أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الانبياء والمرسلين ؛ سيدنا محمد عليه أفضل الصلاه وأتم التسليم .... أما بعد
هل يولد المبدِعون، أم يُطوَّرون؟ ..!..
سيكون اليوم والغد حديثنا عن فرصتنا الكبرى كأمة للرقي إلى الصف الأمامي الدولي.. بشرط ألا نضيع الفرصة. فالفرصة لا تدق الأبوابَ، ولكن تـُقتنص كما أن الفشلَ والتراجعَ لا يهاجماننا رغما عنا، ولكنهما يدخلان لما نترك لهما الأبوابَ مفتوحة. وفي إدراة أي دولة سمتـُها الإهمال، وقلة الاكتراث، وسقم التخطيط.. فهنا أقوى مكونات لوصفة التأخر والنكوص.. ولقد مضت أيامُ هذا الصيف وأنا مشغولٌ جدا.. ولكن لمَ أموه الحقائقَ عليكم؟ الحقيقة لم أكن مشغولا، ولكني أمضيت وقتا أزورُ المشغولين. وهؤلاء المشغولون هم قوامُ أمل الأمة القادم، الذين يجب أن نطورهم بالتدريب العالي المستمر، ونشجعهم بإقامة التسهيلات الكاملة كي تخرج إبداعاتهم لكواشف النور في صورتها الكاملة.. وهأنتم ترون أن تقدم أمم كالهند وماليزيا إنما بالمورد البشري، بالعقول الخلاقة. ولقد تأكدتُ أن لدينا عقولا شابة جبارة الذكاء، عرفتهم، وجلست معهم، واستمعتُ إليهم، ورأيتُ مبهورا ما يبدعون.. ولأول مرة أكتب قصيدة لشخص وأضعها في جيبه من فرط الحماسة، تترجم كم أنا مأسور بجمال العقول. وهذه العقول هي عناقيد البشائر الطالعة، إما نطورها عناقيدَ إبداعٍ، أو أن تـُهمل ولا تـُؤخذ كما يجب أن تستحق من وفرة الاعتبار.. فتتحول إلى عناقيد الغضب. دعني أثبت لك أن الإبداعَ صنعة وحرفة، وحتى عبقري مثل آينشتاين يقول إن العبقرية تسع وتسعون بالمئة كد وجهد، وواحد بالمائة ذكاء.. وأديسون لم يقبل الاحتراف كصفة للعالم، لأنه تلميذ الحياة، فهو يبقى هاويا حتى يموت.. لأن المحترف يعلـٍّم، والتلميذ يتعلم.. والإبداع سلسلة لا تقف من التعلم. ليس أكثر ولا أقل.
كنت أقول لك أني أبحث عن إثبات.. إنها تجربة يعيش أبطالـُها معنا الآن، ويعرفها صناع الإبداع، ومن تستهويه لعبة الشطرنج، وهي لعبة قائمة على الذكاء اللماح. فقد مرت عقودٌ والمختصون، حتى علماء مثل فرويد وتشريحيون مهمون، روجوا لاعتقادٍ يؤكد افتقار عقل الأنثى إلى الذكاء في المناورة بالحيز المكاني ، وهو ما أراه تعريباً لما يتعاف عليه باصطلاح Spatial thinking.. والمثال الأكبر هي لعبة الشطرنج.. التي لم تبرز بها امرأة.. حتى قرر زوجان هنغاريان دحض الأسطورة.
وكانت رسالتهم الأهم هي إثبات مدى قوة التعلـُّم.. وجربوا على بناتهم الثلاث وأخضعوهن إلى تدريب منظـَّم من الصغر على الشطرنج، ومقابلة أمهم وأبيهم بمبارزات يومية، مع ارتباط صارم بجدول الدراسة العادية، ومناشط الحياة الاعتيادية. وانظر النتيجة: صارت البنات وهن من عائلة «بولجار»، على قائمة أفضل خمسة عشر من لاعبي العالم، وهم في سنٍّ يانعة.. والبنت الأصغر «جوديت» مُنِحت شهادة «المعلم الأكبر» وهي في الخامسة عشرة، وكسرت الرقم القياسي العالمي الذي كان مسجلا لذكر.. أما من كان ذاك التي تفوقت عليه، فليس إلا أشهر لاعب شطرنج في تاريخ اللعبة «بوبي فشر». نعم الإبداعُ لا يولد بالضرورة، ولكن يطور في الأكيد.
وإن لم نقتنص الإبداع، ونطور الطلائع المبدعة ويُترك لها كل الفسحة من النور وعناصر النماء.. فإننا سنكون قد أفلتنا أهم عناصر نهوضنا كأمة.. وكرامة وجود.
ملاحظة : ان كل شخص في العالم يملك موهبة في أي مجال كان ، لكن و للأسف ليس كل شخص يستطيع ابرازها للعيان فتدفن و تكبح في صدره لظروف لا نعلمها أو نعلمها و نتجاهلها ..