أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
أيمن.. شابٌ وسيم ومُثقف ، شعرُه أشقر وعيناه واسعتان عسليتان ، يَنحذر من عائلة متوسّطة ..
*** شاءت لنا الأقدار أن نلتقي في دُكان الحاج مُصطفى ، البقّال الذي يسكنُ بجوارِ بيتِنا.. هُناك تعرّفتُ عليه .. عندما اخترقتُ النّظام وقلت بصَوتٍ مُرتفع :( الصّبايا أوّلا أ لَيس كذلك عمّو مُصطفى !..).. بتعجّب أجاب أيمَن : لكنّك حضرتِ للتّو يا صغيرَة !.. أجبتُه: ( من هي الصّغيرة ؟!.. وأصلا لِم تَحشُر أنفك فيما لا يعنيك ؟ فكَلامِي وجّهتُه لعمّو مُصطفى ، أ أنتَ عمّو مُصطفى !..) بانفِعال قال: ( مهلاً أيّتها الصّغيرة ياسمين ، تَفضّلي الدّكان كله لكِ .. واذا شئتِ خُذي مكاني!. سرحتُ قليلا وقلتُ بيني وبينَ نَفسي:( لقد نَعتني باسمي !! ... اذاً هو يعرفني .. ترى .. من أخبرَه باسمي ؟! وماذا يعرفُ عني أكثر!!..) شعرتُ وقتئذٍ بحمى تجتاحني و بارتعاشة تَهزني من منبت شَعري حتى أخمص قَدمي .. ناولني العم مُصطفى المواد وغادرتُ المكان كالمَلسوعة .. لَم أشعر بذاتي إلا وأنا أواجهُ والدتي: ( أين باقي الأشياء ؟ .. ياسمين رُدّي بُنيتي أين باقي الأشياء؟!..) بلا وعي أجبت: ( نَسيتها ماما ... نسيتها .. ) نَهرتنِي بقوة شديدة اللهجَة ، لكنّها كانت تهدر صوتها فقط .. فالجسد كان حاضر والعقل غائب !.. مساءاً حينَ استيقظتُ من الصّدمة ، خرجتُ بمعية شقيقتي الى أمام المنزل لفك الكلمات المتقاطعة ، وبينما نحن نفكر .. نكتب ونمحي .. سمعتُ صوت خطوات مَشي تقتربُ شيئاً فشيئاً..!.. التفت الى الخلف ، فكان نفس الشاب الذي صرختُ عليه عند البقّال ، حين لمحتُه و تلاقت عينى بعينه.. تجمدت فى مكانى .. لم أقوى على الحركة .. ابتسم وألقى التّحية .. أجبتُه بصمت ، وحملتُ جسَدي وجريدة الكلمات المتقاطعة ودلفتُ المنزل ، صفقتُ الباب وصعدتُ السّلم مُحاولة تجاهل ما حدث للتّو.. بعد مرُور بضعة أيام .. أعاد الكرّة وازداد مرُوره على بيتنا ، كانت تظهرُ على مُحيّاه تَساؤلات جمّة ، بدا شاحبا كأنه عليل .. لم يَحلق ذقنه ، كأنّه كان حزين على أمر ما !.. ***** كنتُ أراقبه من وراء الشباك ،و كنت أعرف لهفته لرؤيتي ، لكني تعمدتُ الإمتناع عن ولوج الشارع لأختبرَه .. هل حقّا يريدُني .. وهل غرضه شريف أم أنّه يريد التّسلية!
*****
كان يتحين الفرص ليظفر بنظرة ، لكني أوصدت جميع الأبواب في وجهه ، لم أترك له أي منفذ ، فبات يتردد على منزلي صباح مساء .. وذات يوم جمعتنا الصدفة أمام منزلي .. اقترب صوبي وقال بصوت يرتعد:( أود التحدث إليك..) معي أنا!.. نعم معك ياسمين.. لكني لا أتحدث إلى الرجال وخصوصا الغرباء.. لست غريب ياسمين أنا جاركم ، أقيم في الشارع الموالي .. آها.. جارنا .. وأنا أقول من أخبرك باسمي..!.. لقد كنت مارا ذات يوم من هنا وسمعت صديقتك تنادي عليك ياسمين ، منذ ذاك الوقت وصورتك لا تفارق خيالي!.. بتعجب قلت:( لم أفهم قصدك !..) قبل أن يرد أسكته قائلة:( أ و تظن أن ترددك على بيتي ، وملاحقتك لي هي الحل؟ أترضى على شقيقتك أن يحدثها غريب ويتغزل في جمالها! أجابني:( أكيد لا ...) اذن الذي لا ترضاه لشقيقتك لن ترضاه لبنات العائلات ، والآن أغرب عن وجهي قبل أن أثور ويجن جنوني هيا اذهب ولا أريد رؤيتك!.. غادر المكان .. وغادر قلبي معه ، تمنيت للحظة أن يبقى ، لكن التقاليد والأعراف تمشي على الجميع ، ولن أتجاوزها حتى وان دست على قلبي!..