أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">العبادات كلها وان اختلفت صورها تلتقي عند غاية واحدة وهي تحقيق معنى العبودية لله بالإخلاص في طاعته والتوجه إليه والاستعانة به وحده، فالحج بأمكنته الناطقة بنور الله وهديه وأفعاله التي يرجع بها المؤمنون إلى وحدتهم الطبيعية التي فطرهم الخالق عليها يحقق العبودية والتجرد والإخلاص في أعمق صورة ولهذا جعل عنوان الشروع فيه والشعار الذي يصحبه في جميع مراحله فيوجه القلب إلى الله ويصرفه عما سواه..هذا النشيد الرباني الذي ينزع النفس من ملكوت الأرض إلى ملكوت السماء يسجل به المؤمنون على أنفسهم أسمى معاني الإخبات والخضوع والاستجابة لنداء مولاهم. </td></tr></table> <table dir="null" border="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">إن الحج عبادة جماعية ميَّزت ديننا ونبينا، حيث لم يشرع لمجرد طواف المسلم منفرداً ببدنه حول بيت الله، ومشاهدة المقدسات فقط، بل ليكون السبيل لجمع المتفرّق، ولمّ المشتت، وتلاقي الآراء، ليعود المجتمعون وقد حملوا مسؤولياتهم المشتركة، وأخذ كل منهم نصيبه منها... يعمل مع إخوانه المسلمين على تحقيقها والقيام بواجبها ليتكوّن بعدها من جميعهم أمة واحدة أعلى الله شأنها ورفع ذكرها، باختيار الله لهذا الاجتماع الإيماني، ولتلك الرحلة الربانية الكريمة، وأماكن الذكريات ومهابط الرحمة الإيمانية الإلهية لرسم طريق وحدة أمتنا، وتوحدها بعبودية واحدة ترتفع عن الزمان والمكان والأشخاص، متصلاً حاضرها ومستقبلها بماضيها المضيء. </td></tr></table> <table dir="null" border="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">ولكل عمل من أعمال المناسك سر ينطوي عليه ومعنى يرمز إليه يجب أن يلتفت إليه المسلم وهو يؤدي صورة هذه الأعمال..فما الإحرام في حقيقته وهو أول المناسك إلا التجرد من شهوات النفس والهوى وحبسها عن كل ما سوى الله وعلى التفكير في جلاله. </td></tr></table> <table dir="null" border="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">وما التلبية إلا شهادة على النفس بهذا التجرد وبالتزام الطاعة والامتثال، وما الطواف بعد التجرد إلا دوران القلب حول قدسية الله صنع المحب الهائم مع المحبوب المنعم الذي ترى نعمه ولا تدرك ذاته. والطواف حول الكعبة المشرفة: ليس بترديد كلمات خلف المطوّف بصوت جهوري كاسطوانة قديمة ضاع فيها الحس والشعور... على تلميذ يتلو صفحة حفظها، كما أنها لا تعني هذه الحركة الجسمانية التي يزاحم بها الحاج أخاه، لكنها تعني التفاف القلوب ودورانها حول قدسية الله بكلمات وأدعية علَّمنا إيَّاها معلم الإنسانية صلى الله عليه وسلم تبثها من أعماق روحك، تظهر فيها خضوعك... راجياً فيها حاجتك من خالقك الذي لا يستطيع قضاءها سواه سبحانه، وألا تجعل بينك وبينه حاجزاً وفاصلاً... فهو وحده القريب السميع المجيب. </td></tr></table> <table dir="null" border="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">وما السعي بعد هذا الطواف إلا التردد بيع علمي الرحمة التماسا للمغفرة والرضوان، ولا يعني قطع هذه المسافة ماشياً أو مجرد الهرولة بين الميلين الأخضرين.. وإنما استمطار للبركات من الحنان المنان.. </td></tr></table> <table dir="null" border="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">وما الوقوف بعرفة بعد السعي إلا بذل المهج في الضراعة بقلوب مملوءة بالخشية وأيد مرفوعة بالرجاء والسنة مشغولة بالدعاء وآمال صادقة في ارحم الراحمين وما الرمي بعد هذه الخطوات التي تشرق بها على القلوب أنوار ربها إلا رمز مقت واحتقار لعوامل الشر ونزعات النفس وإلا رمز مادي لصدق العزيمة في طرد الهوى المفسد للأفراد والجماعات وطرد وساوس الشيطان الرجيم،. بعدما أصبحنا في عصر يرجم فيه الأشقياء طهارة الأتقياء وما الذبح وهو الخاتمة في درَج الترقّي إلى مكانة الطهر والصفاء الا إراقة دم الرذيلة بيد اشتدَّ ساعدها في بناء الفضيلة، ورمز للتضحية والفداء على مشهد من جند الله الأبرار الأطهار. </td></tr></table> <table dir="null" border="0" cellspacing="0" width="100%">
<tr> <td dir="rtl" class="Text" wordrap="" width="100%">إن المسلم بذلك يسجل على نفسه الاعتراف بوحدانية الله ووحدانيته في الملك والسلطان..في الفضل والإنعام..في التدبير والتصرف..في استحقاق الفضل والثناء..لبيك اللهم لبيك فانا الواقف ببابك المتسمع لأوامرك المسارع إلى إجابتك والمقيم عليها دون تحول أو تردد. </td></tr></table>