أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: (مَن حج فلم يرفُث ولم يفسُق خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه)..وسئل الحسن البصري رحمه الله تعالى: ما الحج المبرور؟ فقال: أن تعود زاهداً في الدنيا، راغباً في الآخرة، فليكن حجكم حاجزاً لكم عن مواقع الهلكة، ومانعاً لكم من المزالق المتلفة، وباعثاً لكم إلى المزيد من الخيرات وفعل الصالحات، واعلموا أن المؤمن ليس له منتهى من صالح العمل إلا حلول الأجل.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] ما أجمل أن يعود الحاج بعد حجه إلى أهله ووطنه بالخلق الأكمل، طاهر الفؤاد، ناهجاً منهج الحق والعدل والسداد...إن من يعود بعد الحج بتلك الصفات الجميلة هو حقاً من استفاد من الحج وأسراره ودروسه وآثاره.
إن الحاج منذ أن يُلبي وحتى يقضي حجه وينتهي فإن كل أعمال حجه ومناسكه تعرفه بالله، تذكره بحقوقه وخصائص ألوهيته.. فعندما يستقر التوحيد في أعماق النفس الإنسانية تتبدى لها سلوكيات راقيَة وأقوال حكيمة وأفعال خَيِّرة، وتتوالى أركان الإسلام بأنوارِها من الصلاة والصيام والزكاة، ويأتي الحج ليمثِّل قمة هذا الإيمان والإسلام تشريعاً وواقعاً.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُنِي الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمَن استطاع إليه سبيلاً».
ولذلك كان من أول ما يلزم للحجِّ هو النيّة الطاهرة الصادقة التي يعزم فيها المسلم على الرحيل إلى ربه بنفس مؤمنة، وذات تائبة، وهمّة معرضة عن الشهوات والملذات، مقبلة على الطاعات والقربات؛ لأنه سيحل ضيفاً على ربه عزّ وجلّ، حول بيته الذي جعله الله مباركاً وهدى للعالمين.
فالحج فريضة العمر للمسلم، والإيمان والإسلام يبدآن بكلمة التوحيد الخالص: لا إله إلا الله، تلك الكلمة التي جاهد عليها الأنبياء جميعاً، فقد قالوا لأقوامهم: «اعبدوا الله ما لكم من إله غيره». وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل ما قلتُه أنا والنبيون من قبلي: لا إله إلا الله».
ومن هنا فإن المسلم الحاج يُفتَرَض فيه أنه التزم بأركان الإسلام كلها، وأدى واجبات الدين بأجمعها، ليعود من حجِّه ليواصل مسيرة النقاء النفسي والصفاء القلبي والطُّهر الخلُقي والسلوكي في كونه وعالمه الفسيح في عالم الحياة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «العمرةُ إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة».
فالحج قائم على كافة ألوان العبادة التي تشمل القلب والقالِب وتتمكَّن من النفس والجوارح، وتنطلق من الإخلاص والتسليم المطلَق لله رب العالمين، ولعل التلبية التي يُرَدِّدها الحاج في حرَكاته وسكَناته هي التعبير الصحيح لخضوع الإنسان نفساً وبدناً لخالقه الأعظم: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك.
إن الحج فريضة توجِد في الإنسان إذا أدّاها بصدق وإخلاص كثيراً من مقومات الشخصية الاجتماعية المنشودة للمجتمع الحي الدءوب، فهي تأخذه أولاً بالتوبة، والتطهر من المآثم والمظالم، وتعلمه الرحلة في سبيل العقيدة، والتعب في سبيل المبدأ، وهي تعلمه أيضاً كيف يلتئم وينسجم مع إخوانه في مؤتمر عام ضخم، وهي تعوده كيف تنبسط يده بالبرِّ والإحسان، وتعوده على التضحية والبذل، وحبَّذا لو فقهت ملايين المسلمين هذه الفريضة الجليلة على هذا الوضع، حتى تتضاعف الثمرات من أداء الحج في كل عام.