[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]شاعرات من العصر الجاهلي
وقعت يدي على كتاب طبع منذ ربع قرن ،
كانت الأيام قد تركت بصماتها عليه تحت عنوان :
[[ شاعرات العرب في الجاهلية ]]
ولست أدري ما الذي جلب انتباهي وقادني إليه ،
أهو تعاطفي الشديد مع المرأة ؟ أم لأننا اتخمنا من الشعر
الذكوري ولم نعرف إلا القليل من الشعر الأنثوي ؟
أم لأني تلمست في شعرهن جمالا وإبداعا ؟
قد تكون تلك الأسباب كلها
فقد وجدت في شعرهن :
مَنْ صورت الحب بشكل لايكاد يجرؤ عليه الرجال
ومنهن من امتلأ شعرهن بالحكمة ، والبلاغة ،
ومنهن من حاربت فكرة زواج الشيوخ من النساء الصغيرات
( وهي آفة من آفات عصرنا )
ومنهن من صورت الإنفاق والفقر والغنى
ومنهن من شاركت في الحروب وحرضت على الثأر
ومنهن من رثت فبكت وأبكت
ألا يحق لنا في لغة الضاد أن ننصفهن فنجعل شعرهن
يظفر بما ظفر به شعر الرجال؟
لهذا السبب عزمت على تناول هذا الموضوع لأقدمه
بين يدي قارئي لغة الضاد :
ومنهجيتي في ذلك :
· تقديم ترجمة مختصرة للشاعرة أعرض خلالها لبعض المقاطع الشعرية
التي تقدم صورة عن حياة تلك الشاعرة.
العدد [[ 9 ]]
الشاعرة :
غنية بنت عفيف
أم حاتم الطائي
لن نعجب من كرم حاتم الطائي الذي ضُرِبَتْ به الأمثال فهو يجود حتى بنفسه ،
بعد أن نعلم أن أمه غنية بنت عفيف هي التي أورثته خلَّة الكرم المُتطرِّف ،
قيل عنها إن يدها لم تعرف الانقباض يوما ، فهي فياضة لا تبقي شيئا مما تملكه .
وحين رأى اخوتها أنها على وشك أن تبدد ثروتها على السائلين وعلى الضيوف
حجروا عليها وتركوها مدة تعاني ألم الفقر ، علها تعتبر ،
ثم أعادوا إليها طائفة من إبلها ، وإذا بامرأة جديدة تأتيها سائلةً والحاجة تكوي أضلعها ،
فلم تتردد غنية لحظة من أن تقول لها : هذا كل ما لدي من الإبل فخذيها ،
والله لقد علمني الجوع أن لا أحرم سائلا ، وأنشدت هذه الأبيات :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] لعمرُك قِدْماً عضَّني الجوعُ عضَّةً فآليْتُ أن لا أمنع الدهر جائعا
فقولا لهذا اللائمي اليوم أعفني وإن انت لم تفعل فعضّ الأصابعا
فماذا عساكم أن تقولا لأختكم سوى عذلكم أو عذل من كان مانعا
ولا ما ترون الخُلْقَ إلاَّ طبيعةً فكيف بتركي يا ابن أمّ الطبائعا ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]نسألكم الدعاء
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]