هدوء .. ظلامٌ يُنيرُهُ القمر ..
قلق .. تفكيرٌ عميقٌ بالمُستقبل ..
وفي لحظةٍ ما .. بدأتُ أهذي بما لا أعرف .. سيبدو للآخرين إن هُم رأوني كالمصاب بحالةٍ نفسيّة ..
أُحادثُ نفسي .. !
تقول لي: ما هدفك ؟! ..
فأجيب : كثيرة هي الأهداف ..
فتُبيِّنُ لي معنى سؤالها : أقصد بعد المرحلة الثانويّة ..
فأجيبها : سأدخل الهندسةَ بإذن الله ..
فتقول : هندسة ! .. هل أنت تميلُ لها ؟! ..
فأجيب : حقيقةً لا أُحبّ ما يُدرس فيها .. فأنا
لا أحبّ لا الحسابات الرياضيّة ولا أحبّ المجالات الكهربائيّة والدوائر ..
ولا أحبّ الرّسم .. ولا أحبّ الكيمياء ...
فتقول: لحظة لحظة .. تمهّل .. ما كلّ هذا ؟! ..
هل أنت واثق بأنّك تستطيع التغلب على هذه المشاكل ؟! .. الأكادميّون
يقولون أنّه من الأسباب التي تجعل الطّالب يفشل في الجامعة .. هو دخوله
لتخصّصٍ لا يحبّه ..
فأقول : لكنّي أطمحُ لوظيفةٍ مميّزة .. أطمحُ
لوظيفةٍ مضمونة .. أطمحُ لتخصّصٍ يطلبه سوقُ العمل .. أطمحُ لإرضاء أناسٍ
عَلَّقوا عليَّ آمالهم بأنّي في يومٍ ما سيُشار إليّ بالبنان .. وسيسبقُ
اسمي حرفُ ( دالٍ أو ميمٍ ) .. لا أوَدُّ نسفَ أحلامهم ..
أووووووه كفى كفى كفى ..
إنّني أعيشُ حائراً بين ثلاثةِ أمور .. آمالهم .. وظيفة مميّزة .. نظرةُ الأكادميّين ..
أنا خائفٌ من فشلٍ يلحقُ بي .. ومع هذا ..
سأخوضُ التّجربة .. لأنّني لن أخسرَ شيئاً .. سوى أنّه قد يضيعُ شيئاً من
سنواتِ عُمُري إن أنا فشلتُ في الهندسة ..
ولا يُعتبرُ فشلي في الجامعة .. أنّني فاشلٌ في حياتي .. لا لا مُطلقاً .. فهذا أمر من أمورِ الحياة .. وهنالك أمورٌ أخرى ..
عذراً أُريدُ الصّراخ ..
آآآآآآآآآآآآه .. لن أفشل وسأنجح .. نعم سأنجح ..
في هذه الأثناء .. أجدُ أمامي مارداً .. خرج ليَ
فجأة .. يا سُبحان الله .. وكأنّني أحلُم .. فزعت .. لكنّ لمعرفتي بما
يتمتّع به من قدرة .. ولهفتي بالإنتقالِ للمُستقبل .. اختفى الفزع ..
فإذا به يُردّد عبارته الشهيرة: " شبّيك لبّيك .. آنا بين يديك "
فطلبت منه .. أن ينقلني للمُستقبل .. فاستغرب لهذا الطّلب .. !
لكنّه استجاب لطلبي .. ونقلني هنالك ..
فإذا بي إنساناً ناجحاً .. نعم ناجح .. مُقدّرٌ من الجميع .. حقّقت ما كان يصبو إليه والِدَيَّ ..
لقد جعلتُ والِديَّ فخورين بي .. من علّقوا عليَّ الآمال أسعدتهم بنجاحي ..
ما أجمل هذا الإحساس ..
أرى هنالك أبنائي .. إبني نعم إبني عبد الله ..
وتلك زوجتي نعم زوجتي التي حلَمتُ بها .. وأحببتها وعشقتها من صغري ..
رأيتها وهي أجملُ من القمر .. القمرُ عندها يُصبح قبيحاً ..
انظر انظر هنالك .. زاويتي في الصحيفة .. وانظر هنالك في المكتبة إنّه كتابي الذي جمعتُ فيه ما كتبته ..
فجأةً انقطع الإرسال .. وبدأتُ أعودُ شيئاً
فشيئاً لحاضري .. إلى أن عُدتُ لما كُنتُ عليه .. وإذا بالفجرِ بدأ يبزغ
.. والشمس تُشرق ..
المارد .. أين المارد ؟! .. لقد رحل ..
أيّها المارد: شكراً لك .. وحمداً لله على مُستقبلي النّاجح ..
أمّي هنالك .. سأذهبُ لأُلقي عليها التحيّة .. وستعاتبني كما هي العادة على سهري ..
الموضوع الأصلي :
انعدامُ الثقة .. المُستقبل .. المارد .. ـــ الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|