...متى تكون النهاية؟؟...
على شاطيء البحر مع لحظات الفجر الأولى حين تولد الشمس من الأفق البعيد منبثقة من بطن البحر.
اخذت جولتي المعتادة ترافقني أفكاري الغريبة وتساؤلاتي عن سر هذا الحب المجنون لرؤية شمس تتوهج في شاطيء مهجور،
تبنته الوحدة وأسره الهدوء.
وبينما أنا غارقة تحت وقع هذا السحر الغامض وأسيرة أفكاري الغريبة حملت لي نسائم الفجر عطرا ملونا يختلف عن المكان،
دخل مع أنفاسي فأزهر القلب والوجدان.
وفورا تطايرت أفكاري لتحتل محلها تلك النسائم التي عجز عقلي عن تحليلها، واستسلمت روحي لعبيرها، نظرت لليمين وللشمال فلم أجد شيئاً،
وفجأة اقتحمت كلماتٌ مسمعي...
" ما الذي أتى بزهرة لمثل هذا المكان؟ "
ارتجفت أركاني وتداعت جدران قلبي، فالتفت خلفي...
"............."
نعم، فقد ألجمت لساني تلك الكلمات، وما رأيته لم يكن أبدا في الحسبان...
" حبيبي... أهذا أنت؟؟ "
غزت الدموع عيناي، وفاضت كالنهر ماحية بذلك تلك الأفكار الغريبة التي
لطالما حطمتني، وأوهمتني ببهتان الحقيقة، واجبرتني على استوطان الخيال.
مد يده لتحتضن يدي بشوق ... " أعتذر منكِ فقد أطلت الغياب "
وبدون تفكير أجبت... " أين كنت؟؟ اضناني التعب والشوق نال من أخر أمآلي فأصبحت لعودتك شبه مستسلمة "
وارتميت بحضنه كغريق تشبث بطوق النجاة.
وكان رده كالمعتاد... " اعذريني مليكتي، فالواجب حين ينادي لا يأبه لالقريب ولا لقلب حبيب "
بغضب وحرقة أجبت... " واجبك يحتم عليك تركي خلفك أعاني!!!! ألم تفكر في حالي!!!! ألم يصلك صراخ ألمي وأوجاعي!!! "
رد بحزن تملك الكلمات... " روحي أنتِ، وما أنا بدونكِ شيئ، أما من فرقني عنكِ فهو من جمعنا، ألم نلتقي في هذه الحرب اللعينة،
فكانت حمرة الدم صبغة حبنا، وكان أنين الضعفاء سمفونية هذا العشق المظلوم"
عندها تذكرت أين أنا، ومن أكون ومن يكون حبيبي، وعلمت سبب كون هذا الشاطيء الجميلِ مهجور...
" تعبت... أرجوك تعبت، أعلم أن الوطن ينادينا، وعلينا تلبية النداء، ألا يمكنك أخذي معك، عندها أرتاح من الكوابيس التي تؤرقني،
وأكتفي من الخوف والتظاهر بالأمل"
عندها حضنني بقوة وهو يردد... "حبيبتي، واجبي الدفاع عن أرض الوطن ضد هؤلاء المغتصبين، وواجبك المكوث هنا لتعالجي
الجرحى،لتحمي ظهري، عندها ارتاح لكونكِ في أمان، فلم أنا أقاتل، أليس
لأجلك؟؟ أليس لأجل تأمين مستقبل واعد لأطفالنا؟؟ اعتذر فهذا مافرضه علينا
الواقع، وقدرنا أن نعاني من هذا المغتصب، ولن أرتاح حتى أرمي جسده المتعفن
خارج حدود أرضنا الشامخة، أترضين لي الأستسلام له؟؟"
بخجل وباصرار في آن أجبت والدموع تعتصر قلبي قبل تساقطها من عيناي...
" لا والله، لن يفرض علينا هذا الملعون الهزيمة، اذهب كان الله في عونك أنت ورفاقك، وأنا هنا سأنتظرك، وأعدك أن الأمل لن يبارحني،
سأنتظر لحظة انتصارك، وسنحتفل بها معا"
عندها سمعنا اسمه من بعيد، كان نداء الواجب يطالبه بالرحيل عني...
" سأذهب الأن، قلبي سيظل معكِ، أبدا لن اترككِ وحدكِ، وان فعلت... سأكون بالجنة في أنتظاركِ بعد عمرٍ طويل"
اجهشت بالبكاء وبصوت خجول أسره الخوف... " رافقتك السلامة، سانتظر عودتك منتصراً........" وخذلني صوتي فأبى الظهور.
........
لازالت للأن بعض أرجاء وطننا الحبيب محتلة، نبكي قهرا كل يوم لسماعنا بتوسع هؤلاء المغتصبين فيكِ يافلسطين،
اعذرينا أن خذلناكِ، فأبناؤك حاضرون، واخوتهم العرب في الخفاء يناضلون.
فتحية عظيمة لمن بدل الإبن والحبيب قربانا للنصر، وتحية أعظم لكم من شرفتمونا بنضالكم مجاهدينا الأبطال.
ولازلتُ أتسائل ...متى ستكون النهاية؟؟؟؟
.............................
بأنين قلمي...
لحظية اعذروني ان لم تكن بالمستوى المطلوب..
الموضوع الأصلي :
متى ستكون النهاية؟؟؟............ الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|