icon welcome ghost
أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .



الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

شاطر

حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق اذهب الى الأسفل
كاتب الموضوعرسالة
المعلومات
الكاتب:
المدير{ع~المعز}العام
اللقب:
المدير العام
الرتبه:
المدير العام
الصورة الرمزية

المدير{ع~المعز}العام

البيانات
الجنسية :
gzaery
الجنس الجنس :
ذكر
الـبـلــــد :
الجزائر
المزاج :
 حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 Pi-ca-20
نوع المتصفح :
firefox
المهنة المهنة :
studen
الهواية :
readin
تاريخ الميلاد :
07/04/1987
العمـر العمـر :
37
العمل/الترفيه :
المدير المميز في المنتدى
المزاج :
في منتهى الروعة و الإطمئنان فرح بما حوله
تاريخ التسجيل :
08/03/2009
النقاط النقاط :
77633
تقييم الأعضاء تقييم الأعضاء :
0
إحترام القوانين :
100
توقيع المنتدى :
توقيع المنتدى + دعاء

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
وسائل الإتصال:
https://tomouhdz.mam9.com
مُساهمةموضوع: حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3  حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 Emptyالأربعاء أبريل 11, 2012 8:34 pm

<tr></tr>
حديقة النبي
1


عاد المُصطفى ، المختار ، المحبوب الذي عاش ضحى مؤتلقا حتى أتاه يومه ، إلى جزيرة مولده في شهر تشرين ، شهر التذكار.

وما ان اقتربت سفينته من المرفإ حتى انتصب واقفا على مقدّمها ، ووقف حوله بحّارته ، وقد أفعمت قلبه الفرحة بلقاء الوطن .

وراح يتكلّم ، والبحر يهدر في
صوته ويقول : (( ها هي ذي جزيرة مولدنا ، لقد لفظتنا الأرض هنا ، أغنية
ولغزا : أغنية تتسامى إلى السماء ، ولغزا تحاربه الأرض . وأي شيء هناك بين
الأرض والسماء يُقلّ الأغنية ويحلّ اللغز سوى هوانا ؟


(( لقد لفظنا البحر مرّة أخرى
إلى هذه الشطآن ، وما نحن سوى موجة أخرى من موجاته . دفع بنا لنردّد كلامه
، ولكن كيف لنا أن نَقُوم بذلك ، ما لم نحطّم تناغم قُلوبنا على الصخر
والرمل ؟


(( تلك هي شريعة البحر
والبحّارة ، فإذا أنت أردت الحرية كان عليك أن تحوّل حاجات الحياة إلى
ضباب . إن ما لا شكل له ينشد أبدا أن يكون ذا شكل ، حتى السديم الذي لا
يُعد ، يودّ أن يتحوّل إلى شموس وأقمار ، ونحن الذين طلبنا الكثير وعدنا
الآن إلى الجزيرة قوالب صلبة ، علينا أن نصبح ضبابا مرة أخرى ، ونأخذ في
التعلّم من البدء . وأي شيء هناك ينمو ويشهق في الأعالي إلا وهو يتحطّم
عند الهوى والحريّة.


(( سنظل بعد اليوم ، والى
الأبد ، ننشد الشطآن التي نملك فيها أن نتغنى ، ونجد عليها من يستمع إلينا
. ولكن مالقول في الموجة التي تتحطّم ولا من أذن تسمع تحطّمها ؟ إن ما
يحتضن أسانا الأعمق ويغذّيه عو تلك الأنغام التي لا يسمعها أحد ، وهذه
الأنغام أيضا هي التي تحفر في قرارة أرواحنا لتصوغ مصائرنا وتقولبها )).


وعند ذاك تقدّم أحد بحّارته
وقال : (( لَقد قُدْتَ أيها المُعلم حنيننا إلى هذا المرفإ ، وها نحن
وصلنا ، ومع ذلك تتحدّث عن الأسى والقلوب التي ينتظرها التحطّم )).


أجابه قائلا : (( ألم أتحدّث
عن الحرية ، وعن الضباب الذي هو حريتنا الكبرى ؟ ومع ذلك ، فإني بألم
حجبتُ إلى جزيرة مولدي حتى كما لو كنت طيف ذبيح جاء يركع أمام أولئك الذين
ذبحوه )).


