النزف الاخير
التقيا كي يعيدا النبض لحلمهما الوردي الذي التهمته ذرات الغبار
ام كي يودعا بعضهما من جديد نحو مستقبل يعيش من خلال ماضيهما
او كي ينزفا اخر قطرات الدمع على جثة الحاضر المحنطة في قبر الماضي.
لربما
تستغربين قوة إصراري على مقابلتك و تعريض جرحي لنزف جديد الحق انه لم
يتوقف عن النزف كي يعود إليه هو فقط قد تعود أن ينزف في الخفاء و الآن
أريده في العلن كي يعرف حقيقة ما جرى,لا اعرف إن كنت فعلا قد ابتسمتي أم
انه يتهيأ لي ذلك الأمر.
و سمعت صوت ضحكتها الرنانة في أذني لقد ضحكت كما كنت اسمعها تضحك دائما.
كان صوتها عبر خط الهاتف اشد جمالا لأنني لا استطيع أن انشغل إلا به عنه.
اجل من الجنون الانشغال عن الشيء فيه و لكنها ليست امرأة عادية فلا يعقل أن تتماشى قوانين البشر و إياها بطريقة ما.
إذا
اهو موعد وصلني ذلك الصوت الهادئ كي يثير بنفسي البركان الصامت قبل وقت
طويل, أتسالين إن كان موعدا و أنا الذي كنت أطالب أجندتك كل عام بلحظة
واحدة للذكرى و دقيقة صمت, و لكن ردي أتى غريبا و قد استغربه لساني أكثر
شيء لأنه خرج منه على غير وعي .
احتمال موعد كما قالت أحلام مستغانمي من الصعب أن نتيقن في الاحتمال.
و
سمعت صوت ضحكتها من جديد و هي التي كانت تبلغني وقت اللقاء و أنا الملهوف
منذ الأزل إلى شم رائحة عطرها و مقابلة شخصية مع ملامح وجهها قد تشاغلت
بحلمي عن توديعها.
أتت
إلي , بل أتت إلى موعدنا اليقين المحتمل و هي تلبس كل أثوابها و تضع كل
العطور لأني لم استطع أن أتبين شبرا واحدا من حدود عقلي و أنا أراها بتلك
الهيئة .
أتدركين
انك امرأة غير عادية هجم علي الكلام مباشرة دون سابق إنذار, و لم الحظ في
عيونها غير بسمة راضية على تسرعي الغبي و تصرفي المتهور,لربما لا زالت نفس
حاجاتها القديمة في سماع الإطراء من بين شفاهي كلما تقابلنا و لو بالصدفة.
لا زلت كما عرفتك كلما تقابلت بك أكثر شعرت بحجم معرفتي الحقيقية لك.
أنت
أيضا لست بالرجل العادي قالتها مباشرة لم اعرف كيف بإمكاني الرد عليها دون
إظهار شيمة تصرفاتي الطفولية في الرد المستعجل, كيف تريدين أن أكون عاديا
مثل كل الرجال و أنا اشعر بالفخر كلما جالستك على طاولة القهوة سيكون من
غير العادل أن أبدو طبيعيا فمعك لا بد للغرور و الكبرياء ,كي استطيع أن
أبقى على خارطة الوجود البشري. فأنت أشبه إلي كثيرا بهدية عظمى , أتراهنين
أن جل الرجال هنا يحسدونني الآن على جلوسي بقربك ,بل كون عيونك فقط قد
لمحتني بين هذا الزحام البشري.
لا
زلت رغم السنتين أحفظ كم من شعرة تهوى على وجهك كل صباح و أنت تلعبين
بعلاقة مفاتيحك فوق الطاولة لا تضحكي سأخبرك سرا, كنت اضحك و أنا أتخيل أن
المفاتيح هي من تتعلق بأناملك فلا يعقل أن تتمسك أصابعك لذلك الحد الطفولي
بعلاقة مفاتيح, و أنا أين ذهبت من عمرك كي لا تتعلقي بي مثلها.
