أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
كانت له ابنة عمّ يحبّها حبّا صادقا ,ولكن أصابته الفاقة وضيق العيش, فأراد أن يغادر بغداد إلى الأندلس طلبا لسعة الرّزق,وذلك بمدح أمرائها
ولكن ابنة عمّه تشبّثت به ,ودعته إلى البقاء حبّا لها,وخوفا عليه من الأخطار. ولكنّه لم ينصت إليها ,ونفّذ ما عزم عليه .
وقصد الأمير أبا الخيبر عبد الرحمن الأندلسي في الأندلس , ومدحه بقصيدة بليغة ,فأعطاه عطاءا قليلا. وبعد أن عاد إلى الخان الذي سكن به ,تذكّر ما اقترفه في حقّ ابنة عمّه من فراقها وتذكّر ما تحمّله من مشاق ومتاعب مع الفقر وقلّة ذات اليد.
فاعتلّ لذلك وأصابه الهمّ والغمّ ثمّ لفظ أنفاسه ومات.
وافتقده الأمير فأرسل في طلبه فوجدوه ميتا وعند رأسه رقعة مكتوب فيها هذه القصيدة: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلتِ حقاً ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حداً يضر به من حيث قدّرت أن اللوم ينفعه
فاستعملي الرفق في تأنيبه بدلا من عنفه فهو مضنى القلب موجعه
قد كان مضطلعاً بالخطب يحمله فضيّقت بخطوب البين أضلعه
يكفيه من روعة التفنيد أن له من النوى كل يوم مايروّعه
ما آب من سفر إلا وأزعجه رأي إلى سفر بالعزم يجمعه
كأنما هو من حل ومرتحل موكل بفضاء الأرض يذرعه
إذاالزمان أراه في الرحيل غنى ولو إلى السند أضحى وهو يزمعه
تأبى المطامع إلاأن تجشمه للرزق كداً وكم من يودّعه
وما مجاهدة الإنسان توصله رزقا ولادعة الإنسان تقطعه
والله قسّم بين الخلق رزقهم لم يخلق الله مخلوقا يضيعه
لكنهم مُلئوا حرصا فلست ترى مسترزقاً وسوى الغايات تقنعه
والسّعي في الرزق والأرزاق قد قسمت بغي ألا إن بغي المرء يصرعه
والدهر يعطي الفتى ما ليس يطلبه يوما ويطعمه من حيث يمنعه
أستودع الله في بغداد لي قمرا بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودعته وبودّي لو يودّعني صفو الحياة وأني لا أودعه
وكم تشفّع بي أن لا أفارقه وللضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبث بي يوم الرحيل ضحى وأدمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق عني بفرقته لكن أرقّعه
إني أوسّع عذري في جنايته بالبين عني وقلبي لا يوسعه
أعطيت ملكا فلم أحسن سياسته وكل من لا يسوس الملك يخلعه
ومن غدا لابسا ثوب النعيم بلا شكر عليه فعنه الله ينزعه
اعتضت من وجه خلي بعد فرقته كأسا تجرع منها ما أجرعه
كم قائل ليَ ذقت البين قلت له الذنب والله ذنبي لست أدفعه
هلاّ أقمت فكان الرشد أجمعه لو أنّني يوم بان الرّشد أتبعه
إني لأقطع أيامي وأنفذها بحسرة منه فيقلبي تقطعه
بمن إذا هجع النوام بتّ له بلوعة منه ليلي لست أهجعه
لايطمئن لجنبي مضجع وكذا لا يطمئن له مذ بنت مضجعه
ما كنت أحسب أنّ الدهر يفجعني به ولا أن بي الأيام تفجعه
حتى جرى البين فيما بيننا بيد عسراءتمنعني حظي وتمنعه
بالله يا منزل القصر الذي درست آثاره وعفت مذ غبت أربعه
هل الزمان معيد فيك لذتنا أم الليالي التي أمضته ترجّعه
في ذمة الله من أصبحت منزله وجاد غيث على مغداك يمرعه
من عنده ليَ عهد لا يضيعه كماله عهد صدق لا أضيعه
ومن يصدّع قلبي ذكره وإذا جرى على قلبه ذكرى يصدعه
لأصبرن لدهر لا يمتعني به ولا بي في حال يمتّعه
علما بأن اصطباري معقب فرجاً وأضيق الأمر إن فكرت أوسعه
علّ الليالي التي أضنت بفرقتنا جسمي تجمّعني يوما وتجمعه