آلسلآم عليكم(
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]) ورحمة الله وبركـآتـه
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] {...أعضآء × زوآر ــ التاريخ العالمي والاسلامي
أهلآ وسهلآ بكم معـنآ ...؛}
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] جنازة الشهداء
شيع
أهالي الجليل بعد ظهر الأربعاء 1976/3/31 في سخنين ثلاثة من شهدائهم
بجنازة لم يشهد لها الجليل في تاريخه مثيلاً.. كانت مظاهرة هتفت على مدى
ساعتين دون انقطاع "بالدم بالروح نفديك يا جليل".. وتحول الحزن خلالها الى
غضب ساطع على سياسة السلب والقتل. واشترك في الجنازة حوالي 25 ألف انسان
شيعوا شهداءهم بنظام لا مثيل له.
وقاطعت
الالاف بعواصف من الهتاف المدوي كلمة عضو الكنيست رئيس بلدية الناصرة
توفيق زياد الذي ابّن الشهداء بقوله: نحني رؤوسنا اجلالاً لشهدائنا الذين
جبلوا بدمهم تراب الوطن الذي لن يكون الا للشعب. وأضاف "لقد حسبت السلطات
أن هذا الشعب لا يفهم الا لغة القوة، وعملوا حساباتهم على هذا الأساس،
واعتقدوا أنه بالارهاب والعصا يمكنهم سلب حقوق الشعب واذلال كرامته". وهبت
عاصفة من ألوف الحناجر تصرخ لا.. لا.. لا تشريد ولا تهويد.. عن أراضينا ما
نحيد.. وقال توفيق زياد "إن الجريمة البشعة التي ارتكبت كانت جريمة مخططة
من فوق. لقد أرادوا أن ينفذوا تهديدهم بتحطيم هذا الشعب، ولكن هذا الشعب
مرغ في التراب أنوف ظالميه".
وألقى
رئيس مجلس سخنين المحلي السيد جمال طربيه كلمة مؤثرة ندد فيها بالعدوان
على قرى البطوف، وقال إن الشعب لن ينسَ شهداءه ولا عائلاتهم وطالب باطلاق
سراح جميع المعتقلين، وقال أيضاً: "إننا طالبنا بالتحقيق في هذه الجريمة
التي ارتكبت بحق أبناء شعبنا".
واشترك
في عرابة عشرات الآلاف في تشييع شهيد عرابة خير أحمد ياسين، ومن الذين
ألقوا كلمات تأبين والد الشهيد محمد سليم ياسين وكان أول المتكلمين وكانت
كلمته مع كلمة أخ الشهيد جهاد محمد ياسين بمثابة تشجيع وتصميم على مواصلة
الدرب. وتكلم في الجماهير رئيس مجلس عرابة السيد محمود نعامنة، ورئيس مجلس
سخنين جمال طربيه، ورئيس مجلس كفركنا السيد محمد سليم طه، ورئيس المجلس
المحلي في الطيبة عبد الحميد ابو عيطه.
كما
تكلم أيضاً توفيق زياد رئيس بلدية الناصرة، واميل حبيبي رئيس تحرير
الاتحاد، وعاصم الخطيب باسم لجنة المبادرة الدرزية ومنيب مخول من البقيعة.
وألقى الخوري مطانس خوري من كفرياسيف كلمة، كما ألقى الشاعر عوني سبيت زجلاً شعبياً، والشاعر عصام العباسي أبياتاً من الشعر.
وتكلم باسم لجنة الدفاع عن الأراضي المحامي محمد ميعاري.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وشيعت الألاف من كفركنا والناصرة وقرى الجليل جثمان الشهيد محسن يوسف طه الى مثواه الأخير بعد ظهر يوم الأربعاء 3/31.
ولدى
الـضريح وقف الرفيق صالح عبد القادر طه مؤبناً الشهيد ودعا الألاف الى
الوقوف في وجه مؤامرات الأرض التي سقط الشهيد دفاعاً عنها. وقال لا طائفية
ولا عائلية بعد اليوم فالدفاع عن الأرض وحّد الجميع. واقترح بناء مدرسة
جديدة على اسم الشهيد محسن، شهيد الأرض.
كما
أبّن الشهيد رئيس لجنة الطلاب في مدرسة كفركنا الثانوية، وتلاه رئيس
المجلس المحلي في كفركنا السيد محمد سليم طه الذي قال ها قد حققنا شعار
"بالروح بالدم نفديك يا جليل" ودعا للتمسك بالأرض التي يسقط الشهيد فداءً
لها.
