هذه خمسون فكرة اخذت من ارض الواقع ومن الذين جربوها و ذلك لتربية الأسرة أولاً: علمهم
قال تعالى: {يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات} [المجادلة: 11].
1-
عقد درس يومي أو أسبوعي- على الأقل- مع أهل البيت، ويستحب التنويع فيه؛
فمرة في السيرة، وأخرى في الفقه، وثالثة في العقيدة، ورابعة في الآداب
والسلوك، وخامسة في المناقب والفضائل.
ومنه يتعلم الأهل الانضباط في الزمان والمكان، ويزيد علمهم، ويزكو عملهم، وتقوى صلتهم ببعضهم، وتزيد ثقتهم بولي أمرهم.
* وقت مقترح: بعد فجر الخميس أو بعد عصر الجمعة.
2-
حفظ القرآن الكريم، وذلك بتحديد آية أو جملة آيات، تعطي كواجب صباحي لهم،
ويتم تسميع المقطع فيما بينهم في وقت محدد متفق عليه بينهم.
عن بريدة-
رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من قرأ القرآن
وتعلمه وعمل به ألبس يوم القيامة تاجا من نور، ضوؤه مثل ضوء الشمس، ويكسى
والديه حلتان لا يقوم بهما الدنيا، فيقولان بما كسينا هذا؟ فيقال: بأخذ
ولدكما القرآن).
قال ابن عباس- رضي الله عنهما-: (توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا ابن عشر سنين وقد قرآت المحكم).
* يمكن استغلال الركوب الجماعي للسيارة للتسميع والمراجعة وتصحيح التلاوة، وسماع الآيات من القراء والمشايخ.
3- حفظ أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينتقى لهم ما يناسبهم، وما تدعو إليه الحاجة.
وطريقته:
بأن يكتب الحديث في ورقة صغيرة، وتصور بعدد من له القدرة على الحفظ، وتوزع
في الصباح عليهم، ويتم التسميع في وقت محدد منضبط.
* يمكن الاستفادة من
كتب الحديث كالصحيحين، والأربعين النووية ورياض الصالحين، وصحيح الكلم
الطيب، وصحيح الترغيب والترهيب، وصحيح الجامع.
* يستحب- لربط النشاط ببعضه- تفسير الآيات المحفوظة وشرح الأحاديث في الدرس الأسبوعي.
4-
إنشاء مكتبة مقروءة في البيت تناسب جميع المستويات، وتتوافق مع كل الأذواق
المشروعة، لتصبح حديقة غناء، يدخل إليها من يريدها فيجد فيها بغيته؛ ففيها
ما يناسب طالب العلم، والرجال والنساء والأطفال، والمتخصص، والمطلع.
5-
إعداد مكتبة سمعية: تحتوي على أشرطة متنوعة تناسب جميع الأعمار
والمستويات، وتتناول أكثر القضايا والموضوعات، وتتوافق مع الأذواق
والرغبات المشروعة، للعلماء والمشايخ والدعاة، ويتم تحريك المكتبة، بعدة
طرق منها:
- السماع للأشرطة. - تفريغها على الورق.
- تلخيص ما ورد فيها. - فهرسة موضوعاتها.
* يمكن تجهيز ركن في المكتبة للإهداء والدعوة.
6-
القصص: وهي من جند الله تعالى، يحرك الله بها العقول، ويثبت بها القلوب،
وتسنبط منها الدروس والعبر، ويمكن استخدامها كوسيلة دعوية من خلال سرد بعض
القصص النبوية، وما ورد في كتب التاريخ على الأهل وخصوصا في حال التعب
البدني والنفسي.
فما أجمل أن يسمع الشباب في المنزل قصة أصحاب الأخدود!
وما أفضل أن تسمع الزوجات قصة حديث أم زرع!
وما أعظم أن يسمع الكبار بعض قصص الأنبياء والمرسلين- صلى الله عليهم أجمعين!
