الاستثمار


لواقع
أن الكثير من الناس لا يعلم معنى الاستثمار وما هي قواعد وفرص الاستثمار
المتاحة لهم وهذا لا ينطبق على مجتمعنا فقط بل أثبتت الأبحاث الميدانية في
بريطانيا أن 66% من البريطانيين يجهلون تماماً أبسط التعبيرات و
الاصطلاحات المالية ، لذلك ومن خلال الوضع الاقتصادي المتقلب والسريع الذي
نراه في كل دقيقة على شاشات التلفاز كان لابد أن نسأل أنفسنا ماذا تعني
هذه الاصطلاحات ماذا يعني انخفاض مؤشر ناسدك وارتفاع مؤشر داو جونز؟ ماذا
يعني انخفاض الطلب على الأسهم؟؟


يقصد بالاستثمار تشغيل المال في جميع المجالات الاقتصادية

ولا يكون الاستثمار في كل ما يملكه الفرد بل يقتصر على الفائض المالي عنده
وهو المبالغ المدخرة بعد الإنفاق على احتياجات الحياة الدائمة .

والمحافظة على هذا الفائض المالي يحير الكثير من الناس أحياناً فلا يعلمون
كيف يحافظون عليه أو يعملون على زيادته و إنمائه فالمال المخبأ في الخزائن
لا ينمو بمفرده .

وأصبح نمو الأموال المدخرة مشكلة للأفراد الذين ينقصهم العلم والخبرة بطرق
الاستثمار بالإضافة إلى أن هدفهم الشخصي من الاستثمار غير واضح في أذهانهم
، ولقد حثنا ديننا الحنيف على استثمار أموالنا وهذه هي الحكمة التشريعية
من الزكاة .

ولتحديد أي أنواع الاستثمار هي المناسبة لفرد معين ، فعليه معرفة المميزات التي يجب أن يتضمنها الاستثمار الناجح وهي :

مزايا الاستثمار

1- المحافظة على رأس المال وهذا يعني الأمان ضد المخاطرة .

2- تقديم أكبر نسبة ربح.

3- المحافظة على الأموال في متناول اليد للاستعمال عند الحاجة أي توفير السيولة

وبالطبع إذا توفرت هذه الشروط يكون الاستثمار مثالي،ولكن من النادر أن
تجتمع هذه الشروط الثلاثة سلامة رأس المال مع الدخل أو العائد المرتفع
والسيولة التامة في استثمار واحد، والذي يتحكم في توزيع المزايا بين
الاستثمارات المختلفة عدة قوانين وهي :

1) قانون ( العلاقة بين الربح والمخاطرة) ويعني ذلك أنه كلما زادت
المخاطرة برأس المال وارتفعت نسبة المخاطرة ازدادت الأرباح ، وكلما كان
الاستثمار مضموناً ورأس المال فيه سالماً كان الربح والعائد منه أقل ، أي
توجد علاقة طردية بين الربح والمخاطرة .

مثال : بفرض أن المستثمر خير بين نوعين من الاستثمار يقدمان الربح نفسه
لكن نسبة المخاطرة في أحدهما أعلى من الآخر في هذه الحالة سوف يختار
الأكثر سلامة مادام الربح واحد في الاثنين .

2) قانون ( العلاقة بين السيولة والربح ) ويعني هذا أنه كلما ازدادت
إمكانية سيولة الاستثمار لنقود كلما انخفض العائد والربح من هذا الاستثمار
.

مثال : تعتبر السندات الحكومية أكثر الاستثمارات أماناً وسيولة ولكنها
أقلها عوائد ، بينما تعتبر العقارات من أعلى الاستثمارات أرباحاً لكنها
أقلها سيولة .

3) قانون ( العلاقة بين الزمن والمخاطرة /الزمن والربح) وهناك عاملان يؤثران في مقدار العائد :

أ‌) الفترة التي يتجمد فيها المال : فمثلاً سندات الشركات قصيرة الأمد تدر
عائداً أقل من السندات الطويلة الأمد بسبب طول الفترة الزمنية يعرض رأس
المال للمخاطرة غير المتوقعة وتزداد تآكل قوته الشرائية بسبب التضخم .