وفي
جامعة حيفا تجمع حوالي 250 طالباً من طلاب الجامعة العرب واليهود وفي باحة
الجامعة في اجتماع صامت لمدة نصف ساعة حداداً على أرواح ضحايا "يوم
الأرض". أما في التخنيون فقد شارك الطلاب العرب في كلية الهندسيين جماهير
شعبهم عزاءهم باستشهاد أبنائهم الست بالوقوف دقيقة حداد (يوم الخميس) في
ساحة المعهد.
وأضرب
طلاب المدرسة الثانوية البلدية في الناصرة يوم الأربعاء 3/31 استنكاراً
للقتل والاعتداءات الوحشية التي قامت بها قوات حرس الحدود والجيش والبوليس
ضد السكان العرب المشتركين في الاضراب.
وفي
بير السبع أعلن الطلاب العرب في جامعة بن غوريون الاضراب ووزعوا منشوراً
يحتجون فيه على مصادرة الأراضي، وانتهك البوليس حرمة الجامعة، فدخل حرم
الجامعة لتصوير الطلاب العرب المضربين في 76/3/30.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وعادت
اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي العربية وأصدرت بياناً طالبت فيه بتأليف
لجنة تحقيق على المستوى البرلماني والشعبي للتحقيق في جرائم القتل
والاعتداء على المواطنين العرب في يوم الاضراب، كما توجهت الى المحامين
العرب بتحضير شهادات على القسم من جميع المتضررين لابرازها أمام لجنة
التحقيق وفي المحاكم للمطالبة بالتعويضات. كما توجهت الى العمال العرب
الذين يفصلون من أعمالهم بموافاة اللجنة باشعارات الفصل وبالتوجه الى
مجالس عمال بلدهم للاحتجاج على الفصل وطلب تدخل هذه المجالس على الفور.
وطالبت
اللجنة قيادة الهستدروت بالتدخل الفوري لوقف عملية الانتقام من العمال
العرب في أماكن عملهم لمنع هذا الاعتداء السافر على حقوق العمال العرب.
وناشدت
اللجنة القطرية القوى الدمقراطية والمتعقلة اليهودية للتضامن مع نضال
السكان العرب العادل في سبيل حقوقهم دفاعاً عن أراضيهم المهددة بالمصادرة.
وباشرت
لجنة تحقيق مؤلفة من عشرات المحامين العرب في جمع الافادات والبيانات في
قرى سخنين وعرابه وديرحنا للكشف عن الجريمة المروعة التي ارتكبتها قوات
الأمن ضد السكان العرب في 30 آذار يوم الاضراب الشامل للاحتجاج على مصادرة
الأراضي.
هذا وعلم أن صندوق المرضى (كوبات حوليم) رفض دفع رسوم معالجة الجرحى في المستشفيات من أعضاء صندوق المرضى.
وفي
بيان أصدرته الحكومة برئت قوات الأمن من مسؤولية المذبحة الوحشية التي
ارتكبتها في قرى الجليل والمثلث. وجاء في البيان "أن استخدام السلاح وقع
حين تعرضت حياة هذه القوات للخطر نتيجة الهجوم المنظم عليها ورجمها بوابل
من الحجارة"، وهدف الى اعادة النظام الى نصابه بأسرع ما يمكن.
وفي
اجتماع مجلس الهستدروت العام الذي عقد في 4/1 تصدى الشيوعيون وفي مقدمتهم
يشوعا ايرغا وجمال موسى وبنيامين غونين وابراهام لفنبراون بشجاعة لحملة
التحريض الهوجاء ضد العرب والشيوعيين، وقدمت يافة غبيش اقتراح الكتلة
الشيوعية بخصوص يوم الأرض فنددت بجرائم القتل واطلاق الرصاص على المواطنين
العرب وطالبت باعادة العمال العرب المفصولين بسبب اضرابهم الى عملهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
أقيم
في تل أبيب لجنة باسم "لجنة التضامن مع النضال ضد المصادرة" تضم مجموعة
كبيرة من الشخصيات الدمقراطية والتقدمية في البلاد، بدأت نشاطها بمظاهرة
سلمية نظمتها في تل أبيب باشتراك الشيوعيين والدمقراطيين اليهود يوم السبت
4/3. هذا وتعرض المتظاهرون الى اعتداء غاشم من بعض العناصر المتطرفة الا
أنهم واصلوا التظاهر وحملة الشرح للمواطنين.