7-
الاشتراك في مجلات دورية ذات طابع ومنهج إسلامي منضبط، سواء كانت أسبوعية
أو شهرية أو فصلية أو سنوية، وفي ذلك دعم للمجلة لتستمر في العطاء، والأهم
أن يوجد للأهل بديل إسلامي مبارك وسط هذا الزيف الإعلامي الذي ملئت به
البيوت.
* يمكن أن تكون قسيمة الاشتراك في المجلة هدية ومكافأة جميلة لواحد من أهل البيت أجاد أو أفاد في عمل أو مناسبة.
8-
التسجيل في دور وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، سواء للكبار في المساجد أو في
دور الحافظات للنساء، وخصوصا التحافيظ التي بها نشاط دعوي مميز.
وهذه
الفكرة من أعظم ما ينبغي أن يحرص عليه المسلم في تربيته لأهله؛ فالمرأة
ستجد من الصالحات في هذه الدور ما يغنيها عن كثير من مريضات القلوب فارغات
العقول.
* يوجد بكثير من دور التحافيظ روضة للأطفال يتعلمون فيها مبادئ القراءة والكتابة وبعض الآداب الإسلامية المناسبة لأعمارهم.
9-
حضور المحاضرات العامة في المساجد والمناشط الدعوية كالدورات العلمية، وفي
ذلك من الفائدة ما فيه من الأجور المترتبة عليه، وتكثير سواد الصالحين،
والاستفادة مما يطرح من العلماء والدعاة وطلاب العلم.
عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما-، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](لا تمنعوا النساء حظوظهن من المساجد إذا استأذنوكم)).
* للمحافظة على المعلومات المستقاة من المحاضرة أو الدرس يستحب طرح بعض الأسئلة عنها أو تلخيص ما ورد فيها.
10- طلب الزيارة للبيت من الدعاة وطلاب العلم وطرح القضايا التي يحتاجها البيت بالتلميح والتصريح حسبما يقتضيه الحال.
وخصوصا الداعيات، ومن عرفن ببذل الخير للغير، فيا له من أثر ما أبلغه! فالمرأة تتأثر بما ترى أكثر مما تسمع.
11-
السبورة: ويتم ذلك بتعليق سبورة في أحد الجدر البارزة في البيت مما يقع
عليه النظر كثيرا، يكتب فيها ما يستفيد منه الأهل كحكمة اليوم، وبعض
الآيات والسور، وخصوصا الأذكار، فمع كثرة النظر إليها يعلق شيء منها
بالعقل، وبشيء من التركيز عليها تحفظ عن آخرها.
12- المسابقات
الثقافية: وتكون بإعداد جملة من الأسئلة المناسبة لقدرات ومهارات
الموجودين، وعليها بعض الجوائز المناسبة، وأفضل أوقاتها الرحلات، والنزهات
خارج المنزل لشغل الوقت بما ينفع، ولزرع روح التنافس - في الخير- فيما
بينهم، وتوصيل بعض المعلومات إليهم من طرف خفي! عن ابن عمر- رضي الله
عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أخبروني بشجرة مثلها مثل
المسلم تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ولا تحت ورقها)) ((فوقع في نفسي
النخلة، فكرهت أن أتكلم وثم أبو بكر وعمر، فلما لم يتكلما، قال رسول الله
صلى الله عليه وسلم: (هي النخلة). فلما خرجت مع أبي، قلت: يا أبتاه وقع
نفسي النخلة. قال: ما منعك أن تقولها لو كنت قلتها كان أحب إلى من كذا
وكذا.
* ليس المقصود من الأسئلة التعجيز، وإنما الهدف توصيل رسالة معينة عن طريق السؤال والجواب.
13- يسمع الرجال خطب الجمعة والمواعظ والدروس في المساجد وغيرها، فما نصيب أهل البيت منها؟!
إن
من أعظم النفع لهم أن يلخص الرجل ما سمع منها في ذهنه أو في ورقة، لينقله
إليهم حال رجوعه لهم، فيثبت ما سمع في ذهنه، ويستفيد منه من لم يسمعها.
