يعتبر
التعليم عملية توعية وتثقيف.وهو يشمل في معناه الواسع عمليتين اساسيتين
هما التربية ,التي ترمي الرقي بالسلوك الانساني ,والتعليم الذي يهدف الى
تزويد الانسان بالمعرفة التي تتبلور لتُشكل مساهمة من الفرد في تنمية
مجتمعه على جميع الاصعدة.وهكذا يتحقق الربط بين التنمية كرهان مجتمعي
وبناء الانسان كرهان فردي له ابعداد مجتمعية.

اذا لا يمكن
تصور احد الرهانين دون الاخر ما دام الانسان هو جزء بل محرك للتنمية
المجتمعية.والتنمية تقتضي بالضرورة تعليما لافرادالمجتمع حتى لا يكونوا
عالة على الاخرين ويكون لهم نصيب من المشاركة في الفعل الاقتصادي والثقافي
للوطن.فالباحث متلا يحقق ذاته ويروي ضمأه للمعرفة وفي الان ذاته يساهم في
دراسة ظاهرة او الكشف عن اخرى بغرض الاصلاح والتنمية.

ان الذين
يبتغون غير التعليم سبيلا للتنمية الشاملة لا يتقدمون ابدا بل يتاخرون
بفعل تراكم المشاكل الاقتصادية والاجتماعية الناتجة بالاساس عن مجتمع غير
كفء وغير متعلم.واذا كان للدافعية للتعلم مصدر ذاتيا اكثر من موضوعي ,فإن
للتنمية الشاملة دافع اكثر قوة في عالم لا يؤمن الا بالشعوب المثقفة
والاقتصادات الواعدة.

التعليم اذا
رهان جماعي اكثر من فردي لان اهدافه الجماعية اكبر بكثير من اهدافه
الذاتية.وما هو فردي هنا هو جزء مما هوز جماعي.اذ ان الرغبة الفردية اذا
تعددت صارت رهانا جماعيا.اما اذا كانت المعرفة مصحوبة بانانية ومفتقدة
للحس الجماعي والرغبة في المساهمة في التنمية,فلا تتعدى في معناها
مجردمعلومات مكدسة لا تنفع حاملها.