في
عرض المحيطات وعند سطحها , وكذلك عند سواحل بعض البحار , تجري كمية ضخمة
وهائلة من المياة على شكل انهار , مياهها من مياة المحيطات , وقيعانها
وكذلك ضفافها من مياة تلك المحيطات , أيضاً يبلغ عرض تلك الأنهار في بعض
الأحيان مئات الكيلو مترات وبعمق يتراوح من 100 الى 200 متر وتسير تلك
المياة بسرعة 1 الى 2,5 متر في الثانية وقد دعى العلماء هذه الظاهرة
العلمية باسم التيارات المائية المحيطية
يمكن أن نمشي على سطح الماء
كلما
زادت نقاوة الماء زاد مقدار القوة اللازم بذلها لتمزيق سطح الماء , إذا أن
جزيئات المواد المذابة في الماء والغازات المحشورة بين جزيئات الماء تتسبب
في إضعاف متانة سطحه , أما الماء النقي فيتمتع بدرجة عالية من المتانة إذ
يلزم بذل قوة تعادل 900 كلغ من أجل تمزيق عمود قطره 3.55سم , وهذا ما يعادل
تقريباً متانة بعض أنواع الصلب بل يلزم لتمزيق مثل هذا العمود بل يلزم
لتمزيق مثل هذا العمود من ماء ذي نقاوة مطلقة , بذل قوة تعادل 95 طناً.ولو
وجدت على الأرض بحيرة من الماء النقي ,لكان من الممكن المشي بكل ثقة على
سطحها
ابعاد سحيقة وضغوط هائلة
إذا
القينا في الماء كرة من الحديد وزنها رطلاً واحداً ستصل إلى قاع المحيط
الباسيفيكي بعد مرور 63 دقيقة , وتكون قد قطعت فيها مسافة قدرها 11 كم
تقريباً , وتلك الهوة تعتبرحتى الآن اعمق اخدود واسع في ذلك المحيط ,
ويتراوح متوسط عمق البحار والمحيطات ما بين 3000-5000م وهو عمق بعيد ورهيب ,
مما يجعل الضغط في قاعه يبلغ ما بين ثلث ونصف طن عن كل سنتيمتر مربع
ترى كيف تتحمل الضغط تلك الكائنات التي تعيش في هذه الأعماق
قد
تتخيل أن لتلك الكائنات جسد قوي وعضام صلبة لتتحمل ذلك الضغط , ولكن
الحقيقة ليست كذلك بل هى كائنات حية رقيقة وطرية وقد لا يكون لها هيكل عضمي
, ومع هذا فإنها تعيش بدون اي مشاكل وكأن كل شئ طبيعي فما هو السبب
السبب
أنها في الواقع لا تشعر بتلك الضغوط , بل تحس بإن كل شئ من حولها على ما
يرام , تماماً كما يحس الأنسان على سطح الأرض رغم أنه يتعرض لضغوط رهيبة من
المحيط الهوائي الذي يحيط به من كل جانب , ولكي وضح الأمر نذكر لك مثلاً
أن الهواء يضغط على رئوسنا بما يعادل الضغط الناتج عن ربع طن , وأكتافنا
وحدها تتحمل ضغط يساوي حوالي نصف طن , أما الجسم فيتحمل ضغطاً يبلغ عدة
اطنان , ولكننا مع ذلك لا نشعر بشئ غير عادي لأننا نشأنا وتكيفنا مع ضغوط
المحيط الهوائي , ثم أننا نستنشق الهواء بضغوطه فيتخلل بكل وعاء دموي ونسيج
وخلية , وهكذا يتساوى الضغط في داخلنا مع الضغط الكائن خارجنا
وكذلك
تفعل الكائنات في الأعماق , فلقد نشأت وتكيفت , بضغوط الماء الرهيبة ,
فالماء بضغوطه يتخلل أوعيتها وأنسجتها وخلاياها , فيساوي بذلك الضغوطات
الخارجية والداخلية أو يتعادلان ولو تركت تلك الكائنات التي في الأعماق
واتجهت نحو الأعلى فإنها تنزف وتتفتت وتنهار وتموت
مناجم ذائبة في الماء
إن
كل ميل مكعب من مياة البحار يحتوي من الثروات المعدنية على5.5 مليون طن من
المنغنيز , وحوالي أربعة ملايين طن من الكبريت , وحوالي مليون طن من
الكالسيوم , ومثلها من البوتاسيوم , وربع مليون طن من البروم , و 210 طن من
اليود , وعلى 12 طناً من النحاس , ومثلها من القصدير والزرنيخ ,
وبإلأختصار تحتوي البحار على ملايين البلايين من أطنان العناصر المعدنية
المختلفة
فما رأيك بهذا المنجم الكبير
مبيد للحشرات من البحر
ساهمت
المواد الحيوية والتي تم عزلها من الكائنات البحرية إلى إنتاج نوع جديد من
المبيدات الحشرية, ويمثل هذا المبيد نسبة 20بالمئة من المبيدات المستعملة
الآن في اليابان ,فمنذ زمن بعيد لاحظ الصيادون في اليابان أن الحشرات كانت
تموت بعد تناولها نوعاً من الديدان البحرية , وكانوا يستخدمونه كطعم لصيد
الأسماك , وفي عالم 1934 توصل باحث ياباني يدعى نيتا إلى عزل المادة السامة
التي فتحت المقابر أمام الحشرات , وأثبتت الدراسات أن هذه المادة تؤثر على
غدد الجهاز العصبي المركزي للحشرة , مما يسبب اختناقها , وفي عام 1967
بداء تسويق هذا المبيد الجديد في اليابان , وأصبح هذا المبيد من أقوى
المبيدات لقتل الحشرات التي لا تموت بالمبيدات الصناعية , ويصف هذا المبيد
بفعالية شديدة ضد الخنافس والعناكب والعت, التي تتلف النباتات ,وضد كل
الحشرات التي لا تتأثر بالمبيدات العضوية , التي يتركز الفوسفات والكلور في
تركيبها الصناعي , ويتصف كذلك بأنه لا يسبب ضرراً للأنسان أو للحيوان إذ
أنه يتحلل بسهولة وسرعة في الأنسجة العضوية
وعلى كل حال فإنه ما تزال
تلك الأبحاث والتجارب في بداياتها , وهى تحتاج إلى كثير من الجهد والزمن
والمال , حتى تصل إلى نتائج نهائية لصناعات دوائية وكيميائية , تنزل إلى
السوق وتنافس مثيلاتها ذات المنشاء الصناعي , لذلك فإن عشرات العلماء , من
أطباء وكيميائيين وعلماء البحر , ينكبون الآن على تلك الدراسات والتجارب ,
مدعمين برؤوس أموال هائلة ومعدات حديثة.