14-
إشراكهم في الشعائر التعبدية التي تحصل في المواسم الشرعية، كالمشاركة في
عيد النحر بذبح الأضاحي، وتوزيع زكاة الفطر في رمضان على مستحقيها.
15-
ينتقي بعض الكتب المفيدة، ويكلف أهل البيت كلهم أو بعضهم بتلخيص ما فيها
من معلومات، وإعداد تقرير موجز عن الكتاب، ولا بأس من تكريمهم بجوائز
كحوافز.
16- ربطهم بكبار العلماء وأهل العلم الأمناء، وذلك بإعداد
قائمة بأسماء العلماء والمفتين، وأرقام هواتفهم، وأرقام مكاتب الدعوة
والإفتاء، وتعليقها في مكان مناسب في البيت، ليتصل الأهل بالعلماء في كل
قضية تعن لهم أو تقع عليهم، وليستقوا بدلوهم من مورد العلماء الرقراق
بصفاء المعتقد ونقاء المنهج، والمتدفق بصلاح المسلك وصدق الديانة.
17-
الحرص على السكن بجوار المساجد، ليسمع أهل البيت الأذان والخطب والمواعظ
والدروس، وليشاركوا في الأنشطة الدعوية والاغاثية التي تقام فيه.
18- استغلال الفسح والنزهات في إثراء معلوماتهم وزيادة تحصيلهم العلمي والمعرفي.
*
رأيت في حديقة الحيوان من الزم أبناءه بورقة وقلم يكتبون المعلومات
العلمية عن كل حيوان أو طائر يرونه.. ماذا يأكل ويشرب؟ وأين يعيش؟ وأين
ورد ذكره في القرآن الكريم أو السنة النبوية؟ وهل هو مأكول اللحم أو أنه
محرم والعلة في ذلك؟ وهل هو مستأنس أو أنه وحشي؟
وهم- في حرص شديد!- يتمتعون بما يرون، ويكتبون ما يسمعون، ويتعلمون وهم يلعبون.
فتحسرت على من يضيع وقته في الملاهي والمأكولات دون تزكية للنفس أو إثراء للمعلومات!
19- اقتناء الحاسب الآلي كبديل مناسب لقنوات التخريب، مع وجوب السيطرة عليه، وضبط ما يعرض فيه.
*
توجد برامج إسلامية رائعة كبرنامج القرآن الكريم والحديث الشريف وبعض
الكتب المستنسخة فيه، وأحسب أننا في زمن نحتاج فيه هذه الثورة العلمية
فيما يعود على ديننا ودعوتنا وعلينا بصلاح وخير.
* ويمكن استخدام شبكة
الإنترنت في الدعوة إلى الله تعالى، والذود عن حياض الدين ضد انتحال
المبطلين وتحريف الغالين، مع وجوب الحذر منها والمراقبة لها.
20-
استخدام الفيديو- لمن يدين لله تعالى بجوازه- كوسيلة تعليمية وتربوية
وتثقيفية وترفيهية، وعرض البرامج الإسلامية المناسبة الخالية من المخالفات
الشريعة.
* ينبغي تحديد وقت المطالعة فيه، ومراعاة الضوابط الطبية لاستخدامه.
21-
الألعاب الترفيهية التي تنمي الذكاء وتقوي الذاكرة وتزيد في المعلومات،
وتكسب بعض المهارات الفكرية والعقلية كالمكعبات وبعض الألعاب من المحرمات
(الصور، القمار، التجسيم المحرم، المعازف، المعتقدات الفاسدة، الصلبان،
الجرس، وبعض شعائر الديانات الباطلة..).
22- الاستماع لإذاعة
القرآن الكريم، ومحاولة تمديد شبكة من المكبرات والسماعات دخل المنزل
لسماع هذه الإذاعة المباركة، وخصوصا مكان تواجد الأسرة بكثرة مثل المطبخ
وغرفة الجلوس.