وأصدرت شخصيات يهودية مرموقة (هآرتس 76/4/5) بياناً طالبت فيه اقامة لجنة تحقيق حيادية في أحداث يوم الارض هذا نصه:
"نحن
الموقعين أدناه نطالب باقامة لجنة شعبية مستقلة تؤلف من شخصيات يهودية
وعربية لتوضح أسباب قتل وجرح واعتقال مواطنين عرب في دولة اسرائيل". ووقع
على هذا البيان: البروفسور ي. لايبوفيتش، البروفسور ع. أ. سيمون، نتان
يلين مور، غرشون بلوتكين، البروفسور ج. أوفنهايمر، البروفسور دان ميرون،
دان كيدار، الرسامة روت شلوس، البروفسور ي. دانتسيغير، البروفسور أ. زاكس،
خنوخ لافين، ارتور غولد رايخ، البروفسور فولتر عراب، الدكتور ابيشاي
مرغرليت، يهونتان غيفن.
ووصل الى قرى البطوف وفوداً من القوى الدمقراطية اليهودية من حيفا وتل أبيب.
هذا
وتعرض المحامي ابراهام ملاميد لاعتداء فظ من بوليس كفرسابا، أثناء ظهوره
أمام المحكمة دفاعاً عن المعتقلين من المثلث يوم الاضراب وما أن طالب
الكشف عن أجسام المعتقلين لرؤية علامات الضرب والتعذيب، وقام المعتقلون
بذلك، حتى هاجمه رجال البوليس فمزقوا قميصه وقذفوا في وجهه غازاً مسيلاً
للدموع واتهموه بعرقلة نشاط البوليس وبخرق القانون والنظام.
وأصدرت
حركة النساء الدمقراطيات بياناً بمناسبة يوم الأرض، طالبت فيه بعد
الاحتجاج على تصرف الشرطة وحرس الحدود والجيش باقامة لجنة تحقيق.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وعقد
مؤتمر صحفي في تل أبيب حضره رؤساء المجالس المحلية في عرابه وسخنين
وديرحنا الاخوان محمود نعامنه وجمال طربيه ومحمد نمر حسين، كما حضره تركي
فيصل شاهد عيان من كفركنا، والاستاذ رجا خطيب ناطق باسم مجلس محلي ديرحنا،
وفرج بدارنه شاهد عيان من عرابه، وممثلان عن اللجنة القطرية للدفاع عن
الأراضي هما القس شحاده شحاده وصليبا خميس، ودحض الرؤساء الثلاثة بلاغات
السلطة حول تصرفات قوات الأمن ونددوا بالعدوان الدموي على السكان. وشرح
المشتركون تفاصيل الاعتداء البوليسي الغاشم على المواطنين في يوم الأرض،
مؤكدين أن الاضراب كان تعبيراً عن الاحتجاج على سياسة مصادرة الأراضي، كان
اضراباً سلميًا حولته قوات الأمن الى يوم دموي كانت حصيلته في سخنين 3
قتلى و21 جريحاً و65 معتقلاً، وفي عرابه قتيل واحد و21 جريحاً بالرصاص و10
بالضرب واعتقل 51 شخصا.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
قامت
سلطات البوليس بحملة اعتقالات شملت حوالي ال- 250 شخصاً من مختلف المدن
والقرى العربية بحجة التحقيق. وتعرض العديد من المعتقلين للضرب والتعذيب
وكثيرون كسرت أيديهم أو أرجلهم بعد الاعتقال مثل خالد شباط من نحف (14
سنة)، محمود شاكر عباس (نحف) الذي كسرت رجله بعد أن تعرض لاعتداء الشرطة
عليه بعد اعتقاله والتلميذ جبور جبور الذي ضربه أفراد الشرطة بوحشية في
بيت جده في الناصرة وكذلك محمد مصاروة من الطيبة الذي كسرت يده في السجن.
وبينما
كان زياد حسين ويوسف عقدان من ديرحنا في طريقهما الى محطة تاكسيات عسفيا
في حيفا يوم الخميس 76/4/10 شاهدهما شرطي من الذين اشتركوا في الهجوم
الاستفزازي على أهالي ديرحنا في يوم الأرض وعرفهما، فاستنفر شرطيين آخرين،
ولاحقوهما في الشوارع حتى أمسكوا بهما وراحوا ينهالون عليهما بالضرب دون
أي مبرر، وأخذوهما الى مركز الشرطة حيث وجهت لهما المزيد من الشتائم
والضرب. وبعد ذلك أطلق سراحهما دون كفالة أو اتهام.
