يختلف
إقبال الناس على الدراسة من شخص لآخر، ويعتمد مدى نجاح الفرد على عوامل
مختلفة، كالذكاء والوضع الاجتماعي والاقتصادي،والعوامل الخارجية التي لا
تخضع للسيطرة
.ولا
تنكر فاطمة ( طالبة) أهمية الدراسة، مستدركة "أن الفشل في الدراسة ليس
نهاية العالم" مبينة أن لكل شخص قدرته على تحمل الدراسة والتعامل معها.
وتلفت إلى أنها فشلت في البكالوريا مرتين إلا أنها لا تعتبر أن حياتها انتهت بذلك مشيرة إلى أنها تستطيع أن تجد خياراتها المناسبة.
وتشاركها
صفية تمزغين الرأي، وهي التي لم يحالفها الحظ في النجاح في البكالوريا
العام الماضي، مشيرة إلى أن ذلك لم يقدها للعجز، لافتة إلى أنها عوضت ذلك
بأخذ دورات في الكمبيوتر واللغة الفرنسية .
ويعتقد
اختصاصي التربية الدكتور بوزيان أن الفشل المدرسي لا يعتمد على الطالب فقط
في صورته الأساسية، مشركا المؤسسة التعليمية والأسرة والتحفيز والمعلم، في
المسؤولية الكاملة.
كما يرى بوزيان أن الخوف من الفشل من أهم المشكلات النفسية التي تعيق الإنسان عن تطوير نفسه والإقدام على ما ينفعه.
ويعزو ذلك إلى الأفكار" التي تأتي ببال الإنسان عندما يريد القيام بعمل ما فإن الخوف من الفشل يكون حاضرا".
ويشير
بوزيان ايضا أن معرفة الشخص لمدى قدرته على ما يستطيع تحقيقه يحفزه على
الانطلاق من جديد، ومن يفقد الطموح ليس بالضرورة أن يكون فاقدا للطاقات
والمؤهلات.
ويحذر من تنامي الشعور الداخلي
بالخوف من الفشل، مبينا ان استهلاك الوقت في تحقيق هدف ما يصعب الوصول بعد
أن تحول العقبات والمشاكل بينه وبين تحقيقه.
كما يبين
بوزيان أن مفهوم الفشل الدراسي لا ينفصل عن مقابله "النجاح الدراسي" من
حيث إن انعدام الأسباب التي تؤدي إلى النجاح الدراسي تفرض الفشل الدراسي
كنتيجة سلبية غيرت من خريطة استهلاك هذا المفهوم داخل الأوساط التربوية،
مؤكدا أن الفشل الدراسي ليس سوى نتيجة للقاعدة التي نعطيه لها.
ويكون
الخوف من الفشل، بحسب بوزيان، في الحاجز الذي يحول بين الإنسان وبين تفجير
طاقاته وبالتالي بينه وبين الوصول إلى أهدافه وطموحاته وأمانيه.
ويلفت
إلى أن ذلك ما يؤدي إلى الاكتئاب والانسحاب والتقوقع على الذات، معتبرا أن
الامتحانات الدراسية خاصة البكالوريا اكبر دليل على ذلك.
ويشير
إلى أن أسباب الخوف الامتحاني متعددة، مؤشرا عليها بالخوف من الفشل
والرسوب والخوف من ردود فعل الأهل وضعف الثقة في النفس والرغبة في التفوق
على الآخرين.
ويضيف إلى ذلك أنظمة الامتحانات السائدة ومعوقات صحية وأساليب دراسية خاطئة.
ويقول
المرشد التربوي داود بن صالح إن النجاح مطلب يتوق إليه الجميع وتحقيق
النجاح الدراسي، مشيرا إلى أن لكل نجاح مفتاحا وفلسفة وخطوات ينبغي
الاهتمام بها لذلك أصبح النجاح علما وهندسة النجاح، مضيفا إلى ذلك الشعور
بالدافع والحافز للنجاح.
كما يبين داود أن
الإنسان يملك طاقات كبيرة وقوى خفية يحتاج أن يزيل عنها غبار التقصير
والكسل، لافتا إلى أن النجاح يحتاج إلى جهد وتعب.
ويقول
داود ان:"الناجحون لا ينجحون وهم جالسون لاهون ينتظرون النجاح ولا يعتقدون
أنه فرصة حظ وإنما يصنعونه بالعمل والجد والتفكير والحب واستغلال الفرص
والاعتماد على ما ينجزونه بأيديهم".
ينصح
داود أن يقوم كل شخص باكتشاف مواهبه والاستفادة، مبينا أن لكل إنسان مواهب
وقوى داخلية ينبغي العمل على اكتشافها وتنميتها ومن مواهبنا الإبداع
والذكاء والتفكير والاستذكار والذاكرة القوية.
ويرى
أن على الطالب التعامل مع المرحلة الدراسية على أنها من أهم مراحل حياته،
معتبرا أن "الدراسة وطلب العلم يتحول إلى متعة دائمة حين تكلل بالنجاح".
ويبين
أن الناجحين يثقون دائما في قدرتهم على النجاح، مشددا على ضرورة أن تكون
لدى الطالب الثقة في النجاح" مما يعني دخوله إلى أي امتحان بنفسية عالية
وهمة مرتفعة".
ويعتقد أن الإلهام والخيال لا
يشكلان أكثر من1% من النجاح، معتبرا أن الطريق الحقيقي للنجاح هو بذل
الجهد والاجتهاد وإن ما نحصل عليه من دون جهد أو ثمن فليس ذا قيمة.
كما تقول الحكمة المشهورة لقائلها: سنن الله في الكون لا تحابي أحدا، خذ بالاسباب تحصد النتائج.
الموضوع الأصلي :
الفشل في الدراسة :الخوف حين يحول بين الطالب و طموحه الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|