الشمسُ غاضبةٌ كما النيرانِ=و الصبحُ أظلمَ في رؤى الأكوانِ
و الجوُّ يبدو لفحةً ملعونةً = تحوي لهيبًا دائمَ الثورانِ
و سحابة الأحزانِ تغشى مهجتي =و مدامعي كالعارض الهتّانِ
و ابنُ (البهيجِ) يصيحُ فينا شِعرُه = (ما شأن أمّ المؤمنين و شاني) (1)
و (الصارمُ المسلولُ) يبكي حسرةً =إذ لم يجد صحبًا من الفرسانِ (2)
و أنينُ هذا القبر سدَّ مسامعي = من لي بردّ مكانتي و صياني
و لقد تبجّحَ خاسرٌ في حضرتي = و أتى بقولٍ هائض الأركانِ
و قد ادَّعى _من فرط جهلٍ_ أنّني = ملعونةٌ من ساكني النيرانِ
و بأنّني في النار أُصْلى حرَّها = و لقد تحمّل كثرةَ الأيمانِ
مهلاً لقيطَ الفرسِ مهلاً إنّما = أنت الحقيرُ الخاسرُ الشيطاني
أو ما علمتَ مكانتي و طهارتي = نسبي رفيعٌ في مدى الأزمانِ
فأبي : أبو بكرٍ و أمّي : زوجه = سبقا إلى الإسلام كالطيرانِ
و لقد ربيتُ على التُّقى و على الهُدى = و لقد غُذيتُ مناهل الإيمانِ
حتّى تزوّجني النبيَُّ محمّدٌ = خير الأنام بلا شبيهٍ ثانِ
قد كنتُ عند نبيّكم خيرَِ الورى = فأحبّني حبًّا شديد تفانِ
و اللهُ برّأني بنص كتابه = من قول كل منافقٍ فتّانِ
قد عشتُ في بيت النبيِّ كريمةً = و أنا له زوجٌ بطول زماني
قد مات في حجري و دمعي ساكبٌ = أبكيه في حزنٍ بدمعٍ قانِ
و دفنتموه بغرفتي لحديثه = المشهورِ ذي الإفصاحِ و التبيانِ(3)
و اللهُ قد خصّ المكانَ بفضله= و به أباهي فوق كل مكانِ
أو ما علمتَ بأنّني للمؤمنين= كأمّهم بدلائل القرآنِ(4)
ماذا تريدَ من المدائح بعدما =قد خصّني ربّي من الإحسانِ؟!
*****
(أمّاه) مهلاً إنّني قد جئتُه = مترجّلاً بشكيمة الشجعانِ
فلئنْ قدرتُ لأضربنّ برأسه = و لأسحقنّ الجسم كالجرذانِ
من ذاك يهزي بالهراءِ مكثّرًا؟ = أيظنُّ هذا اللغو كالفرقانِ؟
يا ابن الزناة كفاك شِعري مؤنةً = و انظر عقاب إلهنا في الآنِ(5)
يا ابن اللقيطة فانتظرني إنّني = جهّزتُ سيفي و امتطيتُ حصاني(6)
و خرجتُ أدفعُ _عن حليلةِ أحمدٍ = أمّي البتولِ_ هراءَ ذاك الجاني
أنا مسلمٌ لله أرجو فضله = و أحبُّ أحمدَ مصطفى الرحمنِ
و أُجِلُّ أزواج النبيّ موقِّرًا = و صحابه هم أفضلُ الإنسانِ
حبُّ النبي و زوجه و صحابه = فرضٌ علينا دونما نكرانِ
فاللهُ يكفينا و ساوس مبغضي = آل النبيّ محمّد العدناني
و يحله في النّار أحقرمنزلٍ = ليكونَ خِلاًّ صاحب الشيطانِ
و يذوق من حرّ الجحيم أشدّه = و يصيح يا ويلي و سوء مكاني
يا ربُّ فاشفي صدرنا من فاجرٍ = أنزلْ به جمرًا من النيرانِ
أرنا به عجبًا بقدرتك التي = أودتْ بيوت الكفر و العصيانِ
و الْعنْه لعنًا بالغًا في عيشه = و أحلّه بالخزي و الخسرانِ
فالمؤمنون بهم غليلٌ ثائرٌ =من ذلك العلج البغيض الجاني
ثم الصلاةُ على النبيّ المصطفى = و الآل و الأزواجِ و الخلاّنِ
::::: الهوامش :::::
(1)إشارةً إلى قصيدة أبي عمران موسى بن محمد بن عبدالله الواعظ الأندلسي المعروف بابن بهيج الأندلسي – رحمه الله - في ذكر مناقب أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها و التي ملطلعها :
ما شأن أمّ المؤمنين وشاني =هُدي المُحبُّ لها وضلّ الشاني !
(2) (الصارم المسلول على شاتم الرسول )كتاب ألّفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في الذب عن النبي صلى الله عليه و سلم ، و هو كتابٌ عظيم النفع في بابه !
(3)راجع ما قاله أبو بكر الصديق _رضي الله عنه _ في كتب التأريخ و السيرة .
(4)إشارةً إلى قوله تعالى : (النبيّ أولى بالمؤمنين من أنفسهم و أزواجه أمهاتهم ) الأحزابُ:6
(5) و (6) الشيعة يقولون بجواز نكاح المتعة بل من الواجبات عندهم حتّى قال عالمهم! (من لم يتمتع فهو في النار)!!! ، و نكاح المتعة زنا صريحٌ لا خلاف في ذلك ؛ فلذا نعته بابن الزناة و ابن اللقيطة !
تمّت القصيدة بحمد الله ظهر الأربعاء السادس شهر شوّال 1431 هجريا
__________________
الموضوع الأصلي :
قي الذب عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر