قصة مؤثرة تحكي معاناة شاب فلسطيني .
هذه القصة تروي معاناة الشاب الفلسطيني حفيظ الذي عانى من وطأة الاستعمار و احتلاله لبلده يعيش مع أمه و أبيه ، توفي أبوه خلال مظاهرة قام بها مع سكان الحي و يفاجئ بموت أمه أثناء تفجير الاسرائليين المصنع الذي تعمل فيه والدته وهذا الحدث غير الكثير من حياته . وهذه القصة على لسان صديقه .
يقول : ها أنا ذا أنتظر أمي لقد تأخرالوقت فليس من عادتها التأخر ، ربما لم تجد وسيلة نقل تقلها أو...لا لا ... لا يمكن أن يكون مكروه قد أصابها ، ما بي قد سمحت للشك أن يراودني . أخي الصغير يسأل: أين أمي ، أريد ماما . ماذا أجيبه ، حتى هو لاحظ تأخرها ...آه أستر يا رب .
الباب يدق ، ربما تكون أمي ، من ؟ أنا جارتكم أم حسين . مابها ان في صوتها رنة حزينة ، فتحت الباب ، مالذي جرى يا خالة ؟ لما تبكين بهذا الشكل ؟ هل حدث لعمي أبو حسين شيء لا سمح الله ؟ هزت رأسها أن لا . اذا ماذا يا خالة لقد أخفتني بهذا الصمت . أجيبي من فضلك . أمي ما بها أمي ؟ نعم لقد فجر الاسرائليون قبح الله وجههم المصنع الذي تعمل فيه .... ها قد رجعت الى البكاء (الخالة) وأنا ماذا أفعل ؟ أصرخ ، حاولت و لم أستطع ، أبكي ، جفت دموعي ، ألفت الحزن في بيتنا فقد قتلوا والدي لأنه رفع علم الوطن وقال لا للظلم ،نعم للحرية ، والآن قتلوا أمي ، أمي التي كنت ألجأ اليها حين حزني وفرحي و الآن لمن ألجأ ؟ من الذي سيقول لي : حفيظ حبيبي هل درست ؟ هل صليت ؟ هل؟؟ .... الأسئلة التي كنت أملها سأشتاق اليها .
مابهم هؤلاء اليهود سلبوا بلدي ، أبي و أمي ، حريتي ، ألا يكفيهم ما سلبوه ، ولكن كيف سيعيش هذا الطفل البريء ذو الخمس سنوات من دون أب و لا أم و أنا ابن العشرين من عمري .
بعد أيام من هذا الحدث الحزين جاءت خالتي الصغرى لم تكن متزوجة تطالبني بأن آتي أنا وأخي للعيش معها و لكني رفضت الفكرة فقد كان هذا البيت شاهدا على طفولتي و شبابي و الذكرى الوحيدة من أمي و أبي ،كيف لي تركه ، وبعد نقاش حاد بيني و بين خالتي تقرر أن أذهب معها ففي النهاية لن أستطيع تربية أخي هشام بمفردي مهما فعلت ، بعد انتقالي الى أقرب جامعة للمدنة التي تقطن بها خالتي ، تعرفت أصدقاء جدد لكني لم أصادق الكثيرين منهم فقد كنت جد منطوي و حزين ، أفضل العزلة و الخلو بنفسي ، تغيرت طباعي و مبادئي ، كنت أحب اللهو و لا أفكر في الغد ههههه كنت فتا سخيفا غير مبال ، عجبا ؟ ان المصاعب تصقل الانسلن الى الأحسن .
أتممت دراستي على هذا النحو الى أن وصلت الى سنة التخرج ، وقبل أيام من التقدم الى الامتحان النهائي جاء زميل لي في الدراسة يدعى رضا الله دنى مني و قال : أتحب فلسطين ؟ قلت : نعم أفديها حياتي ، فاقترب مني أكثر و همس في أذني بكلمات لطالما حلمت بها فقلت : أجل أريد الالتحاق بالمقاومة . أخبرني رضا بأن أخوه قائد لاحدى الفرق في المقاومة ، وهو يريد متطوعين مخلطين للوطن . كنت أعي جيدا ما أفعله عزمت وهذا أول قرار أتخذه في حياتي بهذه الجدية ، سأكون لفلسطين كاسمي " حفيظ " سأحفظها من كل الشرور و لو كلفني ذلك حياتي.
