تقوضت تلك السياسات من أساسها..وسقط عرش الهيبة وإحترام الأب والأم على السواء
اليوم: يحاول الأب ومعه الأم أن يربي أولاده على (( الديمقراطية))
والمزيد من الحرية كمتطلبات العصرنة وإلا قيل عنه مُتسلط ودكتاتور ولامه الجار والصديق !
أطلت العولمة بكل سمومها وغزت أفكاراً وأجيالاً وعلى الدوام هناك
محاولة إقناع وإقناع مضاد بأن القيم والأخلاق والفضيلة التي تربينا عليها
هي الدواء ، ليرد عباقرتنا من جيل هذا اليوم
( ياناس نحنا بالقرن 21 وعالم التكنولوجيا والأنترنت و( الماسنجر؟)
ماهذا العفن الذي أسمه عادات وقيم بالية وثقافة أجداد أُستهلكت؟!!)
ومع ذلك لنرى ماذا حصل لهذا الجيل ومع صاحبينا ..مع العلم أنّ
( الديمقراطية في بلادنا لم تنضج بعد...
...والحرية مفهوم أوصل بكثير من هذا الجيل إلى الفلتان بكل أنواعه!)
يكبر الأولاد وينجحوا في مدارسهم وهاهم على أبواب الجامعة..
غلبهم الشارع ..وتمرد الأولاد على الآباء ..وسحب الأولاد البساط من تحتهم ..
..وبقي صاحبنا ( أبو عاصم) على الخط الأزرق ..يتأرجح يُمنة ويسرى..
يكاد شد صغير أن يسقطه من إحدى الجهتين مع زوجته وأم أولاده
...مثله في ذلك مثل حصان كان لشدة هزاله وضعفه :
إذا شدَّ بالعشبة فأنقلعت معه ارتد على قفاه !
وإن هذه العشبة تماسكت هوى إلى الأمام على وجهه!
معظم شبان وشابات جيل (( عاصم وأخته وهيبة)) أشداء شرسون ..!
مُتخرجون من شوارع مهمة..!
ترى كل يوم بأم عينك مناظر مقلوبة ..
فصديق عاصم (لؤي) يلوي ذراع استاذه..
وصديقه نائل ( يعاكس ويلطّش آنسته)
وصديقه ( ابن رئيس بلديتهم)؟ سامي،، يركض في بهو المدرسة وراء استاذه
وأمام جمع من زملائه علّه يصيب منه مطعناً أو
( رفسة على القفا ولكمة على وجهه)
وكم من مرّة رأى مدير المدرسة ذلك بأم عينيه
ولم تنفع معهم العبارات ( البالية بنظرهم؟)
( قم للمعلم وفه التبجيلا كاد المعلم أن يكون رسولا)
هذا غير الشتم والسباب العلني وعلى جدران ( الحمامات والمراحيض )
أليست إحدى عطايا العولمة ( الأمركة العظيمة) ؟؟
أجاب المُفتش في وزارة التربية على شكاوى الأساتذة..!
نعم فصاحبنا ( عاصم وأخته وهيبة)من هذا الجيل
ويُطبقان آخر نسخة مما تعلماه
فينهران/ أبو عاصم وأمهما الطيبة/
ويقولان لهما أفظع من كلمة (أف)
حين سمع جارهم أبو علاء ذكر اليافعين بقوله تعالى
( ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما)
فنال منهما ما نال من تقريع وتعنيف ( أذهب إلى الجحيم ولا تتدخل في بيتنا وحياتنا وأمورنا)؟؟
عاصم الآن سنة أولى كليذة آداب ( فرع الترجمة الفورية )
الله على كلية الآداب كم تليق به؟؟
يدخل إلى البيت
/ يسحب من علبة السجائر سيجارة ويشعلها
أمام الوالد والوالدة
بكل فخر بثقافة الإنفتاح والحرية المزيفة وكأن الذي أمامهم
( رِجلُ طاولة وليس رَجل ووالد صاحب هيبة ويجب أن يُحترم)
أما وهيبة العبقرية فهي الآن في مرحلة الشهادة الثانوية
تخرج مع رفيقاتها ( بثقة منحوها إياها فاستخدمتها في غير مكانها)..!
وبحجة ( ماما) أنا ذاهبة عند صديقتي مها للدراسة
ماما،،أنا عند صديقتي شروق لأشرح لها مسألة في الفراغية وأخرى في التحليل المنطقي
هي غبية يا ( أمي) لاتنتبه للإستاذ،، أخذ عقلها ذاك الشاب ( تُردف)؟؟
وتخرج لكن مؤكد ليس للدراسة بل هناك الأهم؟؟إنه مقهى جديد أفتتح حديثاً على كورنيش المدينة ويقدم ( الأراكيل والكابتشينو؟؟)
وأيضاً الجو هناك لطيف ورومانسي؟؟ شبان يتفننون في معاكسة الفتيات؟؟
وتدخل المسكينة مُرهقة من ( الدراسة؟؟)
دون الإلتفات لهما وهما يجلسان في صالون البيت..!
وقف صاحبنا الأب أمام نفسه وأمام زوجته المسكينة
يتحسس هيبته وكان في أشد لحظات الحاجة إليها
تساءل الرجل : ( موجهاً كلامه لزوجته التي لن تفهم ما معنى ديمقراطية مهما حاول عبثاً أن يشرح لها؟؟)
ألم يطالبونا بالحرية والديمقراطية وأقنعونا بأن الدنيا تغيرت فضاعت هيبتنا أمام إعصار أسمه إنفتاح وغزو ثقافي
لماذا يتجاهلون إحترامنا ونكاد نخسرهم ؟؟ يا أم عاصم؟؟
هل بات أبناؤنا ينكرون قيم وفضائل وشمائل الإحترام والإجلال للوالدين والمعلم
والتي حسدنا عليها العالم .؟
أليس علينا أن نحتفظ بشئ ولو قليل من هيبة ذلك الأب الحقيقي ..أيام زمان ..!؟
آآآه يا أم عاصم
وأردف بلهجة اليأس على مُحياه ناعياً للزمن الجميل...
*لطالما كان هناك هاتف في رأسي يذكرني على الدوام بعدم إخراج ( سيجارة)
أمام والدي إحتراماً وهيبة منه..
مهما كنت بحاجة ملحّة لها حتى عندما كنت ابن الثلاثين ونيّف ....
* أتذكر ( يا أم عاصم) عندما كنت طالباً كيف كنّا (نتخبط وندخل ببعضنا لنهرب ونختفي )
من أمام استاذنا خوفاً وهيبة منه...مجرد أن نلمحه بطريقنا...
وا أسفاه عليهم
وأم عاصم (غارقةٌ في النوم لشدة التعب فأعمال المنزل غداً كثيرة ؟؟)
نظر إليها بعطف وجلب لها ( غطاءاً)
وهو يردد وا أسفاااه
واااا أسفاه عليكم يا ....جيل أمركوه،،
الموضوع الأصلي :
█◄«®°وااااا ...أسفاااآآه «®°►█ " الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|