قد
يكون العنوان مفاجئا للكثير منا,خاصة اولائك الذين لا يعملون في التعليم
الابتدائي ولم يسبق لهم ان خبروا التعليم او لهم علاقة به.لكن الامر لن
يكون كذلك لمن لمعلمي التعليم الابتدائي وحتلى باقي اسلاك التعليم.فالازمة
في تعليمنا متجدرة وتبدأ بين اسوار المدارس الابتدائية لتتكرس في الاعدادي
والثانوي في ظل عدم توفر الناجحين في التعليم الابتدائي على مستوى يؤهلهم
لمسايرة التعليم الاعدادي واكتساب معرفة جديدة اكثر صعوبة.فليس غريبا ان
نحجد اليوم ثلاميذ السنة السادسة ابتدائي لا يفرقون بين الحروف في اللغة
الاجنبية ويعانون من مشاكل في املاء اللغة العربية.ويمكن ان نلخص اهم
المشاكل في :

ضعف المستوى التربوي والمعرفي لنسبة من المعلمين

المعلم هو
نتيجة للنظام التعليمي نفسه وحيث انه قد مر في دراسته من نفس المنظومة
التعليمية فغالبا ما نجد الكثير من مظاهر النقص في تكوينه وحتى في مستواه
المعرفي.هذا الضعق يتمظهر في ادائه ويرثه المتعلم عن المعلم .خاصة وان هذا
المعلم غالبا ما لا يملك الحافز الكافي لتطوير عمله في ظل الغبن الاجتماعي
والاقتصادي وصعوبة ظروف العمل.كما يشكل ضعف التكوين المستمر واقتصاره على
النظري عامل فشل اضافي

ضعف الدعم الاسري

الاسرة بدورها
يجب ان تدعم اطفالها في دراستهم من خلال المتابعة والارشاد ,خاصة اذا كان
في الاسرة من يستطيع دعم الاطفال معرفيا.لكن هذا الدور نجد شبه غائب عن
الاسرة التي ترمى كل الحمل على المدرسة الغارقة في العبث.وحتى من يستطيع
دعم ابنائه فانه يسارع الى تسجيلهم في دروس الدعنوالتقوية بمقابل مادي
للتخلص من تعبهم.هذه الدروس اثبتت فشلها لان اغلبها يركز على تحضير العمل
المنزلي بدل التلميذ دون ان يفهم التلميذ ما يجري.

البنية التعليمية الهشة

اغلب مدارسنا
الابتدائية لا تتوفر فيها ظروف العمل المناسبة ,خاصة في العالم القروي حيث
النسبة الاكبر من الهدر المدرسي.وهذا ينعكس سلبا على عمل المعلم وعلى درجة
التحفيز التي توفرها المدارس.ما يزيدمن تازيم الوضع هو غياب الانشطة
الموازية التي من شانها تحبيب التلميذ في المدرسة ,خاصة ان هذا التلميذ هو
طفل يرغب في اللعب.

هذه المشاكل لا
تقتصر فقط على التعليم الابتدائي بل تشمل باقي الاسلاك,غير انها تبدوا
اكثر بروزا في التعليم الابتدائي لانه هو اساس ما يليه من المراحل
التعليمية وما يبنى على اسس غير مثينة فمصيره السقوط لا محالة.