[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] (إضغط على
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] إذا أردت الإستماع لموسيقى ناي)
جلست من ثقل ما أحمل، في ليلة لا تأبى السكون كقلبي المتفجر ألماً و حزناً و خيبة ...
أقلب أوراق ذكرياتي البالية ، من البداية، المطمورة عميقاً في كتاب حياتي المتوقفة
دفتاه الفقر و اليأس
أجل لقد يئست من هذه الحياة ، من بدايتها المشؤومة ...إلى نهايتها المسدودة
فولادتي كانت خنجراً في قلبي أمي و عقدةً لم استطع انتشالها من داخلي، صفحة أولى فقدت معها أمي إلى الأبد
كل من يعلم مكانة و قدرالأم سيقول أن اليتم يكفي، لكن الصفحات السوداء توالت علي مثلما توالت علي الأيام
حتى الأب، ذاك الحضن الوحيد الذي بقي لي، تنكر لي و تركني في ملجأ ايتام و سافر إلى الخارج
كنت أقول أنه يوماً ما سيعود و سيعوضني لكن الغياب طال لأكتشف أخيراً أنه تزوج و عاش مع اسرته
عشت في الملجأ حياة جافة من كل حب أو عاطفة ... كنت أقول الحمد لله على كل شيء ، درست بشق الأنفس فالجو لم يكن في صالحي بتاتاً
فقد كنا مجبرين على مد اليد في الطرقات
لتأمين النقود لمشرف الملجأ ...مرت أيام كلها إهانة و إحتقار و حرمان يصبح
الإنسان معها ينهش في لحمه
متسائلاً :
لما أنا ؟!!
فقدت الأمل ، و هل بقي له وجه يظهره لي بعد أن زارني كثيراً و أصبحت مألوفاً لديه ؟,
و الصبر حمل معطفه و رحل عندما حكيت له كل ما أصابني في الاخر
قطعت الصفحات الماضية و رميتها ... لأتخلص من سجنها
لكن صفحة كانت أعز شيء إلى قلبي
كتبت فيها كل مشاعري المختزنة عبر سنين عمري ، كل الكلمات التي وددت نطقها ، كل العبارات التي حلمت بنسجها
كل ورود القلب التي عزمت إهدائها و كل التضحيات التي كنت مستعداً لتقديمها ...
رسمت فيها بيتاً و جنة ... حباً و عشرة ... فرحاً و بهجة ... دواءً و عودة ...
نسجت من خطوطها أطوار قصة كنت فيها البطل و الفارس و الأب الحنون ... قصة الشاطر الذي عاش في الحلم طويلاً و إستفاق على كابوس
اه و ألف اه على الزمن الذي يذكرك بالماضي إذا نسيت و يثبت لك أنه المتحكم إذا تناسيت
رفضني لأني يتيم ابن ملجأ كماضيه لعين ، أبوها الذي حال بيني و بين الحلم القديم
طمره بكلمة إبن الزنى و اللقيط !!
قطعت الصفحة و وقفت أنظر من أعلى، أرى العالم صغير لا يساوي أي شيء
أغمضت عيني و ...
....
...
..
.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]