كلاهما
يعدان احد مظاهر تكاثف الرطوبة ، وكلاهما متشابهان في طريقة التكوين اذ
انهما نتاج لهبوط درجة الحرارة وبرودة الهواء . لكن في حالة الندى تهبط
درجة الحرارة الى ما قبل الصفر المئوي فقط ، بحيث تصل الى نقطة الندى Dew
Point ، اما في حالة الصقيع فدرجة الحرارة تهبط الى مادون درجة التجمد او
الصفر المئوي عندئذ لاتتحول الرطوبة من الحالة الغازية الى السائلة كما هو
الحال في الندى ، بل انها تتحول مباشرة من الحالة الغازية الى الصلبة
مباشرة دون ان تمر بحالة السيولة تماما او تحدث لها عملية تسامي فيزيائيا
Sublimation . فتكون لنا الصورة الجديدة للرطوبة وهي ما ان تكون صقيع
بللوري ابيض Hear Frost ، او هبوط شديد في الحرارة لا ندركه ماديا الا
بموت النباتات الحساسة (كالخضر والفاكهة) من جراء تعرضها لموجاته .
ومن هنا وجدنا ان الرطوبة اخذت مظهرين متباينين لنا هما
قطرات الماء التي تتواجد في ساعات الصباح الباكر على سطوح الاجسام الصلبة
(كالسيارات او زجاج النوافذ وغيرها ) او في مظهر الصقيع المادي الجسم
اللابيض ، او غير المادي الذي يضر بالمزروعات .
لكن للندى اثر مخالف عن الصقيع ، فالندى يساهم الى حد
كبير في استمرار الزراعة البعلية بالمناطق شبه الجافة ، اذ ان تكاثفه في
الساعات الاولى للصباح على اوراق النباتات يعطل عملية النتح منها ، كما
يقلل من درجة حرارة الاوراق ، تماما كاثر العرق بالنسبة للانسان ، الامر
الذي ينعكس على قلة معدل التبخر والنتح منها . و رغم ذلك يعارض شبيل
Ashbel في اهميته خاصة من زاوية معدله السنوي ، عندما طبق ذلك على بعض
مناطق الساحل الفلسطيني ، قدره بحوالي 200 مليمتر للعام ، الا ان
دافشيفاني Duvsevani ذكر انه بقياس المعدل السنوي للندى في نفس الساحل ،
وجد انه يقل بكثير عما سبق اذ انه لا يتجاوز 55 ميليمترا .
لكن هذا لا ينكر قيمة الرطوبة لدى المزارعين ، فمثلا
على ساحل مصر الشمالي قرب مدينة الاسكندرية وصل المعدل السنوي للندى 123
ميليمترا ، ويعتمد عليه في زراعات متعددة لاشجار التين وغيره من المروعات
هناك . كما يهتم مزارعواليمن بالندى وعلاقته بنجاح زراعة البن .
كذلك تمكنت النباتات الصحراوية (البرية) من الحصول على
اكبر قدر من الندى بواسطة انتشارها المتباعد و زيادة الفواصل فيما بينها ،
الامر الذي يخفض من حرارتها الى اقل من الوسط المحيط بها كما يجعل كل تجمع
نباتي قادرا على الترسيب عليه ، واكدت بعض الدراسات ان مقدار ما تحصل عليه
بعض الشجيرات الصحراوية من الندى يزيد بمقدار 40 بالمائة عما تحصل عليه من
المناطق المحيطة بها .
كذلك قد يضيف الندى القدر القليل من الماء للخزان
الجوفي ، رغم انه قد يكون الحجم الاجمالي للتساقط الندى كبيرا (بحيث يصل
الى 40 مليمتر في العام ) كما تتمكن حيوانات الرعي ببيئة الصحاري ان ترعى
على الكثبان المغطاة بالنباتات ، الامر الذي يمكنها من الحصول على كمية
محددة من الماء التلقائي بهذه الطريقة .
أما الصقيع فله اضاراه و آثاره السلبية على النباتات
وعلى الانسان معا . اذ انه عندما يحدث تدني للحرارة تحت الصفر ، فان
المحاصيل الحساسة للبرودة كالموالح والخضراوات تضار او تهلك تماما ، ربما
كان هذا مبعثه تمدد حجم السوائل بمقدار تسعة امثالها ، الامر الذي يؤدي
الى هلاك هذه النباتات الزراعية . من هنا لجأ مزارعوا الموالح في
كاليفورنيا الى عدم زراعة الموالح في بطون الاودية حيث يرتبط حدوث الصقيع
بالحركة اليومية للرياح خاصة نسيم الجبل البارد عند انزلاقه اليها ، لذا
قاوموا بزراعة الموالح على جوانب الاودية لتفادي حدوثه واضراره النباتية
في الاراضي المنخفضة والمجاورة لها .
الموضوع الأصلي :
الندى والصقيع الكاتب :
المدير{ع~المعز}العامالمصدر :
منتديات طموح الجزائرالمدير{ع~المعز}العام : توقيع العضو
|