الدكتور نجيب ليوس: العلاج يجب أن يقوم على أساس من الدراسة الدقيقة.
ثورة العلم والتكنولوجيا شكلت فتحاً جديداً في مجال الإخصاب وعلاج العقم،
عبر سلسلة من الأجهزة والتقنيات التي جعلت من إمكانية تحويل الأحلام إلى
حقائق ممكنة جداً.
وترافق هذا التقدم مع بروز ثلة من الأطباء البارعين، الذين حملوا على
عواتقهم مهمة إعادة الأمل إلى وجوه أولئك الذين تقبلوا على مطارح اليأس،
بسبب عدم تمكنهم من إنجاب الذرية.
ومنذ سنوات طويلة والدكتور نجيب ليوس رئيس مركز الإخصاب وأطفال الأنابيب
في مستشفى هبه، واحدة من الاختصاصيين المعروفين على صعيد علاج العقم، وهو
يعمل بمساعدة فريق طبي مؤهل لتحقيق إنجازات متصلة في هذا الميدان.
ومع التطور التقني الذي يحرص مركز الإخصاب وأطفال الأنابيب على مجاراته، بات د. ليوس يقدم خدمات كثيرة منها:
- الإخصاب داخل الجسم (iui) بحقن السائل المنوي داخل رحم المرأة.
- الإخصاب خارج الجسم، وهو المعروف بأطفال الأنابيب التقليدية (c-ivf) حيث
يتم تعريض البويضات للحيوانات المنوية ومن ثم إرجاعها لرحم المرأة بعد
التأكد من حدوث الإخصاب والانقسام.
- الحقن المجهرى للبويضة (icsi) وتستعمل في حالات الضعف الشديد عند الرجل،
وفيما يتم اختيار أفضل حيوان منوي لحقنه داخل البويضة بعد ثقب جدارها
بصورة مجهريه ومباشرة لتلقيحها وبعد حدوث الانقسام تنقل الأجنحة إلى الرحم.
- استخدام الحيوانات المنوية من البربخ أو الخصية لعمل الحقن المجهرى.
- زراعة الأجنحة وانتقاء الأفضل.
- إضافة إلى تجميد الأجنة وتجميد الحيوانات المنوية من السائل المنوية،
وتجميد أنسجة الخصية التي كان لها أعظم دور في تخفيف معاناة الزوجين حتى
لا تتكرر عمليات تحريض الإباضة وسحب البويضات من المرأة والحيوانات
المنوية من الرجل.
- عمليات التنظير التشخيصي والعلاجي للبطن والرحم.
ويقوم رئيس مركز الإخصاب وأطفال الأنابيب في المستشفى إن علاج العقم يجب
أن يقوم على أساس من الدراسة الدقيقة والواضحة لتحديد الأسباب، ومن ثم
الانطلاق لإيجاد الحلول، على أساس خلق الظروف المناسبة لحدوث الحمل، وذلك
باتخاذ أبعاد عدة بعيني الاعتبار منها:
- الحيوانات المنوية للرجل.
- البويضات والاباضة عند المرأة.
- وتهيئة الرحم لاستقبال البويضة الملقحة.
وفي كتابه " الطريق لتشخيص وعلاج العقم، يعرف الدكتور ليوس العقم
بأنه استمرار الحياة الزوجية سنة على الأقل دون حصول حمل، مع توفير الظروف
المناسبة لذلك، بحدوث الجماع أوقات الإباضة والخصوبة، وذلك في منتصف
الدورة الشهرية للسيدة والجهل في موعد التبويض من أهم أسباب تأخر الحمل"
ويلفت د. ليوس إلى أن أسباب العقم عند المرأة متعددة منها:-
- أسباب مهبلية كالالتهابات أو ضيق المهبل مما يعيق عملية الجماع.
