بسم الله الرحمن الرحيمالسلام عليكم ورحمه الله وبركاتهمجموع فتاوى و رسائل - المجلد الثالث عشر | مكروهات الصلاة | محمد بن صالح العثيمين |
سئل فضيلة الشيخ: عن فرقعة الأصابع أثناء الصلاة سهواً هل تبطل الصلاة؟ فأجاب فضيلته بقوله: فرقعة
الأصابع لا تبطل الصلاة، ولكن فرقعة الأصابع من العبث، وإذا كان ذلك في
صلاة الجماعة أوجب التشويش على من يسمع فرقعتها فيكون ذلك أشد ضرراً مما لو
لم يكن حوله أحد.
وبهذه
المناسبة أود أن أقول: إن الحركة في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام: حركة
واجبة، وحركة مسنونة، وحركة مكروهة، وحركة محرمة، وحركة جائزة.
أما الحركة الواجبة:
فهي التي يتوقف عليها فعل واجب في الصلاة، مثل أن يقوم الإنسان يصلي ثم
يذكر أن على غترته نجاسة فحينئذ يتعين عليه أن يخلع هذه الغترة، وهذه حركة
واجبة، ودليل ذلك
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يصلي فأخبره أن في نعليه
قذراً فخلعهما النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء الصلاة ومضى في صلاته،
وكذلك إذا كان يصلي متجهاً إلى غير القبلة مجتهداً ولكنه أخطأ اجتهاده،
فجاءه رجل آخر أعلم منه وقال له: إن القبلة على يمينك فحينئذ يتعين عليه أن
يدور حتى يتجه إلى القبلة. وهذه حركة واجبة. ودليل ذلك أن الناس كانوا
يصلون في مسجد قباء في صلاة الصبح فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن النبي صلى الله
عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها،
فانصرفوا إلى الكعبة وهم يصلون
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]، وهذه حركة واجبة وضابطها أن يترتب عليها فعل واجب في الصلاة أو ترك محرم.
وأما الحركة المسنونة:
فهي أن يتوقف عليها كمال الصلاة. مثل الدنو في الصف إذا انفتحت الفرجة
فدنا الإنسان إلى جاره لسد هذه الفرجة فإن هذه سنة، فيكون هذا الفعل
مسنوناً.
وأما الحركة المكروهة: فهي الحركة التي لا حاجة إليها ولا تتعلق بتكميل الصلاة.
وأما الحركة المحرمة:
فهي الحركة الكثيرة المتوالية، مثل أن يكون الإنسان وهو قائم يعبث، وهو
راكع يعبث، وهو ساجد يعبث، وهو جالس يعبث حتى تخرج الصلاة عن هيئتها، فهذه
الحركة محرمة لأنها تبطل الصلاة.
وأما الحركة المباحة:
فهي ما عدا ذلك، مثل أن تشغل الإنسان حكة فيحكها، أو تنزل غترته على عينه
فيرفعها فهذه من الحركة المباحة. أو يستأذنه إنسان فيرفع يده ويأذن له
فهذه من الحركات المباحة.
سئل فضيلة الشيخ – حفظه الله -: عن مبطلات الصلاة. فأجاب فضيلته بقوله: مبطلات الصلاة تدور على شيئين:
الأول: ترك ما يجب فيها.
الثاني: فعل ما يحرم فيها.
فأما ترك ما يجب، مثل أن
يترك الإنسان ركناً من أركان الصلاة متعمداً، أو شرطاً من شروطها متعمداً
أو واجباً من واجباتها متعمداً.
مثال ترك الركن أن يترك الركوع
متعمداً، ومثال ترك الشرط أن ينحرف عن القبلة في أثناء الصلاة متعمداً،
ومثال ترك الواجب أن يترك التشهد الأول متعمداً، فإذا ترك أي واجب من
واجبات الصلاة متعمداً فصلاته باطلة سواء سمي ذلك الواجب شرطاً، أم ركناً،
أم واجباً.
الشيء الثاني مما يدور عليه بطلان الصلاة:
فعل ما يحرم فيها كأن يحدث في صلاته، أو يتكلم بكلام الآدميين، أو يضحك،
أو ما أشبه ذلك من الأشياء التي هي حرام في أثناء الصلاة يفعلها متعمداً
عالماً فإن صلاته تبطل في هذه الحال.