مفهوم البنية :
تميزت
السنوات الأخيرة بمفهوم العصاب والذهان لأن التفاعل مع العصابيين
والذهانيين يبين لنا الاختلاف على أساس الأعراض غير كافي مثل : الهذيان
فهو غير كافي للحكم على نوع الاضطراب فالهذيان يمكنه الحضور في الاضطرابات
العصابية ونجده أيضا في الاضطرابات الذهانية ، كما نجد بعض الاضطرابات ذات
الطابع العصابي في الذهان مثل الخواف والطقوس الاستحواذية ، بذا يجب اخذ
العرض حسب القيمة النسبية و العلائقية والاقتصادية في عمل الدفاع
إن البنية العصابية والذهانية تكون ثابتة في مرحلة المراهقة فأي عوامل مفجرة يصاب الشخص بالعصاب أو الذهان
تعريف البنية:
البنية
هو نوع التركيب الخاص للكائنات أو الأجسام ، ونوع التركيب هو الذي يعطي
نوع البنية كما تعرف البنية عند الجشطالت الكل لا يساوي مجموع أجزائه وليس
للشيء معنى إلا بالكل
مفهوم البنية في علم النفس المرضي :
هي تنظيم ثابت ونهائي لمكونات ما وراء علم النفس سواء كانت الحالة مرضية او سوية وفي هذا الصدد يقول سيغموند فرويد في كتابه
"
إذا سقط بلور من الكريستال فانه لا يتكسر بأي حال من الأحوال بل حسب خطوط
الضعف والقوة التي حدثت عند تكوينه وهي خاصة بكل جسم ، هذه الخطوط تبقى
خفية حتى ينكسر البلور ، وبالنسبة لبنية الشخصية فهي تسلك نفس المدرج.
نشوء البنية القاعدية للشخصية :
المرحلة الأولى:
تنطلق من الولادة ويكون الأنا في حالة اللاتمايز نفسي وجسدي ، لكنه سرعان ما يبدأ في التمايز تدريجيا مع خروجه منالهو
وهذا تحت تأثير النضج والعناية والعلاقة مع الأم ، وإذا ما تميزت الظروف
الداخلية والخارجية بالاضطراب فيحدث تسجيل لخطوط الضعف " التثبيتات"
المرحلة الثانية :
في
هذه المرحلة نلاحظ تكون ما قبل منظمة نوعية حسب خطو القوةالمحدد بمعطيات
وراثية من جهة وبتجارب موضوعية تمس المناطق الشبقية المولدة للغلمة ،
والنزوات الجزيئية من جهة أخرى ، مما يسمح بتكوين تدريجي للشخصية ويتطور
اللبيدو ويتقدم تبعا لـ :
- العلاقات مع الوالدين ثم العلاقات مع أفراد المحيط .
- تسقط كل التجارب في النفسية في شكل صراعات و صدمات و التقمصات ايجابية
- تبدأ ميكانيزمات الدفاع النفسي تنتظم بطريقة تفاعلية
-
تنتظم تدريجيا نفسية الفرد وتصنف حسب العناصر الأولية فتنتج منظمة داخلية
ذات خطوط ، انشطار وتلاحم ، والتي تكون غير قابلة للتغيير فيما بعد .
المرحلة الثالثة:
مع
نهاية البلوغ تكون البنية ثابتة مادام صاحبها لم يتعرض إلى الصدمات
النفسية ، فيبقى ذو بنية عصابية أو ذهانية سوية " بما أن أعراض الذهان أو
العصاب لم تظهر في المراهقة فنعتبرها سوية " ، لكن يمكن لأي حدث أن يحدث
شرخا في البنية حسب خطوط القوة والضعف فالبنية العصابية يتموضع فيها
الصراع بين الأنا والنزوات . البنية الذهانية فيقتصر ثباتها على سيطرة
الإنكار على جزء من الواقع وسيطرت الدفاعات الأثرية القديمة وبين الأبنية
العصابية والذهانية توجد الحالات البينية " الحدية " التي تتوسط البنيتين
الثابتتين العصابية والذهنية ويتعلق الأمر بالحالات البينية بمظاهرها
المختلفة الاكتئابية الخوافية ومشتقاتها وهي الانحرافات وأمراض الطبع .
وتظهر هذه الحالات كمنظمة هشة وليس كبنية ثابتة لأنها ممكن أن تتطور إلى
مسار الذهان أو العصاب
مكونات الشخصية:
تقتصر
مكونات ما وراء علم النفس لبنية الشخصية على مستوى نكوص اللبيدو – نوع
القلق- نوع العلاقة مع الموضوع – طبيعة الصراع – ميكانيزمات الدفاع
المستخدمة كما أن التشخيص الفارقي يكون على أساس هذه المكونات