كنت قد جمعت كل أوراقي , مزقت بعضها ورميت الآخر وهززت المهد بذلك المارد ليعود إلى سباته من جديد.. ربما هي لحظة من لحظات الجنون تلك التي جعلتني اخرج لأستكشف الكون , هذا الفسيح الضيق الكئيب أو المليء الفارغ !! لست اعرف بما اسميه بل إني لم أجد إلا جهلي يحيطني ويتحوطني حتى مللت البحث عن النتائج والاستنتاجات وقلت ما الذي أخرجني من جحري ؟؟ ما الذي جعل الأخرس يتكلم ويسمع ؟ ما الذي جعل الحروف تتشكل وقد علمت انه ما من داعي لتشكلها ؟ هل هي دموعي التي ما عاد لي جهد لأمنعها أم هي آهة أبت إلا أن تخرج وتخلع صدري وحنجرتي وتقول مللت سخافة هذه الحياة..!!
لازالت تلك اللحظات تتكرر وتعيد نفسها أمامي , لا تبارح فكري ومخيلتي! كرسيها المتحرك الأسود الذي مررت بجانبه وهو ثابت ينتظر أن يجلسوها عليه أم تراه لن يكون ذلك مرة أخرى !! أنفاسها التي تحيط بالمكان , حجرتها المغلقة تلك التي تجمدت رقبتي حتى لا التفت وارى بابها وسارعت لأتجاوزها حتى لا أفكر بالتي في داخلها... لكن هيهات هيهات ان يتركني عقلي اللعين وكيف يكف عن تذكيري وعرض صورها أمامي فهاهي تناولني كسرة خبز أعدتها في ذلك اليوم وعلى وجهها ابتسامة جعلتني حينها أبادلها بالمثل واليوم أصبحت لي غصة..!!
واليوم اين ذهبت تلك الابتسامة وأي قوة قادرة على إرجاعها ولو بأخرى مزيفة !؟ افترستها أشباح الألم ومزقت كل اثر لها وغير المرض من ملامحها وبدلها بأخرى لا احد يعرفها !!
صافحت صديقي وتركته وعدت أدراجي وأنا أتأمل يدي التي سلمت عليه فمسكين أيها الإنسان هل تراك مازلت تتنفس , تنظر وتتلفت ,تشرب الماء وتتكلم ! وأمك يا صديقي لا تعرف متى ترحل !! وانه عالم مدهش, تباع فيه النفوس وتشترى ! هذا يضحك غير دار بشيء وأخر يبكي ويحزن وآخرون يجرون ويلهثون...!! أما أنا فقد عدت إلى مخدعي وقد عرفت انه محيط هذا العالم واسماك يسيرها التيار فتسير معه وضده وخلية من النحل تسمع طنينه ولا تفهم ما الذي يقال...وبكاء ورقص على أصوات الرصاص وأمل ويأس حتى تأتي النهاية..
الموضوع الأصلي :
ألوان الألم........................... الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر