[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
تحيه طيبه لإخواني وأخواتي رواد القصص القصيره الكرام..

╝◄ أمي ذات الجدائل الفضـيـــه►╚
كانت عصافير الربيع ترفرف,والشمس دافئه كحضن الأم الرؤوم ,حيث تكون شمس الربيع غير حاره ..
إلتفت إلى إمي وقد أنهت صلاة الظهر,إبتسمت لها وقلت لها: مارأيك أن
آخذك في جوله ربيعيه بالسياره لنستمتع برؤية فراشات الزهور المرقطه
والكائنات التي تحتفل بدخول فصل الخير..
قالت بإبتسامه ليتك تفعلها فما أحوجني إلا هذه الجوله..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
جهزّنا ما يلزم وسِرنا إلى لقاء الربيع والتمتع بضيافته والنهل من كرمه..
كانت عينيها تجوب الجبال المكسوه بردائها الأخضر الذي تتخذه في
الربيع,فتسرتجع النظر لترسله إلى الحقول الخضراء المزركه بألوان شتى,هي
ألوان الورود
التي جعلت الحقل كفستان مراهقه يعجُ بالألوان..
واصلنا المسير لكننا لم نتكلم بل كان رحلتنا جلها إصغاء للطبيعه ونستمع لصوت الطبيعه الشجيّ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
حين وصلنا لمكان كان بالنسبه لأمي عالمها الأول,فقد نشأت به يوم لم يكن
هناك لا كهرباء ولا ماء ولا أيا من وسائل الراحه التي ننعم بها الآن
توقفت على طرف الشارع المُعبد أستطلع وأفكر هل أسلك الشارع الغير معبد المتفرع من يميني.؟
هنا أفاقت والدتي من صمتها قائله:
يابني هذا الشارع غير معبد ولن تستطيع المروربه حتى ولو كان مخطط للمسير..
قلت لها فلنجرب وعند أول عقبه أتوقف..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
نقلت محرك السرعه بسيارتي وانحرفت لاسلك هذا الشارع الغير سيء في المسير..
وأقتحمت رويدا رويدا مراتع الصبا لوالدتي.,لم أكن أنظر للطريق بقدر ما
أتأمل وجه والدتي المزين ببعض التجاعيد التي تحكي روايتها مع الزمن
كان يحدث تغير في ملامحها كلما تقدمت بالمسير,فهمهمت وقالت أتدري كنت
أردّ هذا الواد كل يوم قبل الفجر لأجلب الماء من النبع وأخبز قبل ظهور شمس
الصبح
قالتها بفخر وبوجه تفتح مثل أزاهير الربيع التي نشاهدها في رحلتنا..
تابعت المسير وانا اراقب ذاك الوجه الطاهر الذي أكاد لم اعد ارى
تجاعيده,فقد زالت حينما ركبت أفراس الذاكره الجميله رغم قساوة العيش في
تلك العصر..
كنت أستقرء محياها الذي يبوح عن سنين تعب ومشقه لكنه عصر بِكر كانت فيه القلوب صافيه والتآخي حاضرا..
بعدما تجاوزنا ذاك المكان أوقفت اسياره حينما لمحت تلةً مُطله ولأني أعشق الإستشراف صعدت إليها وأنا أمسك بيد ذات الجدائل الفضيه
وما أن نفثنا ما تبقى من آثار المدينه ,بدأنا التجهيز لإعداد إبريق من
الشاي على الحطب الذي طالما إشتقنا إليه,فبه نستذكر الحياه البسيطه
المبنيه على السجيه ..
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
شربنا الشاي العائد إلينا من عصر البركه والبساطه وتجهزنا للعوده..
كانت رحلة إلى الزمن الجميل تكاد تشبه الحلم..
بعدما وصلنا البيت لم تفتىء والدتي وهي تتذكر تلك الجوله وكيف أنها نفضت الغبار عن ذكرياتها التي إنكشفت عن تاريخ ذهبي
وذكريات رغم المشقه التي صاحبتها إلا أنها كانت ممتعه...
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
كل عام وأنت بخير يا أمي

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]