أولا: مفهوم الألعاب اللغوية
لقد
استخدم مصطلح الألعاب في تعليم اللغة ؛ لكي يعطى مجالا واسعا من الأنشطة
الفصلية التي تستخدم في التدريب على استخدام اللغة وممارستها ، وهذه
الألعاب تخضع لإشراف المعلم وتوجيهه؛ حيث تسهم هذه الألعاب في تيسير عملية
تعلم اللغة في شكل لعبة محكومة بقواعد معينة ، ومن هنا تعددت المفاهيم
المقدمة للألعاب اللغوية واختلف الباحثون حول هذا المفهوم إلا أنه يمكن
عرض هذه المفاهيم كما يلي :
المفهوم الاصطلاحي للألعاب اللغوية : "Language Games "
الألعاب اللغوية هي " نشاط يتم بين الدارسين – متعاونين أو متنافسين – للوصول إلى غايتهم في إطار قواعد موضوعة "
أو
بعبارة أخرى هي" مجموعة من الأنشطة الفصلية التي تهدف إلى تزويد المعلم
والمتعلم بوسيلة ممتعة ومشوقة للتدريب على عناصر اللغة ، وتوفير الحوافز
لتنمية المهارات اللغوية المختلفة في إطار قواعد موضوعة تخضع لإشراف
المعلم أو لمراقبته على الأقل ".
المفهوم الإجرائي للألعاب اللغوية :
تعرف
الألعاب اللغوية إجرائيا بأنها " نشاط موجه يقوم به التلاميذ فرديا أو
جماعيا وفق قواعد متفق عليها وتمتاز بالسرعة والحركة والتنافس، وتهدف إلى
الاستمتاع وفهم المعلومات ".
ومن ناحية أخرى فهي " نشاط يتم بين الدارسين بشكل إرادي ، يؤدى في حدود زمان ومكان معينين حسب قواعد مقبولة ، وبتوجيه من المعلم "
ومن
خلال العرض السابق لمفهوم الألعاب اللغوية فإن الباحث يعرفها إجرائيا
بأنها " مجموعة من الأنشطة اللغوية والممارسات العملية التي يعدها المعلم
ويقوم بها المتعلم بأسلوب تربوي مشوق ، بغرض تنمية بعض جوانب الأداء
اللغوي واكتساب بعض مهارات اللغة العربية والتي من بينها التعبير الشفهي
الإبداعي " .
أو بعبارة أخرى هي " مجموعة من الأنشطة الهادفة التي تتم
داخل الفصل ؛ لمساعدة التلاميذ على التعلم اللغوي الجيد ، ولتحقيق أهداف
لغوية محددة مثل تنمية مهارات التعبير الشفهي الإبداعي لدى تلاميذ الصف
السادس الابتدائي عن طريق الممارسة والمشاركة الإيجابية " .
* والملاحظ
أنه على الرغم من تعدد المفاهيم المقدمة للألعاب اللغوية من حيث الصياغة
والمفهوم، إلا أن جل هذه المفاهيم يربطها قاسم مشترك من حيث إن الألعاب
اللغوية كغيرها من الألعاب لكل منها بداية محددة ونقطة نهاية ، وتحكمها
قواعد ونظم ، ويمكن القيام بإدخال تعديلات طفيفة لتحويل أي نشاط أو تدريب
لغوى إلى لعبة لغوية تساهم في ترغيب التلاميذ في الكلام وتنمية كفاءتهم في
الاتصال اللغوي بالآخرين وتدريبهم على الاستخدام الصحيح لكثير من أدوات
اللغة.
ثانيا : أهمية استخدام الألعاب اللغوية في تعلم اللغة
للألعاب
اللغوية دور بارز في تعلم اللغة واكتساب مهاراتها المختلفة ، حيث تسهم
بدور كبير في تيسير عملية تعلم اللغة وتذليل صعابها ؛ حيث إن تعلم اللغة
عمل شاق يحتاج إلى مران وتدريب مكثف من أجل التمكن من استعمالها وتنمية
مهاراتها ، وعلى هذا الأساس يمكن توضيح أهمية الألعاب اللغوية في النقاط
التالية :
1- إن الألعاب اللغوية المختارة اختيارا جيدا تسمح للتلاميذ بالتدريب على مهارات اللغة الأربعة، فضلا عن ذلك فهي توظف اللغة
المفيدة ذات المعنى توظيفا جيدا داخل سياقات واقعية حقيقية.
