أمراض القلب، والسقوط على الأرض، وتكسر العظام، وسرطانا الثدي والبروستاتا، والكآبة، وفقدان الذاكرة، كل هذه مشكلات لا يبدو ارتباط بعضها بالآخر، غير أنها تتسبب في تدهور الحالة الصحية وحدوث الوفاة. وتفترض أبحاث مثيرة أن هناك رابطا ما بينها، فالكميات الضئيلة جدا من فيتامين «دي»، المسمى «فيتامين الشمس»، تسهم في حدوثها.
ولا يحصل ملايين الأميركيين، خاصة من كبار السن، على كميات كافية من فيتامين «دي». والإرشادات الوطنية الحالية حول تناول الحصة اليومية من فيتامين «دي» - وهي 400 وحدة دولية من الفيتامين لذوي الأعمار بين 51 و70 سنة، و600 وحدة دولية للذين يزيد عمرهم على 70 سنة - قد لا تكون كافية لهم لدرء مشكلات نقصه.
وتعتبر مكملات (حبوب) فيتامين «دي» التي تقدم بين 800 و1000 وحدة دولية، أسهل وسيلة للحصول عليه، كما يمكن الاستفادة من أشعة الشمس لاكتسابه.
* تصنيع فيتامين «دي»
* إن فيتامين «دي» ليس في الواقع فيتامينا، بل إنه هرمون ينتجه الجسم بطريقة تصنيعية. فعندما تسقط أشعة الشمس على الجلد، فإنها تحول إحدى المواد من «أقرباء» الكولسترول، إلى مادة تسمى «ما قبل فيتامين (دي) pre - vitamin D». وعندما تأخذ هذه المادة في الدوران في الدورة الدموية، فإن الكبد يقوم بتحويلها إلى مادة «25 - هيدروكسي فيتامين (دي) 25 - hydroxyvitamin D»، وهي مادة غير نشطة بيولوجيا (وهذه هي التي يتم قياسها لتحديد مقدار فيتامين «دي» لديك). ثم تقوم الكلية بعد ذلك بتوفير مادة كيميائية تؤدي إلى إنتاج فيتامين «دي» النشيط، الذي يمكنه التأثير على الخلايا في كل أنحاء الجسم.
ويعتمد مقدار مادة «25 - هيدروكسي فيتامين (دي)» الموجودة لديك على كمية الشمس التي تعرضت لها، وعلى شكل صبغة جلدك (فالجلد الغامق اللون يقلل من إنتاج فيتامين «دي»)، وعلى نظامك الغذائي (السلمون وغيره من الأسماك الدهنية، غنية بفيتامين «دي»)، وعلى عمرك (كلما كنت أكبر سنا، قل إنتاج الجلد لفيتامين «دي»).
وقد حدد الخبراء ثلاثة أصناف لمقادير فيتامين «دي» في الجسم: الصنف الأول، هو العوز منه، عندما يكون مقدار مادة «25 - هيدروكسي فيتامين (دي)» أقل من 20 نانوغراما لكل مليلتر من الدم (نغم/مل) (النانو هو جزء واحد من مليار جزء). والصنف الثاني، هو النقص في فيتامين «دي»، عندما يتراوح مقدار مادة «25 - هيدروكسي فيتامين (دي)» بين 20 و30 نغم/مل، والصنف الثالث هو المقدار الكافي منه، عندما يكون مقدار تلك المادة أكثر من 30 نغم/مل.
وتفترض نتائج الاستطلاعات أن ثلث البالغين الأميركيين، و75 في المائة من البالغين المصابين بأمراض القلب والأوعية الدموية، يقعون ضمن الصنف الأول، أي العوز من فيتامين «دي».
* تأثيرات واسعة
* يعرف فيتامين «دي»، أفضل ما يعرف، بأنه يساعد الجهاز الهضمي على امتصاص الكالسيوم والفوسفور. وهذه إحدى وسائل المساعدة في بناء العظام السليمة والمحافظة عليها، إلا أن هذا الفيتامين يؤدي أعمالا أكثر بكثير من ذلك.
