سألت الحكيم
مما
سمعته في مجالس الأصدقاء ما أعجبني ، ..يروى أن فقيرا من فقراء البلد
اشتكى الفاقة وضيق الحال ، فماعاد يقدر على العيش في بيته الضيق ، وماهو
بقادر على ابتياع بيت جديد واسع ، فذهب إلى أحد الحكماء ! يشكوه حاله ،
فأقبل عليه باكيا ، شاكيا ، معاتبا ، مكثرا بالقول والسول .
يا
حكيم : أتعبني قهر الزمان ! تضايقت علي السبل ، وضاق بي البيت بما حمل ،
بيتي ذو أربع ويحمل أربع ، و كدُّ الأم لم يشفع ، والبقرة إن حلبتُها نذُر
أن تُحتلب وإن بعتها فلا تُكسب ولن تبعد مايتعب .
فلما رأى الحكيم إلحاح المسكين ومجيئه ورواحه مغاضبا معاتبا ..
طلب منه طلبا جازما ، أن أدخل البقرة الى بيتك ، تساكنك وتساكنها عشرين يوما ..
إستنكر المسكين مقال الحكيم ، ..ياحكيم البلدة : سألتك سبيل السِّعة وترشدني الى المضيق ؟
الحكيم : إفعل ما أنا لك قائل ، فأنا مجيبك وأنت السائل .
هنالك أيقن المسكين أن من وراء ذلك حكمة خفية لا يفقهها وأنه لربما قد يجد الخلاص من فاقته بحكمة هذا الحكيم.
مرت الليال والأيام، وماعاد يصبر ، خنقه الضيق والضيق يقتلـ .
وكل مرة يروح الى حكيمه يشكوه البقرة
إلا أن الحكيم يقولـ : إصبر إصبر
غير أن الرجل نالت منه المضائق فماعاد يصبر
فأخرج المسكينة مملوكة المسكين ، متناسيا مقولة الحكيم
ثم دخل البيت ..فكبر ثلاثا ..
الحمد لله فقد وسع الله علينا ..
بدى له البيت واسعا شاسعا ، كما لو أنه الساكن الجديد
في الحقيقة ماشد انتباهي لقصة المسكين صاحب البقرة ، هو حالنا مع بعض من يحكمنا ، وحال من يحكمنا بمن يحكمهم
فأن اشتكينا ضيقا أو حالا فسيُضيق علينا ، حتى إن اشتكينا المضيق ، فُتحت لنا بعض الفسح فننسى ماكنا عليه من الضيق الأول ..
أمريكا تصنع بمن تحتها نفس الأمر ...اليهود قبحهم الله يفعلون ذلك ...
فالله المفرج على كل حالـ
والله المستعان
الموضوع الأصلي :
سألت الحكيم الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|