2- الألعاب اللغوية مثيرة للدافعية والتحدى كما أنها تشجع التلاميذ على التفاعل والتواصل .
3- إن الألعاب اللغوية تساعد التلاميذ على بقاء أثر ومجهود التعلم لفترات طويلة ، كما أنها تخلق سياقا دالا ذا معني لاستخدام اللغة
4-
إن استخدام الألعاب اللغوية يخفض نسبة القلق والتوتر أثناء تعلم اللغة ،
بالإضافة إلى علاج بعض المشكلات النفسية كالانطواء والعزلة حيث تعطى
التلاميذ الخجولين فرصة أكبر للتعبير عن أفكارهم ومشاعرهم بوضوح.
5- الألعاب اللغوية تعمل على ترقية الطلاقة اللغوية وتساهم في تقديم المفردات والمراجعة.
6-
تشجع الألعاب اللغوية التلاميذ على استخدام اللغة بشكل مبدع وفطري، كما
تعمل على ترقية الكفاءة التواصلية وتركز على القواعد بشكل تواصلي بالإضافة
إلى تحقيق نوع من الإثراء، وتساعد المعلم على تنظيم الفصل وانسجامه وذلك
من خلال المشاركة العامة لجميع التلاميذ مع تحسين التنافس بشكل طبيعي،
بالإضافة إلى أنها تتناسب مع جميع المستويات والاهتمامات بما يحقق مبدأ
التكيف والمعايشة.
7- استخدام الألعاب اللغوية يوفر الممارسة اللغوية
للمهارات اللغوية الأربعة مثل التحدث والاستماع والقراءة والكتابة،
فالألعاب اللغوية وسيلة فعالة لتنمية مهارات التلاميذ اللغوية الشفهية
والكتابية
8- تساعد
الألعاب اللغوية في التخفيف من رتابة الدروس اللغوية وجفافها ، بالإضافة
إلى أنها تساعد المعلمين والمتعلمين على فهم اللغة في مواقف طبيعية حيوية
والتعبير عن وجهات النظر (3).
9- تعمل الألعاب اللغوية على جذب وإثارة
اهتمامات التلاميذ، كما تعمل على ترقية وإثراء الكفاءة اللغوية لديهم في
تعتبر وسيلة من وسائل التعلم الفعال.
10- تجعل الألعاب اللغوية
التلاميذ يتعلمون آلية صياغة الأسئلة والإجابات من خلال القصص البسيطة
بصورة شيقة وسهلة ، مع إشباع أهدافهم وتحقيق احتياجاته
11- استخدام الألعاب اللغوية يثير نوعا من الراحة والمتعة لدى المتعلمين ومن ثم تساعدهم على تعلم واستبقاء كلمات جديدة بشكل أيسر .
12-
إن الألعاب اللغوية عادة ما تتضمن مناقشة ومنافسة وحرية بين المتعلمين ومن
ثم جعلهم أكثر إثارة ودافعية للمشاركة بنشاط في تعلم اللغة .
13- إن الألعاب اللغوية تثرى استخدام التلاميذ للغة بطريقة تواصلية مرنة.
14-
تشجع الألعاب اللغوية التلاميذ على البحث عن وسائل إضافية للقراءة
والإطلاع ، ووسائل مرجعية مثل القواميس ودوائر المعرفة وكل هذا يعمل على
ترقية النمو اللغوي بشكل سليم.
15- تعمل الألعاب اللغوية على تصحيح أخطاء الهجاء الشائعة عند التلاميذ، مع إمداد التعزيز بالهجاء الصحيح للمفردات المختلفة.
