|
رَقَّ الحَدِيثُ عَـنِ الّّـذِي أَهْـوَاهُ فَهُوَ القَرِيِبُ وَلـنْ أُحِـبَّ سِـوَاهُ
|
مَهْمَـا تَبَاعَـدَتِ الـدّروبُ فإنَّـه فِي مُقلتِـي لمَّـا تَغِـبْ رُؤْيَـاهُ
|
فَأَرَاهُ فِي نَومِي وإنْ عزَّ الكَـرَى هو قيْسُ عمـري قبْلتـي ليْـلاهُ
|
ويَطِيبُ لِي عنه الكلامُ لصُحْبَتـي إنِّـي أسِيـرةُ عشْقِـه وَهَــواهُ
|
هو نَبْضُ قلبٍ لم يذقْ طَعْمَ الهَوى إلّا بكـأسِ رُضَـابِـه وصِـبَـاهُ
|
هو سِحرُ ليلٍ أشْرَقـتْ نجْمَاتُـه لمَّـا بَـدَا بجَمَـالِـه وضِـيَـاهُ
|
هو فيْضُ روحِي وابتهالُ جوانحِي وضيـاءُ عمـري نبْعُـه عينَـاهُ
|
هو من أزاحَ الهَمَّ في ليلٍ دَجَـى وانـداحَ فـيَّ رَبِيعُـهُ وَسَـنَـاهُ
|
قد كانَ عمرِي محْضَ حُزْنٍ قبْلَـه فَعَرفـتُ كُـلَّ سَعَادتِـي بلِـقَـاهُ
|
دمعٌ غَزيرٌ فاضَ فـوقَ وسَادَتِـي قد كَفْكَفتْـه مـعَ الصَّبـاحِ يَـدَاهُ
|
وكأنَّني فِي الحُلْمِ أشْكُو لوْعَتِـي وأَسَايَ فِـي عُمـرٍ بـلا نَجْـوَاهُ
|
فيَجِيءُ كالبَدْرِ الضَّحُوكِ تَضُمُّنِـي للصَّـدرِ مـن أشْواقِهـا يُمنَـاهُ
|
وشَمالُه تَحْنُو علَى الخـدِّ الَّـذي شَقَّ الأَسَى في رَوْضِـه مجْـرَاهُ
|
وتُداعِبُ الثَّغْرَ الحزيـنَ بلمسَـةٍ سِحْْريـةٍ تُطْفِـي لَهِيـبَ لَظَـاهُ
|
وبَريقُ عيْنَيهِ استَـرَاحَ بمُقْلتِـي مِثـلَ الشِّـراعِ مُقَبِّـلاً مَرْسَـاهُ
|
فكأَنَّنِـي ألفَيْـتُ نَفسِـي رَبــةً للحُسْـنِ حيـنَ أحَاطَنِـي ببَهَـاهُ
|
ونَسِيتُ ما عانيْتُ فِي ليْلِ الأَسَـى مُذ جَاءَ يَـرْوِي مُهْجَتِـي بنَـدَاهُ
|
ويُريقُ في أُذُنَـيَّ أجمـلَ كلْمـةٍ فيهـا تَــوارتْ دَمعَـتـي والآهُ
|
إنِّي أُحِبُّكِ قالهـا : ومشاعـري ذابـتْ برقَّـةِ نَـايـهِ وغِـنَـاهُ
|
فكأَنَّ أتْـرَاحَ السنيـنِ تَضَاءَلـتْ والبِشْرَ أضْحَى مُؤْنسِـي بـرُؤَاهُ
|
ولَقَد تَدَاوَتْ بالحَنيـنِ جَوَانحِـي وتَعَطَّـرَتْ كـلُّ المُنَـى بشَـذَاهُ
|
أَعْلَنْتُ للدُّنيـا شَهَـادةَ مَولِـدِي لمَّا تَرَبَّعَ فـي الضِّلُـوعِ هَـوَاهُ
|
وحَفَظْتُ عَهْدِي في الهَوَى لفؤادِه وَدَعَوْتُ ربِّـي أنْ أنَـالَ رِضَـاهُ
|
فـــــــوزيـــــــة شــــاهـــــيـــــن
|
|