واستمرت بعد يوم الأرض الاعتقالات التعسفية لتصبح حملة ارهاب.
والى
جانب الارهاب البوليسي فصل العديد من العمال من عملهم بحجة الاضراب في يوم
ا لأرض والتغيب عن عملهم، أما ادارة مصنع آتا فاستمرت حتى يوم الثلاثاء 13
نيسان ترفض اعادة العمال العرب المفصولين الى عملهم.
هذا
وقرر مجلس كفرياسيف المحلي ومجلس طرعان المحلي استنكار العدوان الآثم الذي
ارتكبته فوات الأمن ضد المواطنين العرب في يوم الأرض، وطالبا بتأليف لجنة
تحقيق، كما قرر مجلس البقيعة المحلي الاحتجاج على مصادرة الأراضي العربية
وفصل عمال من أعمالهم المطالبة بالغاء المصادرة وارجاع العمال الى عملهم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
بأشد
مشاعر الاستنكار استقبلت الجماهير العربية في أواسط نيسان 76 أوامر
المصادرة الجديد، الصادرة عن وزير المالية بموجب قانون الأراضي الانتدابي
(التملك للأغراض العامة)، وتشمل المصادرة أراض تخص القرى المجاورة لكرمئيل
وكذلك قرى المكر وكفركنا والمشهد والرينة وعين ماهل ومدينة الناصرة.
وحسب
أوامر المصادرة قررت الحكومة الاستيلاء على 7490 دونماً في منطقة عكا
(بجوار كرمئيل)، و 2069 دونماً في منطقة عكا (أراضي المكر)، و4722 دونماً
من أراضي الناصرة والرينة وعين ماهل والمشهد وكفركما.
وعلم
أن المجالس المحلية العربية ولجان الدفاع عن الأراضي ستواصل نضالها بتصمسم
أشد لمقاومة سياسة المصادرة، كما قررت اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي
التوجه بصورة عاجلة الى عدد من كتل الكنيست لاجراء مناقشة برلمانية حول
المصادرة لابطال قرار الحكومة بشأن المصادرات الجديدة.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
وهكذا
خلق يوم الأرض الخالد، بنضال الجماهير العربية، بدم شهدائها وجرحاها،
بوحدة الصف الوطنية الرائعة التي تبنتها، بتصميمها الدفاع عن حقها في
العيش في وطنها بكرامة ومساواة ووضع حد لسياسة الاقتلاع والهدم والتشريد
والتمييز.
وأصبح
يوم الأرض يوماً تاريخياً، يحتفل به في كل عام في 30 آذار تكريماً لذكرى
الشهداء ومتابعة للنضال دفاعاً عن الأرض، ومن أجل المساواة والسلام العادل
لأن سياسة السلب والاقتلاع لم تنته. واحتفل بهذا اليوم ليس فقط الجماهير
العربية في اسرائيل والقرى الدمقراطية اليهودية المتضامنة معها. بل أبناء
الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية والقطاع وغزة والقدس العربية وفي العالم
العربي كله، واحتفلت به القوى التقدمية في أماكن عديدة في العالم.
وعاماً
بعد عام في 30 آذار احتفل بيوم الأرض بمبادرة اللجنة القطرية للدفاع عن
الأراضي العربية، ب
الاضراب العام في بعض السنين، وتنظيم المهرجانات
الضخمة التي عقدت في أماكن مختلفة باشتراك الآلاف وكانت قرى البطوف دائماً
في مركز هذه الاحتفالات وتميزت المهرجانات باشتراك الآلاف وبالمسيرات
الجماهيرية من القرى الى المهرجان. وأصبحت احتفالات يوم الأرض معبراً عن
الوحدة الوطنية للجماهير العربية، وأقيم في سخنين نصب تذكاري لشهداء يوم
الأرض من تصميم الفنانين غرشون كنيسبل وعبد عابدي هو رمز النضال والتضحية
دفاعاً عن الأرض.
وقامت
لجنة الدفاع عن الأراضي بنضالات واسعة متنوعة دفاعاً عن الأرض والمسكن،
وكانت العنوان لكل قرية أو فرد وقع ضحية لسياسة الهدم والسلب والتشريد.
