتكاليف الباهظة التي يتطلبها.
لذلك تبقى الوقاية هي أفضل وسيلة لمواجهة مرض السيدا والقضاء عليه، وكما قالوا قديما: "الوقاية خير من العلاج".
طرق الوقاية
تنقسم الوقاية إلى نوعين: وقاية سلوكية ووقاية عملية.
أ: الوقاية السلوكية
يرتبط هذا النوع من الوقاية بالطريقة الأولى لانتقال الفيروس، أي بالإنتقال عن طريق العلاقات الجنسية.
وتتخذ الوقاية السلوكية ثلاثة أشكال كالآتي:
- الإستعفاف L’ABSTINENCE: أي الإمساك عن القيام بأية علاقة جنسيةخارج إطار الزواج، ويعتبر هذا الشكل أفضل أشكال الوقاية السلوكية، حيث إن التمسك بالأخلاق الحميدة وتطبيق تعاليم الدين الإسلامي الحنيف يشكل وقاية فعالة ليس فقط من مرض السيدا، بل أيضا من جميع الأمراض والتعفنات التي تنتقل عن طريق الممارسات الجنسية، حيث يقول الله تعالى في هذا الإطار: "وليستعفف الذين لايجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله"، ويقول الرسول : "يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء [أي حماية ووقاية]".(رواه الشيخان).
- الإخلاص LA FIDÉLITÉE: سواء بين الأزواج أو في إطار العلاقات العاطفية، فتعدد الشركاء الجنسيين يؤدي إلى ازدياد خطورة احتمال الإصابة بالفيروس المسبب لمرض السيدا.
- العازل الطبي LE PRESERVATIFE: ويعتبر الوسيلة العلمية الوحيدة للوقاية من السيدا وجميع الأمراض والتعفنات الأخرى المتنقلة عبر الجنس، إلا أنه مع ذلك لا يشكل وسيلة مضمونة %100 بل فقط بنسبة 98 إلى %99 حيث تبقى هناك خطورة بنسبة تتراوح ما بين 1 إلى %2، وهي خطورة ترتبط أساسا بمدى استعماله بشكل صحيح وجيد، وبمدى مراعاة تاريخ صلاحيته، وكذا بمدى مراعاة ظروف الإحتفاظ به.
وتبقى لكل واحد الحرية في اختيار الشكل الذي يناسبه حسب قناعاته.
إنتباه!!
ينبغي تجنب الدعارة، فهي أكبر طريق للإصابة بالسيدا.
ب: الوقاية العملية
وهو نوع يرتبط بالطريقة الثانية لانتقال الفيروس، أي الإنتقال عن طريق الدم عبر استعمال الأدوات الحادة الغير المعقمة.
حيث ينبغي تجنب تبادل الأدوات ذات الإستعمال الشخصي (شفرة الحلاقة، مقص الأظافر، فرشة الأسنان...) بين الإخوة أو الأخوات أو أفراد العائلة أو بين الأصدقاء...إلى غير ذلك؛ وفي حالة الشك تعقيم الأداة المراد استعمالها قبل الإستعمال، بتنظيفها بماء جافيل أو مادة الكحول L’ALCOL (حيث إن هذه المواد تقتل فيروس VIH) أو طبخها في ماء ساخن تتجاوز درجة حرارته °60 (لأن الفيروس يموت في درجة الحرارة التي تتجاوز هذا الحد).
وعند الذهاب إلى الحلاق أو الطبيب أو صانع الأسنان أو الصائغ –ثاقب الأذنين- ينبغي مطالبتهم بتعقيم الأدوات والآلات التي يستعملونها، وبتغيير شفرة الحلاقة بالنسبة للحلاق.
هذا طبعا دون أن ننسى ضرورة تجنب استعمال المخدرات عبر الحقن.
وتجدر الإشارة إلى أن المرأة الحاملة للفيروس يجب عليها تجنب الحمل والولادة والإرضاع، حتى لا تنقل الفيروس إلى جنينها أو ابنها الرضيع.
زميلتكم نور الايمان من الجزائر
غليزان