قصيدة الأزهر للدكتور صبري أبوحسين
كان الأزهر – وما زال وسيظل بإذن الله تعالى- شريفًا في اسمه، شريفًا في شيوخه، شريفًا في معلميه، شريفًا في طلابه، شريفًا ماضيًا وتراثًا، شريفًا واقعًا وحاضرًا، شريفًا مستقبلاً، بتوفيق الله عز وجل:
المَـماليكُ تَمَشّى ظُلمُـهُـم ظُلُماتٍ كَدُجـى اللَيـلِ حِجـابا
كُـلُّهُم كافـورُ أَو عَبـدُ الخَنا غَـيـرَ أَنَّ المُتَنَـبّي عَنهُ خـابـا
وَلِـكُـلٍّ شيـعَـةٌ مِن جِنسـِهِ إِنَّ لِلشَـرِّ إِلى الـشَـرِّ اِنجِـذابا
ظُلُماتٌ لا تَرى في جُنحِها غَيرَ هَذا الأَزهَرِ السَمحِ شِهابا
وقد ولدتُ به طالبًا في جميع مراحله الدراسية: ابتدائيًّا وإعداديًّا وثانويًّا وجامعيًّا، ودراسات عليا، فما وجدتُ فيه إلا كل خير: في كتبه، وفي تعليمه، وفي فكره... وسطية حقة مريحة في كل المجالات:دينيًّا وثقافيًّا وسياسيًّا.وقد جاءت هذه القصيدة بعد حصولي على درجة الدكتوراة، كأنها وفاء شعري لهذا الصرح الشامخ، رغم كل ما يوجه إليه من اتنقادات، ويصيبه من انتكاسات، أقول فيها:
ركن ركين يرتقي ويرفرف حـامي ثوابـت دينـنا ومعـرِّف
يعلو بدين الله أسمى رتبة هو أزهر هو ماجـد هو منصف
قد واجه الإلحاد صلبًا صامدًا فـي كـل خطـب ثـابـت متوقـف
في كل بيت من هداه رسالة كل البوادي والحواضر تعـرف
من كل بلدان السلام جميعها يـأوي إلـيه كـل داعٍ مـرهـف
حصن لكل مجاهد بشجاعة فـي نشــر شـرع الله لا يتوقف
ومن الرحيق الأزهري طِلابه من نبعه الصافي صلاحًا يغرف
تمضي السنون سريعة ومخيفة وهـو الضيا مصرٌ به تتشرف
ألف من الأعوام مرت بغتة مع غيرها وهو الجليل ملطف
تاريخـه نـزهو به هو فـخرنا مـن يلتجئ لشيـوخه لا يرجف
هذا "الظواهريْ" شامخ ومطور مثل "المراغيْ" زاهر ومؤلف
"خضر الحسين" التونسيُّ مرابط يحـيي بلاغـة إرثـنا، ويُشنِّف
"جاد الحـقـوق" مكـافـح ومجـاهد هـو للشـريعـة حـارس لا يجحف
من نورهم أحببت شيخًا نابغًـا: الحبـر "شعراويَّنا" المتـصـوف
قرآنـنا أحـياه فيـنا محـسـنًا فـإذا الجـمـيـع لـروحـه يـتـرشـف
شبه "الغزاليْ" قدوة في عصرنا يدعـو بعقـل مخلص لا يقصف
قد جادل التغريب في أحزابه وعلى العِدَى صقرُ الهدى يتخطَّف
من هديهم" قرضاويٌ" متشرِّب مـاء َالأصالـة بالشريعـةِ يُؤلـف
يشفـي بــيـانُ لسـانـه أمـراضـنا بتـفــقـه مـتـطـور يــتـضـاعــف
و الآخـرون مـن الشـيـوخ أجـلَّـةٌ بـرزانـة وفـصـاحـة، تـتـلطــف
***
يـا نـاشئـيـن بـأزهـر عيـشوا بهـم هـم عـزة، هـم مـنعـة وتَشـرُّف
تـلـك الشـيـوخ مـآذن ومـنـابـر فـي أربـع دومـًا بهـم تتـزخـرف
هـذي عـمائمـهم تـنـادي للـهـدى أقـلامـهـم ذات الضـيـا لا تـعنـف
حـفـظوا الثـوابـت كـلـها وسـط الدجى بــمـروءة وثـقـافـة لا تـضـعـف
أعـمـى البـصيـرة عــنــدهـم مـستـبـصر والـكـل مـنـهـم آخـذ لا يـأنـف
عـرف القـريـب مـقامـهم وجـهادهم والأعـجـمـيُّ لحـبـِّهـم يـتـزلف
يـا ربـنـا احـفـظـهمُ لـطـفًا بـنا مـع أزهـر مـتـرسـخ لا يـرجـف
احـفـظـهـمُ مـن كـل بـاغ سـيـئ ينوي الخيـانة جاهدًا يـتـعـجـرف
غـاروا مـن الركـن الحصـيـن المجتبى الأزهر الغالي الذي لا يقطف رب استجب من شاعـر مـتـأزهـر فـي حـفـظ أزهـرِ ديـنـه يتكاتف
صبري أبوحسين:
15/12/2000م
قرأتها لكم في الوراق
أعجبتني فنقلتها لكم ......
المصدر: منتديات شباب ليبيا - من قسم: شعر و قصائد
الموضوع الأصلي :
قصيدة الأزهر للدكتور صبري أبوحسين الكاتب :
عبد النورالمصدر :
منتديات طموح الجزائر