* أمراض الشرايين التاجية: يؤدي تراكم الكالسيوم في الشرايين إلى تصلب الشرايين، وتحدث هذه العملية على الأكثر لدى الأشخاص الذين لديهم مقدار قليل من فيتامين «دي». ووجدت دراسة المتابعة للمهنيين الصحيين التي أجرتها جامعة هارفارد، أن الرجال الذين لديهم مقادير أقل من فيتامين «دي»، كانوا يتعرضون لظهور أمراض القلب بمرتين أكثر من الذين لديهم مقدار كبير من هذا الفيتامين.
* ارتفاع ضغط الدم: يقلل فيتامين «دي» النشط من إفراز الكلية لهرمون الرنين rennin، وهو هرمون يزيد من ضغط الدم. وتفترض عدة دراسات أن قلة فيتامين «دي» تسهم في حدوث ارتفاع ضغط الدم، وأن زيادة تناول الفيتامين يساعد في السيطرة على ضغط الدم.
* عجز القلب: غالبية المصابين بعجز القلب لديهم عوز من فيتامين «دي». ولذا فقد تساعد زيادة تناوله في تقوية انقباضات القلب.
* آلام العضلات الناجم عن الإجهاد: بعض الأشخاص الذين يتناولون أدوية «الستاتين» المخفضة لمستويات الكولسترول، يتوقفون عنها بسبب آلام العضلات. وفي دراسة على آلام العضلات لدى 128 رجلا وامرأة، ظهر أن مقادير مادة «25 - هيدروكسي فيتامين (دي)»، كانت لدى ثلثيهم أقل من 20 نغم/مل. أما الذين كانوا يتناولون حبوب فيتامين «دي» منهم أثناء تناولهم لأدوية «الستاتين»، فقد اختفت أعراض الآلام لدى 90 في المائة منهم.
* العدوى: تفترض التجارب الابتدائية أن القليل جدا من فيتامين «دي» يعرض الجسم إلى العدوى بدرجة أكثر، وأن وجود مقدار أكبر منه قد يساعد الجسم على درء الإصابة بعدوى الإنفلونزا، وكذلك السل، وأنواع أخرى من عدوى الجهاز التنفسي العلوي.
* أمراض أخرى: تم العثور على صلات بين العوز من فيتامين «دي» وبعض أمراض السرطان، ومرض السكري من النوع الثاني، والكآبة، وهشاشة العظام، وحوادث السقوط، وفقدان الذاكرة، والأمراض المزمنة الأخرى.
احصل على فيتامين «دي» الغذاء هو أفضل الوسائل للحصول على الفيتامينات، إلا أن الأمر ليس كذلك فيما يتعلق بفيتامين «دي»، إذ لا توفر هذا الفيتامين سوى أنواع محددة من الغذاء، مثل سمك السلمون، والتونا، والسردين، والحليب، ورقائق حبوب الإفطار المعززة بالفيتامين.
وتعتبر أشعة الشمس وسيلة فعالة للحصول على مقدار أكثر من فيتامين «دي». ويمكن للكثير من الناس الحصول على كل ما يحتاجونه من الفيتامين بالخروج من منازلهم لفترة من 5 إلى 10 دقائق يوميا، وتعريض أنفسهم للشمس من دون وضع مراهم لحماية الجلد. لكن، لا تعرض نفسك أكثر من اللازم للشمس، لأن الأشعة، التي تحفز على ظهور فيتامين «دي»، هي ذاتها التي تؤدي - عند التعرض لها لفترة طويلة - إلى التسبب في حروق الجلد، وسرطان الجلد.
وحبوب الفيتامينات هي أبسط وأكثر الوسائل أمانا للحصول على فيتامين «دي». وتحتوي حبوب الفيتامينات المتعددة عادة على 400 وحدة دولية من فيتامين «دي». كما تحتوي بعض حبوب الكالسيوم على فيتامين «دي» مضافا إليها. ويعتبر الحصول على 800 إلى 1000 وحدة دولية من الحبوب، هدفا جيدا.
الموضوع الأصلي :
فيتامين دي .. علامة مضيئة في أبحاث التغذية الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر