بسم الله الرحمن الرحيم
التيسير إذا صار وفق ضوابطه الشرعية فهو من مفهوم «خذوا عني مناسككم، مطالباً الدعاة في الحج بالتيسير على الحجاج،
والحرص على براءة الذمة في إصدار الفتوى، لأن الحاج لا يحتاج إلى أمور
كبيره تتعلق بالأمة أثناء أداء حجه، فهو يحتاج إلى أمور بسيطة ميسرة».
وشدد على أن التيسير أصبح ضرورة في موسم الحج أخذاً بالقواعد الشرعية.
مشيراً إلى أن البعض يتجاهل هذه القواعد ظناً منه أنها إخلال بشروط وأركان
الحج، وآخرين يعتقدون أنها تستخدم بسبب ضغوط الواقع.
ودعا الوزير آل الشيخ العلماء إلى التيسير ورفع الحرج عن الحجاج فيما لم يظهر دليل، والحرص على براءة الذمة في إصدار الفتوى،
ومراعاة ظروف كل حاج، وأحواله الصحية، والتيقن من معرفته بالمناسك.
كما حض العلماء على التزام الوسطية في الفتاوى والتعامل مع الحجاج
القادمين للمملكة عبر المنافذ المختلفة، لافتاً إلى أن هناك نسبة كبيرة
منهم يصلون وهم مشتتو الذهن، ويحتاجون إلى من يصغي إليهم ويهتم بهم، ومتى ما كان ذلك، كان الانطباع الأول للحاج جيداً، مما
يعني أنه سيمضي بقية وقته أثناء المناسك وهو مطمئن متفرغ لعبادته.
ولفت إلى أن المترجمين المساعدين للدعاة في موسم الحج تقع عليهم مسؤولية العمل على مد جسور الحوار مع السائلين والمسترشدين
برقي في التعامل، وأن يكونوا سهلين في عباراتهم، وفي أدائهم للرسالة الدعوية للحجاج.
وطالب الوزير آل الشيخ بتوصيف مفهوم الأزمة الفكرية المعاصرة التي تعيشها الأمة الإسلامية، بحيث يتكامل النظر لهذه الأزمة
في أبعادها الحقيقية، وقال: «إن هذا يتوجب ضرورة بحث جذورها الفكرية ومظاهرها وتأثيراتها على الدين والمجتمع، وأهمية دراسة
الإشكالات الفكرية التي تغذي الانحراف الفكري، منها إشكالية الفهم الخاطئ للقرآن الكريم والسنة النبوية، وإشكالية فهم
العلاقة بين الأصالة والهوية والعصرية، وإشكالية التفاعل الضروري بين الثقافات».
وأوضح أن التحصين من الأفكار المنحرفة يتم على ثلاث خطوات، تبدأ بتشخيص منظم للأزمة الفكرية الحالية، ثم تحديد دقيق
للوضع الفكري المستهدف، ثم القيام برسم وتنفيذ خطة إستراتيجية تستثمر فيها الموارد كافة، للانتقال من الوضع الراهن غير المرضي
إلى الوضع المستهدف، وأن تتضافر الجهود لإيجاد برامج عملية لإصلاح العقل والنفس، موضحاً أن إصلاح العقل يكون بسلامة الفكر
الذي هو الإنتاج العقلي لأبناء الأمة عبر تاريخها وهو منظومتها الفكرية وموضوع أمنها الفكري، وأن يكون للأمن الفكري أهمية خاصة
وأولوية كبرى لأن يقوم بضبط بقية جوانب الأمن الأخرى.
وذكر أن الإرهاب اليوم جمع إلى الانحراف العلمي والعقدي الاعتداء العملي بالتفجير والقتل والتدمير، مشدداً على أهمية مواجهته
حتى يندحر خاسئاً. معتبراً ذلك واجب كل ذي قدرة من السلطان والعلماء وأهل الفكر والقلم والإعلام والاقتصاد والتربية
والتعليم والفلسفة والتحليل.
وأوضح أن الإرهاب يجمع أنواعاً من الانحراف السلوكي، لذا تجب مواجهته على محاور متعددة: المحور العلمي، والمحور التربوي،
والمحور السلوكي، والمحور الاجتماعي. حاضاً كل ذي تخصص مؤثر على تأدية
دوره في هذا المجال، لحماية عقول الناشـــــئة وسلوكها، «فالعــــالم
مؤثر، والتربوي مؤثر، والاجتماعي مؤثر، وعالم النفس مـــــؤثر، والبيت
والمدرسة والعمل بيئات لابد من
دخولها في عملية الحماية والوقاية والعلاج».
واعتـــبر آل الشيخ الأمن رسالة عامة يجب على كل مسلم أن يعيها تماما، وأن يدرك أنه لا تحقيق لأي مصلحة من مصالح العباد في
دينهم ولا دنياهم إلا بأمن تام.
واضاف: « إنه كلما زاد الأمن زاد تحقيق المصالح، ولذلك يجب أن نكون جميعاً رجال أمن، وهذا مطلب شرعي، ورسالة الأمن
ليست مطلوبة من فرد دون آخر، أو جهة دون أخرى، ليجب أن يسعى الجميع لأن يكونوا جميعاً رجال أمن، يحققون الأمن الذي
أمر الله جل وعلا به، الأمن على الدين والأنفس والأعراض والأموال». مثمناً إلى مايقوم به علماء الاسلام من جهود في
مواجهة الانحراف العقدي والفكري، مؤكداً أن لهم اليد الطولى في مواجهة ذلك علمياً ودعوياً.
وأكد آل الشيخ أن الأئمة والخطباء كان لهم في السابق أدوار كبيرة في محاربة الأفكار المضللة والإرهاب، والتحذير من أخطاره،
من خلال خطبهم وكلماتهم في مساجدهم، مشيراً إلى أنه ستكون لهم أدوار مستقبلية في مواصلة التحذير من أصحاب تلك
الأفكار التي تحمل الغلو والتطرف، وتحذير الناس من أخطارهم، مفيداً أن الأئمة والخطباء يحملون رسالة المسجد، وهي الرسالة
والأمانة المهمة التي ما تركها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من أصحابه في مسجده، على جلاله وعظـــم شأنه
عليه الصلاة والسلام، وما كان عليه من أمر النبــــوة والوحي وإمامة المسلمين وولاية الأمر والقضاء والفتيا.
الوزير آل الشيخ
الموضوع الأصلي :
التيسير في الحج الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|