الكآبة والقلق داء العصر, يحصد الملايين كلّ سنة وأغلب الأمراض العضوية كالضغط والقلب والسكري .. كلّها ناتجة عن هذا الداء .
ولحلّ أيّ مشكل, لابدّ أوّلا من معرفة أسبابه, ثمّ تأتي الخطوة الثانية وهي طرح هذه الأسباب ..
السبب الأوّل والرئيسي لداء القلق والكآبة هي الهموم والأحزان ( التحسّر
على الماضي والخوف من المستقبل وهذا كلّه ناتج من الحرص على الدنيا و "
اللهث" وراء حطامها ).
فلو أنّ الإنسان جمع كلّ همومه في همّ واحد وهو السعي لمرضاة الله لتلاشت
كلّ همومه وزالت أحزانه وحسراته..روي في الحديث: من أصبح وهمه الدنيا فرق
الله عليه شمله وجعل الله فقره بين عينيه.
تأمّلوا في هذا الحديث الصحيح: أغزوا, فانّ الغزو باب من أبواب الجنّة يذهب الله به الهمّ والغمّ.
ترى لماذا الغزو يذهب الهمّ والغمّ؟؟
الجواب هو أنّ المجاهد حين طلّق الدنيا وتحرّر من شواغل الدنيا وهمومها
والخوف من نوائبها وصار همّه واحد هو النصر أو الشهادة زالت كلّ همومه.
فحبّ الدنيا والاشتغال بها والتحسّر على مافات منها والخوف من مستقبلها كلّها أسباب للخوف والقلق والتوتّر والكآبة.
إذن, هذا هو السبب الأوّل الذي ينبغي أن يطرحه من يعاني من القلق والكآبة والخوف والاّ فلا مطمع في الراحة.
النصح بعدم الاشتغال بحطام الدنيا لا يعني رفضها كليّة فهذا لا يقوله عاقل
ولكنّ المقصود هو عدم الاشتغال بفوق مايحتاجه الإنسان. فإذا فعل ذلك وقنع
بما يكفيه ولم يتحسّر على مافات وطوي صفحة الماضي بحلوها ومرّها, وإذا ما
تخلّص من الأفكار السلبية المشوّشة لذهنه من الخوف من المستقبل ومن نوائب
الدهر على نفسه وأهله وفوّض الأمر لأرحم الراحمين زالت همومه..
ولابدّ أيضا التحرّر من أحلام اليقظة " والمثالية" فلا تذهب نفسه حسرات
على مالم يملك من عقّارات وسيارات وغير ذلك والقناعة بالموجود والاّ فانّ
التفكير الكثير في المفقود يذهب أيضا بالموجود فتنفلت نفسه.
هذا هو السبب الأوّل الذي ينبغي أن يطرحه وهو عدم الاشتغال بحطام الدنيا الاّ مايسدّ حاجته.
السبب الثاني: ملأ الفراغ.. يقول عمر رضي الله عنه: الفراغ مفسدة.
فالنفس إذا لم تشغلها بالحق شغلّتك بالباطل.
السبب الثالث: عدم التوسّع في المباحات فهذا أيضا يفتح أبوابا واسعة
للشيطان.. فينبغي ترك فضول النظر والكلام والأكل والشرب والتفكير..
روي عن علي رضي الله عنه أنّه قال في النساء : لا تطيعوهنّ في كثير من المعروف ( أو قال المباح لا أتّذكّر) فيطمعن في المنكر.
وهذا مجرّب.. فالمرأة كالطفل الصغير ليس لمطالبها نهاية, وإذا كان الأمر
كذلك فحتما ستعيش حياة عسيرة متوتّرة اذا فتحت أبواب المباحات بدون تحفظ
لنفسك وأهلك...
السبب الرابع: كسر الروتين اليومي بالتنويع ما استطعت, ومنها ممارسة
الرياضة, فالرياضة من أفضل مضادات الاكتئاب. ذلك لأنها تستثير إفراز مادة
الإندورفين التي تبعث على الشعور بالسعادة، وتزيد من صناعة السيروتونين في
الدماغ. أما الآن وحسب ما نشرته المجلة البريطانية للطب الباطني، فإن هناك
سبب آخر مهم لممارسة الرياضة إذا كنت تعاني من الاكتئاب ، حيث ظهرت الكثير
من الدلائل على أن الاكتئاب المزمن يؤدي لهشاشة العظام بسبب زيادة معدلات
الكورتيزول في الدم لكن أثر هذه الزيادة لا يتوقف عند هشاشة العظام بل
يتعداه إلى تغيير توزيع الدهون في الجسم فتكثر في منطقة الخصر. وتراكم
الشحوم والدهون في هذه المنطقة يرتبط إلى حد كبير بزيادة احتمالات الإصابة
بالذبحة القلبية، مع أن الوزن عموماً قد يكون في الحدود الطبيعية.
ومن ناحية أخرى فإن مضادات الاكتئاب التي تساهم بشكل عظيم في علاج
الاكتئاب وحالات القلق يعيبها أحياناً زيادة الوزن كأثر جانبي نتيجة زيادة
الشهية للطعام وبطئ إحراقه في الجسم.
وبناءا على هذه النتائج فإن الدراسة توصي جميع مرضى الاكتئاب أكثر من أي وقت مضى بممارسة الرياضة للأسباب الثلاثة السالفة الذكر:
1. تحسين المزاج.
2. تخفيف الوزن الذي يخفض احتمالات الإصابة بأمراض القلب.
3. خفض مستويات الكورتيزول التي تسبب هشاشة العظام.
وهذه بعض الأعشاب المهدئة:
هذه العقاقير مفيدة جدّا ولكن تأكّد أنّه إذا لم تتخلّص ممّا ذكرنا آنفا فانّ النتيجة ستكون نسبية.
1)اليانسون+ الزنجبيل+ البابونج+ الزيزفون+ النعنع
طبخ ملعقة صغيرة من كلّ شيء ثمّ يحلّى ويشرب ( كأسا بعد الغداء وآخرا بعد العشاء)
2-ماء الشعير: فهو يغذي الأعصاب ويهدأها.
الموضوع الأصلي :
القلق والكابة الاسباب والحلول الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|