بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد :
أنا .. و .. بائعة .. الزهور
بينما كنت في طريقي سائرا مررت
بباب إحدى الحدائق وإذ بفتاة تجلس على كرسي من
حجر وأمامها سلة ملآ بالزهور والورود
وسمعتها تنادي بأعلى صوتها قائلة :
كلمة حلوة بوردة
كلمة حلوة بزهرة
والبسمة الحزينة على محياها محاولة بها
التخفيف عن الآخرين من متاعبهم
وتنعش روحها بكلمة من هنا وكلمة من هناك
راقبتها عن كثب وبتأمل لفترة من الزمن
وهي على هذه الحال
فعلمت أنها بائسة مسكينة تتخذ من المهنة
وسيلة لتخرج بها من عزلتها ووحدتها
الى الفضاء الرحب الجميل
ولاحظت بنبرات صوتها الصدق
والصفاء
وأن ما تلك الورود والزهور إلا من صنع يديها
وما هي إلا كلماتها الحزينة وهي كل ما تملكه
احسست حينها انها تبحث عن الحب الصافي
الصادق الشفاف الطاهر
تبحث عن (الحبيب) بين الرجال وشعرت بصدقها من حسرتها
ولوعتها
بعد طول أنتظار له كاد يقتل الأ مل والحلم فيها
وهي تنتظر فارس أحلامها
الآتي على حصان أبيض وكله أبيض بأبيض
رمز الصفاء والطهر والنقاء
اقتربت منها وخاطبتها قائلاً :
هل تبادلينني
الحب بالحب
والورد بالورد
والزهر بالزهر
والصدق بالصدق
فأنتفضت مرتعشة وقالت :
ماذا تقول :
من أنت وماذا تريد ومن أين جئت
ولماذا تأخرت
؟؟؟؟؟؟؟
أجبتها قائلا :
جئت من الزمن الماضي لآخذ بيدك ولا نبيع
ولا نشتري
بل نتبادل الأشياء والمشاعر فيما بيننا
الحب الود الصدق الوفاء الإخلاص والتفاني
ونعيش الآتي بروحينا
نخرج من ثبات الماضي ووحشته الى ضياء الحاضر
وأنوار المستقبل الآتي
فقالت : يا انت كم لأنتظرتك وكأنني اعرفك منذ بدء التكوين
قلت : لها اما علمت ان أرواحنا ألتقت هناك في الأزل
فقالت : والآن ما العمل
قلت :تعالي لنرسم معا ونحلم معا ونأمل معا معالم المستقبل الآتي
معا
وبدأنا
لم نكتفي بما بين الكلام ولا ما بين الكلمات
المقرؤة على السطور بل ذهبنا الى ما خلف السطور والكلمات
وأصبح كل منا يبحث عن ذاته التي أفتقدها كل ذلك الوقت في الآخر
تبادلنا الرسائل والخواطر والمشاعر النبيلة
بكل ود وشوق وحب منقطع النظير
خرجنا بذكرياتنا وآلامنا وأحلامنا الى عتبة الحاضر لنبني
هيكل المستقبل
وحتى الآن هي لم تصدق أنها في الحقيق لا في حلم
ولم تعي بعد ما عانت من مصاعب الحياة
انها في واقع أم خيال
نعم صقلتها السنين والآن هي من تصقل السنين
إنها أمام حقيقة وهي أنها رأت نفسها بمرآتها التي لا تريها إلا الحق
ولا تريها اليمين شمال والشمال يمين
فخرج كل منا بحلة بيضاء لنحمل معا مشعل النور والضياء
على قاماتنا للأجيال القادمة والتي ترافقنا المسيرة
مسيرة الحب الحقيقي
نعم فجر الحب فينا ملكات الإبداع وكان ملهمنا في أن نعطي
سويا للآخرين عن أروع وأعظم صور الحب فينا
الحب الحقيقي الذي ضاع بين الغرائز والخداع
الحب الصادق الحقيقي صاحب المبادىء والقيم
والفضيلة والعفة
اخرجتني حبيبتي من كهوف ماضي التي كنت
أقبع بها دون أمل
وأخرجتها من وحشة الوحدة القاتلة وشراء الكلام
بالورد والزهور
خطفتها من وحدتها