بعد التخرج التحقت بالمقاومة و كنت أزور خالتي من وقت لآخر و أشاهد أخي هشام يكبر مما زاد حماسة وارادة للرد على الاسرائليين فقد تمادو كثيرا في ظلمنا نحن الشعب الفلسطيني .
ومرت الأيام و السنوات ، شاركت في معارك طاحنة ، خسرنا بعضها و ربحنا أخرى ، كانت حياتنا غير مستقرة ، ولكن كنت سعيدا فقد وجدت من يشاركني حبي لبلادي ، وقد حققت ذاتي في هذه السنوات الأربع و تقربت الى الله أكثر ، لقد التقيت بأشخاص يعشقون الموت عشقا غير متناهي حبا في الله و مخلصين اخلاص الحبيب لمحبوبه ، بل أكثر من ذلك ، هؤلاء الناس كانوا خير قدوة لي .
اليوم تقرر أن أقوم أنا و صيق لي يدعى أمير بعملية فدائية وهذا في صبيحة اليوم التالي ، يعني بقي يوم على تنفيذ العملية .
لا أدري ما بي ، فبقدر ما أنا متحمس لهذه العملية ، فهناك شعور ما يخالجني ، لا أعرف معناه ، هو ممزوج بألم خفيف مع بعض الانقباض في الصدر ، ان هناك شيء يقول لي اذهب لرؤية أخيك هشام .
ما بهم رجلاي تقودانني الى بيت خالتي ، ها أنا ذا أمام الباب فتحه أخي هشام ، هشام : أخي حفيظ كم اشتقت اليك ؟ حفيظ : انه صوت أخي لقد توقف لساني عن الكلام ، أهو الحنين الى أخي ؟ عانقته بشدة وددت لو يتوقف الزمن عند هذه اللحظة ، و يستمر هذا الوقت طويلا .
وجدت خالتي تعد طعام الغداء ، فرحت بقدومي كثيرا و قالت : آه حفيظ ان حماتك تحبك ، لقد أعددت بالصدفة أكلتك المفضلة . في هذا اليوم أكلت حتى شبعت ، ما أطيب طعامك يا خالة ، هكذا قلت ثم تذكرت أن الوقت أمسى متأخرا ، ودعت خالتي و أخي ، ما بي ، الدموع تنهمر كالمطر و كأني لن أراهما ثانية ، فقلت لخالتي : أنا ذاهب ، و أوصيك بهشام ، اعتني به فهو أمانة في عنقك ، وكذا هو من رائحة المرحومين و علميه طاعة الله و حب الوطن و....
فقاطعته الخالة قائلة : ما بك يا حفيظ ؟ وكأنك لن ترجع بعد الآن ، اعلم لو كان لي ولد لما أحببته مثلما أحببت أخاك ، ودعتها للمرة الأخيرة و انصرفت .
حان الآن وقت تنفيذ العملية ، استعددت لها جيدا ، فبد صلاة الفجر ، انطلقت مع أمير متوكلين على الله ، وصلنا الى الموقع فثبتنا القنبلة و اختبئنا بالقرب من المعسكر الاسرائيلي ، كانت الخطوة الثانية الهرب و العودة الى المركز و هذا بعد الانفجار وها نحن ننتظر وقت انفجار القنبلة ........" بووووووم" نسمع دوي يصم الآذان ، لقد نجحت العملية ، " الله أكبر" ، جعلنا نعدوا عدوا متواصلا الا أن سمعنا صوت الدبابات تطوق المكان ، انهم كالجراد هاقد عثروا علينا ، حاولنا أن نقاومهم ، من دون فائدة فقد نفذت ذخيرة أسلحتنا ، سقط زميلي أمير، شهادة مباركة لك يا أمير، يا ألاه ..... ما هذا الذي اخترق جسدي ، رصاصة ؟ نعم ، هنيئا لك يا حفيظ ، حمدا لله ، لأنك منحتني هذه الشهادة - أمي - طال غيابك عني فسارعت في القدوم اليك .آه الألم يزداد واشتياقي لله يزداد ....
هذه كانت آخر كلمات الشهيد حفيظ ، نعم لقد استشهد و زميله استشهاد الأبطال .
لكن أعماله و منجزاته لا تزال خالدة و حية في قلوبنا .
مؤثرة ، أليس كذلك .... أرجوا الرد .
الموضوع الأصلي :
قصة مؤثرة تحكي معاناة شاب فلسطيني . الكاتب :
نفيسةالمصدر :
منتديات طموح الجزائر