ب‌) حجم رأس المال المستثمر : نلاحظ أنه كلما كبر رأس المال المستثمر كلما
كانت عوائده أكبر فمثلاً : العوائد من الودائع المصرفية الكبيرة التي تباع
على شكل وحدات 100ألف دولار نجدها أكبر من العوائد التي تُدفع على حسابات
الادخار العادية.


أنواع أرباح الاستثمار :

يجب ملاحظة أن الربح في الاستثمارات يكون على وجهين :

1- أرباح على شكل دخل منتظم مثل العوائد المدفوعة أو الأرباح الموزعة ، مثل الأرباح السنوية.

2- أرباح على شكل الارتفاع التلقائي في قيمة الاستثمار كارتفاع قيمة السهم
من 20 دولار إلى 35 دولار ، أو ارتفاع قيمة أونصة الذهب من 350 دولار إلى
400 دولار.

(الأونصة = 28.35جرام )

وتوجد بعض الاستثمارات التي تعطي إمكانية الربح على الوجهين كالأسهم
والعمارات ، بينما توجد استثمارات تعطي نوع واحد من العوائد مثل السندات
الحكومية .



تحديد أهداف الفرد من الاستثمار

بعد معرفة الفرد لمزايا الاستثمار عليه أن يحدد أهدافه منه أي ما هي
الغاية المراد تحقيقها من استثمار أمواله ولتحديد ذلك عليه الإجابة على
عدة أسئلة :

1- هل يريد الربح فقط ؟

2- هل يريد المحافظة على أمواله فقط دون الاهتمام بزيادته ؟

3- هل سيحتاج لماله في المستقبل القريب أو بوسعه تجميده لمدة طويلة ؟

4- هل يرغب أن ينتج عن استثماره عائداً منتظماً ؟ أم يفضل الربح الكبير الناتج عن ازدياد قيمة الاستثمار؟

5- ما هي درجة المخاطرة التي يستطيع المستثمر تحملها ؟

وهذا السؤال الأخير من أهم الأسئلة وللإجابة عليه لابد من تحديد أمرين هما :

أ‌) عمر المستثمر وطبيعة عمله ومسؤولياته :

- فالشاب العازب الذي لا يتحمل أي مسؤولية عائلية يستطيع المغامرة
والمخاطرة ببعض ماله في مجال الاستثمار بالسلع والأسهم على أمل أن يجني
الربح الطائل أما إذا خسر ماله فلديه الوقت والعمل كي يستطيع البداية مرة
أخرى .

- أما الفرد الذي تعدى الستين من عمره ويملك عائلة مطلوب منه إعالتها
فنظرته للحياة مختلفة لأن عليه المحافظة على أمواله التي جناها طوال حياته
العملية فهو يريد استثمار يدر عليه عائد منتظم ومضمون ويستطيع تحويله
لسيولة عند الحاجة لذلك عادة ما يستثمر في السندات.

- أما المستثمر الشاب الذي لديه أعمال كثيرة وأموال فائضة ضخمة ويستطيع
تجميد بعض مدخراته لمدة طويلة من الزمن فيفضل الاستثمار في العقار الذي
يرتفع ثمنه بعد فترة طويلة وهذا لا يمثل مشكلة له لأنه يستطيع الانتظار
حتى يصل للربح المنشود.

ب) نفسية المستثمر وتطلعاته للمستقبل ورأيه في التطورات الاقتصادية والسياسية المحيطة به فمثلاً:

- الفرد الشديد الانفعال الذي يضطرب بسرعة وتنهار أعصابه أمام أي خبر
فعليه تجنب الاستثمارات السريعة التقلب فعليه الابتعاد عن الاستثمار في
الأسهم ،وقد يناسبه الاستثمار في السندات والعقار أو التحف الفنية أي
الاستثمار الطويل المدى .

- الفرد المتشائم الذي يتوقع التضخم والكساد وعدم الاستقرار فعليه الاستثمار في الذهب أو الأحجار الكريمة أو العقار.

- الفرد المتفائل المتوقع استقرار السوق والازدهار فعليه الاستثمار في
الأسهم ، وخاصة إذا كان يتابع ويفهم في أحوال السوق فهذا أفضل من التعامل
مع سماسرة الأسهم