16- تساعد الألعاب اللغوية في تنمية فهم الاختلافات في الشكل وفى الوظيفة للمجموعات القوا عدية المتعددة.
17-
تعمل الألعاب اللغوية على تدريب التلاميذ على التوزيع الموفولوجى الظاهري
المختلف والمعنى للكلمات مع تصحيح استخدام الكلمات في سياقات مناسبة .
18-
تساعد الألعاب اللغوية في إتقان المرادفات والمتضادات مع فهم البني
التركيبية والعمليات المورفولوجية الظاهرية المختلفة ، بالإضافة إلى بناء
الجمل وأوجه الخطاب وتنمية الفهم القرائى
19-
تتمركز الألعاب اللغوية حول المتعلم ، وتعمل على تكامل المهارات اللغوية
المتعددة ، وتؤسس بيئة التعلم التعاوني من خلال تبنى الاتجاهات التعاونية
ومشاركة التلاميذ في عملية التعلم ، بالإضافة إلى أنها تشجع على استخدام
اللغة الإبداعية والتلقائية
20
– تنمى الألعاب اللغوية التي تعتمد على التمثيل مستوى الحوار والمحادثة
لدى التلاميذ وخاصة في مرحلة التعليم الابتدائي، حيث يقوم المعلم بتحويل
القصص إلى تمثيليات يقوم التلاميذ بأدائها وتمثيل شخصياتها، بما يحقق لهم
المتعة وينمى لديهم الملاحظة والتفكير .
21- تساعد الألعاب اللغوية
القائمة على اللعب التمثيلي في تنمية قدرة التلاميذ على التعبير والتواصل
اللغوي، مع الاستجابة للمثيرات الاجتماعية المختلفة.
ثالثا : دور المعلم أثناء ممارسة الألعاب اللغوية
يعد
اللعب من أنسب الأساليب التي تستخدم في تعلم اللغة وخاصة في مرحلة التعليم
الابتدائي ، فهو من المداخل المحببة إلى نفوس التلاميذ ، ويقوم على
الممارسة العملية والنشاط الذاتي ، ومن أمثلة تلك الألعاب ما يسمى
بالألعاب اللغوية التي تتم من خلال الأغاني والبطاقات الورقية وعن طريق
ألعاب فردية وثنائية وجماعية شفهية ، تسهم بشأنها في تنمية الأداء اللغوي
واتجاهات التلاميذ نحو اللغة .
ويلاحظ استخدام التلاميذ المصطلحات
والنكات والتنغيم والألغاز والاستعارة والتشبيه وغيرها أثناء اللعب باللغة
، كما يلاحظ الاستخدام الرمزي والقصصي للغة عندما يقرأون ويجسدون اللغة
الممتعة عندما يكتبون
وفى هذا السياق يلعب المعلم دورا فاعلا عند اختيار وتصميم وأثناء ممارسة التلاميذ للألعاب اللغوية وفيما يلي توضيح لهذه الأدوار :
1- تحديد اسم اللعبة التي يقوم بها التلاميذ منذ البداية.
2- تحديد الأهداف الخاصة بكل لعبة لغوية يقوم التلاميذ بممارستها.
3- تحديد المصادر والأدوات التي يمكن الاستعانة بها عند القيام باللعبة اللغوية .
4- تحديد إجراءات اللعبة وعدد المشتركين فيها.
5-
الاتفاق مع التلاميذ داخل الفصل على النشاط الذي سيقومون به في جماعات ،
مع توجيههم ليقسموا أنفسهم إلى جماعات صغيرة لا يزيد عدد أعضائها عن خمسة
أو ستة أشخاص ، لأن الجماعات الكبيرة تتيح الفرصة للجلبة ولا تنتج كثيرا .
6-
على المعلم أن يعمل على تهيئة ظروف العمل الجيدة أثناء ممارسة النشاط
اللغوي ، وإمكاناته وأماكنه ووقته وأهدافه ، وأن يساعد الجماعة على اختيار
منسقا لها من بين أعضائها.