23- تسجيل الأبناء والبنات في مدارس تحفيظ القرآن
الكريم الحكومية أو الأهلية أو المعاهد العلمية الشريعة والكليات الشرعية
التخصصية في الجامعات، وتشجيع البارزين منهم في ذلك بمواصلة الدراسة.
للمستويات العليا.
24- استغلال وقت ركوب السيارة مع الأسرة لتنفيذ
برنامج إلقائي منوع كهيئة الإذاعة، فهذا للتقديم وهذا للتقييم، وآخر يشارك
بآية، وغيرها بتفسيرها والتعليق عليها، وآخر بحديث شريف، أو حكمة مفيدة أو
قصة معبرة أو موقف مؤثر أو حداء جميل أو طرفة مباحة فهو برنامج متكامل
منهم وإليهم.
* يمكن تكريم أفضل مشاركة في البرنامج- ولو بالثناء والإطراء-.
ثانياً: عملهم
قال تعالى:{وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} [طه:132].
25-
الأمر بالعبادة والإلزام بها، والتعويد عليها، مثل الأمر بالصلاة، والسؤال
عنها، وتفقد من يقصر فيها، ومحاسبة ومعاقبة من يتهرب منها.
قال تعالى: {وأمر أهلك بالصلاة} [طه: 132].
عن
عبدالله بن عمرو- رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر،
وفرقوا بينهم في المضاجع).
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال: قال
النبي صلى الله عليه وسلم: ((رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ
امرأته، فإن أبت نضح في وجهها الماء، رحم الله امرأة قامت من الليل فصلت،
وأيقظت زوجها، فإن أبى نضحت في وجهه الماء)).
* يستحب ترغيبهم في النوافل كالوتر والضحى والسنن والرواتب وإعطائهم جوائز وحوافز عليها.
26-
الصيام المشترك من أهل الدار جميعا، ليس في الفريضة فقط، بل حتى في
النوافل، كصيام يومي الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر، وست من
شوال، ويوم عاشوراء وتاسوعاء، ويوم عرفة لغير حاج، وصيام داود- عليه
السلام-. عن الربيع بنت معوذ- رضي الله عنها- قالت: أرسل رسول الله صلى
الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: "من كان
أصبح صائما، فليتم صومه. ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه. فكنا، بعد
ذلك نصومه، ونصوم صبياننا الصغار منهم إن شاء الله، ونذهب إلى المسجد.
فنجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناها إياه عند
الإفطار". في رواية: "ونصنع لهم اللعبة من العهن، فنذهب بها معنا، فإذا
سألونا الطعام أعطيناهم اللعبة تلهيهم، حتى يتموا صومهم ".
* يمكن تكريمهم على هذا الصيام بجلب الطعام الذي يحبونه على مائدة الإفطار أو الخروج بهم في نزهة.
27-
تفطير الصائمين في البيت والمسجد والحارات الشعبية للأسر الفقيرة، ويتم
ذلك بمشاركة جميع الأهل، فالنساء للإعداد والطبخ، والرجال للتوزيع
والتقديم.
28- السفر التعبدي للمسجد الحرام بمكة، والمسجد النبوي
بالمدينة، والمسجد الأقصى بالشام، قريبا- إن شاء الله- والمكث بجوارها
لعدة أبام، وخصوصا في شهر رمضان المبارك.
* يستحب تذكيرهم بسيرة النبي
صلى الله عليه وسلم ومواقفه الشريفة، ومآثر صحابته الكرام وبذلهم
وتضحياتهم من أجل دينهم في كل موقف وعند آية مناسبة، واستغلال البقاع
للتذكير بالوقائع من غير تكلف أو إحداث.
29- بث روح التنافس بين
الأبناء الذكور على المسابقة إلى المسجد والحرص على الصف الأول، وإعداد
جدول لهم بذلك، لتكريم المثابر الفائز، ومحاسبة المقصر العاجز.
