أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
دراسات حداثية في النقد الأدبيقل السؤال من البحث عن الكتابة إلى البحث عن القارئ والقراءة، وهذا لتحقيق الوجود الجمالي للنص الأدبي الحداثي. فـفي ماضي العرب: أيام الأصمعي وقدامة بن جعفر وابن رشيق القيرواني وابن خلدون وغيرهم... اهتم النقاد بالمؤلف وحده، كونه المنتج الأساسي للنص، فدرسوه داخل بيئته ومجتمعه، ثم حللوا ومحصوا آراءه وتطلعاته –عموما- من خلال إنتاجه. لكن اليوم، وبعد ظهور فن التأويل والتفكيك والبناء، ليعلن عن "موت المؤلف" على لسان رولاند بارث، انطلاقا من مقولة نيتشه الشهيرة بـ "موت الإله"؛ اهتم النقدة المعاصرون بالنص وبمكوناته وبنياته الداخلية في مستوياتها التركيبية والصوتية والصرفية؛ بل فيهم من اهتم بفونيمات النص (بيد أنها أصغر وحدة في الكلام). ولما جاءت مفاهيم القراءة والتفسير والتأويل ظهر الاهتمام بالقارئ كمنتج ثان للنص، وتجلى ما يسمى بالقدرات التي تساعد على فهم النص. وقد اقترب النقد الحديث والمعاصر إلى شتى العلوم الحديثة من ألسنية وسيميائية، وانتهلوا منها الشيء اليسير؛ وقد أفادت هذه العلوم في دراسة الشعر ومسألة الإبداع وقضية الحداثة، ولربما انهش بعضنا حين علم أن الأستاذ عبد الواحد جاسور حلل إحدى قصائد سعيد عقل من خلال المربع السيميائي الذي وضعه غريماس. إن الدراسات البنيوية التي قام بها شارل بيرس وتودوروف وغريماس وبارث أفادت كثيرا تلك البذرة التي غرست في جنة النص الأدبي العربي، وآتت أكلها ولم تظلم منه شيئا، وشاء الله القدير أن تتضاعف تلك الحبة، وشبع الجميع واكتفوا. وإن قضية "موت المؤلف" التي أعلن عنها بارث أعلنت لزاما عن "ميلاد القارئ". وهذا هو بيت القصيد في مقالتي، والحمد لله رب العالمين الذي قال: "لا تحرك به لسانك لتعجل به".