فعلم أنه لا بقاء للسد على ذلك ، فاعتزم على النقلة عن اليمن
فكاد قومه فأمر أصغر ولده إذا أغلظ عليه ولطمه أن يقوم إليه
فيلطمه ففعل ابنه ما أمره به فقال عمرو : لا أقيم ببلد لطم
وجهي فيه أصغر ولدي وعرض أمواله فقال أشراف من أشراف اليمن :
اغتنموا غضبة عمرو فاشتروا منه أمواله وانتقل في ولده ، وولد
ولده وقالت الأزد : لا نتخلف عن عمرو بن عامر ، فباعوا أموالهم
وخرجوا معه فساروا حتى نزلوا بلاد عك مجتازين يرتادون البلدان
فحاربتهم عك فكانت حربهم سجالا ففي ذلك قال عباس بن مرداس
وعـك بـن عدنـان الـذين تلعبـوا
بغسـان حـتى طـردوا كـل مطرد
قال : فارتحلوا عنهم فتفرقوا في البلاد فنزل آل جفنة بن عمرو
بن عامر الشام ونزل الأوس والخزرج يثرب ونزلت خزاعة مرا ونزلت
أزد السراة السراة ونزلت أزد عمان عمان ثم أرسل الله تعالى على
السد السيل فهدمه وفي ذلك أنزل الله هذه الآيات وقد روي عن
السدي قريب من هذا وعن محمد بن إسحاق في رواية أن عمرو بن عامر
كان كاهنا ، وقال غيره كانت امرأته طريفة بنت الخير الحميرية
كاهنة فأخبرت بقرب هلاك بلادهم وكأنهم رأوا شاهد ذلك في الفأر
الذي سلط على سدهم ، ففعلوا ما فعلوا والله أعلم وقد ذكرت قصته
مطولة عن عكرمة فيما رواه ابن أبي حاتم في " التفسير ".
الموضوع الأصلي :
قصةسبأ الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|