جراح لم يفرّق بين زائدة دودية وسرطان!
جراح لم يفرّق بين زائدة دودية وسرطان!
أودعت عائلة بحري دعوى قضائية ضد ''عيادة الرحمن'' وطبيب جراح يشتغل فيها،
تتهمهما بالتسبّب في وفاة ابنها بحري بوفرة يوم الاثنين 23 أوت 2009، بفعل
الخطأ الذي ارتكبه الطبيب في تشخيص حالة الراحل.
تعيش عائلة بحري هذه الأيام مأساة حقيقية، بفقدان ابنها البالغ من العمر
38 سنة، والذي كان يتأهّب للزواج بعد نهاية شهر رمضان الجاري، إلا أن
الأجل سبقه. ففي مساء 27 جويلية الماضي، أحس المرحوم بألم في البطن، وتنقل
للعلاج في المستشفى الجامعي لوهران. وهناك اكتشف الأطباء أنه مصاب في
الزائدة الدودية. ''كانت العائلة مطمئنة، لأن فيها طبيبة وجراح أسنان.
ونعرف أن عملية استئصال الزائدة الدودية من أبسط العمليات الجراحية ولا
خطورة فيها. لكن يجب الإسراع في الأمر'' كما يقول بحري محمد شقيق المرحوم.
ويضيف ''قررنا أخذه إلى عيادة خاصة لاعتقادنا أن العناية تكون أحسن فيها''.
وفي مساء نفس اليوم خضع المرحوم لعملية جراحية.. ''عندما توجهنا إلى
العيادة للاطمئنان عليه، وجدنا بطنه مفتوحا وأمعاءه ظاهرة. أصبنا بصدمة
كبيرة. وتضاعف حجم الصدمة عندما قال لنا الطبيب المختص في التخدير الذي
وجدناه إلى جانب شقيقي إنه مصاب بداء السرطان وليس بالتهاب في الزائدة
الدودية. وتعلمون ما هو وقع مثل هذا الخبر على العائلة، رغم أننا كنا
متأكدين بنسبة مائة بالمائة أنه مصاب في الزائدة الدودية كما كشفته كل
التحاليل والأشعة التي أجراها قبل الخضوع للعملية الجراحية''. ويقول محمد
بحري ''بأي منطق يمكن للطبيب الجراح أن يجزم بأنه شخّص السرطان في أخي قبل
أن يجري تحاليل مخبرية. وما هو الضمير الذي أملى له أن يهلك عائلة بأكملها
بإخبارها بنبأ خطير ولكن كاذب. إنني مؤمن بالله وبالقدر. ولكن المأساة
التي مست عائلتنا تفرض علي أن أصرخ وأحذر من خداع بعض العيادات الخاصة.
وأقول للجزائريين إن أخي بوفرة توفي لأن طبيبا جراحا لم يعرف الزائدة
الدودية في سنة .''2009
لكن ماذا حدث لكي يفارق المرحوم بحري بوفرة الحياة؟ عندما فتح الطبيب
''ط'' بطنه، وأخرج أمعاءه، يكون قد شاهد التهابا في الزائدة الدودية،
فتركه على تلك الحال في انتظار الحصول على نتائج التحاليل من داء السرطان
الذي قال بأن المريض أصيب به. لكن حالة هذا الأخير ساءت، ليدخل في غيبوبة
يوم الجمعة 7 أوت الماضي. واجتهدت عائلته وأخرجته من عيادة الرحمان ونقلته
إلى المستشفى الجامعي لوهران، حيث خضع لعملية جراحية كشفت أن ''الالتهاب
الذي مس الزائدة الدودية تحوّل إلى تعفن مس جزء من القولون وجزءا من
الأمعاء. كما أغرق التقيح كامل بطنه''. واجتهد الفريق الطبي الذي أعاد
العملية الجراحية لإنقاذه، فبقي مدة 17 يوما في قاعة الإنعاش، ليفارق
الحياة يوم 23 أوت .2009 وتقول عائلة بحري ''إننا لا نرد الأجل ولا نشك في
القدر. لكننا قررنا متابعة هذه العيادة الخاصة وجراحها لكي تتوقف المجازر
التي ترتكب باسم أنبل مهنة في العالم''.