أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، إذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بزيارة صفحة التعليمـات بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا .
كان الفينيقيون شعبا تجاريا نشيطا، ينحدر من أصل سامي يرجع إلى الكنعانيين. لقد أسس الفينيقيون دولتهم البحرية عند سفوح جبال لبنان، على الشريط الساحلي لحوض البحر الأبيض المتوسط حيث تقع دولة لبنان الحالية. ولقد كانت لهم مراكزهم التجارية بالمغرب أهمها "لوكوس" بالعرائش و"دورسار" بمليلية و"طنجس" بطنجة. وقد كان الفينيقيون شعبا مسالما يتاجرون بمصنوعاتهم مع كل دول العالم. وكانت علاقتهم مع البربر ترتكز على التجارة، كما كانوا دعاة السلام و التمدن، حيث اخترعوا حروف الهجاء. وما إن أخذت دولتهم تضعف حتى دخل الأقواط إلى تيغالين وهي منطقة قرب مدينة آسفي الواقعة على المحيط الأطلسي بالمغرب. وحاربوا الفينيقيين والبربر وهزموهم، ثم استقر ملكهم لدريق في تيغالين، وأخذ كل أملاك السكان. ومن ضحايا الحرب والدا الفتاة توناروز التي وجدتها جدتها ملقاة على الأرض تلبس لباس أمها. توناروز تتمتع بجمال رائع. لها شعر طويل كليل فصل الشتاء. بشرتها سمراء، عيناها أصفى من ماء الخلجان، وشفتاها في لون زهرة
الرمان. بعد سنوات مات الملك لدريق وتولت الحكم ابنته الكبرى ريما التي ورثت منه الظلم والاستبداد، والسلطة والتسلط، جميلة غير أن علامة الشر أخفت ذلك الجمال. لها أخت تدعى ليليا، فتاة نبيلة، طيبة القلب وأفكارها غير منسجمة مع أفكار أختها. ذات يوم أقامت القبيلة حفلة وكان بها عازف يدعى أمنار وهو شاب في الثلاثين، وسيم وذكي. ومعه الراقصة توناروز التي علمتها جدتها الرقص. فرأتهما ريما من النافذة ودعتهما عندها إلى القصر، وأقامت مسابقة في الرقص. ونجحا معا في تقديم عروض فنية واشتد الحب بينهما. أحست ريما بالغيرة الشديدة لأن قلبها مال إليه. ولكنها علمت بأن العازف أمنار قرر الزواج من خطيبته توناروز في الأسبوع الموالي، في أول الأمر حاولت منعهما، ولكنها لم تتوفق إلى أن وافقت على زواجهما شرط أن يعيشا معها في القصر لتضمن بقاء أمنار بجانبها. كانت الملكة تعامل توناروز بقسوة ولا تعطيها إلا ملابس ممزقة كي لا تثير انتباه الآخرين. أما أمنار فقد كانت تهتم به وتناديه في الليل كي يعزف لها ويترك عروسته وحيدة. وكانت توناروز تتأمل داخل غرفتها الوضع الذي تعيش فيه داخل هذا القصر المليء بالزهور الكثيرة و المتعددة الأصناف و العطور، غرف كبرى مزخرفة بالفسيفساء وأراضي مفروشة بالرخام وكراسي مذهبة. ورغم تواجدها هنا فإنها لا تشعر بالسعادة التي كانت تشعر بها في الكوخ مع جدتها. حيث كانت تقول في نفسها "فربما اختارت السعادة أن تعيش في الأكواخ وتهجر القصور الضخمة. ولم تكن
توناروز تجد سلواها إلا وهي تجلس مع ليليا، شقيقة الملكة. ولكن، ذات يوم هربت توناروز وأمنار من القصر خوفا من الملكة. وبعد أيام ماتت جدة توناروز من شدة الحزن على حفيدتها. وبدأ البحت على توناروز وأمنار من طرف حراس الملكة ولكن لم يتم العثور عليهما. ثم بدأ توناروز وأمنار يحاربان مع سكان القبيلة الملكة ريما إلى أن ماتت. فتولت الحكم الملكة ليليا التي كانت عادلة فأعادت إلى سكان المنطقة كل ما سلبت منهم شقيقتها ريما فعاد الاطمئنان إلى الناس، أما أمنار وتوناروز فعاشا في سعادة وهناء وأنجبا طفلين وعاد إلى القصر ليعيشا مع الملكة الجديدة ليليا.