ولم
تهمل اللجنة القطرية للدفاع عن الأراضي الجماهير العربية في المدن
المختلطة وأوضاعها السكنية الصعبة، ومؤامرات السلطة لنقل عرب عكا ويافا
الى أماكن أخرى. وعقد في 82/2/27 بمبادرة اللجنة القطرية للدفاع عن
الأراضي مؤتمر "الأرض والمسكن" الذي طرح الأوضاع القاسية التي تعيشها
الجماهير العربية في المدن المختلطة والمشاكل التي تواجهها، وطالب بتأمين
المساواة لها في الخدمات البلدية وحل قضية السكن الخانقة التي تعانيها،
ووضع حد لمشاريع الترحيل.
لقد
طرح نضال الجماهير العربية بقيادة لجنة الدفاع، قضايا الأرض والمسكن،
باستمرار أمام الرأي العام المحلي والعالمي، وزاد من تضامن القوى
الدمقراطية اليهودية مع الجماهير العربية، وصعب على حكومات اسرائيل
الاستمرار في عمليات المصادرة الواسعة. ومن ثمار يوم الأرض الغاء كل
القيود العسكرية التي كانت مفروضة خلالها سنوات طويلة على المنطقة رقم 9
في الجليل عام 1986، الأمر الذي مكن أصحاب هذه الأراضي من الوصول اليها
بحرية وفلاحتها واستثمارها.
ولا
بد من الاشادة بلجنة الأربعين (القرى غير المعترف بها) التي تأسست في
كانون أول 1988 في اجتماع عقد في قرية عين حوض (غير المعترف بها)، باشتراك
ممثلي القرى غير المعترف بها وشخصيات يهودية وعربية. وقامت هذه اللجنة
بعمل كبير، في تنظيم نضال سكان القرى غير المعترف بها، وايصال قضيتهم الى
الرأي العام المحلي والعالمي، ولم تكتف اللجنة بالنضال السياسي بل قامت
بتحقيق حلول عينية للعديد من المشاكل التي واجهت السكان في هذه القرى
فأوصلت الماء والكهرباء الى العديد من القرى، وأقامت مراكز للخدمات الصحية
وغيرها. كما قامت بتنفيذ مشروع التخطيط الهيكلي القطري الذي يطرح الحلول
التنظيمية للقرى غير المعترف بها، وتم تقديم المشروع بعد انجازه الى حكومة
اسرائيل ووزارة الداخلية واللجنة العليا للتخطيط والبناء في اسرائيل،
ومطالبتها أخذ الحلول بالحسبان لدى اقدامها على حل المشكلة. ويشكل ال
من خلال الخارطة القطرية الجديدة للبلاد والتي صادقت عليها الحكومة في
مطلع 1993 عن تبني خارطة "لجنة الأربعين" بشكل جزئي، يشكل انجازاً هاماً،
كما أعلنت وزارة الداخلية في منتصف العام 1992 عن الاعتراف بقرى: الخوالد،
عين حوض، العريان، الضميده، الكمانة.. إلا أنه لم تتخذ الخطوات اللازمة من
قبل السلطة لتحويل هذا الاعتراف الى حقيقة ثابتة.
إن
لجنة أهالي كفربرعم ولجنة أهالي اقرث ونضالهم العنيد من أجل العودة الى
قريتيهما، هو جزء من النضال الذي شنته وتشنه الجماهير العربية دفاعاً عن
الأرض والسكن. لقد نجح هذا النضال في طرح القضية بشكل ملتهب أمام الرأي
العام وأمام الحكومة. وسيستمر هذا النضال العادل الذي ينال تأييد كل الناس
الشرفاء في البلاد، الى أن تتحقق عودة أهالي كفربرعم واقرث الى قريتيهما.
تبقى
قضية الدفاع عن الأرض والمسكن، وايقاف أعمال مصادرة الأراضي، والاعتراف
بالقرى غير المعترف بها، وايقاف أعمال الاقتلاع والسلب ضد العرب البدو في
النقب المستمرة بكل عنف، واعادة أهالي كفربرعم واقرث الى قريتيهما، تبقى
هذه القضايا قضايا ملحة في مركز النشاط الشعبي للجماهير العربية بتأييد
القوى الدمقراطية اليهودية.
ان
الدفاع عن الأرض هو دفاع عن الوجود، وهذه أمانة في أعناق الجماهير العربية
في البلاد. وكما أدت جماهير يوم الأرض الأمانة في 30 آذار 76 وبعده، فانها
ستؤدي حتماً الأمانة التي حملها اياها التاريخ بمتابعة النضال دفاعاً عن
الأرض والكيان والكرامة، ومن أجل المساواة والسلام العادل.