خير
ما يتقرَّب به العبادُ إلى ربهم إظهارُ التوحيد في نسكِهم وإخلاص الأعمال
لله في قرباتهم، قال جلّ وعلا: وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ
لِلَّهِ [البقرة:196]. وإظهارُ النسك بالقولِ فيه وحدانيّةٌ للخالق: لبّيك
اللهم لبيك، لبّيك لا شريك لك لبيك. وخيرُ ما نطق به الناطقون به يومَ
عرفة كلِمةُ التوحيد، قال عليه الصلاة والسلام: ((خيرُ الدعاءِ دعاءُ يومِ
عرفة، وخير ما قلتُ أنا والنبيّون من قبلي: لا إله إلا الله وحدَه لا
شريكَ له، له الملك وله الحمد، وهو على كلّ شيء قدير)) رواه الترمذي.
والتوكّل
على الله من أجلِّ العبادات؛ قال سبحانه فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ
[هود:123]. واليأسُ ليس من دينِ الله في شيء، قال جل وعلا: إِنَّهُ لا
يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ [يوسف:87].
هاجَر
تلتمِس الماءَ لها ولرضيعها في وادٍ غيرِ ذي زرع بين جبلين، أنهَكها العطش
وأضناهَا الإشفاقُ على صبيِّها، وبعد توكّلٍ على الله وبذلِ الأسبابِ وجدت
نَبعًا متدفِّقًا لها وللأجيال بعدها، يقول النبيّ : ((رحِمَ الله أمَّ
إسماعيل، لو تركَت زمزمَ لكانت زمزمُ عينًا معينًا)) رواه البخاري.
واللهُ
جلّ وعلا بيده النّفعُ والضرّ، فارجُ الكروبِ وكاشِف الخطوب، متعالي على
عباده، بيدِه مقاليدُ السماوات والأرض، متَّصف بالكبرياء والعظمة، يعلِن
ذلك الحاجُّ بالتكبيرِ في أنساكه في الطوافِ والسعي ورميِ الجمار وفي يومِ
النحر وأيّام التشريق، ليبقَى القلب مجرَّدًا لله، متعلِّقًا به، منسلِخًا
عن التعلُّق بما في أيدِي المخلوقين.
الموضوع الأصلي :
من مظاهر التوحيد في الحج الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|