اعتقد
انه لا يمكن للرجل أن يكون ناجحا في عمله و حياته الاجتماعية ما لم تكن
خلفه امرأة متميزة أو ليس وراءه امرأة عليه بالتميز حتى في النساء.
ناظرتني حدقاتها المتسعة نتيجة استيعابها لكلامي و قالت : لا زلت تعارض سلطة النساء على القلوب أو على سلطة السلطة.
ابتسمت و قلت بدعابة ممزوجة ببعض الذكرى: و لا زلت نفس نزقة المشاعر.
مر بعض الوقت الصامت بيننا كانت وظيفتي الوحيدة هي سرقة بعض النظرات من عينيها العسليتين ليأتي
سؤالي قاطعا الصمت المستكين بين شفاهنا الموسومة بحمرة غريبة ليس خجل بل
ربما شعور بالغربة من الكلام ,أتدركين انك تشبهين كثيرا في حالتك هذه قطعة
شوكلاطة فاخرة قراطيسها كلاسيكية راقية و فحواها همجية المشاعر تنقلك مع
طعمها إلى مدن أخرى و أذواق أخرى ,أنت هكذا امرأة قراطيسها لامعة و طعمها
و لبها نار و نور, تتآكل جميع العيون أمامك كي تشتعلي أنت .
لم تستطيعي بعد أن تتخلصي من جموحك في رؤية صورتك المتباهية على أحداق الرجال المتسعة بمرآك.
وصلني ردها سريعا و لطيفا كعادتها: و أنت لم تتوقف عن تخمين تصرفاتي و حفظك لسذاجاتي و انشغالاتي الطفولية.
عاد
الصمت لينصب فخاخه على شفاهنا , ترى انحن محرومون في هذا الموعد الذي تاقت
إليه نفسي كثيرا من نعمة الكلام أم أنني امتلك هبة عظيمة و هي الصمت كي
أبقى فترة أطول بقربك فان الحديث سينتهي و هو سيجلب معه وداعا أليما على
قلبي و لكنني أردت سماع صوتها العذب الذي استلذ كلما لامست نغماته طبلة
أذني و تحدث ذلك الاهتزاز الذي يطربني فبادرتها بسؤالي : ألا زلت تقامرين؟
ابتسمت
شفاهها ثم أزاحت شعرها المنسدل برفق على وجهها و هي تضحك بهدوء ألا زلت
تذكر .....ضحكت بصوت عال ربما كي ابعد عن نفسي إحراج الاعتراف الذي انوي
قوله : أنا لم أنسى كي استلذ بطعم الذكرى و لكن بكل تأكيد لا يمكن نسيان
امرأة تقامر في حياتها و كتبها بقلوب الرجال.
و
ابتسمت لا اعرف هل كانت ابتسامتي ظاهرة على ملامح وجهي أم أنها ساخرة و
ناقمة على غبائي المتزايد بقربها من طرح سؤال محرج لنفسي قبل إحراجي لها .
إنها
مقامرة محترفة و قد قامرت دائما في قلوب الرجال و صفحات الكلام و حبر
الورق إنها نفس المرأة التي رحلت و لكنها لم تزد إلا بعض التهكم في الكلام
و كثيرا من النضج في الملامح.
أيتها المجرمة بالفطرة قد سلبتني حق التعدد في النساء ففي خلال سنتين لم انسك و لو برهة.
الفرق
بيني و بينك أتى صوتها سريعا هل حقا تدرك فعلا ماهية الفرق بيننا أم أنها
أصبحت الآن تحب فقط التذكير بالكلام الماضي, لقد أحببت كل النساء فيي أنا بينما
أنا قد أحببتك في كل الرجال , كان لكل واحد منهم بعض منك مع كل حقيبة
ذكريات ارفع إلى علية ذاكرتي عطر لك , بعض من لونك المفضل, وعنوانا
لكتابنا المفضل , و حتى قلم شفاهي المفضل لك فكيف الآن تعتقد أنني لم احبك.