7- أن يتفق مع تلاميذه أثناء ممارسة الألعاب
اللغوية على القواعد التي تتبع فتؤدى إلى نجاح العمل ، وأن تكون هذه
القواعد مرنة تعدل عند الضرورة ، مع التأكد من أن جميع الأعضاء في الفريق
يقومون بأعمالهم
8- الملاحظة والتسجيل وهما من مهارات إدارة اللعبة اللغوية وتنفيذها.
9- الإصغاء الجيد إلى التلاميذ أثناء ممارسة الألعاب اللغوية واحترام آرائهم ، مع الإيمان بإمكانيات التلاميذ الذكائية.
10-
تشجيع المناقشة المفتوحة حيث يزداد احترام التلاميذ واحترام جهودهم في
التفكير بالمناقشة ، وهذا يتضح أثناء ممارسة الألعاب اللغوية التي تشجع
التفاعلات بين المدرس وتلاميذه ، وتتيح للتلاميذ فرصا لاتخاذ القرارات
وفحص البدائل .
11- ترويج وإنجاح التعلم النشط؛ حيث يطلب من التلاميذ
أثناء ممارسة الأنشطة اللغوية أن يلاحظوا وأن يقدموا تقريرا عن ملاحظاتهم
ويظهروا نواحي التشابه والاختلاف عند عقد المقارنات مع الاندماج في خلق
الأفكار وصنعها.
12- تقبل أفكار التلاميذ ومناقشتها حيث تغييب السلطة
ويسود تشجيع التلاميذ على التفكير بعمق ، والتأمل في الأفكار المطروحة
والنظرفى البدائل.
13- السماح بوقت للتفكير أثناء ممارسة الألعاب اللغوية وغيرها من الأنشطة.
14- التقويم النهائي لكل لعبة من اجل إعلان الفريق الفائز.
15- التعزيز الفوري لاستجابات التلاميذ بعد إنهاء اللعبة ؛ لأن هذا من شأنه تحفيز الهمم والتشجيع على المنافسة.
وهكذا
يتضح الدور البارز الذي يلعبه المعلم أثناء ممارسة التلاميذ للنشاط اللغوي
( الألعاب اللغوية ) داخل الفصل، حتى يحقق الفائدة المرجوة منه والتي
تتمثل في تنمية مهارات اللغة المختلفة من خلال التعلم باللعب.
رابعا : معايير اختيار الألعاب اللغوية وشروط استخدامها
الألعاب اللغوية مثلها مثل أي نشاط هادف تخضع لمجموعة من المعايير أو الشروط التي ينبغي على المعلم أن يضعها نصب عينيه ولعل أهمها :
1- أن تكون لها أهداف محددة وواضحة مسبقا.
2- أن تكون مثيرة وممتعة وتحقق الدافعية للتعلم.
3- أن تكون مناسبة لخبرات التلاميذ وقدراتهم .
4- أن يكون دور التلميذ فيها واضحا ومحددا
5- أن تكون اللعبة أكثر من مجرد متعة.
6- أن تتضمن اللعبة تنافسا حميما.
7- أن تبقى اللعبة جميع التلاميذ منخرطين ومهتمين في العمل اللغوي المنوط بهم.
8- أن تشجع اللعبة التلاميذ على التركيز في استخدام اللغة بخلاف اللغة ذاتها.
9- أن تعطى اللعبة التلاميذ الفرصة للتعلم وممارسة ومراجعة الوسائل اللغوية الخاصة
10- أن تكون اللعبة بسيطة ومقنعة.
11- أن تدرس أو تتناول مهارة لغوية أو أكثر .
12- أن يتم إعطاء الفائز نوع من الإثابة
13- أن تكون مناسبة لأعمار التلاميذ والمحتوى الذي تقدمه.
14- أن تربط التلاميذ بالمعرفة السابقة أي مناسبتها لخبراتهم.
15- أن يكون للعبة وقت محدد ومعروف قبل القيام بها.
16- عند بداية اللعبة يجب ألا يقاطع المعلم تلاميذه
الموضوع الأصلي :
الألعاب اللغوية والتعبير الشفهي الإبداعي الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|