╣• ليس تشاؤما و لكن: هل تقدم التعليم؟ •╠





على
ذات الطريقة المعتادة، تأخذك وزارة التربية والتعليم كل عام ومنذ أعوام،
إلى خبر: فتحنا أبواب مدارسنا لخمسة ملايين طالب وطالبة، ثم تنطلق في سرد
الأرقام الكمية لتقول للمجتمع إنها تغيرت. تأتيك مثلا بعدد المدارس وكيف
أنها تضاعفت وصارت تتجاوز الثلاثين ألف مدرسة، ولكنها لا تجيبك حين تتبع
رقمها بالسؤال الأهم: وهل تحسنت نوعية التعليم؟ تستعرض أمامك رقم
المنتسبين إلى الكادر التعليمي والذي ارتفع سريعا حتى كاد يلامس سقف النصف
مليون، ولكنها تؤجل الإجابة عن الأسئلة التي تبحث في حالهم وقدراتهم
ومهاراتهم، فهل تحسن أداء ذلك الرقم فعلا، أم أنه رقم يرتفع كما ويتناقص
نوعا؟
يصر بعض مسؤولي وزارة التربية والتعليم على امتصاص نقد المجتمع
والإعلام باستعراض الأرقام ومقارنتها بما كانت عليه في السنين الماضية
لتقول إن كل شيء قد تضاعف والحمد الله. حتى أنهم باتوا يتفقون على ذات
ديباجة الحديث حين تلتقيهم وسائل الإعلام: (فتحنا ورفعنا وضاعفنا واشترينا
وزدنا)، ولكن عندما يأتي السؤال عن المضمون والتطوير النوعي وليس الكمي
فلن تسمع سوى: عن قريب .. أو هناك لجان تعكف على الدراسة وستنتهي قريبا،
وقريبا هذه نسمع عنها منذ عقدين على الأقل.
يمكن لوزارة التربية أن
تسمي مسارعتها في حصد الأرقام الشكلية تقدما، ويمكن أن تقول عن استعادة
المناهج مرة أخرى بطعمها ومضمونها بعد تحسين الشكل ودمج الاثنين في غلاف
واحد أنه تطوير للمناهج. بل يمكنها أن تغامر كما غامر اثنان من مسؤولي
الصف الثالث بها قبل سنتين وقالوا إنهم باتوا ينافسون بتعليمهم على المقعد
الثاني عالميا! ولكن فلتكن بعيدة كل البعد بأرقامها تلك حين يأتي الحديث
عن التنمية ونجاح المجتمعات وتطويرها والبحث العلمي أو تدريب وتعليم أبناء
البلد لضمان الوظيفة. هي هنا آخر من يتكلم.. رغم أن الافتراض يقول إنها
أول المسؤولين والمتحدثين عن ذلك، فكل تنمية تبدأ بالتعليم وليس
بالمقاولين.




سلامي