- أسباب تتعلق بالرحم منها التشوهات الخلقية ووجود الأورام الليفية
(fibroids) داخل التجويف الرحمي، ووجود التصاقات، وجميعها يمكن تشخيصها
بالتنظير الرحمي (hysteroscopy) وفي معظم الأحيان يمكن إزالتها بالتنظير
بنسب نجاح عالية جداً كذلك وجود الالتصاقات بالحوض، كالتصاقات قناتي فالوب
الناتجة عن الالتهاب الشديدة أو العمليات الجراحية الجراحية كالعملية
القيصرية والتي تشخص بالتنظير ألبطني (laparoscopy) كما يمكن إزالتها عن
طريقه، وهذه الخطوة أو العملية يجب أن تكون الخيار الأول في العلاج، لان
سبب العقم يزول في معظم الظروف بزوال تلك المسببات، أما إذا كانت
الالتهابات معقدة بدرجة تؤدي إلى تلف قناتي فالوب، هنا يجب اللجوء إلى
أطفال الأنابيب.
- مرض داء البطانة الرحمية أو مرض بطانة الرحم الهاجرة (endometiosis) .
- اضطرا بات التبويض نتيجة اضطرا بات هرمونية أو حدوث فشل في المبيض أو
بسبب التكيسات أو التعرض لمؤثرات معنية كالإشعاع والمواد الكيماوية
والتدخين، وفي هذه الحالة يقيم وضع السيدة، وترصد الإباضة عندها وقد يقتصر
العلاج على إعطائها بعض الأدوية المحرضة للاباضة ومن ثم إعطاء فرص للجماع
الطبيعي دون اللجوء للإخصاب خارج الجسم، والحقيقة أن هذه المشكلة تشكل
أكثر أسبابا العقم عند النساء.
أما السيدة المصابة بتكيس المبايض فقط تكون الدورة لديها غير منتظمة
وأحيانا غير مصابة بتبويض على الإطلاق (anovulation) الأمر الذي ينعكس
بالتالي على قدرتها على الإنجاب، لذلك فهي بحاجة إلى أدوية تحضر وتساعد في
عملية الإباضة، تقرر من قبل الطبيب، كما أن هناك طريقة لتصحيح عمل المبيض
بواسطة المنظار (laparoscopy) بأجراء الثقوب فيه (mulitple Drilling) في
حالة عدم تجاوب المبيض للعلاج.
وقد أثبتت الدراسات العلمية والعملية استجابة هذه الحالات إلى علاج من
أدوية مرضى السكري باسم (metformin) ولوحظ أن هذه الحالات تستجيب للأدوية
المنشطة للاباضة استجابة ملحوظة، إذا أعطيت هذا الدواء منذ البداية.
ومن أسباب العقم أيضا:
- وجود أجسام مضادة في الجسم تعمل ضد الحيوانات المنوية.
- الضغوطات النفسية والاجتماعية التي تؤثر سلبياً على المسار الهرموني في الجسم مؤثرة في ذلك على حدوث الحمل.
ويؤكد د. ليوس إن التقييم السليم والمنطقي هو البداية الصحيحة
للعلاج، ولفت الانتباه إلى أن خصوبة المرأة تتأثر عكسياً مع سنوات عمرها.
فكلما تقدمت المرأة بالعمر، قلت خصوبتها والعكس صحيح، وعمر المرأة يلعب
دوراً رئيسياً في التحكم بنسبة نجاح عمليات الإخصاب بنوعيها، داخل وخارج
الجسم.
ومن المفيد أن نعرج هنا وباختصار على خصوبة الرجل، التي يقيسها البعض -
خطأ - بعدد الحيوانات المنوية غاضاً النظر عن طبيعتها، والتي تتحدد بشكلها
وحركتها، لذلك يؤكد الدكتور نجيب بأن المختبرات الطبية ليست جميعها مؤهلة
لإجراء فحص السائل المنوي، وذلك لافتقار تقارير للتوضيحات العلمية الدقيقة
التي تخدم عملية الإخصاب، فالعدد وحده لا يعطي معياراً أبداً لقدرة
الحيوان المنوي على اختراق البويضة وتلقيحها. ونظراً لأن الرجل الطبيعي
لديه تذبذب في عدد الحيوانات المنوية بدرجة كبيرة، قد تتجاوز فرقاً مقداره
مئة مليون، خلال فترة قصيرة مما يجعل البعض يحسبها تحسناً أو تراجعاً في
الحالة، إلا أنها في حقيقة الأمر من الطبيعة الفسيولوجية للجسم.
