رسالة بدون عنوان ....
الجميع
كان يكبر و ينضج و انا كانت تكبر معي كل الاحلام مثل باقي الفتيات في سني
لكن الفرق كان شاسعا بيني و بين من يعشن من حولي...مازلت اذكر عندما كانت
كل منا تفصح عن بعض الامنيات و نحن مجتمعات في احدى جلسات البنات
بامتياز...بينما كن يحلمن بلقاء فارس الاحلام و السفر الى جزيرة الحب و تحقيق الامنيات كنت انا احلم و اشتاق لاكتب له فقط رسالة...من يكون
و اين يكون ماكانت تلك التسائلات تستهويني بقدر ما كنت اتسائل ان كانت
الحروف و الكلمات كافية لاكتب له عن تفاصيل ايامي و ساعاتي قبل و بعد
لقائه، كنت اتخيل بكل ليلة مقمرة اني ارسم سطرا من سطور الرسالة حتى صرت
اعشق فن كتابة الرسائل...و بعد كل هذه السنين يتحقق اخيرا حلمي ...و اصبح
هاجسي الاول و الاخير متى و كيف ابدئ رسالتي...في احدى اليالي الباردة
اشتقت اليه...فقد استطاعت الظروف ان تجعله بعيدا كفاية...فوجتني في جنح
الظلام انير غرفتي الصغيرة لاتناول صفحات بيضاء و قلم حبر اسود...و بقرب
نافدتي شهدت النجوم و القمر و البحر ولادة اول رسالة لاروع حبيب لي و التي
لطالما عشقتها قبل اليوم...
فيها
افشيت له عن سري الوحيد فقد احببته حتى قبل دخوله حياتي...كنت اعيش على
امل لقائه...لم اكن اعرف ملامحه غير اني كنت اتنفس انفاسه...تعلمت فن الحب
وانا اجوب السنين طمعا في ملاقاته...وصفت له برودة اعياد ميلادي و خيبة
امالي كلما غصت شغفا في عيون ذكورية و اكتشفت بكل مرة انها لم تكن
عيناه...حكيت له عن العشق و الشوق و كم كانا يعتصراني ...بين سطر و اخر
كنت انثر ورود حبي و اعجابي و باقات امتناني...فرغم سنين انتظاري له تحقق
ايماني...لم اشك يوما بوجوده بعالمي و ان موعد اللقاء كان ات...كانت
رسالتي اطول مما تصورت فقد اشرقت الشمس و انا باخر سطر اكتب له مع
قبلاتي...ففرحتي جعلتني انتظر اتصاله على احر من الجمر لاطلب تفاصيل
عنوانه...فمن اليوم سيكون هنالك قارئ لرسائلي...اشاركه من خلالها ايامي
اهاتي و افراحي...اخبره بكل كبيرة و صغيرة تمر بحياتي...فعشقي له كان يكبر
و كان يكبر بموازاته شغفي لتحرير الرسائل...و ياتي المساء و هو موعد
الاتصال...فبعد تبادلنا اسمى عبارات الشوق و اطمئنان كل منا عن احوال
الاخر...وجدتني اطلب منه و بدون مقدمات ارسال عنوانه...لافاجاء بان حبيبي
و فرحة عمري ليس له عنوان...ضننتها مزحة او بالاحرى تمنيت ان تكون
كذلك...لكن الحقيقة التي لم استطع ابتلاعها حينها كانت ان حبيبي و حلم
حياتي لا يملك عنوان...فالحرب مسحت كل معاني الانتماء لا شوارع تحمل اسماء
و لا ابواب منازل تعرف ارقام...مدن اشباح غابت عنها الطرقات و المساحات
الخضراء ... اه كم تمنيت حينها ان اضمه الى صدري ان اسكنه رمش العين ان
اخفيه عن اثار الحرب الهمجية...فما اصعب ان يكون المرء مجهول الهوية و
بدون عنوان...معدوم الحقوق يتنفس فقط جسد بلا روح...فقد تجمدت الدموع
بعيناي و اختنقت فرحتي داخل قلبي...هل لاني اشعر للمرة الاولى بقساوة
الوضع الذي يعيشه اغلى انسان بحياتي ام لان رسالتي لن تحضى ابدا بعنوان...
الموضوع الأصلي :
رسالة بدون عنوان ... الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|