إذا
أنت مثل القاتل المتسلسل أو سفاح في فيلم أمريكي أخذت من كل ضحية بعض
التذكار, أهل كنت عقدتك الدائمة كي تعيديني إلى الحياة في كل الرجال و
فجأة جاء السؤال قاطعا تواتر الهدوء القابع بيننا لماذا رحلت إذا؟
أهل تؤمن بمقولة الرجل المناسب في المكان المناسب أنا أقول الرجل المناسب في الزمن المناسب أنا و أنت التقينا في الوقت غير المناسب , ابتسمت و هي تضيف قد جئنا مسبقين عن موعدنا.
أما زلت تكتب الشعر كان سؤالا اعتراضيا ربما كي تمحي نظرة الدهشة من عيوني على ردها الذي أدهشني.
و أنت أما زلت تغازلين القمر, ابتسمت برقة و قلت كي اخفي غرابة سؤالي علي أن اعترف أصبح من الصعب علي مغازلة ذلك الكم من الصبايا و لكن لا زالت بعض القديمات الميول يغريهن تاريخ اسمي.
أيها الشيخ كبرت و لم يكبر معك مرحك.
ألا تعتقدين انه الشيء الوحيد الذي اكتسبته شخصيتي بالمزاولة لا استطيع أن أتذكر متى آخر مرة رأيت والدي يبتسم لنا.
لعنتي
في الحب أو هبتي ليس هنالك مقياس حقيقي لمعرفة الأصح ولكنني أحب المرأة
التي أراها بعيوني, وكل الرجال يرون معي و لكنني أتفرد بذلك المنظور
المميز فلهذا لا تكبرين و لا تصغرين في قلبي هل فهمتي السر الآن يا صغيرتي
.
و
الآن دورك للاعتراف ما أكثر شيء خفت منه في حياتك من بعد زمني, لربما
فاجأها سؤالي أكثر من كل الأسئلة الغريبة التي تفوهت بها اليوم و لكنه كان
سريعا مثل طعنة من سكين قاتل محترف سريعة مباشرة نحو القلب و جرح نظيف, لا
ادري إن كنت قد رايتها قبل ذلك اليوم بمثل ذلك القدر من الارتباك فأمسكت
بيدها مصرعا علني استطيع إقناعها بالإجابة و على شفاهي بسمة مستعجلة أحلفك بالله أن تقولي لي.
أتريد
الصدق خفت أن اشتاق إليك لا تتوقع انه سيكون من العدل أن أقول خفت أن اندم
كنت موقنة أن الندم قادم لا محالة مثل آخر الأمواج الكبيرة التي ينتظرها
راكبو الأمواج مرة في العمر ربما ليس لما عشناه معا بل لما ضيعناه لو كنا
بقينا معا.
و لكنك امرأة تقتلين الحب في الكتب , أهل الحب المستحيل يجعلك تهديننا كتابا بدل حياة أو طفل .
لا تتذكر الجراح
يا صاحبي إنها تبدو أكثر عمقا عندما نذكرها بألم سبق و قلنا هذا, حسنا
أريد أن اتاكد أنني كلما تصفحت لك كتابا فهو يعني حبا جديدا قد واريته
التراب, ابتسمت بل هو حب قديم يتجدد أنني اكتب كي احيي الذكرى من خلال دفن
جثة جديدة .
فلسفتك في الحب غريبة
و
فلسفتك أنت في الحياة اغرب فكيف يعقل للرجل أن يحب الذكرى لكل تلك السنين
انك من زمن آخر يا صديقي كنت اعتقدت أنني واريته كبسولة الزمن.
تمت باذن الله
بقلمي: زنبقة البحيرة
انتظروني في جزء جديد من قصة وجعهما
الموضوع الأصلي :
النزف الاخير الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|