وتكلّم بحار آخر وقال : (( ها
هي الجماهير على الشاطئ . لقد تنبّأت في صمتها ، حتى عن يوم قدومك وساعته
واجتمعت من حقولها وكرومها ، لانتظارك ، تعبيرا عن حبّها واشتياقها )).


وألقى المصطفى من بعيد ، بنظرة على الماهير ، فعاودت قلبه ذكريات حنينها إليه ، وصمت .

وارتفعت لحظتئذ صرخة من أعماق الشعب ، وكانت صرخة ادّكارٍ واستعطاف .

ونظر إلى بحارته وقال : (( وما
الذي أتيت به إليهم ؟ صيّادا كنت أنا في أرض نائية . وقد أفرغت بعزم
وتصميم جعبتي من السهام الذهبية التي قدّموها إليّ ، غير أني لم آتهم
بألهيّة ما ، ولم أتْبَع السهام ، ربما كانوا الآن قد انتشروا تحت الشمس
مع ريش النسور الجريحة التي لا تهوى على الأرض . ولربما هوت رؤوس السهام
بين أيدي أولئك الذين هم في حاجة إليها ، لينالوا بها خبزا وخمرا .


(( أنا لا أعرف ما حلّ بها وهي تطير ، ولا أين طارت ، غير أني أعرف أنها مالت وهي في السماء )).

(( حتّى ولو كان الأمر كذلك ،
لا يزال الحب ملء يدي ، وأنتم يا بحّارتي لا تزالون توجّهون شراع رؤيتي في
البحر ، ولن أكون أبكم ، سوف يرتفع صراخي حين تضغط يد الفصول على عنقي ،
وسأغني كلماتي حين تلتهب شفتاي )).


وسرى الإضطراب إلى قلوبهم ،
وهو يقول لهم هذه الأشياء ، وتكلم أحدهم قائلا : (( علمنا أيها المعلم كل
شيء ا ربما أدركنا ما تقول لأن دمك يجري في عروقنا ، وأنفسنا من عبق طيبك
)).


عند ذلك أجابهم والريح تهبّ في
صوته ، وقال : (( أتركم جئتم إلى جزيرة مولدي لأكون معلما ؟ أنا ما زلت
حتى الآن خارج قفص الحكمة وإني لصغير السن ، طريّ العود إلى درجة لا تتيح
لي أن أتكلم عن أيّ شيء ، إلا عن نفسي التي ستظلّ إلى الأبد ، النداء
العميق للعميق .


(( دعوا ذلك الذي يبتغي الحكمة
، ينشدها في زهرة الأقحوان الأصفر ، أو في حفنة من الطين الأحمر . فأنا ما
زلت حتى الآن المغني ، وسأغني جمال الأرض ، وحلمكم الضائع الذي يتنزه
النهار كله بين رقدة اليقظة ورقدة الكرى ، غير أني لن آلو تحديقا إلى
البحر )).


ودخلت السفينة المرفأ ، وبلغت
الشط ، وهكذا وصل إلى جزيرة مولده ، ووقف مرة أخرى بين أهله ، وارتفعت
صرخة عالية من أعماق قلوبهم ، اهتزّت لها صحراء حنينه في قرارة سريرته.


وخيّم عليهم الصمت وهم يتوقعون
سماع كلماته ولكنه لم يستجب لهم ، لأن كآبة الذكرى أفعمت نفسه ، وقال في
سرّه : (( ألم أقل إنني سأغنّي ؟ ها أنا لا أملك إلا أن أفتح شفتيَّ ،
ولصوت الحياة أن يغدو ويروح مع الريح لينعم بالفرح ويعين عليه )).


وعند ذاك ، تقدمت كريمة ، تلك
الصبية التي كانت تلعب معه في حديقة أمه ، وقالت : (( أخفيت عنا وجهك اثني
عشر عاما ، ومنذ اثني عشر عاما ونحن نتلهف لسماع صوتك )).


ونظر إليها برقّة متناهية ، لأنها هي التي أطبقت جفون والدته حين أقلتها أجنحة الموت البيضاء إلى السماء .