* يمكن التنسيق مع إمام المسجد للثناء على الفائز وتكريمه والدعاء له.
30-
خروج الأهل للعبادات التي يشرع للجميع الخروج إليها كصلاة العيدين
والاستسقاء، حتى وإن كانت النساء قد أصبن بالأعذار الشرعية كالحيض والنفاس
ليدركن الخير مع الناس.
عن ابن عباس- رضي الله عنهما- قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم- يأمر بناته ونسائه أن يخرجن في العيدين)).
31- تدريبهم على الصدقة والبذل في سبيل الله تعالى وإعطاء الفقراء والمساكين من مال الله الذي آتاهم.
فعندما
يرى الوالد مسكينا أو فقيرا، فإنه يعطي أحدا من أهل البيت مبلغا من المال،
ويأمره أن يعطيه للفقير، ويحتسب الأجر وهكذا يربي فيهم حب البذل والعطاء
والإنفاق في سبيل الله تعالى.
* الذكور مع الذكور، والإناث مع الإناث.
32- تجهيز صندوق خيري جميل المنظر لجمع المال للمشاركة في أفعال الخير، ويأمرهم بوضع المال فيه، ويوضع في مكان بارز ومناسب في البيت.
ويحتوي
هذا الصندوق على عدة خانات، فمنها جزء للمشاركة في بناء المساجد، وآخر
للدعوة إلى الله تعالى، وآخر لطباعة الكتب، وآخر لكفالة الأيتام ورعايتهم،
وآخر لمجالات خيرية ودعوية مختلفة.
* يمكن للضيوف المشاركة والمساهمة فيه.
* يفتح الصندوق- بعد حين- بمحضر الجميع، ويشاركون جميعا في عد المال، وتوزيعه، ليتولد فيهم حب العمل الجماعي.
33- القيام بعمرة جماعية مع الأهل، وتعليمهم شعائر ومشاعر هذا النسك المبارك.
كانت
أسماء بنت أبي بكر- رضي الله عنهما- إذا مرت بالحجون، تقول: "صلى الله علي
رسوله وسلم، لقد نزلنا هاهنا ونحن يومئذ خفاف الحقائب، قليل ظهرنا، قليلة
أزوادنا، فاعتمرت أنا وأختي عائشة والزبير وفلان وفلان.. )).
34-
الحج مع حملة مناسبة أو مع مجموعة مباركة تتميز بحسن الاستقامة، وجدية
الالتزام ، مع أهمية التركيز على النشاط الدعوي في هذه الرحلة المباركة.
عن
ابن عباس- رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم لقي ركبا
بالروحاء، فقال: (من القوم) قالوا: المسلمون. فقالوا: من أنت؟ قال: (رسول
الله! فرفعت إليه امرأة صبيا، فقالت: ألهذا حج؟ قال: (نعم، ولك أجر).
35-
متابعتهم على الأذكار اليومية (الذكر المطلق- والذكر المقيد بزمان أو مكان
أو عدد أو صفة) كأذكار الصباح والمساء وأدبار الصلوات والأحوال
والمناسبات، وإشعارهم بأهميتها، وما يترتب عليها من حفظ وصيانة في الحياة
الدنيا، وأجور عظيمة وحسنات كريمة في الدار الآخرة.
ويكون ذلك بالسؤال عنها، والتذكير بها، ولإيقاعها أمامهم، وبالمدح لمن فعلها، والثناء على من قام بها.
عن
ابن عباس- رضي الله عنهما- عن جويرية- رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله
عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أن
أضحى، وهي جالسة، فقال: ((ما زلت على الحال التي فارقتك عليها؟! قالت:
نعم.قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قلت بعدك أربع كلمات، ثلاث مرات
لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا
نفسه وزنة عرشه، ومداد كلماته)).