وخطفتني من سبات كاد يقتلني وينهي حياتي دون أمل
وقررنا أن نسير معا في طريق الحب والود والحنان والصفاء
الروحي وتركنا العنان للألهام والإبداع فينا لنرسم للآخرين كيف يكون
الحب في زن الكذب والخداع
صدقا ووفاء حب وحنين شوق وهيام ونؤدي رسالة الحب الخالدة
المقدسة
التي تقول :( لا ضرر ولا ضرار في الحب )
فلك يا بائعة الزهور أهدي كل حبي وأشتياقي
وحنيني اليك
يا شقيقة الروح والوجد
لتبقين انت حبيبتي ونسعى سويا الى مرضاة الله
ونبتغي عفوه ومغفرته
من ذاك الحن جعلت منها حبيبتي
مضت شهور من عام ونيف وكانت للقصة مع بائعة الزهور حكاية وهاهي
حكايتي معك عجيبة
بدأت منذ الطفولة
فكنت أمي الحبيبة الغالية
كبرت قليلا فكنت أنتي أختي القريبة من عمري
كبرت أكثر فكنت رفيقة الطفولة
كبرت أكثر فكنت زميلة الدراسة
كبرت أكثر فأصبحت كل النساء إعجابا
كبرت أكثر فزاد عشقي لك ِ من كل النساء
ولكنك كنت متغيرة بحسب مزاجي
الذي كان يلهث خلف الجمال فقط
فكنت كل جميلة منهن
كبرت أكثر فكنت لي الجميلة
الخلوقة
الطيبة
المؤدبة
الملتزمة
الصالحة
تزوجت منك بعض السمات
لأنه لا كمال إلا لله
التقيتك ِ أكثر من مرة في مسيرة حياتي
وكانت للأقدار كلمتها وافترقنا
ثم التقينا بقصص حب من طرف واحد عديدة
ظننت فيها أنني حظيت بك حبيبة وأنني لك ِحبيب
ولكن كانت تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
أحببتك وتيقنت أنك تبادليني الحب فطلبت منك أن
أخاطبك بكلمة حبيبتي ووافقت ِ وبقيت أناديك ِ
هكذا كلمة يرتاح لها عقلي ويسكن لها قلبي
لم تكذبي علي بل صدقت دائما
ولكنني لم أستطع الخروج بسهولة من فكرة التأويل
فكل كلامك كنت أشعر أنه موجه لي ويقصدني
وزاد تعلقي بك وحبي لك
لدرجة أنني حبست وعزلت نفسي عن العالم المحيط
بي فرحا بك ِ
أسمك ياه آه من أسمكِ
وبرغم هذا أبيتي أن أكون حبيبك ِ
وعدت إلى قصصي القديمة في الحب من طرف واحد
التي ما فارقتني
حتى الكلمة التي أحبها وأصر عليها وفاء ً
حبيبتي
أصبحت كلمة
غير مرغوب بها من البعض
وكأن الكلام عنك أصبح محرم وإرهاب
وإلى الآن لم أحظى بالتلاقي معك
نعم تلاقينا ولكن كنت ِ لي ناكرة
وحينها تذكرت جملة للجاحظ
في كتاب البخلاء
( لو خرجت من جلدك لم أعرفك )
نعم عدت لسابق عهدي معك ِ
وفي كل صورك ِهذه
كنت وفيا ما استطعت لك ِ
حتى لقبت مرة بالكلب الأمين
وقلت :كلب أمين وفي ٌ خير من إنسان
خائن ملعب وإن أعجب الناظرين
جمالا
وهكذا أصبحت مثل غزة محاصر
بجوارح في سجن من الأوهام
لأنني كنت دائما أطلب الود والوفاء
والصدق وقلب يشعرني بالسكينة
والطمأنينة وما مر علي بعد
خمس عقود ونيف
وما زلت أبحث عنك ِ
حبيبتي
فأين أنت ِ
؟ ؟ ؟ ؟ ؟ ؟
أين أنت ِ
فلا تتسرعوا أحبتي ولا تلجوا إن لم تظهر لكم الحبيبة
أو الحبيب أو تأخر في التلاقي يوما
فالحياة ماء أنت ِ فيه كل الحب
هذا مما ألهمني به ربي
بنت لحظتها
كتبت /8/6/2010/
إضافة للأصل
تمت
هذا مما ألهمني به ربي
كتبت /11/11/2007/
الموضوع الأصلي :
((( أنا ... وو ... بائعة الزهور ؟؟؟ )) الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|