ثم أجاب قائلا : (( اثنا عشر
عاما ؟ قلت : منذ اثني عشر عاما يا كريمة ؟ أنا لا أقيس حنيني بمقياس
المجرّة ، ولا أرجّع عمق الصدى منها ، وذلك لأن الحب عندما يكون حبّ حنين
يستنفذ مقاييس الزمن ، وترجيعاته .


(( هناك لحظات تحمل دهورا من فراق ، والنوى مع ذلك ليس إلا ضنى الروح ، وربما نحن لم نبتعد قطّ عن بعضنا )).

ونظر المصطفى إلى الناس ،
وأبصر جمعهم كله ، شيبا وشبانا ، هزالى ومعافين ، أولئك الذين لفحتهم
الشمس والريح ، والذين تبدو عليهم نضرة النعيم ، ورأى على وجوههم شعاعا من
الشوق والسؤال.


وتكلم أحدهم فقال : (( لقد
خيّبت الحياة ، أيها المعلم ، آمالنا ورغائبنا ، خيبة مريرة ، وإن قلوبنا
لواجفة ، فلا ندرك بعد شيئا . أرجوك أن ترفّه عنا ، وتكشف لنا معاني
أحزاننا )).


واختلج قلبه بالرأفة وقال : ((
الحياة أقدم من جميع الكائنات الحية ، حتى الجمال تجنّح قبل أن يولد
الجميل على الأرض ، والحقيقة منذُ كانت حقيقة ، عُرِفت ووُجد من تفوّه بها
.


(( الحياة تتغنّى في صمتنا ، وتحلم في كرانا ، وحتى عندما نُغلب على أمرنا ونهوي ، تظلّ الحياة سامية معتلية عرشها .

وعندما نبكي ، تبسم الحياة للنهار ، وتكون حرة حتى عندما نجرّ سلاسل عبوديتنا .

(( كثيرا ما نطلق على الحياة
أفظع النعوت والأسماء ، عندما نكون نحن أنفسنا في ظلمة ومرارة ، وكثيرا ما
نحسبها جوفاء لا جدوى فيها ، عندما تتيه أرواحنا ضالّة في القفار الجرداء
، وتكون قلوبنا سكرى بخمرة الحرص والجشع .


(( الحياة عميقة وسامية ونائية
غامضة . وإنها مع ذلك لقريبة . وإن كان نظركم الواسع لا يستطيع أن يبلغ
إلا أقدامها ، وإن ظلّ ظلّكم يعترض طلعتها . وإن كان نفسُ نفسكم لا يبلغ
إلا قلبها ، وكان صدى أدقّ همسة منكم يتحوّل إلى ربيع وخريفٍ في صدرها.


(( والحياة مقنّعة ومخبّأة ،
تماما كما هي روحكم الكبرى مقنّعة وخافية . عندما تتكلم الحياة ، تتحول
مع ذلك الرياح جميعها إلى كلمات ، وحين تتكلم ثانية ، تتحول البسمات على
شفاههم ، والدموع في عيونهم ، إلى كلمات أيضا ، وعندما تتغنى يسمعها الصم
وترتفع بهم إلى سمائها ، وحين تقبل ماشية يهلّل لها ذوو الأبصار المكفوفة
، وتأخذهم الدهشة ، ويتبعون خطاها في رعدة وذهول )).


وانقطع الكلام ، وغمر الناس صمت شامل ، وارتفع في فضاء ذلك الصمت نشيد لا يُسمع ، وسرّي عن الحضور ، ما كانوا فيه من همّ وضيق.

يتبع...

الموضوع الأصلي : حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 الكاتب : المدير{ع~المعز}العامالمصدر : منتديات طموح الجزائر
المدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3

استعرض الموضوع التالي استعرض الموضوع السابق الرجوع الى أعلى الصفحة
صفحة 1 من اصل 1

odessarab الكلمات الدلالية
حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 حصرياا , حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 بانفراد , حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 منتديات اوديسا , حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 حمل , حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 download , حَديقَة النّبِي و آلهَة الأرْض ..[ جبران خَليل جبران ] حَديقَة النّبي: جزء .3 تحميل حصري
odessarabرابط الموضوع
odessarab bbcode BBCode
odessarab HTML HTML كود الموضوع
صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات طموح الجزائر :: ˆ~¤®§][©][ أدب و شعر ][©][§®¤~ˆ :: الروايات-