وعن علي- رضي الله عنه- أن فاطمة- رضي
الله عنها- اشتكت ما تلقى من الرحى في يدها... فقال رسول الله صلى الله
عليه وسلم لهما: "ألا أعلمكما خيرا مما سألتما؟ إذا أخذتما مضاجعكما، أن
تكبرا الله أربعا وثلاثين، وتسبحاه ثلاثا وثلاثين، وتحمداه ثلاثا وثلاثين،
فهو خير لكما من خادم)).
36- مشاركة الجيران في أفراحهم وأتراحهم، بل حتى في الطعام والشراب، وطبعهم على هذا الخلق الجم، وهذه المشاركة الفعالة.
عن
أبي ذر- رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا صنعت
مرقة فاكثر ماءها، ثم انظر أهل بيت من جيرانك فأصبهم منه بمعروف ".
37-
تحذيرهم من الحرام، والأخذ على يد مرتكبه، وتذكيرهم بالمراقبة الإلهية
لهم، والمعاقبة الربانية على قبح فعلهم، ليستقر في نفوسهم شناعة الحرام،
وقبح الإجرام، وسوء السيئات والآثام.
عن أبي هريرة- رضي الله عنه- قال:
أخذ الحسن بن علي- رضي الله عنهما- تمرة من تمر الصدقة فجعلها في فيه،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كخ.. كخ، ارم بها أما علمت أنا لا
نأكل الصدقة ".
وعن عائشة- رضي الله عنها- قالت: قلت للنبي صلى الله
عليه وسلم حسبك من صفية كذا وكذا- تعني: قصيرة- فقال: "لقد قلت كلمة لو
مزجت بماء البحر لمزجتها ".
38- ترغيبهم في التصدق بما هو قديم
ونافع كالملابس القديمة، والأواني المستخدمة، والأثاث المستعمل على
المحتاجين لها والراغبين فيها، بدلا من إلقائها، والتخلص منها.
39- تحذيرهم من التبذير والإسراف في مأكلهم ومشربهم وملبسهم ومركبهم ومسكنهم وجميع شؤونهم.
* مثاله: أن يأكل كل واحد منهم ما يسقط منه من طعام طيب على سفرة الطعام حتى لا يرمى في القمامات.
عن
جابر- رضى الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا وقعت
لقمة أحدكم فليأخذها، فليمط ما كان بها من أذى، وليأكلها، ولا يدعها
للشيطان .
* أو جمع ما يبقى من طعام لتأكله الحيوانات الأليفة المستأنسة أو الطيور كالحمام والدجاج، فـ" في كل كبد رطبة أجر".
40-
متابعتهم على الأعمال الحميدة والأقوال المفيدة في مسلكهم اليومي، والحرص
على تحليهم بالآداب الشرعية كآداب الطعام والشراب واللباس والنوم
والاستئذان والدخول و الركوب.
ويشمل ذلك تعليمهم إياها، وتعويدهم عليها، وتذكيرهم بها، وترغيبهم فيها.
عن
عمر بن أبي سلمة- رضي الله عنه- قال: كنت غلاما في حجر رسول الله صلى الله
عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه
وسلم: يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك .
41- الاستفادة
من كل شيء يمكن أن يستغل قبل طرحه ونبذه، ليتعلم الأهل المحافظة على ما
لديهم من ممتلكات، ويسلموا من التبذير والإسراف.
عن أبي حازم، قال:
سألت سهل بن سعد- رضي الله عنه- فقلت: هل أكل رسول الله صلى الله عليه
وسلم النقي؟ فقال سهل: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي من حين
ابتعثه الله حتى قبضه. قال: فقلت: هل كانت لكم في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم مناخل؟ قال: ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلا من حين
ابتعثه الله حتى قبضه، قال: قلت: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال:
كنا نطحنه وننفخه، فيطير ما طار، وما بقي ثريناه فأكلنا فأكلناه " .
وعن أنس بن مالك- رضي الله عنه- قال: (أتي النبي صلى الله عليه وسلم بتمر عتيق، فجعل يفتشه، يخرج السوس منه).