لذلك كان من الواجب إعادة الفحص مرتين على الأقل بمختبر متخصص في هذا
المجال وموثوق به، ليعطي تقريراً صحيحاً، تؤخذ على أثره ردة فعل صحيحة،
بدون تخبط أو الدخول بمداخلات يكون الاختصاصي والمريض بغنى عنها.
وتدرس من خلال هذه الفحوصات حركة الحيوان المنوي، التي يجب أن تكون قوية
وقادرة على الوصول إلى البويضة، وليس حركة عشوائية لا تفيد الإخصاب في شيء
إضافة إلى شكل الحيوان المنوي، ولزوجة السائل المنوي ومعطيات أخرى.
أما عن العوامل التي تتحكم باختيار طرق العلاج المناسبة فيقول الدكتور
ليوس: بداية أريد أن أؤكد بأن كل حالة تدرس على حدة، ولا يوجد هناك تعميم
أو روتين يتخذ مع كل الحالات، ولهذا السبب تعددت طرق العلاج، ولم تقتصر
فقط على أطفال الأنابيب أما عن العوامل التي تحكمنا في اختيار الأسلوب
المناسب فهي:
1- أولاً: وقبل كل شيء التقييم ألسريري والمخبري لكلا الزوجين وخصوصاً: كفاءة الحيوانات المنوية وحالة البويضات.
4- الاعتبارات المادية.
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه دائماً، ما نسبة نجاح عملية أطفال الأنابيب؟ عن ذلك يجيب الدكتور نجيب ليوس:
احتمالية حدوث حمل للأزواج الطبيعيين في الشهر الأول بعد الزواج تبلغ
22-25 في المائة وذلك لا يعني أن البقية لا يحدث عندها الحمل، ولكن ذلك
يستغرق أوقاتا متفاوتة مع تكرار المحاولات. وذات الأمر ينطبق تماماً على
أطفال الأنابيب، فلو أجريت (4) محاولات فإن نسبة نجاح العملية يرتفع بحدود
(70- 80 في المائة ) في المحاولات مجتمعة في حين تنخفض نسبة النجاح إذا
قلت المحاولات. ونظراً لأنه من المعروف أن تكرار المحاولات يشكل عبئاً
مادياً على الزوجين، نحاول بدورنا مساعدتهم بالتقليل من الكلفة، ولكن
عليهم دائماً أن لا يعتبروا أول محاول هي الأولى والأخيرة.
لان نسب النجاح والفشل تحكمها عوامل كثيرة لا تكون أحيانا تحت سيطرة الطبيب المعالج.
أما عن علاقة الاجهاضات والتشوهات الخلقية الناتجة عن الإخصاب خارج الجسم،
فيؤكد د. ليوس إن الدراسات أكدت أن النسب في الحالتين متشابهة، سواء في
الأحمال الطبيعية أو الأحمال عن الإخصاب خارج الجسم.
وختم الدكتور ليوس حديثه بقوله: لا يوجد في علاج العقم ما هو قطعي (100 في
المائة) إلا حرصنا على المرض وصدقنا معهم وحفظ خصوصيتهم والالتزام بالسرية
التامة ... ولتعلموا إن حلمكم... أمانة في أعناقهن، وان ما نقدمه هو خلاصة
مسيرة علمية وعملية طويلة تم خلالها علاج الآلاف من حالات العقم منذ عام
(1962) وجميعها تزهو بالأمل والثقة بالله.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]رمـــضـــانــ كــــــــــــــــــــريمـ