وفي رواية: (كان يؤتي بالتمر فيه دود، فيفتشه، يخرج السوس منه).
42-
حثهم على اقتطاع يومي أو أسبوعي- ولو كان قليلاً- من مصروفهم للمشاركة في
أفعال الخير والإحسان، ويمكن تسميته بالتوفير الخيري مثلاً.
43- تعويدهم على النظافة العامة الداخلية والخارجية مع النفس ومع الآخرين في البيت وخارجه.
وليرفع شعار: (دع المكان أحسن مما كان، قدر الامكان، فإن لم يكن بالإمكان فكما كان).
* ما أجمل أن ترى رب أسرة مع أسرته يقومون بتنظيف حديقة عامة مما فيها من القاذورات بعد أن جلسوا فيها وتمتعوا بها!
44-
أن يجعل لكل فرد في الأسرة دفتر (كشكول) للفوائد (كناشة معلومات متنوعة)
يسجل فيها التجارب والمواقف والانطباعات والملاحظات، وما يقف عليه من حكم
وأحكام، ومشاعر وأشعار، وسير وآثار، وقصص وأخبار؛ فالمعلومة صيد ،
والكتابة قيد، فقيد صيودك بالحبال الواثقة.
45- تنمية مهاراتهم
وهواياتهم المفيدة، وربطها بالشرع كالسباحة لتقوية الجسم على طاعة الله
تعالى، وكالرمي لأنه من إعداد القوة على أعداء الله، وكالسباق للاستعانة
به على طرد الخمول والكسل لتنشيط النفس إلى ما يقرب من الله تعالى.
عن سلمة بن الأكوع- رضي الله عنه- مر النبي صلى الله عليه وسلم على نفر من أسلم ينتضلون، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة](ارموا
بني إسماعيل، فإن أباكم كان راميا، ارموا وأنا مع بني فلان)). قال: فأمسك
أحد الفريقين بأيديهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]( ما لكم لا ترمون)) قالوا: كيف نرمي وأنت معهم؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ارموا فأنا معكم كلكم).
46- تنبيه الأهل على المحافظة على الحيوانات التي لا ضرر منها، ونهيهم عن التعدي عليها والإضرار بها.
فعن
عبدالله بن مسعود- رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم نزل منزلاً،
فأخذ رجل بيض حمرة، فجاءت ترف على رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
(أيكم فجع هذه بيضتها؟! فقال رجل: يا رسول الله أنا، أخذت بيضتها، فقال
النبي صلى الله عليه وسلم: (اردده، رحمة لها).
47- تنبييهم إلى
إتلاف المحرمات التي يرونها ويقعون فيها كطمس الصور المحرمة التي تأتي على
المستهلكات اليومية، وكنقض الصلبان التي يرونها ويطلعون عليها.
عن أبي
الهياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب- رضي الله عنه: ألا أبعثك على
ما بعثني عليه رسول الله صلى : (أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته، ولا قبرا
مشرفا إلا سويته، ولا صورا إلا طمستها).
48- غرس عظمة كتاب الله في
قلوبهم وزرع محبته ورهبته في صدورهم، وتحذيرهم من امتهانه أو إهانته أو
الاستهانة به، وتذكيرهم بآداب تلاوته، وأحكام قراءته وطرق صيانته
والمحافظة عليه وعدم العبث به.
49- تعويدهم على الكرم والبذل عند
حضور الأضياف، بالحرص على مشاركتهم في الترحيب بالضيوف وخدمتهم، ومد يد
العون لهم والمشاركة في إعداد قراهم وإكرامهم والجلوس معهم للاستفادة منهم.
50- طبعهم على الشجاعة والبسالة والإقدام، وتحذيرهم من الخوف والجبن والخور والانهزام، والاعتراف بالحق ولو كان مرا ومضرا.
* يمكن إسقاط بعض العقوبات عن المخطئ- في بعض المرات- جزاء اعترافه بالحق وإقراره بالذنب